تاريخ النشر 2 ابريل 2015     بواسطة البروفيسور اسعد عبدالله المطوع     المشاهدات 201

طبيب سعودي يحذر من «عصر الهشاشة»

هاجم الدكتور أسعد المطوع استشاري جراحة العمود الفقري، مدير مستشفى المستقبل بجدة نمط الحياة لدى السعوديات كونه المتسبب الرئيس في الإصابة بأمراض هشاشة العظام وانتشارها حتى بين الفتيات الصغيرات، مما يجعل إطلاق مسمى «قرن الهشاشة» مناسبا للحياة حالياً، وطالب في حوار مع «الشرق الأوسط« الموظفين المكتب
يين بضرورة التحرك خلال كل فترة بعد جلستهم الطويلة أثناء العمل لتحريك العضلات وتسهيل جريان الدم، ناصحا باتخاذ أوضاع صحية في الجلوس باستخدام مقاعد مريحة للعمود الفقري.> انتشرت أمراض هشاشة العظام في الآونة الأخيرة، فما هو مرض هشاشة العظام وما هي أسبابه؟ 
ـ هشاشة العظام مرض عالمي، والسعودية من ضمن الدول التي توجد بها نسبة مرتفعة من هذا المرض، وهناك أسباب للمرض منها تقدم العمر، أي ما بعد الـ 45 سنة وسن اليأس، ونظام الحياة اليومية المتمثل في قلة الحركة، وعدم ممارسة الرياضة، ونقص الكالسيوم، والإكثار من تناول المشروبات الغازية، وعدم تأهيل الأطفال، ويسمى هذا القرن لدى العلماء بـ «قرن الهشاشة»، على مستوى العالم، مما جعل الأمم المتحدة والسعودية ـ أيضا ـ تأخذ الأمر بجدية· وأرى أن التوعية هي الأساس ومن ثم يكون العلاج. 
إذن كيف يمكن معالجة هذه الظاهرة؟ 
ـ أولا لا بد من تعديل نمط الحياة خاصة لدى النساء، تخيل أن المرأة عند تعرضها للشمس تكون مرتدية العباءة السوداء وتحول بينها وبين الأشعة، وتجد أن طعامها غير صحي، ولا تمارس الرياضة، وتطيل الجلوس أمام التلفزيون، ولا تتعرض للشمس أبدا، إذن هي بيئة مواتية تماما للإصابة فلا بد بهشاشة العظام، والأخطر من ذلك أن فتيات صغيرات أصبحن يصبن بهذا المرض القاتل وهو ما لم يكن يحدث في السابق، ويتم العلاج بعمل تعويض بفيتامين «د» نقط وبالكالسيوم وكل ذلك بسبب نمط الحياة غير الصحي· علاج خشونة العظام يتم بعملية جراحية، لكنا لا نحبذها للنساء اللاتي تعدين الستين أو السبعين من عمرهن، لان العظم يكون خفيفا ولا يتحمل العملية فتكون الخطورة عالية إلا في حالات معينة، تجبرنا على ذلك وإلا فالمسكنات والعلاج الطبيعي. 
> ماذا عن إصابات الملاعب والى أي مدى يمكن اعتبار الكوادر السعودية قادرة على علاجها؟ 
ـ الكوادر الطبية السعودية قادرة على توفير بيئة علاجية متميزة لإصابات الملاعب، والرياضيون تزداد بينهم بنسبة عالية، ومعظم المرضى منهم يشتكون من إصابات في الغضروف السلالي الأوسط والجانبي، مع تقطع الرباط الصليبي الأمامي، ويتم إجراء عمليات بالمنظار لإزالة التمزق في الغضروف السلالي، مع تثبيت الرباط الصليبي بزراعة الأنسجة بدون استخدام العظم بتثبيتات حديثة تذوب في العظم، وتعود أسباب هذه الإصابات إلى عوامل متعددة، منها ضعف اللياقة عند بعض اللاعبين، والإصابة الناتجة عن الاحتكاكات الخطيرة في المباريات، وفي بعض الأحيان تكون الإصابة بسبب اللاعب نفسه عندما يقوم ببعض الحركات غير الصحيحة، أو القاسية. وأشير هنا الى أننا قد أجرينا العديد من العمليات النادرة لعدد من اللاعبين المواطنين والعرب، وهم الآن يؤدون مهامهم في الملاعب الخضراء. 
كمتخصص في جراحة العمود الفقري، ما هي أصعب، وأندر العمليات التي أجريتها حتى الآن؟ 
ـ أجريت عملية جراحية لفتاة عمرها 17 سنة، كانت تعاني من اعوجاج في العمود الفقري بنسبة 95 درجة، وتم تعديل العمود الفقري وتثبيته بحيث أصبح التقوّس إلى 10 درجات، وأصبحت تمارس حياتها بشكل طبيعي الآن· وحالة أخرى تعرضت لكسور في الفقرة الخامسة العنقية بسبب السقوط من الدور الثاني، كان المصاب عمره 45 سنة، وأصيب بشلل شبه رباعي في الأطراف، وتمت إزالة الفقرة تماماً ووضعنا فقرة اصطناعية مع تثبيتها من الأمام· العديد من العمليات الحرجة أجريتها في هذا المجال. 
العمود الفقري من الأعضاء الأساسية في جسم الإنسان، وإصابته تشكل خطورة كبرى، ما هي نسبة الخطأ في عمليات العمود الفقري؟
ـ الخطأ بأي نسبة يؤدي إلى شلل كامل، ويجب على الطبيب عند إجراء العملية مراعاة القياسات، والنخاع الشوكي، أو العصب، وتلك عمليات معقدة، وفي المملكة أطباء قلائل يجرون مثل هذه العمليات، وأجرينا خلال السنة الماضية أكثر من 100 عملية لأناس من داخل السعودية وخارجها، معظمهم من النساء. 
بماذا تنصح العاملين في المكاتب؟ 
ـ انصح الموظفين المكتبيين بضرورة التحرك لمدة خمس دقائق على الأقل بعد جلستهم لمدة ساعة أثناء العمل، وذلك ضروري لتحريك العضلات، وتسهيل حركة جريان الدم، كما أوصي باتخاذ أوضاع صحية في الجلوس باستخدام مقاعد مريحة للعمود الفقري. 
إن اعلى نسبة للضغط على الغضروف للإنسان عندما يكون في وضع الجلوس أكثر من المشي والرقاد وغيرها نحن ننصح بالجلسة الصحية والنوم الصحي وممارسة الرياضة فالجلوس الطويل خطر على الغضروف الوقفة الطويلة ليس بها إشكال لان وزن الإنسان يتوزع على الجسم بشكل كامل لكن الجلوس يجعل الوزن يتركز على أسفل الظهر بشكل أساسي. 
كل جهد ووزن الإنسان ينزل على الرجلين فـ «صحتك من قدمك» وهذا أمر لا ينتبه له الناس كثيرا، فعندما تكون الرجل في وضع غير طبيعي أو الحذاء غير طبيعي يحدث توزيع غير صحيح لوزن الإنسان ما يقود إلى خشونة الركب والحوض، لذلك انصح بالحذاء الطبي، واعتقد أن غلاء سعر الحذاء الطبي مشكلة لان الناس لا يشترونه رغم أهميته الجوهرية· لكن سلامة القدم من سلامة الجسم والأطباء القدامى كانوا يركزون على صحة القدم عبر صحة الحذاء. 
ما مدى الفائدة من التعاون مع القطاعات الطبية الخارجية؟ 
ـ الطب عملية متغيرة وليست ثابتة، وكل يوم تظهر أدوات حديثة وأدوية جديدة، فالطبيب الذي لا يحضر ورشات العمل ويتابع التطور، يفقد الكثير لتطوير ذاته طبياً، على الصعيد الشخصي احرص على حضور بين خمسة إلى سبعة مؤتمرات كل عام في جميع أنحاء العالم، وهناك الكثير من المؤتمرات التي تقام في السعودية، سواء في الرياض أو جدة، وهذه عملية أساسية لتطوير مهارات الطبيب. 
ماذا عن تأهيل الأطباء السعوديين في مجال طب العظام؟ 
ـ هناك برامج تدريب داخل السعودية، وهناك أطباء يتدربون في السعودية وبعضهم يتدرب في المجالات النادرة في أميركا وكندا، وبالطبع هناك كوادر وطنية متخصصة ونادرة تعمل في الخارج، والسعودية في تواصل مع الخارج ضمن قطاع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. 
القطاع الصحي هو أهم ما يميز مدينة جدة، هل يمكن تحويل جدة إلى مصيف صحي سياحي؟ 
ـ القطاع الخاص يشكل 60 بالمائة من حيث حجم المستشفيات والمستوصفات في جدة، وهناك توجه حتى تصبح جدة مدينة صحية، ويحضر للسعودية الآن نسبة لا بأس بها من جميع الدول المجاورة للعلاج، خاصة من دول الخليج، وأتوقع أن يزداد الأمر بعد انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية، ويمكن أن تنافس الدول الأوروبية الجاذبة للسباحة العلاجية. 
أمراض الغضروف أصبحت أيضا من الأمراض الشائعة، ما رأيكم؟ 
ـ هذا صحيح، وجد أن الرجال الذين يعملون في قيادة السيارات كمهنة هم الأكثر إصابة بأمراض العمود الفقري ـ وعادة ما يحدث لهم تهتك في الغضروف، والغضروف عبارة عن ألياف دائرية وسطها مادة هلامية، فاهتزاز المركبة الخفيف بخرج المادة من بين الألياف، وتحدث الإصابة بالآلام، ويعود السبب إلى الجلسة الطويلة، إضافة إلى الذبذبات الناتجة عن اهتزاز السيارة، الشخص قد لا يشعر بها، لكنها مؤثرة جدا، وأطلق هنا تحذيراً للانتباه لهذا الأمر الخطر. خلص مؤتمر علمي حضرته أخيرا في العاصمة الايطالية روما إلى أن فرض الكالسيوم لمرضى العظام أمر غير صحيح، لان هذا العنصر موجود في معظم الأطعمة، لكن المشكلة في الفيتامين دال محدود المصادر. 


أخبار مرتبطة