نظراً لمشابهتها لهذه المسميات، ووظيفتها الأساسية تكبير الأصوات ونقلها من الأذن الخارجية إلى الأذن الداخلية مع التحكم في شدة هذه الأصوات·
جـ ـ أذن داخلية تحوي قنوات عدة معقدة الشكل، لإحداها ـ القوقعة ـ وظيفة تحويل الذبذبات الصوتية إلى إشارات عصبية، تمر في عصب السمع ومن ثم إلى المخ، كما تحوي أيضاً قنوات نصف دائرية (هلالية) تعمل على حفظ توازن الجسم·
وقد خلق الله سبحانه وتعالى قناة الأذن الخارجية في اتجاهين مختلفين، أي أنها ليست في خط مستقيم حتى تمنع سهولة وصول الأذى إلى طبلة الأذن· وفي أحوال كثيرة تتعرض الأذن الخارجية إلى بعض الالتهابات··· وفي هذا المقال سأذكر أهم هذه الالتهابات، وأعراضها، وطرق علاجها·
أولاً: التهاب الأذن الخارجية المنتشر
التهاب منتشر (Diffuse) يصيب الجلد المبطن لقناة الأذن الخارجية، ويحدث نتيجة الإصابة ببعض الميكروبات التي تدخل الأذن من الخارج مثل: الميكروب >السبحي< والميكروب >العنقودي< وبعض الميكروبات الأخرى·
وهناك بعض العوامل التي تساعد على الإصابة بهذا المرض منها: أن بعض الأفراد تزداد قابليتهم للإصابة بهذا المرض أكثر من غيرهم مثل المرضى بالحساسية ومرضى البول السكري· كذلك كثرة التعرق >زيادة العرق<، وكثرة الاستحمام في فصل الصيف، حيث ترتفع درجة رطوبة الجو، وتجفيف الأذن بواسطة مناشف غير نظيفة· ناهيك عن إصابة الأذن الخارجية موضعياً بالخدوش أو بالخبطات (Trauma) كما يحدث في أثناء عمل غسيل الأذن·
الأعراض والعلامات
تبدأ الأعراض عادة بالميل إلى حك أو هرش جلد الأذن، ويشكو المريض من آلام في الأذن الخارجية تزداد شدتها مع حركة الفك إلى الدرجة التي تؤدي بالمريض إلى الأرق والسهاد وعدم النوم· ويشكو المريض كذلك من ضعف بسيط في قوة السمع، مع وجود إفراز مائي بكميات قليلة ما يلبث أن يتحول إلى إفراز صديدي·
العلامات: يلاحظ احمرار وانتفاخ الجلد خاصة في المراحل الحادة من المرض· أما في الحالات المزمنة فيلاحظ سماكة الجلد مع انسداد مجرى قناة الأذن الخارجية·
العلاج
أولاً: علاج موضعي فمعظم الحالات تستجيب للتنظيف المتكرر لقناة الأذن الخارجية، ويمكن استخدام حشو مبلل بمادة (Aluminium acetate 80%) في المرحلة الحادة من المرض· واستخدام مادة (Hydrocotioone) في المرحلة المزمنة·
ثانياً: علاج عام: يُعطى المريض مضاداً حيوياً مناسباً >بعد عمل اختبار حساسية لمعرفة نوع الميكروب المسبب للمرض)· ولا تعطى المضادات الحيوية الموضعية لأنها تسبب حساسية في جلد الأذن الخارجية وتزيد الحالة سوء، كما أنها تساعد على حدوث الإصابة بالفطريات· ويعطى المريض كذلك بعض المسكنات وخصوصاً عند اشتداد الهرش أو الحكة التي تؤدي إلى عدم نوم المريض من شدتها·
وننصح بعدم إهمال علاج مثل هذه الحال وعليه معالجتها عند الطبيب المختص، لأنها يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات كثيرة أهمها: دُمل أو خراج الأذن الخارجية، والتهاب الغدد الليمفاوية المجاورة·
ثانياً: دُمل الأذن الخارجية (Furunculosis)
دُمل أو خراج الأذن الخارجية عبارة عن التهاب سببه الميكروب السبحي لحويصلات الشعر الموجودة في الجزء الخارجي >الغضروفي< من قناة الأذن الخارجية، وهو مرض شائع الحدوث وخصوصاً في مواسم الاصطياف والاستجمام·
ويساعد على حدوث هذا المرض استخدام أدوات غير نظيفة أو تنظيف وحك الأذن بأظفار الأصابع وربما تتكرر الإصابة بهذا المرض في حال وجود أكثر من دمل وذلك يحدث عند المصابين بمرض البول السكري، ولذا فإن تكرار وجود هذه الدمامل قد يكون أحد المؤشرات على إصابة الشخص بمرض البول السكري، ومن هنا ننصح كل شخص أصيب بهذه الدمامل أكثر من مرة عمل تحليل للسكر في البول والدم للتأكد من عدم إصابته بمرض البول السكري·
الأعراض والعلامات
الأعراض: يشكو المريض من ألم في الأذن، تزداد شدته مع تحريك صيوان الأذن أو تحريك الفك في أثناء مضغ الطعام مثلاً، ويحدث نقص في السمع فقط عندما يكبر حجم الدمل ويسد قناة الأذن الخارجية، وإذا حدث وانفجر الدمل، خرجت منه قطرات قليلة صديدية وغير مخاطية لونها بلون الُجبن·
العلامات: يتألم المريض عند تحريك صيوان الأذن أو الفك، ويلاحظ وجود دمل أو أكثر، والدمل صغير في حجمه، لونه أحمر، محدد أو دائري، ويوجد الدمل في الجزء الخارجي من قناة الأذن، كما يلاحظ وجود انتفاخ في منطقة صيوان الأذن نتيجة التورم أو كبر الغدد الليمفاوية الموجودة بهذه المنطقة·
العلاج:
أولاً: العلاج الموضعي: يكون بوساطة وضع حشو اسطواني مبلل بمادة (Glycerineichthyol 10%) ويستبعد عصر الدمل حتى لا تنتشر العدوى إلى المناطق المحيطة بالدمل· وعند تجمع الصديد بكميات كبيرة وعندما يكبر الدمل في حجمه مع وجود تورم حوله وآلام شديدة يجب عندئذ فتح الدمل·
ثانياً العلاج العام: ويرتكز على إعطاء المريض بعض المضادات الحيوية مثل >البنسيلين< وبخاصة في الحالات الشديدة، كما يعطى المريض بعض مسكنات الألم·
ثالثاً: التهاب عش الغراب (Otomycosis)
في حالات كثيرة تصاب الأذن الخارجية بنوعين من الفطريات: أحدهما لونه أبيض ويسمى >كانديدا البيكانز< ونوع آخر لونه أسود ويسمى (أسبرجلس نيجر)، وعلى الأغلب هذا ما يعرفه الناس ويطلقون عليه باللغة الدارجة التهاب >عش الغراب<، وهو التهاب فطري يصيب الأذن الخارجية، إذ تنمو هذه الفطريات على السطح الخارجي للجلد المبطن للجزء >العظمي< من قناة الأذن الخارجية، ولكن عندما تمتد جذورها تحت الطبقة السطحية للجلد، تبدأ إثارة الأعصاب المغذية لهذه المنطقة الحساسة، مما يحدث تهيجاً فيها، بحيث يشعر الشخص المصاب بألم في الأذن ورغبة شديدة في هرش أذنه·
ومن العوامل التي تساعد على الإصابة بهذا المرض: وجود رطوبة في قناة الأذن الخارجية، إما في أثناء الاستحمام العادي أو السباحة في حمام السباحة أو في البحر، ولذا ينتشر هذا المرض في فصل الصيف، وأيضاً في حال وجود الأشخاص في مناطق شديدة الحرارة مرتفعة الرطوبة، وهي عوامل تساعد على نمو الفطريات وتزيد من نشاطها، كما أن الذين يعيشون في هذه المناطق يستعملون الماء كثيراً، ومن ثمَّ تزداد احتمالات دخول الماء في الأذن، والماء يعد واحداً من المسببات التي تشجع على نمو الفطريات·
ليس هذا فحسب، بل إن العادات السيئة وبخاصة إدخال أجسام غريبة في محاولة لتنظيف الأذن مثل أعواد الكبريت أو بنس الشعر، كل هذا يساعد على الإصابة بهذا المرض، ولذا ينصح دائماً بعدم استخدام أجسام غريبة لتنظيف الأذن، وعدم الهرش بالأظفار خاصة إذا كان المريض مصاباً بأي فطريات في جلده وخصوصاً تينيا القدمين·
الأعراض والعلامات:
يشكو المريض من رغبة شديدة في هرش أذنه، ويشعر بانسداد في أذنه مع ضعف بسيط في السمع وطنين يشبه صوت أمواج البحر، ويتطور الأمر إلى شعور بألم شديد داخل الأذن·
وعند فحص الأذن سنرى عش الغراب أو الفطريات، وهو يشبه تماماً قطعة من ورق الصحف مبللة بالماء، أي جسم أبيض منقط باللون الأسود· وهو يشبه عش الغراب، ومن هنا جاءت التسمية·
العلاج:
1 ـ يجب أولاً تحاشي إدخال أي أجسام غريبة إلى الأذن بهدف تنظيفها أو في حال الشعور بالحكة، كما يجب عدم إدخال الماء في الأذن مدة طويلة وخصوصاً عند المرضى الذين سبقت لهم الإصابة بهذا المرض· ويمكن التحكم في ذلك بوضع قطعة من القطن الطبي المعقم المغموس في أي كريم في مدخل الأذنين وذلك عند الاستحمام·
2 ـ بعد تشخيص الحال واستبعاد إصابة المريض بالتهاب الأذن الوسطى يبدأ بعد ذلك علاج عش الغراب·
3 ـ يقوم الطبيب باستخراج عش الغراب بعمل غسيل للأذن·
4 ـ يقوم الطبيب أيضاً بإعطاء المريض قطرة أذن مضادة للفطريات مثل النستاتين (Nystatin)·
5 ـ يجب تردد المريض على طبيبه المعالج لفترة قد تطول لأسابيع عدة حتى يطمئن الطبيب إلى القضاء على الفطريات تماماً·