تاريخ النشر 22 ابريل 2015     بواسطة الدكتور عبدالكريم قرملي     المشاهدات 201

ألياف الرحم علاجها وعلاقتها بالعقم والإخصاب

ما هي ألياف الرحم: هي كتلة حميدة تنشأ من أنسجة جدار عضلة الرحم قد تكبر وتؤثر على شكل الرحم الطبيعي(شكل/1)وتكون واحده أو أكثر توجد في 20 الى30% من السيدات بين سن 30_40 من العمر. ما هي الأسباب لحدوث الألياف بالرحم : الأسباب الحقيقية غير معروفه ,وهى منتشرة وموزعة على النساء في جميع القارات و
لو أنها تكون أكثر في أفريقيا ولها علاقة مباشرة بهرمون ( الأستروجين) وهو هرمون الأنوثة لدى السيدات والذي يفرز من المبيض فيلاحظ انه : 
-في مرحلة الحمل حيث يرتفع معدل هذا الهرمون في الدم يزيد حجم التليف الرحمي 
-وفي مرحلة ما بعد انقطاع الدورة حيث ينخفض مستوى هذا الهرمون في الدم يضمر التليف الرحمي . 
أنواع الالياف بالرحم: 
موقع وجودها حول الرحم وعنق الرحم وتنقسم إلي ثلاث أنواع رئيسيه ( الشكل/2 ) 
1-تحت الطبقة الخارجيه لجدار الرحم وقد تتدلى في تجويف البطن . 
2-داخل عضلة جدار الرحم 
3- تحت جدار بطانة الرحم وقد تتدلى في تجويف الرحم . 
الأعراض: 
في حالات كثيره قد لا تشعر السيدة بوجود التليف ولا تظهر اى أعراض أما البعض الآخر من السيدات 30 _40 % فيظهر عليهن إحدى الأعراض التالية : 
1- غزارة في الدوره وعدم انتظام وطول- حيث يؤثر وجود التليف على بطانة الرحم . 
2- آ لا م - مصاحبه لوجود التليف وذلك بسبب كبر حجمه السريع وغالباً يحدث ذلك أثناء الحمل ,و في حال حدوث التواء لليف داخل تجويف البطن ,كذلك آلام عند الجماع نتيجة لكبر حجمه ومكان التليف . 
3- أعراض ضاغطة - على المثانة أو المستقيم مثل كثرة التبول أو صعوبة الإخراج وذلك بسبب ضغط التليف على هذه الأعضاء. 
4- وأعراض أخرى مثل كبر حجم البطن . 
التليف والحمل : 
نظرا" وكما ذكرنا لارتباط التليف بهرمون ألا ستروجين والذي يرتفع مستواه كثيرا" أثناء الحمل مما يؤدي إلى كبر سريع في حجم التليف وذلك يؤدي إلى حدوث آلام قد تكون شديدة 
والحقيقة العلاج الوحيد أثناء الحمل هو المسكنات والمهدئات إلى نهاية الحمل أو زوال الآلام. 
تليف الرحم لدى الفتيات قبل الزواج : 
في سن الفتيات قبل الزواج قد يظهر التليف بأعراض كثافة وغزارة في الدورة أو كبر في حجم 
البطن المفاجئ وفي كلتا الحالتان يجب أن يتم الكشف الدقيق لدى طبيب متمرس حيث الخبره 
والنظره الشمولية للعلاج مهمة في هذه المرحلة قبل الزواج لكي لا تؤدي مضاعفات العلاج وخاصة التدخل الجراحي إلى مشاكل اكبر مستقبلا". 
التليف والإخصاب والعقم : 
قد يساهم التليف في تأخر حدوث أو منع الحمل والإخصاب أو يؤثر على استمرارية الحمل فيتسبب بالإجهاض أو الولاده المبكرة وذلك إما بتأثيره على كفاءة بطانة الرحم لاستقبال البويضة الملقحه أو الضغط على فتحة أحد الأنابيب و إغلاقها أو تقليص الحجم الطبيعي لتجويف الرحم. 
ولكن لابد من ملاحظة أن العلاقة بين التليف والإخصاب غير واضحة تماما"وان القليل من حالات العقم هي فعلا" ناتجة عن وجود التليف, 
إذن الفحص الدقيق والبحث عن مسببات أخرى للعقم لدى السيدة أو الزوج ضرورية جدا"قبل القاء اللوم على التليف كسبب لعدم الحمل , 
خاصة في حال التفكير في علا ج وتدخل جراحي حيث أن هذا التدخل إذا لم يكن مبررا"قد يؤدي إلى مضاعفات وتعقيدات اكثر من أن يؤدي إلى العلاج للعقم , 
لذا المطلوب اخذ رأي طبيب خبير ومتمرس في مجال علاج العقم الطبي والجراحي للوصول للنتيجة المرجوة بإذن الله. 
التشخيص: 
بالأضافه إلى التاريخ الطبي والأعراض ثم الفحص السريري والتي عادةً ما تصل بالطبيب إلى التشخيص الصحيح ولكن لتأكيد ذلك وللحصول على حجم وعدد وموقع التليف نلجأ لواحدة أو اكثر من الطرق التشخيصية التالية : 
1_ ألاشعه الصوتية ( بالموجات الصوتية ) :عبر البطن أو داخليه عبر المهبل حيث يمكننا الحصول على صوره دقيقه للألياف وتحديد موقعها من الرحم. 
2_ أشعة- x- الصبغيه وتعمل عن طريق طبيب مختص حيث يمكن إيجاد صوره عاكسه لتجويف الرحم وما يحوي وكذلك طبيعة الأنبوبين.(شكل/3) 
3_ الاشعه المقطعية CT :وتعطى أبعاد ثلاثية لتحديد التليف وتحديد موقعه وهي مكلفة ونادرا" ما تستخدم للتشخيص حيث تغنى الوسائل الأخرى . 
4_ الاشعه المغناطيسية MRI تحدد بدقة شديدة موقع التليف بالنسبة للرحم وكذلك مكلفة ونادرا" ما تستدعي الحالة إجراءها . 
5_منظار تجويف البطن التشخيصي : للتحديد بدقه والنظر المباشر عبر المنظار والتعرف على موقع وحجم التليف في الرحم وتجويف البطن وكذلك علاقة التليف بجهاز الإخصاب والحوض ويستدعي تخدير عام خفيف ويمكن إجراءه في عمليات اليوم الواحد . 
6_منظار الرحم التشخيصي :حيث يتم استطلاع تجويف الرحم مباشرة عبر عنق الرحم بواسطة المنظار ويتم ذلك تحت تخدير موضعي أو عام ويمكن العودة للمنزل بعد عدة ساعات . 
العلاج : 
معظم حالات التليف لا تستدعي العلاج وخاصة إذا لم تكن هناك أعراض فيكتفي الطبيب بالفحص الدوري، أما إذا كانت هناك أعراض مؤثرة مثل :- 
*ضغط داخلي بالبطن أو الحوض ، 
*كبر حجم التليف ، 
*نزيف وغزارة بالدورة ، 
*آلام أو مشاكل إخصاب وعقم, 
فنلجأ للعلاج, وهنا يجدر بنا ملاحظة ما ذكرناه سابقا"أن العلاقة بين التليف والعقم غير واضحة بل قد يؤدي التدخل الجراحي إلي حدوث التصاقات قد تعقد عملية علاج العقم مستقبلا ,ومن أنواع العلاج : 
 إزالة التليف جراحيا" عن طريق البطن : 
عند الوصول لقرار الجراحة لإزالة التليف بشق جراحي بالبطن بين الجراح والمريضة وذلك بسبب معطيات الحالة والأعراض كما ذكرنا سابقا" (غالبا"في حال وجود تليف أو أكثر داخل جدار الرحم وبحجم كبير-شكل/4) 
فلا بد من أشعار المريضة أن هذه العملية قد يكون لها بعض المضاعفات أحياناً كالحاجه لنقل دم كذلك ولو انه نادرا" فقد نحتاج لإزالة الرحم في حال حدوث نزف شديد من مكان التليف ، 
كذلك في حال الرغبة في الحمل مستقبلا" فإمكانية حدوث التصاقات بعد العملية وارده ويتم تقييم ذلك لاحقا"عن طريق عمل منظار للبطن وأشعة x الصبغيه . 
أما تحديد طريقة الولاده بعد العملية في حال حدوث حمل فيعتمد على الجراح الذي قام بالعملية من حيث الشق الجراحي في الرحم وعدد الالياف المزالة إذ أن احتمال الولادة مستقبلا" عن طريق عملية قيصرية وارد جدا", 
وللتشافي من العملية تماما"فيلزم المريضة ما يقارب الشهرين للعودة للحياة الطبيعية . 
 إزالة التليف عن طريق منظار تجويف البطن الجراحي : 
في حال وجود التليف تحت الطبقة الخارجية لجدار الرحم أو متدلياً في تجويف البطن (انظر الشكل-2-) فيمكن أزالته عن طريق عمل فتحات صغيره في البطن والوصول أليه واستخراجه ويلزم لذلك جراح متمرس في جراحة المناظير وكذلك توفر ألا جهزه الخاصة بذلك , 
وللتشافي من العملية يلزم المريضة ما يقارب أسبوع واحد فقط وهذه مميزات جراحة المناظير . 
 إزالة التليف عن طريق منظار تجويف الرحم الجراحي : 
في حال وجود التليف داخل تجويف الرحم ( الشكل/5 )فيمكن إزالته بواسطة منظار تجويف الرحم الجراحي عن طريق المهبل وعنق الرحم دون الحاجة لعمل شق في البطن أو فتحات في البطن ويمكن للمريضة العودة لمزوالة الحياة الطبيعية بعد يومين من إجراء العملية . 
هنا لابد من ملاحظة طبيعة وحجم وموقع التليف هل هو جزئي أو كلي داخل تجويف الرحم حيث في بعض الحالات نحتاج إلي اكثر من أجراء جراحي يفصل بينهم شهر إلى شهرين للوصول إلى اللأستئصال التام للتليف . 
 إزالة التليف عن طريق استئصال الرحم : 
في حال عدم رغبة المريضة في الحمل مستقبلا"ووجود تليف أو أكثر بحجم كبير ومسبب لأعراض مؤثرة لك, فقد يكون الحل الأمثل هو إزالة الرحم كاملا"وغالبا" يكون عن طريق فتح البطن والتماثل للشفاء يكون خلال شهرين من أجراء العملية .بدون شك سوف يشرح لك طبيبك بإسهاب عن العملية و أنواعها وكل ماله علاقة بها. 
 معالجة التليف عن طريق سد شرايين الرحم : 
وهي طريقه حديثه نسبيا" ظهرت في فرنسا لأول مره عام 1991م حيث يعمل على سد شرايين الرحم المغذية للتليف(شكل/6) عن طريق قسطرة من الصفاق وبعد ذلك يضمر التليف إلي ما يقارب 70 % من الحجم ألا صلي خلال 6 اشهر إلى سنة وتبعا" لذلك تقل الاعراض أو تزول نهائيا" نتائج هذه الطريقة جيده لها بعض المضاعفات مثل الآلام في اليوم الأول بعد القسطرة ويمكن التغلب عليها بالمسكنات القوية , 
يقوم بها أخصائي أشعه ويمكن العودة خلال يومين للمنزل ولازالت هناك بعض التحفظات على من يرغبن في الإنجاب مستقبلا"بالنسبة لهذه الطريقة في العلاج . 
 معالجة التليف عن طريق انحلال ألانسجه التخثري بالتبريد أو الموجات الكهربائية : 
كذلك هي طريقه جديده ظهرت في بلجيكا عام 1993 م حيث يتم عن طريق منظار البطن الوصول إلى التليف في جدار الرحم وعمل عدة ثقوب فيه للعمل على تحليل ونخز أنسجة التليف بالكامل بواسطة التبريد أو الموجات الكهربائية أو الليزر وبالتالي يضمر التليف وتزول أعراضه . 
هذه الطريقة غير منتشرة ونتائجها غير واضحة مع العلم أنها مأمونة جداً بيد الجراح المتمرس. 
 العلاج الطبي المساند : 
الحقيقة لا يوجد علاج طبي (حبوب أو أبر )تزيل نهائياً التليف بل يوجد علاج طبي مساند للتخفيف من الأعراض و قد يستعمل لفترة مؤقتة مثل: 
أل-بروجيسترون- لمعالجة أسباب أخرى متعلقة بتنظيم الدورة ومشاكل بطانة الرحم , أو 
أل -GnRH- analogs - والذي يؤدي إلي تقليص نسبة هرمون- ألا ستروجين -وبالتالي تقليص حجم التليف ولكن لا نستطيع استعمال هذا العلاج لفترة اكثر من 3-6 اشهر حيث له أعراض جانبيه من أهمها هشاشة العظام عند استعماله لفترة طويلة وكذلك عند التوقف عن استعماله يعود التليف لحجمه السابق لذا يقتصر استخدامه لفترة ما قبل إجراء العملية لتحسين نسبة الحديد بالدم قبل العملية وتقليل النزيف أثناء أجراء العملية . 
ملاحظات هامة لما بعد العلاج في حالات العقم أو الرغبة في الحمل والإنجاب مستقبلا" : 
1_بالنسبة لعملية إزالة التليف عن طريق فتح البطن أو منظار البطن الجراحي فقد يلزم عمل منظار آخر مستقبلا"لإزالة الالتصاقات المتكونة وكذلك قد يلزم عمل أشعة X الصبغية لتحديد كفاءة الأنبوبين وعدم انسدادهما . 
2_قد يلزم الولاده عن طريق عملية قيصرية وذلك حسب رأي الجراح المعالج وتفاصيل العملية . 
3_بالنسبة لعمليات إزالة التليف عن طريق منظار الرحم الجراحي فيلزم عمل منظار استكشافي آخر بعد4-6 أسابيع من الأول وإزالة الالتصاقات المتكونة إن وجدت .
4_في حال المعالجة عن طريق سد الشرايين بالقسطرة أو انحلال ألا نسجه التخثري فألعلاقة بين هاتان الطريقتان ومستقبل الإخصاب والعقم غير مكتملة ويلزم الاستفسار الكامل من الفريق الطبي المعالج . 
ملاحظات خاصة : 
سيدتي نعلم أن مشاكل الرحم مثل التليف قد تؤثر عليك نفسيا"وخاصة عند وجود مشاكل أخرى مثل صعوبة الحمل أو الإجهاض أو ألولاده المبكرة ويكون الربط بين تلك المشاكل ذو تأثير سلبي عليك . 
كذلك عندما يظهر رأى يدعو إلي أن الحل هو إزالة الرحم!! قد ترعبك تلك الفكرة مع العلم أن الأنوثة لادخل لها تماما"من الناحية العضوية بوجود أو إزالة الرحم ,وعلى كل حال فالحلول الأخرى كثيرة . 
و ما نود أن ننصحك به سيدتي لتطمئني نفساً هو وضع ثقتك كاملةً بعد الله بطبيب متمرس في هذا المجال واخذ التصور الكامل لحالتك منه فهو الأقدر على إعطائك عن قرب أوضح صوره واحسن طريقة لخيارات العلاج و التي نتمنى من الله أن تكون الأفضل لك ويكون بها الحل النهائي والأمثل. 
د .عبدالكريم قرملي


أخبار مرتبطة