نه ظهور قشور سميكة بيضاء وبقع حمراء على الجلد . إذ أن الجلد في العادة يأخذ ما بين 28-30 يوما في دورة انقسام خلاياه الطبيعية حتى تنضج وتتحول إلى خلايا قرنية ميتة تتلاشى بالتدريج على سطح الجلد.
أما في حالة الصدفية فإن خلايا الجلد تنضج بمعدل أسرع بكثير مابين 3-6 أيام وتتجمع الخلايا القرنية الميتة وتتراكم على سطح الجلد مكونة تلك القشور البيضاء مع الاحمرار نتيجة للإلتهاب الحاصل تحت الجلد. وتشكل هذه القشور أثراًبالغاً وسيئاً على سطح الجلد وبخاصة عند انتشاره على مساحات واسعة أو في أماكن بارزة من الجلد. ينعكس ذلك على مظهر المريض وهيئته مما يجعله عرضة لابتعاد الناس عنه أو انعزاله هو عن المجتمع خوفاً من ذلك.
كما لا يقتصر أثر الصدفية على مظهر الجلد فحسب بل يؤثر ذلك سلباً في حياته الأسرية الخاصة والعامة، بل أثبتت الدراسات العلمية بأن له آثاراً سيئة على الجوانب النفسية والاجتماعية والوظيفية والاقتصادية.
فمن الآثار النفسية حصول القلق والاكتئاب، ومن الآثار الاجتماعية العزلة الاجتماعية للمريض المصاب بسبب تعرضه لنظرات الاستغراب من الآخرين أو نظرات الإزدراء والاشمئزاز خصوصاً أن هناك معتقدات خاطئة مرتبطة بهذا المرض بأنه معد أو أنه ناتج من قلة اهتمام المريض بعنايته الشخصية، وقد يحجم الشاب أو الفتاة عن الزواج خجلاً وخوفاً من الفشل في الحياة الزوجية. ومن الآثار الاقتصادية انقطاع المريض عن العمل ولفترات متعددة مما قد يؤثر على نجاحه بل وحتى استمراره في عمله. أضف إلى ذلك المبالغ الطائلة المصروفة في علاج المرض والتخفيف من آثاره.
وللصدفية أنماط متعددة منها الصدفية النقطية، والصدفية العامة، والصدفية الثنية البينية والصدفية الصديدية وصدفية الكفين والقدمين، وصدفية الأظافر، وصدفية الرأس وهناك نوع من الصدفية يؤثر على المفاصل مسببا آلاما والتهابات يسمى روماتيزم الصدفية. وثم مفاهيم خاطئة نود التنبيه عليها وهي:
المفهوم الخاطئ الأول:
الصدفية مرض معدي
هنال من يعتقد بسب مظهر الصدفية التقشري بأنها مرض معد ويجب الابتعاد عن المصابين بها. وفي الحقيقية أن مرض الصدفية غير معدي وينبغي التعامل مع المصابين به بشكل طبيعي وبدون تخوف أو توجس.
المفهوم الخاطئ الثاني:
الصدفية مشكلة تجميلية
يعتقد البعض بأن الصدفية هي في واقع الأمر تغير بسيط في الجلد ويتم النظر إليها على أساس أنها مشكلة تجميلية. وهذا مخالف للواقع، فالصدفية مرض جلدي له مفهومه الخاص وله أنواع وأشكال مختلفة. كما أنه ليس مرض جلدي بحت بل له ارتباطه بالجسم وتصحبه بعض الأمور الداخلية في الجسم والتي تتعدى الجلد.
المفهوم الخاطئ الثالث:
يمكن الشفاء من الصدفية
الصدفية مرض مزمن يتعايش معه المصاب به. فحتى اللحظة لايوجد شفاء كامل من داء الصدفية غير أن التطورات الكبيرة في علاج الصدفية ساهمت بشكل كبير في السيطرة على المرض وتوفير حياة مريحة للمصابين به. ومازالت الأبحاث جارية بشكل كبير ومستمر لإيجاد شفاء من هذا المرض. ومن هذا المنطلق يجب أن يتفهم مرضى الصدفية بأن عليهم التعايش مع هذا المرض وأخذ العلاجات اللازمة بحسب تقييم الطبيب المختص وعدم التنقل بين الأطباء والمصحات بحثاً عن شفاء كامل لهذا المرض حتى لايقعوا فريسة في أيدي بعض ضاف النفوس. والأمل يحدو الجميع أن يتم في المستقبل توفير علاج يؤدي إلى شفاء الملايين من هذا المرض.
المفهوم الخاطئ الرابع:
الصدفية تحدث بسب عدم العناية بالجسم
وهذا المفهوم غير صحيح حيث أن الصدفية تحدث نتيجة عدة عوامل منها ماهو متعلق بجهاز المناعة أو عامل الوراثة وغيرها. غير أنه يمكن للصدفية أن تتأثر بالزيادة نتيجة عوامل مثل بعض الالتهابات والضغوط النفسية وبعض الادوية.
المفهوم الخاطئ الخامس:
الصدفية ليست مرضاً وراثياً
والحقيقية أن الصدفية لها ارتباط بالعامل الوراثي والجيني. فيعتقد أن 40-60٪ من المصابين بهذا المرض لديهم ارتباط جيني. غير أن الارتباط الجيني لايعني ضرورة الإصابة بالمرض. والمقصود بذلك أن من لديه الاستعداد الجيني قد تظهر عليه علامات المرض في ظل وجود عوامل أخرى اضافية.
المفهوم الخاطئ السادس:
الصدفية مرض عضوي فقط
والصحيح أن الصدفية مرض عضوي يتأثر بشكل كبير بالعوامل النفسية وقد تؤدي هذه العوامل إلى زيادة في المرض كما قد يؤدي المرض إلى انعكاسات نفسية.
المفهوم الخاطئ السابع:
العلاجات الشعبيية والأعشاب تقضي على الصدفية
من بعض الممارسات الملحوظة في مجتمعنا تداول بعض المصابين بالصدفية لبعض الأعشاب والعلاجات الشعبية ظناً منهم بأنها تؤدي إلى القضاء على المرض والشفاء منه بشكل نهائي. وهذا المفهوم خاطئ حيث إن الصدفية مازال ينظر إليها على أنها مرض مزمن يجب أن يتعايش المصاب معه حتى يتم بإذن الله استكشاف علاج ناجع كفيل بالشفاء منها بشكل نهائي.