تاريخ النشر 21 اغسطس 2010     بواسطة الدكتورة سيرين يوسف جوهرجي     المشاهدات 201

النظارات المقلدة

حذر الأطباء المختصون من العدسات اللاصقةوالنظارات الشمسية والطبية المقلدة التي تباع في بسطات الأسواق والبقالات دونرقابة. وأشاروا إلى أن النظارات المقلدة تؤدي إلى الصداع والدوخان والإصابةبالتهابات القرنية الضوئية والمياه البيضاء (الكتاركت) والعمى الضوئي وشيخوخةالشبكية، فيما تمهد العدسات المغشوشة
إلى الإصابة بالالتهابات الجرثومية والمناعيةوجفاف العين ونمو شعيرات دموية في القرنية وعتامة القرنية؛ لأنها لاتحمل خاصيةنفاذ الأكسجين للقرنية.
رأت استشارية أمراض العيون والقزحية وجراحةالقرنية وتصحيح عيوب الإبصار الدكتورة سيرين جوهرجي، أن النظارات غير الصحية تعرضالعين لكمية أكبر من أشعة الضوء المتناثرة وتنخدش بسهولة وهو ما يؤدي إلى رؤيةالألوان بشكل باهت وإجهاد للعين وصداع وأمراض عديدة، لافتة إلى أن من أهمإشكالياتها أنها قد تكون غير مناسبة في حجمها وهو مايسبب الضغط على الأنف أوالوجنتين، وقد تكون عالية مما يجعلها تلامس رموش العين أو منخفضة وتسقط على الأنف.
وأضافت «النظارات الشمسية المقلدة لا تحمي منأشعة الشمس الضارة والتي لها أضرار متعددة على العين، وبسبب لونها الداكن تتسعالحدقة لتستقبل كمية أعلى من هذه الأشعة التي تزيد حدتها مابين الساعة العاشرةصباحا إلى الرابعة عصرا.
عدسات مغشوشة
وحذرت من العدسات اللاصقة المغشوشة والمنتشرة فيدول شرق آسيا؛ لأنها لا تحمل خاصية نفاذ الأكسجين للقرنية التي تحصل على الأكسجينمن الهواء، كما أن قرنية العين تتعرض لنقص الأكسجين مما يسبب اختناق للخلايا وهذابدوره يؤدي إلى حدوث عتامة في القرنية، بالإضافة إلى ذلك قد تكون أصغر أو أكبر فيتقعرها وعرضها من العين مما يؤدي إلى ضغط القرنية وتغير شكلها أو عدم ثباتها علىالعين مسببا الالتهاب المناعي، وبجانب كل ذلك قد تتعرض العين إلى الجروح السطحيةالتي قد تؤدي إلي الإصابة بالتقرحات الجرثومية، وقد تكون أطرافها حادة ومصنعة بشكلغير صحيح مما يجرح الجفن ويسبب تورمات تجعل لبس العدسة أصعب في المستقبل، بالإضافةإلى أنها لا تحمل حماية ضد الأشعة الفوق بنفسجية.
ولفتت جوهرجي إلى إمكانية استخدام العدساتالتجميلية إذا أخذت الحيطة والحذر والمواظبة على تنظيفها والعناية بها، وعدم وضعمساحيق التجميل قبل لبسها؛ تجنبا لتعرض العينين للالتهابات، كما لا ينصح مرضىالغدة الدرقية والسكر غير المنتظم أو الربو والحساسية وجفاف العين من استخدامها،وخصوصا إذا كان عمل الفرد يتطلب التعامل مع الأبخرة والمواد الكيميائية والغبارالتي قد تعلق بالعدسة.

وأشارت إلى أن فنيي البصريات هم الأجدر في معرفةالنوعية الجيدة للنظارات من خلال استخدام أجهزة خاصة، وهناك طريقة بسيطة لمعرفةجودتها وهي اختيار خطوط متوازية والنظر بعين واحدة وإغلاق الآخرى إليها من مسافةقريبة في عدسة النظارة وتحريكها بشكل أفقي وعامودي، فإذا ظل الخط مستوي فهي علىالأغلب جيدة، أما إذا تعرج الخط فهي قد تسبب تشوه وانعواج في الرؤية.
وأكدت أنه لوجود الحماية من الأشعة فوقالبنفسجية يتم الاعتماد على مواصفات النظارات عند شرائها، ولا يمكن التمييز بينالجيد والمغشوش في هذه الخاصية فالنظارات البلاستيكية الجيدة تحمل هذه الخاصيةويمكن زيادة الحماية بإضافة طلاء خاص والنظارات الشمسية فيكتب ذلك في خصائصها 100في المائة حماية من الأشعة فوق البنفسجية أو 400 نانوميتر تعني حماية قصوى، ولايعني غلو ثمن النظارة جودتها، ويجب الذهاب إلى فني بصريات لتأكيد خصائص النظارةقبل شرائها، كما يتم الاعتماد في معرفة جودة العدسات من خلال الشركة المصنعة لها،فهناك بعض العدسات الملونة المغشوشة التي يتحلل لونها مع الوقت والتي يجب تجنبهافي حالة الشعور بأي أعراض جانبية حال ارتدائها.
جوهرجي بينت أن النظارات المغشوشة تؤدي إلىالصداع والدوخة والإصابة بالتهابات القرنية الضوئية والمياه البيضاء والعمى الضوئيوسرطان العين وشيخوخة الشبكية، أما العدسات المغشوشة فأنها قد تؤدي إلى الإصابةبالالتهابات الجرثومية والمناعية وتورمات الجفن وجروح القرنية السطحية والمزمنةوجفاف العين ونمو شعيرات دموية في القرنية وعتامة القرنية.
التوعية وقاية
ويتفق استشاري جراحة تجميل العيون والجفونوالقناة الدمعية وحجاج العين الدكتور ياسر عطية المزروعي مع الرأي السابق فيقول:
للأسف الشديد فإن ظاهرة النظارات المقلدة اجتاحتالعالم، ولايمكن السيطرة عليها الإ من خلال التوعية، فالأضرار المترتبة على مثلهذه النظارات كثيرة ولايمكن حصرها ولكنها في النهاية تؤدي إلى مشاكل جسيمة فيالعينين.
وشدد المزروعي على ضرورة اقتناء النظاراتالأصلية سواء الشمسية أو الطبية، ولا أخفي إن قلت: إن الأسواق «حتى البقالات»أصبحت زاخرة بالنظارات الطبية المقلدة لحالات طول النظر التي تحمل علامات (+)وانتشر استخدامها للأسف من قبل كبار السن، لذا أنصح الجميع بعدم استخدام مثل هذهالنظارات والاعتماد على عدسات النظارات الأصلية التي تعطي أبعادا بصرية صحيحة ودقةفي الرؤية.
«زغللة» في الرؤية
وفي السياق نفسه، أكد مختص البصريات الدكتورمحمد بشاوري، أن الشكوى من بيع عدسات غير صحية، قد لا يستطيع الشخص العادي معرفةذلك، ولكن مع الاستخدام قد يحصل لدية صداع أو زغللة في الرؤية (عدم وضوح)، وهناكأجهزة تستطيع الكشف على هذه العدسات.
وأشار إلى وجود محلات مرخصة من وزارة الصحة،ويقوم بالفحص طبيب البصريات أو أخصائي بصريات، وهو ما يغني عن فحص طبيب العيون فيالحالات السليمة أي التي ليس لها تاريخ مرضي.
البشاوري أكد أن النظارات المغشوشة أو المقلدةللماركات منتشرة بطريقة كبيرة في السوق المحلي وبعض هذه النظارات قد تسببالحساسية، وخصوصا أنها تفتقد لعنصر الحماية من الأشعة فوق البنفسجية مما يسهلالإصابة بمرض المياه البيضاء على المدى البعيد.
ونبه إلى أن فني البصريات بإمكانه اختيارالنظارة حسب وصفة الطبيب بتنفيذ المقاسات والأرقام على عدسة النظارة التي تطابققياس النظر، وزوايا الرؤية ومركز النظارة وتطابقه مع مركز العين بدقة متناهية؛ لأنأي خلل في المقاس من شأنه أن يضعف البصر ويوثر عليه.


أخبار مرتبطة