يض عند المرأة, فبالاختلاف عن الرجل للمبيض عند المرأة نشاط دوري حيث يحصل التبويض (أي تحرير البويضة من المبيض) بمنتصف الدورة وينزل دم الحيض من الرحم بنهاية الدورة إذا لم يحصل الحمل.
ملاحظة مهمة:
1- الدورة (وهي المدة الزمنية بين حيضتين)و تحسب من اول يوم لنزول دم الحيض إلى أول يوم لنزول دم الحيضة التالية, و هذه المدة عادة تتراوح بين 28 إلى 30 يوم وفترة الإخصاب تكون بين اليوم الثاني عشر إلى اليوم السادس عشر من الدورة عند المرأة التي تكون مدة دورة الطمث لديها هكذا.
وهكذا عندما نتحدث عن نسبة الإخصاب فنقصد إمكانية حدوث الإخصاب وبالتالي الحمل "لكل دورة طمث".
2- تدني الإخصاب:
أشارت الأبحاث الى أن نسبة الإخصاب بين الأزواج الأصحاء ليست 100% ولكنها فقط 25% لكل دورة طمث.
وبالتالي ينقسم المجتمع إلى عدة فئات وذلك لأغراض إحصائية فقط:
• زوجين أكثر خصوبة وتكون فرصة الحمل الطبيعي لديهم عالية أي تصل إلى 50% لكل دورة طمث (25-50%).
• أزواج أقل خصوبة وتكون فرصة الحمل الطبيعي لديهم منخفضة أي مابين 1-20% لكل دورة طمث.
وفي حالات قليلة جداً تكون فرصة الحمل الطبيعي أقل من ذلك ويطلق على ذلك صعوبة الإخصاب. إذن يمكن تعريف تدني الإخصاب أو صعوبة الإخصاب على أنه عدم حصول الحمل خلال علاقة زوجية منتظمة لمدة سنة إلى سنتين.
• أسباب مختلفة قد تؤثر على الإخصاب الطبيعي:
سن المرأة: تكون قمة القدرة على الأخصاب لدى المرأة بين سن الـ 20-30 سنة وأما بعد سن 35 سنة فتبدأ القدرة على الإخصاب في التناقص تدريجياً.
المعاشرة الزوجية الجنسية: الأرقام السابقة بشأن الخصوبة لدى الأزواج والتي ذكرنا إنها في المعدل الطبيعي هي في ظل وجود التقاء زوجي منتظم وفي الواقع للتحدث عن الإخصاب يفترض أن يكون الالتقاء الزوجي في فترة الإخصاب لدى المرأة (من اليوم 12 إلى 16 تقريباً).
إذن فرص الحمل متتابعة بعدد دورات الطمث لدى المرأة وعامل "الوقت" هنا يقصد به عدد دورات الطمث التي تم فيها التقاء منتظم خلال فترة الإخصاب بين الزوجين وعند ذالك فقط يمكن الحكم بقدرة الزوجين على الإخصاب الطبيعي.
وبذا فإن:
- الزوجين الشابين الطبيعين والخاليين من أن مؤثرات صحية معينة وفي ظل التقاء زوجي منظم فترة الإخصاب تكون نسبة حدوث الحمل لديهما 95% خلال سنة كاملة أي 12 دورة طمث --- بالمقابل:
- إذا كان الزوجين أقل خصوبة (من 1-20% لكل دورة) مثلاً الخصوبة المتوقعة 10% لكل دورة طمث وفي ظل التقاء زوجي منتظم خلال فترة الإخصاب تكون نسبة حدوث الحمل هي 70% خلال 12 دورة طمث.
إذن لا داعي للقلق والبحث عن أسباب عدم حصول الحمل قبل مرور 12 دورة طمث من بدأ الحياة الرغبة في الحمل بوجود التقاء منتظم بين الزوجين، ولذا نرى أن بعض أطباء علاج العقم لا يبدأون في البحث عن أسباب عدم حدوث الحمل قبل مرور سنة و التوصيات الحديثة تمد الفترة الي سنتين. وعلى كل حال إذا تجاوزت المرأة سن الخامسة والثلاثين أو كانت هناك أسباب معروفة سابقاً قد تؤثر على الإخصاب لدى الرجل فيفضل أن يبدأ في البحث والفحص بعد فترة اقصر.
ممن نأخذ النصيحة
في كثير من المجتمعات وقد يكون مجتمعنا أحدها عدم القدرة السريعة على الإنجاب تعتبر مع الأسف ذنباً أو مصيبة وبالتالي فكل يُدلي برأيه وكلٌ يريد أن يمد يد العون وتكثر النصائح وتنطلق الإشاعات وهنا يتأثر الزوجان نفسياً وفكرياً وتبدأ مشكلة من حيث لا شيء فقد تكون فترة الـ 12 دورة الطبيعية لم تمر بعد أو قد يكون الالتقاء الزوجي المنتظم لم يتم لأسباب سفر أو غيره.
وهنا يبدأ التفكير في الطب الشعبي بمختلف مسمياته، وصعوبة مقابلة الطبيب أو الرهبة من الفحوصات والذهاب للمستشفيات قد تسهل عملية اللجوء إلى الطب الشعبي اللذي لا انضباط في ممارسته , وهنا قد تكون الكارثة فتسوء حالة ضعف الإخصاب بل قد لا يكون هناك ضعف ثم ينشا هذا الضعف في الإخصاب كمضاعفات للعلاج بالطب الشعبي لدى من لا يجيده.
ثم هناك الطب النبوي والقراءة بالقرآن مع إيماننا الكامل واعتقادنا التام بكل ماهو من عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولكن طلب العلاج لدى الأطباء المختصين بعد الفترة المحددة سابقاً هو المطلوب وكل ذالك علم من عند الله علمنا اياه .
لذا فالتوجه إلى طبيب مختص بمعالجة أمراض صعوبة الإخصاب أو قبل ذلك إلى طبيب العائلة إذا توفر هو المطلوب لأخذ النصيحة والمتابعة قبل طلبها من أي مصدر آخر.
من الذين يحتاجون إلى الاستشارة الطبية من الزوجين ؟
في الحقيقة يحبذ من الاثنين معاً التوجه إلى أخذ الاستشارة الطبية في ذات الوقت فعملية الإخصاب هي نتاج مشترك للطرفين فكفاءة البويضة وكفاءة الحيين المنوي مطلوبتان معاً للحصول على الإخصاب المرجو. واكتشاف القصور، وتحقيق النتيجة المطلوبة هي نتاج للفحص المشترك لدى الطرفين سواء على مستوى التحاليل الحيوية المخبرية أو التخطيط السليم لمراحل العلاج المستقبلية أكان القصور في أحد الطرفين أم فيهما معاً.
إذا كما ذكرنا وحيث أن العلاج يخص الطرفين فيفضل أن يقوم الزوجان معاً بالزيارة للطبيب على الأقل في المرة الأولى.
وقد تكون هناك بعض الأسئلة المحرجة للزوجة أو للزوج ولكن نرى أن من الأهمية بمكان وجودهما معاً بل قد تكون هذه بداية للإندماج التام بين الزوجين وتفهم المشكلة بطريقة صحيحة. والتكاتف والتآلف لمواجهتها والعمل على حلها بعون الله ثم بمساعدة الطبيب.