نفجاره إلى الموت
• زرع أجهزة لتنظيم ضربات القلب
• تدمير أجزاء صغيرة من الأنّسجة التي تعوق التدفق الكهربائي خلال القلب
• فتح قنوات داخل عضلة القلب للسماح للدم بالتدفق من أجواف القلب مباشرة إلى العضلة القلبية
• تقوية قدرة الضخ عند القلب باستخدام عضلات مأخوذة من الظهر أو البطن
• استبدال القلب المُصاب عن طريق زرع قلب آخر من جسد أحد المتبرعين
مقدمة
عندما يتم تحضير المريض لعملية القلب المفتوح يكون من الطبيعي أن يشعر هذا المريض بالقلق، وأن ينشغل باله بالإجراءات وبالتجهيزات التي سوف ستستخدم.
إن التعرف على هذه الإجراءات والتجهيزات سيساعد على فهم الغاية منها.
كما أن شرح الأحاسيس التي ترتبط عادةً بهذه الأمور سيساعد المريض على الاستعداد للجراحة بشكل أفضل . إن معرفة المريض لما سيحدث سيخفف من قلقه ويساعد على شفائه.
إن كل إجراء وكل أنبوب وكل جزء من التجهيزات يؤدي دوراً معيناً في مساعدة المريض على الشفاء. وسوف تقدم المعلومات التالية الإرشاد والتوجيه للمريض ، وتفسر له الأحاسيس التي ترتبط بجراحة القلب المفتوح.
عشية يوم العملية وصباحه
في المساء السابق للجراحة ، أو قبل العملية بساعات، سوف يدخل المريض الحمام ليستحم، أو سوف يستحم قرب السرير. وسوف يستخدم صابوناً خاصاً لتنظيف صدره وساقيه. إن هذا الصابون خاص بقتل الجراثيم الموجودة على جلد المريض، فيساعد في الوقاية من العدوى بعد الجراحة.
وفي يوم العملية تتم حلاقة الشعر في مواضع معينة من جسم المريض، باستخدام آلة حلاقة مصنوعة لهذه الغاية خصيصاً. وبعد إزالة الشعر، سوف يستحم المريض مرة ثانية مستخدماً صابوناً خاصاً.
بعد استحمام المريض بالصابون الخاص يتم إدخال قثطرة وريدية، وهي أنبوب بالغ الرقة والنعومة، في ذراعه، ثم يعطى المريض المضادات الحيوية ضمن السوائل عبر أنبوب القثطرة المرن.
ينبغي ألا يأكل المريض وألا يشرب بعد منتصف الليلة السابقة ليوم العملية.
وقد يطلب الطبيب من المريض تناول بعض الأدوية صبيحة يوم العملية. وعندها سيخبر الطبيب مريضه عن الأدوية التي يجب أن يتناولها مع القليل من الماء. أما إذا كان المريض قد دخل المستشفى في الليلة السابقة ليوم العملية، فإن الممرضة ستحضر له هذه الأدوية ليتناولها مع كمية قليلة من الماء.
ثم يطلب من المريض الذهاب إلى المرحاض قبل دخوله إلى غرفة العمليات.
النقل إلى غرفة العمليات
عندما يحين وقت ذهاب المريض إلى غرفة العمليات، فإنه ستقدم له المساعدة لوضعه على نقالة ذات عجلات، ثم نقله إلى "منطقة الانتظار"، حيث يشاهد المريض فيها مرضى آخرين يستلقون على نقالات، ينتظرون إجراء الجراحة لهم أيضاً.
ومن المتوقع أن تكون هذه الغرفة باردة قليلاً وهادئة. وستعمل الممرضة في تلك القاعة على التأكد من أن كل شيء جاهز قبل إدخال المريض إلى غرفة العمليات، وسوف تقدم الممرضة المساعدة للمرضى إذا احتاجوا لأي شيء. ومن المتوقع أن يستغرق انتظار المريض في هذه القاعة نصف ساعة أو ساعة.
يقوم طبيب التخدير أو مساعده بوضع قثطرة وريدية في أحد ذراعي المريض أو في ذراعيه الاثنين معاً.
كما يضع طبيب التخدير أو مساعده قثطرة وريدية خاصَّة جانب عنق المريض. إن القثطرة الوريدية هي أنبوب صغير لين يتم إدخاله في الوريد، لتعطى من خلاله السوائل والأدوية. كما سوف يضع طبيب التخدير أو مساعده أيضاً قثطرة شريانية في معصم المريض من أجل مراقبة ضغط الدم لديه. وسيشعر المريض عند إدخال القثطرة الوريدية بوخزة سريعة وألم خفيف في مكان إدخالها، لكنه لن يشعر بعد ذلك بمرور السوائل والأدوية عبر القثطرة الوريدية.
يعطي طبيب التخدير أو مساعده بعض الأدوية للمريض عبر القثطرة الوريدية. إن هذه الأدوية تجعل المريض يحس بالتعب ثم يغرق في النوم. وعندما يحين وقت العملية يأخذ الممرضات المريض وهو على النقالة إلى غرفة العمليات. وتقدم الممرضة للمريض المساعدة عند استلقائه على طاولة العمليات، وقد يشعر المريض بأن تلك الطاولة صلبة وباردة. وفي هذا الوقت ستربط الممرضة ذراعي المريض إلى الطاولة بلطف، ثم تبدأ بغسل جلده بالصابون الخاص مرة أخرى.
وَحدة العناية المُرَكَّزة للجراحة القلبية
عندما يستيقظ المريض بعد العملية سيجد نفسه في وَحدة العناية المركَّزة للجراحة القلبية.
أثناء الجراحة يكون جسم المريض موصولاً بكثير من الأنابيب، فالغرض منها مراقبة حالته. إذ يتصل بعض هذه الأنابيب بأجهزة تُطلق أصواتاً مرتفعة مختلفة، مثل الطَّنين والصَّفير. تدعى هذه الأصوات "أصوات التنبيه".
إن وظيفة أصوات التنبيه هي تنبيه الممرضة لتقوم بفحص حالة المريض وضبط الأجهزة عند الحاجة.
فضلاً عن ذلك، سيشعر المريض بأن هناك أنبوباً موضوعاً في فمه، وأن ذلك الأنبوب يصل إلى القصبة التنفسية الهوائية الرئيسية أو الرُّغامى لديه. والرُّغامى أنبوب يوصل الهواء الذي يدخل من الفم والأنف إلى الرئتين.
وسوف يشعر المريض أيضاً بالشريط الذي ألصقته الممرضة على وجهه بجانب فمه، من أجل تثبيت أحد الأنابيب، وهو الأنبوب الذي ينقل الهواء إلى القصبة التنفسية الهوائية الرئيسية أو الرُّغامى. وهو الأنبوب الموصول بآلة التنفس الاصطناعي، وآلة التنفس الاصطناعي هي آلة كبيرة تقوم بعملية التنفس بدلاً من المريض، أثناء العملية وبعدها مباشرةً.
لن يكون المريض قادراً على الكلام طالما بقي الأنبوب في فمه، لكن الممرضة سوف تساعده على التواصل من خلال إشارات اليدين وتدوين الملاحظات.
إن هذا الأنبوب سيجعل المريض يشعر بالحاجة إلى السعال أو التقيؤ. ومن المهم أن يحاول المريض الاسترخاء، وأن يترك آلة التنفس الاصطناعي تقوم بعملية التنفس بدلاً منه.
وعندما يصبح المريض أكثر يقظةً، ويتمكن من التنفس بالاعتماد على نفسه، تزيل الممرضة الأنبوب، ثم يُعطى المريض الأوكسجين البارد الرَّطب عبر قِناع الوجه. يتم تثبيت قناع الوجه في مكانه بواسطة شريط مَرِن يلتف حول رأس المريض من الخلف.
قد يُصبح وجه المريض رطباً و"مُتصلباً" بسبب الأوكسجين البارد الرطب الذي يتدفق من خلال القناع.
ومع استمرار حالة المريض في التحسن، سوف تقدم المريضة إلى المريض الأوكسجين من خلال حلمتين أنفيتن، تتناسب في شكلها مع بنية الأنف الداخلية. وسوف يشعر المريض بجفاف في أنفه بسبب مرور الأوكسجين عبره.
وسيكون لدى المريض أنبوب آخر يمر عبر أنفه، وينزل إلى مؤخرة حَلْقِه، ليصل إلى مَعِدَته. وهذا الأنبوب هو الأنبوب الأنفي المَعِدي الذي يساعد على إبقاء مَعِدة المريض خالية من السوائل أثناء الجراحة وبعدها مباشرةً.
وهذا الأنبوب يجعل المريض يشعر بوخز أو دغدغة في أنفه، وجفاف في فمه وحلقه، وصعوبة في البلع لديه. ولا يُسمح للمريض بتناول الطعام والشراب مادام هذا الأنبوب موجوداً، لكن يمكن للمريض أن يتناول قطعاً صغيرة من الثلج للتخفيف من جفاف الفم.
وسوف يشعر المريض بوجود الشَّق الجراحي لديه عندما يصبح قادراً على الحركة في السرير، وسيلاحظ أن ذلك الشَّق يمتد على طول عظم الصدر ( القَص).
ولدى المريض الذي أُجريت له جراحة المَجَازة التاجيَّة، قد يكون هناك شق جراحي في ساقه، وقد يمتد ذلك الشق الجراحي من كاحله إلى فخذه على طول الجانب الداخلي لساقه.
سيشعر المريض بالألم في مواضع الشقوق الجراحية لديه، مع شعور بالشد على امتداد الشق. ويزداد هذا الإحساس لدى المريض عندما يتقلَُب أو يسعل.
تقوم الممرضة بمراقبة علامات الألم التي تبدو على المريض. ومن المُهم أن يخبر المريض ممرضته عندما يعاني من الألم حتى تعطيه العلاج المناسب.
وبالإضافة إلى إحساس المريض بالشقوق الجراحية، فإنه سوف يلاحظ زوجاً من الأنابيب البلاستيكية الناعمة يخرجان من أسفل عظم القص. إنهما الأُنبوبان اللذان يصرِّفان السوائل من المَنْصِف، وهو التجويف الذي يحيط بالقلب وبأوعيته الكبيرة.
ويتصل هذان الأنبوبان بوعاء لتجميع السوائل، وهما يساعدان في تصريف السوائل التي قد تتجمّع حول القلب بعد الجراحة. كما قد يشعر المريض بالشد على جلده، وذلك في المكان الذي يخرج منه الأنبوبان من الصدر. وبسبب مكان توضع الأنبوبين وبسبب وجود الشَّريط الذي يثبتهما، فقد يصعب على المريض التقلُّب في السرير.
يُمكن أن يلاحظ المريض أيضاً وجود أنبوب يدخل أسفل عظم القص والقفص الصدري من الجهة اليُسرى. يُدعى هذا الأنبوب باسم "أنبوب تصريف السوائل من الصدر"، وهو يتصل بوعاء تُجْمَع فيه السوائل التي تتراكم في جوف الصدر بعد الجراحة ويساعد على تصريفها.
ونظراً لمكان هذا الأنبوب، ووجود الغُرزات الجراحية والشريط اللاصق الذي يثبِّت الأنبوب، فقد يشعر المريض بالألم والانزعاج عند التَقَلُّب والسُّعال والشَّهيق العميق. وعلى المريض أن يتذكر أن ممرضته سوف تعطيه مسكنات الألم، وتساعده على القيام بحركات بسيطة في الفراش عندما تدعو الحاجة إلى ذلك.
بعد إزالة أنبوب التنفس يُمكن أن يُطلب من المريض استخدام مِقياس التنفس المُحَفّز من أجل "تمرين" رئتيه. إن مِقياس التنفس المُحَفّز هو جهاز يُمسكه المريض بيده ويضعه في فمه عندما يأخذ شهيقاً. إنه يَقيس مقدار عُمق تنفس المريض. وكلما كان تنفس المريض أعمق كلما كانت رئتاه أكثر قوة، وكلما كان احتمال إصابة الرئة بالعدوى الالتهابية أقل. قد تطلب الممرضة من المريض استخدام مِقياس التنفس المُحَفِّز عشر مرات أو عشرين مرة في الساعة.
وَحدة الجراحة القلبية
ومع استمرار تحسن الحالة الصحية للمريض تتم إزالة كثير من الأنابيب والتجهيزات التي كانت تُراقب حالته الصحية.
وفي الأحوال العادية يُصبح المريض قادراً على شُرب السوائل في غضون يوم واحد. كما تنخفض كمية الأوكسجين التي يحتاجها، وتنخفض كمية السوائل التي يتم صرفها أو نزحها من منطقة العملية الجراحية.
وفي هذا الوقت يصبح المريض جاهزاً للانتقال من وحدة العناية المُرَكَّزة إلى وحدة الجراحة القلبية. ومع ذلك، تبقى بعض الأنابيب والأجهزة متصلة بجسمه.
وقد تبقى لدى المريض قثطرة وريدية في ذراعه، تستخدم من أجل إعطائِه بعض السوائل، ريثما يصبح قادراً على شرب الكمية الكافية من السوائل.
ويُمكن أن يستمر إعطاء المريض الأوكسجين بواسطة قناع الوجه أو الحلمة الأنفية. وسوف يبقى المريض غير قادر على التحرك في فراشه بحرية بسبب الأنابيب المتصلة بالقثطرة الوريدية وبمأخذ الأوكسجين.
إلا أن الممرضة سرعان ما تفصل هذه الأشياء عن جسم المريض، عندما يصبح قادراً على الاستغناء عنها، ويكون ذلك عادة في غضون يوم إلى ثلاثة أيام.
وأثناء العملية الجراحية، يتم إدخال أنبوب مطاطي لَين إلى مثانة المريض. ويُدعى هذا الأنبوب القثطرة البولية أو قثطرة فولي، وتقوم هذه القثطرة بتصريف أو نزح البول، ويمكن للممرضة أن تراقب حالة المريض بعد العملية من خلال مراقبة القثطرة البولية. وقد تجعل القئطرة البولية المريض يشعر بوجود ضغط في مثانته، أو بالحاجة إلى التَبَوُّل.
وستقوم الممرضة بإزالة هذا الأنبوب أو الفثطرة البولية بعد مرور يوم واحد على العملية الجراحية. وستطلب الممرضة من المريض بعد إزالة القثطرة البولية أن يتبول في المِرحاض، أو في المبولة إن اقتضى الأمر ذلك. ومن الممكن أن يشعر المريض بالحرقة أثناء التبول، وقد تحدث هذه الحرقة عدة مرات بعد نزع الأنبوب.
ومع ازدياد نشاط المريض في فترة النقاهة، سوف يلاحظ أن الشقوق الجراحية أصبحت مؤلمة، وقد يشعر بالحَكّة أو بالتنميل فيها. ويمكن أن يرى تكدُّماً واحمراراً خفيفاً في تلك المنطقة. إن ما يراه المريض جزء من عملية الشفاء الطبيعية، وسوف يزول مع الوقت.
وقد يشعر المريض أيضاً بألم وتَخَرُّش في حلقه، وذلك بسبب الأنابيب التي كانت فيه. وسوف يتراجع هذا الشعور المزعج خلال عدة أيام، ويمكن أن يعطى المريض أقراص للمَصّ ورُذاذات للحلق من أجل تخفيف هذا الشعور المزعج.
يُمكن أن يلاحظ المريض أيضاً أن مِعْصَمه مُتَكدِّم وأنه يُؤلمه. وهذا بسبب قثطرة مراقبة الضغط الدموي التي كانت موضوعةً فيه، أثناء العملية الجراحية. وسوف يتحسن هذا الوضع خلال أيام قليلة.
عندما ينظر المريض إلى الجرح في صدره، سوف ترى سِلكين صغيرين هما سِلكان لتنظيم ضربات القلب لديه. وقد تم وضع هذين السِّلكين على جانبي الشق الجراحي، وفي موضع يقع أسفل الأضلاع تماماَ. يمكن أن يكون هذان السلكان متصلين بآلة تنظيم ضربات القلب من أجل تنظيم عمل قلب المريض عند الحاجة.
لن يشعر المريض باتصال السلكين بقلبه، ولكنك يمكن أن يشعر بالشريط الذي يستخدم لتثبيتهما على الجلد. وقد يشعر أيضاً بالشد على جلده عند تنظيف السلكين يومياً. يُوضع هذان السِّلكان بصورة مؤقتة، وغالباً تتم إزالة السلكين في غضون يومين أو ثلاثة أيام.
الخلاصة
سوف يحرص فريق الرعاية الصحية على تزويد المرضى بالمعلومات التي تساعدهم على فهم عملية القلب المفتوح.
إن معرفة المرضى بالأحاسيس المرتبطة بهذه العملية والأنابيب والأجهزة المستعملة سوف تساعدهم على تخفيف القلق الناتج عنها وعلى فهم دور المرضى في الشفاء بعد العملية.
إن مشاركة المرضى مهمة. ويرجى من المرضى طرح جميع ما لديهم من أسئلة، ومناقشة ما يسبب لهم القلق مع أفراد الهيئة الطبية المسؤولة عنهم. إذ سيكونوا مستعدين للإجابة على أسئلة المرضى، وتقديم المساعدة على فهم وتوقع ما يحصل عادة قبل العملية الجراحية وخلالها وبعدها.