تاريخ النشر 31 مارس 2015     بواسطة الدكتور علي اليامي     المشاهدات 201

أسباب وعوارض كسر الحوض

من الممكن ان يصاب الانسان بكسر في الحوض في اي مرحلة عمرية الا ان معظم الحالات التي تدخل المستشفات نتيجة لكسر في الحوض تكون عادةً فوق الخامسة والستين. من الطبيعي ان عظام الانسان تفقد كثافتها مع تقدم السن نتيجة للنقص البطئ في المعادن ويسبب نقص الكثافة في زيادة قابلية العظام للكسر. وقد ثبت ان ا
لنساء اكثر عرضة لكسور الحوض من الرجال بثلاث مرات وذلك لان فقدان كثافة العظام يكون اسرع لديهن من الرجال. 
ويعتبر كسر الحوض اصابة خطيرة خاصةً في كبار السن وقد يكون له مضاعفات تهدد الحياة. ولحسن الحظ فقد اثبتت الجراحة فاعلية كبيرة في العلاج بالرغم من كون التعافي يتطلب الكثير من الصبر والوقت. 
وكلما زاد النشاط والاعتناء بالصحة قبل الاصابة كلما كانت نتائج العلاج افضل في حالة الاصابة لا قدر الله. 
الاعراض 
قد تشمل اعراض الاصابة ما يلي: 
- آلام شديدة اعلى الارداف. 
- عدم القدرة على احتمال وزن الجسم على الرجل ناحية الاصابة. 
- صلابة وتورم وكدمات حول منطقة الارداف. 
- قصر الرجل ناحية الاصابة. 
- انحراف القدم ناحية الاصابة الى الخارج اثناء السير. 
الاسباب 
معظم اصابات الحوض في الكبار تكون نتيجة لصدمة كالسقوط مع ضعف العظام. اما في الصغار فيتطلب الامر صدمة عنيفة جداً اثناء الرياضة او حادث سيارة. 
عوامل الخطر 
يوجد مزيج من العوامل التي تزيد من احتمال الاصابة بالصدمة مثل: 
- العمر: يزداد احتمال وقوع الاصابة مع تقدم العمر نتيجة لضعف العظام والنظر واختلال التوازن مع بطأ رد الفعل. 
- مرض مزمن: يعتبر مرض هشاشة العظام المزمن من اخطر اسباب اصابات العظام بشكل عام والحوض بشكل خاص حيث يضعف تكوين العظام نتيجة لقلة الكالسيوم والمعادن الاخرى. ويؤثر هذا المرض بشكل خاص في فقرات العمود الفقري وعظام اليدين واعلى عظام الفخذ وهي منطقة اصابة كسر الحوض.
كما ان هناك حالات اخرى مزمنة قد تزيد من احتمالات الاصابة مثل مرض السكر وامراض الامعاء والمعدة لما يقللان من امتصاص المعادن اللازمة لتكوين عظام قوية. من الامراض الاخرى الخطيرة مرض باركينسون او الشلل الرعاش الذي يزيد من احتمالات الكسور خاصة في الكبار. 
- النوع: تزيد احتمالات الاصابة في السيدات خاصةً بعد سن اليأس وذلك نتيجة لتوقف هرمون الاستروجين مما يزيد معدل هشاشة العظام. 
- الوراثة: هناك عوامل وراثية كثيرة تؤثر على حجم العظام ووزنها وكثافتها. التاريخ الوراثي لهشاشة العظام يجعل من السهل التنبأ باحتمالات الاصابة.
- التغذية: نقص الكالسيوم وفيتامين (
D) في التغذية عند الصغر ينتج عنه مشاكل في العظام مع تقدم السن. 
- الكحول التدخين: يزيد استهلاك الكحول والتدخين من احتمالات الاصابة باصابات العظام نتيجة لتداخله مع عملية تكوين العظام الطبيعية مما ينتج عنه هشاشة العظام فيما بعد. 
- الادوية: هناك ادوية معينة تزيد من احتمالات الاصابة بالكسور نتيجة لتسريعها لعملية فقدان كثافة العظام. من هذه الادوية كل انواع الكورتيزونات وادوية الغدة الدرقية وبعض مدررات البول وادوية الدم. هناك ادوية تسبب الدار مما يزيد من احتمالات السقوط والاصابة. 
- محيط المنزل: كوجود سجاد يعيق السير وارضيات ناعمة واضائة ضعيفة او اسلاك كهرباء او تليفون مكشوفة. 
التشخيص 
من الممكن للطبيب التعرف على الكسر من خلال الالام والاعراض والوضع غير الطبيعي لعظام الحوض واعلى الرجل. الا ان افضل طريقة لتشخيص الكسر هي عمل اشعة على الحوض. 
تظهر معظم كسور الحوض في احد موقعين اعلى عظام الفخذ الممتدة من الحوض وحتى الركبة وهذين الموقعين هما: 
- منطقة رقبة عظمة الفخذ: وتقع في قمة العظمة المقصودة تحت رأس العظمة مباشرةً. 
- منطقة العظم بين المدورين: وهي ايضاً اعلى عظمة الفخذ الا انها في بداية منطقة دوران العظم الى الخارج ونزولا باتجاه الفخذ.
المضاعفات 
وبالرغم من كون اصابة الفخذ قابلة للعلاج الا انها د تترك مضاعفات تهدد حياة المصاب ومن الوارد ان يكون المريض يعاني من مرض يمنعه من الخضوع للجراحة التقليدية مما يضطر الطبيب الى اللجوء للعلاج بجهاز ضغط وتسمى هذه بطريقة الجر للسماح للعظم بالرجوع الى مكانه والتعافي. 
الا ان خطورة هذه الطريقة تكمن في اجبارها للمصاب على عدم الحركة لفترات طويلة مما يسبب تجلط الدم في شرايين الرجل وقد يحدث ان تتحرك هذه الجلطة مع الدورة الدموية باتجاه القلب او الرئة مما يجعلها خطراً على الحياة. 
هناك مضاعفات اخرى لاصابات الفخذ منها ما يلي: 
- قرح السرير. 
- التهاب الجهاز البولي. 
- النزلات الشعبية. 
- ضمور العضلات. 
العلاج 
تعتبر الجراحة هي افضل الخيارات على الاطلاق وقد يلجأ الاطباء الى بدائل مثل العلاج بالجر فقط في حالة خطورة الجراحة على حياة المصاب. ويعتمد نوع الجراحة على الجزء المصاب من الحوض وشدة الكسر وعمر المصاب. 
كسر رقبة عظمة الفخذ: 
يستخدم الاطباء احد ثلاث طرق لعلاج هذا النوع من الكسر: 
- المسامير المعدنية: وتستخدم هذه الطريقة فقط في حالة ان العظمة المكسورة لم تخرج عن مكانها ومازالت في نفس مستوى الحوض الطبيعي. ويوضع المسمار بشكل مؤقت حتى يلتحم العظم المكسور. وتدعى هذه بطريقة التثبيت. 
- استبدال جزء من العظم: ويكون ذلك في حالة ان رقبة عظمة الفخذ تلفت لدرجة تمنع التحامها بالحوض مرة اخرى وفي هذه الحالة يقطع الطبيب رأس ورقبة العظمة ويستبدلها ببديل معدني. 
- استبدال كلي للعظمة المكسورة : وذلك في حالة تلف العظمة بشكل كلي ويتم ايضا تغيير تجويف الحوض بآخر معدني ويفضل الاطباء استخدام هذا الخيار في حالة ان المريض يعاني من التهاب المفاصل مما تسبب في تلف المفصل.
وغالباً ما يلجأ الاطباء الى الجراحة التعويضية التي تتضمن استبدال جزء او كل العظم مع المصابين الاكبر سناً اما الجراحة التثبيتية باستخدام المسامير فتستعمل مع المصابين الاصغر سناً.
كسر منطقة دوران العظم 
ويستوجب هذا النوع تثبيت العظم بمسمار مع اضافة شريحة لتقويم ومساعدة عظم الفخذ على اللتحام. 
من الممكن ان يخرج المريض من المستشفى خلال اسبوع من الجراحة ويقوم بعد ذلك بالتردد على الطبيب للاستشارة ومتابعة تقدم الشفاء. من الممكن ان يرجح الطبيب مؤسسات للعناية بالمريض في حالة عدم القدرة على تحمل وزن الجسم بعد الجراحة او عدم توافر الرعاية بالمنزل. 
الوقاية 
من الممكن تقليل احتمالات الاصابة باتباع خطوات للوقاية من هشاشة العظام خاصةً في النساء بعد سن اليأس. يمكن اجراء اختبار لقياس كثافة العظام بصفة دورية لمعرفة مدى نقص كثافة العظام مع مرور الوقت. 
تزداد نسبة تكثيف العظام عند سن الـ30 ومن الضروري اتباع اسلوب صحي لزيادة معدل تكوين العظام مما يسهم في كثافة العظام وفي نفس الوقت يقلل احتمالات الاصابة بالكسور فيما بعد.
وفيما يلي خطوات لتقليل احتمالات كسور الحوض عن طريق تقليل نقص كثافة العظام: - التأكد من توافر الكالسيوم وفيتامين (
D) في النظام الغذائي: وهما مكونان اساسيان في تكوين عملية العظام والتي تصل الى ذروتها في سن الـ30 كما ذكرنا. ومنتجات الالبان والخضروات الداكنة كلها غنية بالكالسيوم كما هو معروف كما هو الحال مع الفواكه والجمبري والسلمون والسردين. وتكمن اهمية فيتامين (D) في كونه يساعد على امتصاص الكالسيوم وينتج الجسم فيتامين (D) من خلال تعرضه لأشعة الشمس. 
يمكن للكبار الحصول على حاجتهم من الكالسيوم في صورة مكملات دوائية. النسبة المطلوبة للسيدات فيما فوق الـ50 هي 1,200 مج يومياً. فيما تكون نسبة فيتامين (D) المطلوبة هي 10 ميكروجرام يومياً. 
- الحفاظ على النشاط: من المؤكد ان تمرينات مثل المشي والضغط على العضلات والعظام تحفز الجسم على زيادة كثافة العظام لتحمل المزيد من الوزن والضغط. التمرينات تساعد ايضاً على الاحتفاظ بالتوازن والقوة مما يقلل احتمالات السقوط. الا انه ليس من المطلوب عمل تمرينات شديدة الوقع على الجسم مثل الجري والقفز خاصةً في حالة ضعف العظام. 
- التحكم في التدخين وشرب الكحول: الامتناع عن التدخين وشرب الكحول من وسائل الحفاظ على كثافة العظام. 
- العلاج الدوائي: من الممكن ان يصف الطبيب دواء لمنع هشاشة العظام مثل فوساماكس واكتونل وبونيفا. كما يوجد ادوية تحفز انتاج الاستروجين مثل ايفيستا او الدواء المحفز لهرمون بناء العظام ويدعى كلاسيتونين. وهناك ايضاً هرمون التيريباراتيد ويسمى دوائياً بـ فورتيو. 
فيما يلي خطوات تقلل من احتمالات ومخاطر السقوط: 
- قنن محيط المنزل: ينصح بإضائة المنزل جيداً واخلائه من المخاطر التي قد تسبب السقوط. كما يجب توخي الحذر عند المشي على السجاد او المرور فوق الاسلاك. يجب وضع الاثاث في مكان ليس من الوارد ان الاصطدام به كما ينصح بتركيب وسائل للمسك في حوائط الحمامات. 
- اختيار حذاء ملاءم: ينصح بلبس احذية مسطحة منعاً للسقوط خاصةً في كبار السن كما لا يحبذ لبس احذية ذات كعب مرتفع كما لايجب لبس احذية ملساء او خشنة القاعدة. 
- تجنب الانشطة الخطرة والمجهدة: كالشب على اصابع القدم او القفز لاعلى. عدم حمل اشياء ثقيلة او التسلق او عمل اي نشاط مجهد.
- المحافظة على النظر: ضعف النظر من اسباب السقوط لذلك يجب الذهاب الى الطبيب في حالة المعاناة من مشاكل في الابصار. 
- الاعراض الجانبية للادوية: يجب ان يكون المريض على دراية تامة بالاعراض الجانبية لاي من الادوية التي يستعملها خاصةً تلك التي تسبب الدوار والخمول لانها تزيد من مخاطر السقوط وتقلل رد الفعل. 
قد ينصح الطبيب باستخدام اكسسوارات لا تمنع من الوقوع لكنها تقلل من مخاطره ومنها تلك الواقيات التي يلبسها لاعبي الرياضات العنيفة مثل الهوكي لكنها اخف وزناً. 


أخبار مرتبطة