عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين من اهتمام بالغ بصحة الحجاج ومتابعة معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع للرقي بمستوى الخدمات الصحية التي أصبحت تضاهي العالمية من حيث الإمكانيات أو التجهيزات أو الكوادر الطبية والفنية الوطنية المؤهلة.
وقد أنشئ مستشفى منى الطوارئ بتاريخ 1427هـ مساحة 34394 متر مربع كبديل لمستشفى منى العام، الذي أزيل لمشروع توسعة جسر الجمرات، وتم بناؤه خلال فترة وجيزة لم تتجاوز عشرة أشهر بسعة سريرية 300 سرير قابلة للزيادة لـ 500 سرير، ليصبح انجاز بإعجاز خلال فترة قصيرة، وبخدمات طبية تخصصية تشمل جميع التخصصات الطبية (العلاجية والوقائية والإسعافية).
ويسبق ذلك عملية استلام المستشفى وتجهيزه والتي تبدأ منذ 8 من شهر شوال، ثم تبدأ عملية الصيانة والنظافة والتجهيزات والمستلزمات الطبية، وعمل اللجنة التنفيذية بمنطقة مكة المكرمة من مراقبة المخزون والمختبرات وبنوك الدم والتموين الطبي وصيانة الأجهزة الطبية وأسرة المرضى.
وهنا التقينا بمدير مستشفى منى للطوارئ الدكتور أيمن عصام يماني استشاري جراحة تجميل الذي يشغل هذا المنصب منذ ثلاث أعوام ويعمل بوزارة الصحة منذ 21 عاماً، أوضح بأن وزارة الصحة تشرفت بافتتاح المستشفى من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا في 6 ذو الحجة من العام 1427هـ تتويجاً لجهود الوزارة في تقديم الرعاية الصحية لضيوف الرحمن، والتي اكتسبت خلال هذه السنوات الطويلة من تقديم خدماتها مهارات فنية عالية الجودة.
وبين د. يماني أن المستشفى يحتوي على 8 أدوار تشتمل على:
بدروم بمساحة 4138 مترا مربعا يحتوي على مستودعات للأدوية والمستلزمات والتجهيزات الطبية وثلاجة للموتى بسعة 50 عين، ثم الميزانين بمساحة 8276 مترا مربعا يحتوي على العيادات الخارجية التخصصية والعامة التي جهزت بأحدث التجهيزات الطبية، وقسم المختبر الذي يحتوي على أجهزة عالية المواصفات والدقة في التشخيص وسرعة النتيجة، وكذلك قسم الأشعة الذي يشمل جميع الأجهزة التشخيصية من الأشعة المقطعية والرقمية وعدة أجهزة متنقلة والتنظير الإشعاعي، مع وجود قسم داعم بقسم الطوارئ.
كما يحتوي على قسم التغذية وصالة طعام العاملين بالمستشفى والمنتدبين.
مشيرا د. يماني أن الدور الأرضي يشمل قسم الإسعاف والطوارئ الذي يتولى رئاسته استشاري جراحة الصدر الدكتور أسامة فيده والذي يستقبل الحالات الطارئة التي تجلب بواسطة الهلال الأحمر وإسعافات الصحة ومؤسسات الطوافة والمخيمات ويقوم الطبيب بعمل فرز سريع للحالة ونوع الإصابة وتسجيل المرض ووضع أسواره حول معصمه إذا كانت حالة المريض حرجة يحول لقسم إنعاش القلب والرئة، ثم يوجه المريض إلى القسم المناسب لاستكمال العلاج، وتوجه الحالات الغير الحرجة لغرفة الكشف حيث يوجد طبيب وممرضة لتشخيص المرض وإعطاء العلاج ومن ثم إخراج المريض، أو يحول لقسم الملاحظة لمتابعة الحالة أو يحول إلى التنويم إلى الأقسام الداخلية حسب الحالة.
وبين أن التجهيزات التي توجد بالإسعاف والطوارئ هي 4 عربات إسعاف مجهزة بجهاز تنفس صناعي وضربات قلب ومراقبة مريض ومجهزة بجميع الأدوية الضرورية والأكسجين), تستخدم لنقل المرضى للمستشفيات الأخرى كما تم اعدد فرق متحركة من 3 فئات أ,ب,ج وهي على استعداد للمشاركة في حالات الكوارث في والطوارئ (لا قدر الله) كما يحتوي قسم الطوارئ على 12سريرا وغرفة عناية قلبية من 8 أسرة وملاحظةIMC عدد 8 أسرة وضربات شمس 86 سريرا وملاحظة بسعة 24 سريرا لتكون على أهبة الاستعداد عند جسر الجمرات عند حدوث أي مكروه لا سمح الله، إضافة لقسم الصيدلة الخاصة بمرضى الطوارئ التي تشمل جميع الأدوية الأساسية، بما في ذلك إدارة المستشفى والخدمات المساندة، وإدارة التمريض برئاسة الممرضة منيرة الهوساوي حيث بلغ عدد المشاركين من التمريض ببرنامج حج هذا العام 128 ممرضا وممرضة سعوديين للعمل ضمن منظومة متكاملة في سبيل تقديم خدمه تمريضية على مستوى عالي وغاية في الرقى والجودة، ومن هذا المنطلق تم التركيز على نقطة غاية الأهمية وهي العمل على إدراج السياسات والإجراءات الخاصة بالتمريض العام وتمريض الأقسام الحرجة والطوارئ بشكل خاص كي يكون نواة للارتقاء بالخدمات التمريضية لضيوف الرحمن هذه السنة والأعوام القادمة بعون الله، وتم تشكيل لجنة خاصة للقيام بهذه المهمة وعليه تم إنجاز دليل متخصص بالجودة وتوزيعه على جميع الأقسام يكون مرجعا لهم من الناحية العلمية والتقنية، هذا وكما لمسناه من إقبال التمريض السعودي المتميز للعمل بقسم العناية المركزة حيث إن نسبة السعوديين تجاوزت 70% مقارنة بالأعوام الماضية وإن دل ذلك فإنما يدل على تقدم الخدمات التمريضية والإسعافية، وتكمن أهمية العمل في هذا القسم بهذه الأقسام بتقديم الخدمة السامية لحجاج بيت الله الحرام، كما تم تنظيم دورات تدريبية متخصصة لأساسيات الرعاية الحرجة مصحوبة بورشة عمل تحت رعاية إدارة المستشفى وتنسيق قسم الجودة والتدريب مع الجمعية السعودية للعناية الحرجة وتجاوز عدد المتشاركين 280 شخصا من التمريض والأطباء العاملين بأقسام الحرجة والعناية المركزة على نطاق منطقة مكة والمشاعر المقدسة، كما أنها تقدم ليس في المستشفى فقط بل في جميع المشاعر المقدسة، كما يشارك التمريض في ترحيل (الحجيج) ضمن قافلة طبية لتصعيد الحجيج المرضى المنومين لتمكينهم من أكمال مناسكهم لمن لم يستطع إتمامها وذلك بآلية تحريك القافلة مزودة بأطباء وممرضين ومتطوعين، ويتم التجمع في مستشفى منى الطوارئ من جميع مرضى المشاعر أما من مستشفيات مكة فيتم التجمع في مستشفي النور التخصصي ويتم تصعيد القافلة بعد الواحدة ظهراً لعرفات.
وأضاف د. يماني أن الدور الأول يشتمل على قسم العناية المركزة التي تحتوي على 28 سريرا إضافة لـ 6 غرف عناية مركزة للعزل بأحدث الأجهزة والملزمة الطبية، إضافة إلى أقسام الولادة والحضانة والمناظير والحروق والعمليات التي تحتوي على أحدث الأجهزة الطبية عالية التجهيز والأجهزة الرقمية والتي تعد الأولى في المملكة. كما يوجد قسم الإحصاء وأقسام سكرتارية المستشفى.
والدور الثاني يحتوي على أقسام التنويم بسعة 300 سرير قابل للزيادة لسعة 500 سرير للمرضى، أما الدور الثالث سكن العاملين بالمستشفى والمنتدبين والدور الرابع يحتوي على مكاتب رؤساء اللجان الصحية وغرفة القيادة والتنسيق والمراقبة، والدور الخامس يحتوي على الخدمات العامة للمستشفى، والدور السادس يحوي مهبط الطائرات العمودية والإسعافية، وأشار إلى أن القوى العاملة بمستشفى منى الطوارئ تبلغ 499 موظفا وموظفة ما بين أطباء وطبيبات وإخصائيين وإخصائيات وفنيي وفنيات والتمريض. كما يوجد مساعدا المدير العام للمستشفى وهما الدكتور خالد العطاس والدكتور إحسان معاجيني للإشراف والمتابعة على سير العمل بالمستشفى.