تاريخ النشر 2 مايو 2015     بواسطة الدكتورة هيام عبدالسلام ابورمش     المشاهدات 201

العناية بجدعة الحبل السري

الحبلُ السُّرِّي بنيةٌ مرنة تحتوي على أوعية دمويّة. يصلُ الحبلُ السُّرِّي الجنينَ مع أمِّه خلالَ فترة الحمل. ويُقطَع هذا الحبلُ بعدَ ولادةِ الطّفل، ويبقى بشكل جَدعَة (أو جذر) من النَّسيج، وتجفُّ هذه الجَدعةُ وتسقط بعدَ حوالي أسبوعٍ أو اثنين. ولكن، لابدَّ من العناية بجَدعة الحبل السُّرِّي إلى حي
ن حدوثِ ذلك، ممَّا يقي من العدوى والتهيُّج. يمكن الحفاظُ على نظافةِ جَدعَة الحبل السُّرِّي بشكلٍ عام بتركِها وحدها، وعندما تتَّسخ أو تصبحُ دبقة تُنظَّف بالماء فقط. ويجب الانتباهُ إلى إبعاد حِفاظ (حِفاض) الطِّفل عن الجَدعَة كي لا يغطّيها، ويمكن تحميم الطِّفل بالإسفنجة إلى أن تسقطَ الجَدعَة. لا يشيعُ حدوثُ المُضاعفات ما دامَ الحبلُ السُّرِّي جافّاً ونظيفاً، بيدَ أنَّها ممكنة الحدوث، فقد يتشكَّلُ أحياناً فتقٌ سرّي أو ورم حُبيبي سرّي، وتشفى وحدها في معظمِ الحالات، وقد تحتاجُ للعلاج في حالاتٍ أخرى. ويجبُ إبلاغُ مُقدِّم الرِّعاية الصحيّة حالاً عندَ ملاحظة علامات العدوى، ومنها:
بكاء الطِّفل عندَ لمس الحبلِ السُّرِّي أو الجلد المجاور له.
حمَّى.
مفرزات صفراء كريهة الرَّائحة.
احمرار أو تورّم الجلد في المنطقة المحيطة بالحبل السّرِّي.
مقدمة
الحبلُ السُّرِّي بنيةٌ مرنة تحتوي على أوعية دمويّة. وهو يصلُ الجنينَ مع أمِّه خلالَ فترة الحمل. يُقطَع الحبلُ بعدَ ولادةِ الطّفل وتبقى جَدعَة من النَّسيج، وتجفُّ الجَدعَة وتسقط بعدَ حوالي أسبوعٍ أو اثنين. وإلى أن يحدثَ ذلك، يجبُ العناية بجَدعَة الحبل السُّرِّي. تساعدُ هذه المعلوماتُ الصحية على فهمِ كيفية العناية بجَدعَة الحبل السُّرِّي، وتشرح كيفيةَ الحفاظ على المنطقة جافّة ونظيفة، والمُضاعفات المُحتملة، ومتى يجبُ إبلاغُ مُقدِّم الرِّعاية الصحيّة عن جَدعَة الحبل السّرِّي.
الحبل السري
يحيطُ بالطِّفل، خلالَ فترةِ الحمل، سائلٌ خاص يُدعى السّائل السَّلوي، ويحيطُ بهما محفظةٌ تُدعى بالكيس السَّلوي أو الأمنيوسي، توجدُ داخلَ الرَّحم. يحصلُ الطّفلُ على غذائه في أثناء الحمل من المشيمة، وهي عضو يوجدُ بينَ الكيس السَّلوي (الأمنيوسي) والرَّحم الذي ينمو مع الطّفل خلالَ فترةِ الحمل. يوصلُ الحبلُ السّرِّي العناصرَ الغذائية إلى الجنين في أثناء وجودِه في الرَّحم. يُقطَعُ الحبلُ السّرِّي حالَ ولادةِ الطّفل بملاقطَ خاصّة، وهو إجراءٌ غيرُ مؤلم للطّفلِ أو الأم. تبقى جَدعَةٌ من نسيجِ الحبلِ السُّرِّي في سُرّةِ الطّفل لحوالي أسبوعٍ أو اثنين بعد ولادة الطفل، ويبلغ طولُها حوالي 1 إلى 2.5 سم. يتغيّرُ لونُ الجَدعَة من الأخضر المصفر إلى البني، ثمَّ تسودُّ عندما تجف، وتسقطُ الجَدعَة بعدَ أن تجف. من المهم اتِّباع تعليماتِ مُقدِّم الرِّعايةِ الصحيّة عند الاعتناء بجَدعَة الحبل السُّرِّي، ممَّا يقي من العدوى أو التهيّج.
العناية بجدعة الحبل السري
من المهمِّ الحفاظُ على نظافةِ وجفاف جَدعَة الحبل السرّي، ممَّا يقي من العدوى والتهيُّج، كما قد يسرّعُ سقوط الجَدعَة وشفاءَ السّرّة. يمكن الحفاظُ على نظافةِ جَدعَة الحبل السُّرِّي بشكلٍ عام بتركِها وحدَها، وعندما تَّتسخ أو تصبحُ دبقة تنظَّف بالماء فقط. تُجفَّفُ الجَدعَةُ بإبقاءِ قطعةٍ قماش نظيفة حولها، أو بتهويتها بقطعة من الورق. قد ينصحُ مُقدِّم الرِّعايةِ الصحيّة باستخدامِ الماء النقي والصَّابون لتنظيف جدعة الحبلِ السّرِّي مرةً كلَّ يوم إلى أن تسقط. يساعدُ تعريضُ الجَدعَة للهواء على جفافِها وسقوطها، ويُفضلُ أن يرتديَ الطفل حِفاظاً وقميصاً خفيفاً إذا كان الطَّقسُ دافئاً لتحسينِ جريان الهواء حولَ الجَدعَة. يجبُ الانتباهُ دوماً إلى إبعاد حِفاظ الطِّفل عن الجَدعَة كي لا يغطّيها، ويمكنُ ثنيُ الحفاظ إلى الأسفل كي لا يلمسَ الجَدعَة، أو قصُّ منطقة من مقدِّمة الحفاظ إذا لم يكن طيُّه مفيداً. يُفضَّلُ تحميمُ الطِّفل بالإسفنجة إلى أن تسقط الجَدعَة، ويمكنُ بعدَ سقوطها تحميمُ الطفلِ في حوض استحمامٍ للأطفال أو مغسلة. يجبُ عدمُ شدِّ الجَدعَة أو محاولةُ جعلها تسقط، بل لابدَّ من تركِها تسقطُ وحدها. يجب الاستمرار بتنظيف وتجفيف المنطقة حولَ السرّة بعدَ سقوطِ الجَدعَة حتى تشفى تماماً. قد تُلاحظُ بقعةً حمراء تبدو كاللحم النيء بعدَ سقوطِ الجَدعَة، وقد تنزُّ كمية صغيرة من السَّائل أو الدَّم من منطقة السرّة، وهو أمرٌ عادي في الأيام الأولى بعدَ سقوطِ الجَدعَة.
المُضاعفات
لا يشيعُ حدوثُ المُضاعفات طالما بقيت جدعَة الحبل السُّرِّي جافّة ونظيفة، إلا أنَّها ممكنة الحدوث، ومن المهم معرفتها تحسُّباً لحالِ حدوثها. يتشكَّلُ أحياناً ورمٌ حبيبي سرّي، وهو كتلةُ صغيرة حمراء من النسيج النّدبي، ويبقى على السرَّة بعدَ سقوطِ الجَدعَة. قد يخرجُ سائلٌ مصفر من الورم الحُبيبي السرّي، وغالباً ما يستمرُّ لحوالي أسبوع. قد تكون هناك حاجة إلى علاجِ الورم الحُبيبي السرّي في حالِ بقائه أكثر من أسبوع، وفي هذه الحالات، يقومُ مُقدِّمُ الرِّعاية الصحيّة بكيّه. من الممكن أن يصابَ الطّفل بفتق سرّي أيضاً، وهو فتحةٌ صغيرة في عضلات جدار البطن، تسمحُ للنسيج بالبروز في حال وجود ضغطٍ في البطن. تبدو منطقةُ الفتق كأنها تندفع للخارج عندما يبكي الطفل المصاب بفتق سرّي، وغالباً ما يشفى وحده خلالَ 12 إلى 18 شهراً. قد تكون هناك حاجة لإجراءِ الجراحة إذا لم يشفَ الفتق السّرِّي وحده، حيثُ تغلقُ الجراحة الفتحةَ في عضلاتِ جدارِ البطن لتمنعَ النَّسيج من البروز للخارج.
متى يجبُ إبلاغ مُقدِّم الرِّعاية الصحيّة؟
تتضمّنُ العنايةُ بجَدعَة الحبل السُّرِّي أيضاً مراقبةَ حدوث علاماتِ مشكلة ما، ومع أنَّ العدوى نادرة، إلاَّ أنّها قد تحدث. يجبُ إبلاغُ مُقدِّم الرِّعاية الصحيّة حالاً عندَ ملاحظة علامات عدوى، ومنها:
بكاء الطِّفل عندَ لمس جدعة الحبلِ السُّرِّي أو الجلد المجاور لها.
حمَّى.
و تشمل علامات العدوى أيضاً:
مفرزات صفراء كريهة الرَّائحة.
احمرار أو تورّم الجلد في المنطقة المحيطة بالحبل السّرِّي.
تسقطُ جَدعَةُ الحبل السُّرِّي عندما يصبحُ عمرُ الطفلِ أسبوعين، وقد يستغرقُ ذلك وقتاً أطولَ في بعضِ الحالات، بيدَ أنَّه لابدَّ من إبلاغِ مُقدِّم الرِّعاية الصحيّة إذا لم تسقط الجَدعَة عندما يصبحُ عمرُ الطفلِ شهراً واحداً. كما يجبُ إبلاغُ مُقدِّم الرِّعاية الصحيّة إذا استمرَّ النزفُ بعدَ سقوطِ الجَدعَة، ومن الطَّبيعي وجودُ كميةٍ صغيرة من الدَّم في الأيام القليلة الأولى من سقوطِ الجَدعَة.
الخُلاصة
الحبلُ السُّرِّي بنيةٌ مرنة تحتوي على أوعية دمويّة. يصلُ الحبلُ السُّرِّي الجنينَ مع أمِّه خلالَ فترة الحمل. يُقطَع الحبلُ بعدَ ولادةِ الطّفل وتبقى جَدعَة من النَّسيج، وتجفُّ الجَدعَة وتسقط بعدَ حوالي أسبوعٍ أو اثنين. ولابدَّ من العناية بجَدعَة الحبل السُّرِّي إلى حين حدوثِ ذلك، ممَّا يقي من العدوى والتهيّج. يمكن الحفاظُ على نظافةِ جَدعَة الحبل السُّرِّي بشكلٍ عام بتركِها وحدها. وعندما تتسخ أو تصبحُ دبقة، تُنظَّف بالماء فقط. يجب الانتباه إلى إبعاد حِفاظ الطِّفل عن الجَدعَة كي لا يغطّيها، وتحميم الطِّفل بالإسفنجة إلى أن تسقط الجَدعَة. لا يشيعُ حدوثُ المُضاعفات طالما بقيت جدعَة الحبلُ السُّرِّي جافّة ونظيفة، إلا أنَّها ممكنة الحدوث، فقد يتشكَّلُ أحياناً فتقٌ سرّي أو ورم حُبيبي سرّي، وتشفى وحدها في معظمِ الحالات، ولكنها قد تحتاجُ للعلاج في حالاتٍ أخرى. يجبُ إبلاغُ مُقدِّم الرِّعاية الصحيّة حالاً عندَ ملاحظة علامات العدوى.


أخبار مرتبطة