مثلاً نجد للتصوير الومضائي لعضلة القلب myocardial scintigraphy بعد إعطاء النظائر المشعة مثل معدن الثاليوم ( - 201 TL ) أو مركب الأيزونيتريل المرسومـة بالتكنيشيوم المشــع ( TC99 - mibi ) حساسية ودقة عاليتن في تشخيص تضيق الشرايين التاجية للقلب وقصور تروية عضلة القلب ، كما يشكل تصوير البطين بالنظائر المشعة ( MUGA - RNA SCAN ) طريقة غير مكلفة ودقيقة لتقويم الحالة العامة والحالة الموضعية لوظيفة البطين الأيسر والأيمن .
مقدمة :
قبل أن نبدأ بشرح الطرق المذكورة أعلاه ، يجب أن نعرفكم أولاً عن كيفية التصوير في الطب النووي وكيف تتم وماهو الفرق بينها وبين التصوير بالأشعة السينية ( (X- RAY ) .
ففي الطب النووي يتم حقن المريض بالنظير المشع حيث يذهب ويتركز في العضو المراد فحصه ومن ثم تنبــعث أشعاعــات تسمى إشعاعات جامــا ( gamma rays ) من ذلك العضو يتم التقاطها بكاميرة جاما ( شكل 1 ) ويقوم الكمبيوتر بعدها بدراسة وتحليل كمية الأشعة المستقبلة وبالتالي تحديد إن كان العضو سليماً أم لا . أما في التصوير بالأشعة السينية فإن الأشعة توجه إلى المريض عن طريق أنبوب يولد هذه الأشعة التي تخترق المريض ويتم تصوير للعضو المراد فحصة وتطبع الصورة على فيلم .
ومما سبق ذكره يتضح أن الفرق الرئيسي بين الطريقيتين هو أن التصوير النووي يعطي معلومات عن عمل العضو الذي تم فحصه بينما الأشعة السينية تعطى معلومات عن شكل العضو الذي تم فحصه . ولكن يجب التنوية هنا أن الطريقتين مكملتين لبعضهما البعض . والآن حان الوقت لنتعرف على الأساليب المختلفة والأكثر أستعمالاً في
في التصوير النووي للقلب والأوعية الدموية
1- التصوير النووي ( الومضائي ) لعضلة القلب
تعتبر أمراض القلب والشرايين من أكثر الأمراض شيوعاً وأكثرها سبباً للوفاة في عصرنا الحاضر والتشخيص المبكر لهذه الأمراض يعتبر من الوسائل الناجحة لمكافحتها والحد من أخطارها ومضاعفاتها .
إن عضلة القلب لاتشعر بالألم إلا إذا نقص إمدادها بالدم المحمل بالأكسجين والذي يصلها عبر الشرايين التاجية وفي حالة تضيق هذه الأوعية فإن تروية القلب تقل مسببة ما يعرف بالذبحة الصدرية ، أما إذا كان الإنسداد كاملاً فيحدث مايسمى بالجلطة القلبية . وهناك عدة طرق للكشف عن هذه الأمراض القلبية منها التصوير الومضائي لعضلة القلب . ولتصوير القلب بهذه الطريقة . تستخدم مواد مشعة مماثلة لبعضعناصر الجسم الضرورية المستخدمة للعمليات الحيوية لخلايا القلب ( الإستقلاب كمادة البوتاسيوم مثلاً ، والعنصر المشع المماثل للبوتاسيوم والأكثر أستعمالاً هو الثاليوم المشع 201 (TL 201) وقد تم التوصول حديثاً إلى أستخدام مواد أخرى موسومة بمادة التكنيشيــوم (السيستاميبي TC - MIBI ) أو ( التيترافوزمن TC - TETROFOSMIN)
وهذه المواد تتمتع بنفس قيمة الثاليوم 201 التشخيصية ولكن في بعض الحالات لايزال أستعمال مادة الثاليوم هى الأفضل .
كيف تتم عملية التصوير النووي ؟
تتم عملية التصوير على مرحلتين ، تصوير تحت تأثير الجهد وتصوير عند الراحة . يجري أولاً تخطيط القلب المستمر أثناء القيام بفحص الجهد أو عند إعطاء بعض الأدوية القلبية البديلة للتمرين والتي تزيد من سرعة ضربات القلب ويتم خلالها حقن المريض بأحد العناصر المشعة التي ذكرناها سابقاً ثم تؤخذ الصورة الأولى لعضلة القلب بعد توجيه كاميرة جاما للصدر لإلتقاط المواد المشعة التي سكنت بخلايا عضلة القلب ( صورة الجهد ) بينما تؤخذ الصورة الثانية بنفس الطريقة المتبعة لأخذ الصورة الأولى بعد ساعتين الى ستة ساعات ( الصورة عند الراحة ) .
ماذا تظهر هذه الصور ؟
بمقارنة الصورتين يتم تحيد درجة تروية عضلة القلب والتعرف على حيوية عضلة القلب .
فإذا كانت صورة الجهد سليمة وكذلك الصورة عند الراحة فهذا يعني أن تروية عضلة القلب طبيعية كما يظهر الشكل ( 2) .
أما إذا كانت صورة الجهد غير طبيعية ولكن الصورة عند الراحة سليمة ، فهذا مؤشر على نقص التروية أثناء الجهد فقط ( شكل 3 ) .
وإذا كانت صورة الجهد غير طبيعية وبقيت كذلك عند الراحة فذلك مؤشر على قصور شديد في التروية أو تليف في عضلة القلب ( شكل 4 ) .
- ماهى الحالات التي تستدعي التصوير الومضائي لعضلة القلب ؟
أهم دواعي التصوير الومضائي لعضلة القلب أثناء الجهد هى :
1- وجود الآلام الصدرية التي لايصاحبها تغير بالتخطيط الكهربائي للقلب حتى أثناء التعرض للجهد أو عند وجود تغيرات كهربائية للقلب يصعب تفسيرها .
2- عدم وجود الآلام الصدرية رغم وجود تغيرات كهربائية للقلب حتى أثناء التعرض للجهد يصعب تفسيرها.
3- بعد القيام بعملية القسطرة القلبية والتصوير الشعاعي للشريان التاجي وثبوت وجود تضيق شديد بشريان أو أكثر مما يدعوا بالطبيب دراسة وتقويم هذا التضيق من الناحية الديناميكية والتعرف على حجم الجزء المتأثر من عضلة القلب وتقويم حيويته وفاعليته .
4- لدراسة عودة التروية القلبية بعد العمليات القلبية الجراحية لزرع الشرايين أو بعد توسيع الشرايين بالبالون عن طريق القسطرة العلاجية .
2 - تصوير الجدار الداخلي للبطين بالنظائر المشعة ( MUGA - RNA )
علمنا كيف يتم تقويم عضلة القلب عن طريق تصويرها بالمواد المشعة التي تتركز فيها ولكن هناك طرق غير مباشرة لتقويم عضلة القلب بتصوير الجدار الداخلي للبطين بالنظائر المشعة (MUGA- RNA ) . وقد عرفت هذه الطريقة لأول مرة عام 1969 وفيها يستلقى المريض تحت جهاز به كاميرة جاما ويحقن المريض عبر الوريد بمادة التكنيشيوم بعد أن يكون قد أعطى مادة أخرى لها القدرة على الإلتصاق بكريات الدم الحمراء وهكذا يتم تحديد الجدار الداخلي للبطين بالمواد المشعة . وحيث أن كريات الدم الحمراء الموسومة تتوزع بسرعة وبشكل متجانس داخل الحيز الوعائي للبطين . فإن التغير الحاصل في النشاط الإشعاعي ، والملتقط بواسطة كاميرة جاما يعطينا فكرة عن زيادة أو نقص الحجم الداخلي للبطين خلال مرحلة الإنقباض أو الأنبساط وبذلك يمكننا حساب المقدرة الفعلية لعملية ضخ الدم عن طريق البطين .
ويمكن من خلال هذه الطريقة إجراء نوعين من الفحوصات :
أ - المرور الأول للمادة المشعة في الجسم شكل 5
وبهذه الطريقة يتم تسجيل المنحنيات التي تعطينا العلاقة الزمنية الوظيفية للمادة المشعة في مرورها الأول بالجسم ، مثل الوقت الذي أحتاجته المادة لأجتياز الأذين الأيمن فالبطين الأيمن فالشريان الرئوي الأيسر فجذور الأبهر وفحص عمل البطين الأيمن والأيسر .
ب- تصوير البطين بالنظائر المشعة مع تسجيل ومتابعة التخطيط الكهربائي للقلب ( MUGA ) شكل (6) .
وبهذه الطريقة يقوم جهاز الكمبيوتر الموصول بكاميرة جاما تسجيل مايقارب 400-500 دورة قلبية تحلل جميعها عن طريق الكمبيوتر .
وبالنظر الى الصور المأخوذة عن الدورات القلبية يمكن تقويم الحركات الموضعية لجدار البطين وعلى الأخص البطين الأيسر وكشف حالات نقص الحركة . أو عسر الحركة أو إنعدامها . وللتبسيط ، فإن حالة نقص الحركة في جزء من جدار البطين أشارة الى وجود تضيق بشريان تاجي أو أكثر بينما نقص الحركة لكامل البطين يعتبر مؤشر على الأغلب لمرض بعضلة القلب . وهكذا يتم التحليل الكيفي لهذه الصورة والأهم من ذلك هو التقويم الكمي للصورة وذلك برسم منحنى يتعلق بالدورة الدموية المسجلة ويشتق منها عوامل عديدة بعد تحويل التحليل الكيفي لحركات الجدار الى تحليل كمي .
- أهم دواعي تصوير البطين بالنظائر المشعة الآتي :
1- تقويم حجم وحركة ونسبة ضخ البطين
2- تقويم وظيفة عضلة القلب بعد تعرضها لجلطة قلبية .
3-تقويم حالات هبوط القلب .
4- تقويم نتائج العلاج الطبي أو الجراحي لتصلب الشرايين التاجية .
5- تقويم الـتأثيرات الجانبية لبعض الأدوية على وظيفة عضلة القلب .
3- تصوير الأوردة الدموية بالنظائر المشعة
كان في غالب الأوقات يتم تصوير الأوردة بأستخدام الصبغات الملونة والأشعة السينية . ولكن مع ظهور تقنية أستخدام المواد المشعة أصبح من الممكن أستعمالها كبديل للطريقة التقليدية للتشخيص متجنيين الأثارة الجانبية الممكنة للصبغة . وهناك طريقتين في الطب النووي لتصوير الأوردة ، الأولى تتم بأستخدام كريات الدم الحمراء الموسومة بالتكنيشيوم المشع . وأما الطريقة الثانية فتتم بحقن مادة مشعة تستخدم غالباً لتصوير تروية الرئتين حيث تحقن المادة بأوردة القدم أو اليد ويتم بعدها تصوير الساقين أو الذراعين . وفي حالة أستخدام الطريقة الثانية يتم أيضاً تصوير الرئتين بكاميرة جاما في آخر الداسة لتقويم درجة ترويتها .
وتستخدم هذه الطرق لتصوير الأوردة لدراسة سريان الدم بها وتحديد وجود إنسداد جزئي أو كلي بها بسبب وجود جلطة بأحد شرايين الرئة الرئيسية .
4 - التصوير الطبقي لفوتونات ثنائية الإنبعاث
هناك بعض العناصر المشعة التي ينبعث منها فوتونات ثنائية عند تحللها ،وبأستخدام أجهزة خاصة يمكن رصد وتصوير هذه الفوتونات المنبعثة بأتجاهين مختلفين .
تنتج هذه العناصر المشعة في مولدات خاصة ومتوفرة في مراكز محدودة في العالم ومنها مستشفى الملك فيصل التخصصي .
يتم أستخدام هذه المواد المشعة لوسم بعض المواد الضرورية للحياة كالسكـر والماء ، التي تحقن للمريض ليتم تصويرها بجهاز خاص لرصد درجة توزيع المادة المشعة في أعضاء الجسم المختلفة .
ومن أهم أستعمالات التصوير الطبقي لفوتونات ثنائية الإنبعاث تصوير القلب والدماغ والأورام . ويعتبر هذا الفحص من أهم الفحوصات النووية المستخدمة لتحديد درجة حيوية عضلة القلب بعد حدوث الجلطة القلبية .
مما سبق ذكره يتضح أن الطب النووي للقلب يتطلب تعاوناً وثيقاً بين أخصائي الأمراض القلبية وأخصائي الطب النووي . وتكمن مميزات أساليب تشخيص الطب النووي لأمراض القلب فيما يلي :
1- إن نتائجها موثوقة لدرجة كبيرة . وهى عالية الدقة والحساسية .
2- أنها طريقة غير مكلفة ولاتعرض المريض للخطر ولاتزعجه وقابلة للإعادة مراراً مما يجعلها طريقة جيدة للمراقبة والمتابعة .
3- يمكن إستخدامها مع المجهود ، لكشف أمراض القلب مبكراً .