هذا المؤتمر بعد أن تناولتها المحاكم. وأوضحت أن من هذه الحالات ما انتهت باستئصال الرحم وأخرى لطفل نزل ميت وحال لأم أصيبت بسيولة بالدم ونزيف بالرأس وحالة أخرى أصيبت بتخثر بالدم وجلطة. ولفتت إلى أن الهدف من عقده يوم الاثنين 24شوال الجاري بمستشفى قوى الأمن بالرياض هو إعداد خطة لدراسة المخاطر، ووضع الحلول قبل وقوعها قدر المستطاع. مشيرة إلى مستشفى قوى الأمن له تجربة جيدة ساعدت في الحد من الجوانب السلبية والبعد عن المخاطر التي قد تتعرض لها الأم أو جنينها.
نص الحوار:
@ كيف جاءت فكرة هذا المؤتمر؟
- جاءت بعد أن تم رصد نحو 22في المئة من القضايا الطبية تنصب حول النساء والتوليد.
@ ما الهدف الحقيقي منه؟
- إعداد خطة لدراسة المخاطر، ووضع الحلول قبل وقوعها قدر المستطاع، ولدينا بمستشفى قوى الأمن هذه الإدارة منذ سنة ونصف تقريباً وساعدت في الحد من الجوانب السلبية والبعد عن المخاطر التي قد تعترض الأم أو جنينها، وحققت وحدة النساء والولادة نتائج ملموسة ولله الحمد، وأغلب القضايا الطبية التي تصل للمحاكم هي إعاقة الأطفال، بحيث نبحث كم نسبة الأطباء المتسببين في هذه الإعاقات؟ وما أسبابها؟ وهناك أحياناً 80% من تلك القضايا ليست خطأ طبياً بقدر ما أنها خطأ في التواصل بمعنى دخول الطبيب مثلاً في وضع عصبي أو معاملة الممرضة له بطريقة سيئة وهذه تحدث مشكلة من طبيعة المرض وليست بسبب خطأ طبي وبالتالي يسمى هذا خطأ تواصلياً بين الطبيب والمريض.
@ من المتحدثون؟
- الدكتورة هيلن من بريطانيا وهناك مشاركات ومتحدثون من البحرين والكويت وقطر، والدكتورة هيلن سوف تستعرض النظام البريطاني في إدارة المخاطر، وسوف تساعد في وضع الخطط المناسبة بحسب ظروف كل مستشفى، ومن هم أعضاء الإدارة؟ وكيف تدرس القضايا؟ وأين الأماكن التي يجب التركيز عليها في مواقع المستشفى مثلاً هل هي الطوارئ أم العمليات وغيرها؟، وبالتالي سوف تساعدنا في تأسيس إدارة للمخاطر السريرية داخل المستشفى، إضافة إلى أن هناك محامياً قانونياً وسوف يتكلم عن الأمور القانونية سواء مع الأطباء أو هيئة التمريض أو تخدير أو أي تخصص.
@ كم عدد المشاركين؟
- نتوقع 350طبيباً وطبيبة في تخصصات النساء والولادة، وغير ذلك حيث سيطرح باليوم الأول مناقشة إدارة المخاطر في المستشفيات والقضايا الجنائية ومناقشة بعض القضايا الشرعية التي نظرت بالمحاكم السعودية، حيث شارك الدكتور خليفة الملحم مدير عام الشؤون الصحية بالباحة وسيطرح بعض القضايا التي دخل فيها كمحقق وأين كانت الأخطاء، وهناك الدكتور عبدالحميد سمرقندي استشاري تخدير بمستشفى الملك خالد الجامعي وهو من المحكمة الشرعية وسيتحدث عن خبرته والحالات التي سجلت في قضايا الأخطاء الطبية، ويشارك الدكتور ياسر العبيداء عن كيفية إيجاد بيئة آمنة للمرضى في النظام الصحي بالمملكة، وهناك نجم من مستشفى قوى الأمن سيتحدث عن الأخطاء الخلقية التي تقع في تخصص النساء والولادة من ضوء المحاكم الشرعية. وفي اليوم الثاني تطرح الدكتورة هيلن من بريطانيا عن مكونات إدارة المخاطر بالتفصيل وكيفية التطبيق، وسيطرح المؤتمر خبرة الكويت وقطر والبحرين في هذا الموضوع، إضافة إلى محاضرات طبية للحضور.
@ كم النسبة المتوقعة بعد تأسيس إدارة المخاطر في خفض معدلات الأخطاء الطبية؟
- إذا حققنا نسبة 30% في السنة الأولى فهي جيدة ولكن هدفنا 80% وصعب الحصول عليها ولذا يجب أن توضع خطة زمنية لتقليل تلك الأخطاء.
@ كيف ترين انتشار الأخطاء الطبية بمستشفيات المملكة؟
- كثيرة ولكن لا يوجد تسجيل لجميع الأخطاء، في بريطانيا تجد أن هناك مركزاً يجمع ويسجل جميع الحالات، وكل مستشفى يحتفظ بإحصائياته وهذا للمستشفيات الكبيرة في الرياض وجدة والدمام، أما في المدن والقرى الأخرى لا تعلم أسباب أي ضرر يلحق بالمريض وهل ما تعرض له المريض هو خطأ طبي أم لا.
@ كثرة الأخطاء الطبية في النساء والولادة إلى أي مدى هذا الكلام صحيح؟
- هذا صحيح، بسبب أنه تخصص له طبيعة خاصة فأغلب الحالات تصل للمستشفى في حالات طارئة والأطباء في هذا التخصص قلة وتعاني بعض المستشفيات من ذلك.
@ كم نسبة الأخطاء الطبية التي تقع على النساء والولادة من مجموع الأخطاء المسجلة بالمملكة؟
- أتوقع أن هناك نسبة تقريبية من خلال عملي وخبرتي وهي أن 40% من الأخطاء الطبية تقع عند النساء لحظة التوليد، والأخطاء عبارة عن وفيات وإعاقات للأجنة كإعاقات ذهنية أو جسدية أو نزف أو وفيات أمهات.
@ ما سبب كثرة هذه الأخطاء؟
- الأسباب كثيرة، ولكن ربما يكون هناك بطء مثلاً في اتخاذ القرار المناسب للمريضة، كان يحتاج الأمر عملية قيصرية وبالتأخير يحدث إعاقة ذهنية للجنين وغير ذلك من تلك الحالات.
@ وهل ستناقش قضايا وصلت للمحاكم وما الهدف منها؟
- نعم سوف نناقش بعض القضايا لمعرفة أسبابها بدقة ومعرفة مواطن الخلل بأسلوب علمي محدد، وعددها 12حالة هي عبارة عن أخطاء طبية أبرزها حالات باستئصال الرحم وحالة لطفل نزل ميتاً وحالة لأم أصيبت بسيولة بالدم ونزيف بالرأس وأخرى حالة أصيبت بتخثر بالدم وجلطة.
@ هل تستطيع القول إن الأخطاء الطبية في تزايد مستمر؟ ولماذا؟
- نعم في تزايد، والخوف من القضايا جعل بعض أطباء القطاع الخاص يميلون للعمليات القيصرية، وفي أمريكا وصلت نسبة العمليات القيصرية إلى 40% من مجموع الولادات سنوياً في بعض مستشفياتنا بالمملكة وصلت نحو 35%.
@ صعوبة الحصول على إحصائيات في الأخطاء الطبية لماذا؟
- نعم.. لدينا مشكلة في عملية التواصل بين الجهات الصحية وتبادل المعلومات الإحصائية وهو ضعيف وهناك بيروقراطية وخوف، وهذا يجب أن لا يكون أبداً إذا أخذنا هدفنا هو التصحيح على الخطأ.
@ هناك خلل كبير في ذلك؟
- نعم هناك خلل في النظام ففي كندا وبريطانيا ودول أخرى لديهم دليل إرشادي للعلاج السريري ومعتمد فمثلاً مريض السكري يجب أن يشخص بالطريقة الفلانية وعلاجه يشمل كذا، ولا بد من منع المضاعفات الفلانية، وبالتالي كل شيء واضح، وهذه يفترض أن تعمم وأي طبيب يخرج بعلاجه للمريض عن هذه الإرشادات يعرض نفسه للمساءلة، وهذه الإرشادات لم توضع بلا فائدة، بل تجد هناك لجاناً تمكث أشهراً لدراسة الأفضل للمريض، وهنا لا يوجد نظام إرشادي وتجد بعض المستشفيات لديها ذلك، وهناك تساؤل وهو من المسؤول عن إعطاء الإرشاد العلاجي هل هي وزارة الصحة؟ أم جهات أخرى جمعيات مختصة، وهناك تفاوت في تعلم الأطباء على النظام خلال تلقيه الدراسة في كندا أو بريطانيا أو ألمانيا، وهي محدثة نوعاً من الخلل.
@ ما عدد الولادات لدينا بالمملكة وكم تصل نسبة الوفيات منهم؟
- تقريباً بين 450إلى 500ألف سنوياً مولود وتصل نسبة الوفيات ونحسبها بالألف وتصل 12من الألف يعني 1.2%، وهناك أسباب للوفاة والسبب أن الطفل ولد خديجاً أو لديه تشوهات خلقية وهذه تصل نسبة 80% وهناك أسباب أخرى كالأخطاء الطبية.
@ كيف ترين الأطفال على تخصص النساء والولادة من الجنسين خاصة النساء؟
- هناك عزوف بالآونة الأخيرة، وقسم النساء والولادة قل رغبة الناس فيه بشكل عالمي والسبب هو كثرة المشاكل الطبية، وفي كندا التأمين الطبي على أطباء النساء والولادة يصل إلى 800ضعف مقارنة بالأطباء الآخرين، وهناك إقبال على تخصصات أخرى لها مردود مادي مثل الجراحات التجميلية والعيون وغيرها.