تاريخ النشر 28 مارس 2015     بواسطة الدكتور عادل عبدالله بخش     المشاهدات 201

أسباب السمنة المفرطة... كيف تفاقمت هذة الظاهرة؟

صبحت الإحصائيات المثيرة للقلق مألوفة الآن: يعاني اثنان من كل ثلاثة أمريكيين من زيادة الوزن، وواحد من الثلاثة مصاب بالسمنة (لكي تصنف حالتك، أنظر الجدول 2). منذ أواخر السبعينات، زادت نسبة البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة إلى أكثر من الضعف - من 15% إلى 34% دون معرفة أسباب السمنة المفرطة. إ
ذا استمر هذا التوجه فبقدوم عام 2030 سيصاب نصف الأمريكيين بالسمنة. وإضافة إلى أن تحمل الوزن الثقيل غير مريح - جسديا ونفسيا - فإنه مكلف أيضا (أنظر الجدول 1)، كما انه يزيد من خطر التعرض للمشاكل الصحية المتعددة، بما فيها بعض الأمراض القاتلة مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان.
في عام 2001، أصدرت الحكومة الأمريكية دعوة عامة للجراحين إلى العمل على الوقاية من وتقليل السمنة وزيادة الوزن. ولكن بعد أكثر من عقد، أصبحت الرسالة أكثر إلحاحا حيث أن معدلات السمنة (ومصروفات الرعاية الصحية القومية) واصلت التضخم. وبشكل واضح، ليس هنالك طريق سهل للإصلاح والتصحيح. ولكن هنالك بحث عن طرق جديدة لمواجهة المشكلة، حيث أن الباحثين يواصلون البحث في الأسباب التي تقف وراء تفشي السمنة.
تكاليف السمنة
الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يدفعون أكثر، بكثير، من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، وذلك بسبب المصاريف الطبية التي تشمل المصاريف الشخصية من أجل زيارات الأطباء ومصاريف الأدوية.
 التكلفة السنوية لزيادة الوزن
 التكلفة السنوية للسمنة
 الرجال
 $432
 $2,646
 السيدات
 $524
 $4,879
 المصدر: التكاليف الفردية لزيادة الوزن والسمنة في الولايات المتحدة، جامعة جورج واشنطن - مدرسة الصحة العامة والخدمات الصحية - قسم السياسة الصحية، 2010.
لماذا يصبح الناس زائدي الوزن؟
بالرغم من أن العلماء قد تعرفوا على جينات عديدة تساهم في نشوء السمنة إلا أن العوامل البيئية (الاجتماعية ونمط الحياة) تعتبر من اهم اسباب السمنة المفرطة، ومسؤولة كثيرا عن مسألة زيادة خصر الأمريكيين. الجزء الأكبر من المشكلة يعود الى التوافر السهل للأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية. وغياب التمرينات الرياضية المنتظمة إلى جانب انتشار الوظائف الخاملة التي تشكل جانبا آخر. والتأثيرات الاجتماعية الشاملة، مثل السياسات الحكومية وصناعة الأغذية والمكان الذي تعيش فيه ونوع العمل - كلها تلعب دورا (انظر الشكل 1). كما تساهم في ذلك أيضا أنماط الحياة الشخصية - على سبيل المثال، الضغط المتزايد وقلة النوم يمكن أن تحدث تخريبا في توازن النظام الداخلي للجسم وتساهم في زيادة الوزن.
العوامل الشخصية والبيئية والاجتماعية التي تؤثر على الوزن
ما تأكله ومقدار التمرينات التي تقوم بها تتأثر بمجموعة من العوامل المتشابكة. العوامل الشخصية تشمل السنّ والجنس والعِرق، وأيضا المسائل النفسية (مثل كيف تتفاعل عاطفيا مع الأشخاص الآخرين ومع الضغوط). المؤثرات المجتمعية تشير إلى المواقع المتعددة التي تحتلها - المنزل والمدرسة ومكان العمل - وأيضا أين تذهب لكي تحصل على الرعاية الطبية ولكي تتمرن (خارج المنزل) ولكي تحصل على الطعام (السوبر ماركت أو المطعم). والمؤثرات الاجتماعية تشمل الحكومة والصحة العامة والثقافة والتسوق وتصميم المجتمع ونطاق الصناعات: الطعام والمشروبات والنشاط البدني والترفيه. وأخيرا، العادات والقيم الاجتماعية، مثل التعريفات الثقافية للجسم المثالي أو ضغوط العائلة لجعل طعامك صحيا - كلها تمثل مجموعة كبيرة أخرى من التأثيرات الشاملة.
على مستوى بسيط جدا، يعتمد وزنك على عدد السعرات التي تتناولها وعدد السعرات التي تخزنها وعدد السعرات التي تحرقها (انظر "معادلة السعرات الحرارية"). لكن كلا من هذه العوامل يتأثر بخليط من مؤثرات الجينات والبيئة. وكلاهما يمكنهما أن يؤثرا على وظائفك (مثل سرعة حرق السعرات) وعلى سلوكك (أنواع الطعام التي تختار أن تأكلها مثلا). التمازج بين جميع هذه العوامل يبدأ منذ لحظة الحمل بك ويستمر طيلة حياتك.
معادلة السعرات الحرارية
 التوازن بين السعرات التي يخزنها جسمك والتي يحرقها يعتمد على تركيبك الجيني ومستوى نشاطك البدني ومدى استهلاكك للطاقة أثناء الراحة (عدد السعرات التي يحرقها جسمك أثناء الراحة). إذا كنت تحرق جميع السعرات التي تتناولها خلال يومك، فإنك سوف تحافظ على صحتك. إذا كنت تتناول سعرات أكثر مما تستهلك فإنك سوف تكتسب المزيد من الوزن
 يتم تخزين السعرات الزائدة في كل جسمك على هيئة دهون. ويخزن جسمك هذه الدهون داخل خلايا دهنية معينة (النسيج الدهني)- سواء بزيادة حجم الخلايا الدهنية، والتي تكون موجودة دائما في الجسم أو بإنتاج المزيد منها. إذا قللت من تناولك للطعام وتناولت سعرات أقل من التي تحرقها أو إذا قمت بممارسة التمارين بشكل أكبر وحرقت المزيد من السعرات، فسوف يقلل جسمك بعض مخازن الدهون التي عندك. عندما يحدث هذا، تتقلص خلايا الدهون كما يتقلص أيضا محيط خصرك.
اسباب السمنة المفرطة: العوامل الوراثية
منذ عقود، كانت الحكمة السائدة عن العوامل الوراثية للسمنة ترتكز على نظرية:  "thrifty genotype" نمط الجين المزدهروهي أن معظم الناس يرثون جينات تساعدهم على تخزين الدهون بكفاءة - التكيف التطوري الذي ساعد أسلافنا القدماء على البقاء على قيد الحياة في أوقات الشدة، عندما كانوا لا يجدون فريسة ولا تعطي حقولهم محاصيل كافية. لكن في بيئتنا الحديثة، تعد هذه الجينات بلاء أكثر منها نعمة. فمع الطعام الرخيص ذات السعرات الحرارية العالية والمتوفر طوال الوقت تقريبا وعدم وجود حاجة للصيد أو الحصاد، تهيئ هذه الجينات الناس لاكتساب المزيد من الوزن.
لكن الباحثين تعرفوا الآن على ما يناقض هذه النظرية. فمن ناحية، تشكلت الجينات بفعل عوامل عديدة خلال التطور البشري، مثل الحاجة إلى الصيد، أو الهرب من الحيوانات المفترسة، أو تحمل درجات الحرارة الشديدة، وليس فقط الحاجة إلى تخزين الدهون. كما يتساءل العلماء أيضا عما إذا كانت المجاعات شائعة وشديدة بما يكفي على مر التاريخ لزيادة معدل الجين المزدهر (thrifty genes). وأكثر من ذلك، أن العديد من الأشخاص اليوم يستطيعون البقاء نحيفين بالرغم من العيش في بيئة تشجع السمنة.
قد أصبح الباحثون أكثر فهما لجينات السمنة. فوفقا لتقرير 2007 الذي نشر في المجلة الدولية للسمنة، تم ربط 127 جينا مختلفا ببعض مظاهر السمنة، وتم التحقق من 22 منها في خمس دراسات على الأقل. كل واحد من هذه الجينات يساهم في السمنة عن طريق تعزيز واحد من هذه الخصائص الخمسة:
- تمثيل غذائي بطيء و انخفاض معدل حرق السعرات الحرارية.
- الميل إلى زيادة كميات الطعام، بسبب ضعف التحكم بالشهية وخلل القدرة على الإحساس بالشبع.
- الميل إلى الخمول البدني.
- خلل في القدرة على حرق السعرات الحرارية التي أصلها ومصدرها من الدهون.
- الميل إلى تكوين عدد كبير من الخلايا الدهنية وتخزين معدلات مرتفعة من الدهون في الجسم.
في تقرير عام 2007 في مجلة  Science، قام  باحثون بوصف الجين الأول الذي يساهم في انماط شائعة من السمنة، ويطلق على الجين المرتبط بكتلة الدهون والسمنة (FTO). هم لا يعرفون بالضبط ما الذي يقوم به الجين للجسم، ولكن الأشخاص الذين يحملون طرازين محددين من هذا الجين، يزنون 3 كيلوجرامات أكثر وحوالي 70٪ أكثر عرضة للسمنة مقارنة مع أولئك الذين يفتقرون إلى البديل.
مع ذلك، فان البيولوجيا ليست قدرا: يمكن لكلا النشاط البدني والنظام الغذائي أن يحدا من النزعة الوراثية لزيادة الوزن. في دراسة نشرت عام 2008 في مجلة Archives of Internal Medicine وتناولت 704 من رجال ونساء الأميش (Amish) والذين كان لديهم مستويات متباينة من النشاط البدني ( يعتبر أفراد الأميش مواضيع جيدة للدراسة لأنهم يميلون إلى أن يكونوا متماثلين وراثيا، بل يتجنبوا أيضا وسائل الراحة الحديثة مثل السيارات والأجهزة الكهربائية، وبالتالي فهم أكثر نشاطا بدنيا من الأميركيين العاديين). كشف الباحثون ان أولئك الذين يحملون جين من سلالة FTO والذين كانوا أقل نشاطا كانوا يعانون على الأغلب من زيادة الوزن أو حتى السمنة. أما أولئك الذين كانو يحملون الجين وكانوا أكثر نشطين أيضا – بمعنى قاموا بحرق 900 سعرة حرارية أكثر من الأشخاص الأقل فعالية - لم يعانوا من زيادة الوزن. دراسة أخرى قامت بمسح 12 فيروسا مختلفا تتعلق بالسمنة في أوساط أكثر من 20،000 شخص ممن قاموا بوصف نشاطهم الجسدي وعاداتهم الحركية أثناء العمل وأوقات الفراغ. قام الباحثون بحساب علامة لكل شخص، يرتبط الأمر بعلاقة البروفيل الوراثي بمؤشر كتلة الجسم BMI. النشاط الجسدي يقلل من ميل الشخص للسمنه بحتى %40، اعتمادا على النتائج التي نشرت في PLoS Medicine في عام 2010.
في عام 2010، أيضا، وجدت دراسة دليلا على أن النمط الغذائي العام في منطقة البحر المتوسط – الذي يبدو مساعدا على تعزيز فقدان الوزن (انظر" دراسات عن اختيار ريجيم لتخفيف الوزن") - يمكنه مواجهة الميل الوراثي لزيادة الوزن بين الأشخاص ذوي التباين في جين FTO. ففي هذه الدراسة - التي تناولت موضوع الشره كما ورد في دراسة بحثت ما إذا كان النمط الغذائي في منطقة البحر المتوسط يمكن أن يمنع أمراض القلب - وجد الباحثون أنه قبل بدء التدخل، كان الأشخاص الذين لديهم نوع معين من جين FTO يميلون إلى أن يكونوا أثقل وزنا من أولئك الذين ليس لديهم هذا النوع. وبالرغم من ذلك، بعد ثلاث سنوات من اتباع النمط الغذائي المعتمد في منطقة البحر المتوسط والغني بزيت الزيتون، كان أولئك الذين لديهم هذا النوع يكتسبوا وزنا أقل من أولئك الذين ليس لديهم هذا النوع. والأهم من ذلك، يبدو أن تأثير نظام غذائي معين على اكتساب الوزن كان أقل بالنسبة للنظام الغذائي الخاص بمنطقة البحر المتوسط عن النظام الغذائي المنخفض الدهون مع وجود كمية مماثلة من السعرات الحرارية. وهذا يرجح أن العناصر الغذائية يمكن أن تحدد التعبير عن المخاطر الجينية للسمنة. وهنالك مجال مرتبط بالأبحاث يسمى علم الموروثات الغذائية، الذي يركز على تفصيل الأنظمة الغذائية طبقا للخصائص الوراثية للفرد، ربما يسفر عن اقتراحات عملية إضافية في المستقبل.
 قوة التأثير الوراثي على الوزن تختلف بصورة طفيفة جدا من شخص إلى آخر. وفي العموم، إذا كان أحد والديك أو كلاهما أو أقارب آخرون يعانون من زيادة الوزن بشكل كبير، فمن المحتمل جدا أن تعاني من السمنة أكثر من أي شخص أخر لا يحمل تاريخا عائليا مماثلا. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنك سوف تعاني من السمنة. وبالرغم من أنك لا تستطيع تغيير جيناتك الوراثية، إلا أنك تستطيع أن تتحكم ببيئتك - والتي يعتقد الخبراء أنها القوة الموجهة للزيادة السريعة في السمنة منذ السبعينات.
يستخدم مسؤولو الرعاية الصحية مؤشر كتلة الجسم (BMI) - وهو مقياس تقريبي لدهون الجسم يعتمد على طول ووزن الشخص - لتحديد ما إذا كان وزن الشخص يقع في النطاق الصحي أم لا. ولتحديد مؤشر كتلة الجسم الخاص بك، استخدم حاسبة الانترنت على موقعنا أو ابحث عنه أدناه.
نطاق مؤشر كتلة الجسم ذو المعدل الأقل للمرض والوفاة هو تقريبا من 19 إلى 24 عند الرجال و من 18 إلى 24 عند النساء، لذلك فإن الأشخاص ذوي مؤشر كتلة الجسم في هذا النطاق الصحي يعتبرون ذوي وزن مثالي. مؤشر كتلة الجسم الأعلى يرتبط بالمعدلات الأعلى بشكل متزايد من المرض والوفاة. فالأشخاص ذوي مؤشرات كتلة الجسم من 25 إلى 29 يعتبرون زائدي الوزن، وأولئك ذوي مؤشرات كتلة الجسم من 30 أو أكثر يعتبرون مصابين بالسمنة. وقد تم تقسيم السمنة إلى ثلاثة مستويات: المستوى 1 (مؤشر كتلة جسم 30 - 34)، المستوى 2 (35 - 40) والمستوى 3 (40 أو أعلى). وسمنة المستوى الثالث تكافئ تقريبا زيادة عن الوزن المثالي بمقدار 80 رطلا (ما يعادل 36.3 كيلو) إذا كنت امرأة أو 100 رطل (ما يعادل 45.5 كيلو) إذا كنت رجلا.
الطول (متر)
أسباب السمنة المفرطة: العوامل البيئية
تشمل أسباب السمنة المفرطة،  العوامل الداخلية، التي تساهم في اكتساب الوزن وعلى أن تبقى زائد الوزن، والعوامل البيئية والتي هي القوى الخارجية التي تساهم في هذه المشكلات. إنها تشمل أي شيء في محيطك أو عادات نمط الحياة التي تجعلك أكثر تعرضا للأكل الكثير جدا أو التمرينات الرياضية الأقل.
تظهر التأثيرات البيئية في مرحلة مبكرة جدا، حتى قبل أن تولد. ويطلق الباحثون على هذه أحيانا "البرمجة الجنينية - fetal programming". فأطفال الأمهات المدخنات أثناء الحمل يكونون عرضة لزيادة الوزن اكثر من أطفال الامهات غير المدخنات. ونفس الشيء صحيح مع أطفال الأمهات اللواتي تعانين من مرض السكري. ويعتقد العلماء أن هذه الأحوال تؤثر بشكل ما على التمثيل الغذائي للجنين بطرق تظهر لاحقا في حياته.
بعد الولادة، الأطفال الذين يرضعون من الثدي لمدة 3 شهور يكونون أقل عرضة للسمنة في فترة المراهقة مقارنة بالأطفال الذين يرضعون من الثدي لفترة أقل من 3 شهور.
عادات الطفولة تلازم الناس طيلة حياتهم، غالبا. فالأطفال الذين يشربون مشروبات الصودا السكرية ويأكلون الأطعمة المعالـَجَة مرتفعة السعرات الحرارية يطورون حبا لطعم هذه المنتجات ويستمرون في تناولها بعد البلوغ، مما يميل إلى تحفيز اكتساب الوزن. كذلك الأطفال الذين يشاهدون التلفاز ويلعبون ألعاب الفيديو بدلا من التمرينات الرياضية ربما يبرمجون أنفسهم للخمول في المستقبل (انظر "المشكلة مع التلفاز: الوجبات الخفيفة الخاملة").
العديد من مميزات الحياة العصرية يحفز اكتساب الوزن. باختصار، بيئة اليوم المسببة للسمنة تشجعنا على تناول المزيد من الطعام والقيام بالتمرينات بشكل أقل. وهنالك دليل متزايد على أن الأوجه الأوسع للطريقة التي نعيش بها – مثل عدد ساعات النوم ومستويات الضغوط والأشخاص الذين نرافقهم – يمكن أن تؤثر على الوزن أيضا.
 حقيقة سريعة
 منذ الثمانينات، نسبة الأطفال في سن 2 إلى 11 سنة الذين يعانون من زيادة الوزن زادت إلى ثلاثة أضعاف تقريبا، وارتفعت المعدلات من 5% إلى 18% في الأعمار من 12 إلى 19 سنة. وفي الحقيقة، يخشى الخبراء من أن معدلات السمنة المتزايدة عند أطفال اليوم ربما تعني أن أبناء الجيل القادم ستكون معدلات سنوات حياتهم أقصر من معدلات سنوات حياة آبائهم.
من اهم أسباب السمنة المفرطة هو عامل الطعام
وفقا لنصائح وإرشادات لجنة التغذية (فريق من 13 خبيرا في التغذية مكلفون بوضع معايير التغذية الفيدرالية)، يتناول الأمريكيون السعرات الحرارية  أكثر بكثير مما كانوا عليه في الماضي. ففي عام 1970، كان الأمريكيون يتناولون في المتوسط 2,057 سعرة حرارية في اليوم الواحد، بينما ارتفع هذا المعدل في عام 2008 ليصل إلى 2,674 سعرة حرارية. ما الذي يحرك هذا التوجه؟ يقول الخبراء أنه مزيج من زيادة توافر حصص الطعام الأكبر والمزيد من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
في الواقع، إن أي مكان نذهب إليه – مراكز التسوق والملاعب الرياضية ودور السينما وغيرها الكثير- يكون الطعام فيه في متناول الجميع. يمكنك شراء الوجبات الخفيفة ووجبات الطعام من محطات الاستراحة على جوانب الطرق والمتاجر على مدار 24 ساعة وحتى في الصالات الرياضية والأندية الصحية. ومنذ مطلع الستينات، ازداد عدد مطاعم الوجبات السريعة بمعدل 147%. ولا يخفى على الجميع أن الوجبات السريعة والأطعمة الأخرى التي تباع خارج المنزل تحتوي على مستويات أعلى من السعرات الحرارية والدهون والسكريات والملح والتي هي من اهم اسباب السمنة المفرطة. وأظهر عدد من الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة سريعة كل أسبوع هم أكثر عرضة لأن يصبحوا زائدي الوزن. 
الهانبرجر- رمز نمط الحياة الاستهلاكي الغني يالسعراتفي الخمسينات، عرضت مطاعم الوجبات السريعة حجما واحدا فقط للوجبة. أما اليوم، فقد ازداد حجم الوجبات، وزاد استخدام هذا التوجه في أطعمة أخرى كثيرة، من الكعك والفشار إلى الساندوتشات وقطع اللحم. وهناك وجبة نموذجية من البطاطس المقلية من ماكدونلدز تحتوي على ثلاثة أضعاف عدد السعرات الحرارية عما كانت عليه عندما بدأت الخدمة. وقد تحتوى وجبة واحدة "فائقة الحجم" على 1,500 إلى 2,000 من السعرات الحرارية - وهي كل السعرات الحرارية التي تحتاجها المرأة ليوم كامل.
عدد قليل جدا من الأشخاص يتبع إرشادات التغذية الفيدرالية، التي توصي بالخضروات الخضراء الداكنة والخضروات البرتقالية والبقول والفواكه والحبوب الكاملة و اللبن قليل الدسم ومنتجات الألبان.  وبدلا من ذلك، نحن نتناول الأطعمة الغنية بالحبوب المكررة والسكر والدهون والسعرات الحرارية، التي تعتبر من اهم اسباب السمنة المفرطة (أنظر: "ماذا يتناول الأمريكيون: أكثر 10 أطعمة تحتوي على المستويات الأعلى من السعرات الحرارية في نظام التغذية في الولايات المتحدة").
على سبيل المثال، توصي الإرشادات بأن يتناول البالغون الذين يعيشون على النظام التقليدي الذي يشمل 2،000 سعرة حرارية، ست وجبات من الحبوب (على سبيل المثال، شريحة من خبز القمح أو نصف كوب من الأرز المطبوخ أو كوب من الحبوب الباردة) في اليوم. ويجب أن يكون النصف على الأقل من الحبوب الكاملة (100% خبز من القمح الكامل أو أرز بني، على سبيل المثال). لكن متوسط ما يتناوله الفرد هو 8 وجبات من الحبوب ومعظمها – كلها باستثناء واحدة - عبارة عن أطعمة مصنوعة من حبوب مكررة، مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة البيضاء. ونحن نتناول ما يقرب من ثلاثة أضعاف الكمية الموصى بها من السكريات والمحليات: 30 معلقة صغيرة في اليوم بدلا من 8 ملاعق.
"ماذا يأكل الأمريكيون: أكثر 10 أطعمة تحتوي على أعلى مستويات من السعرات الحرارية في النظام الغذائي في الولايات المتحدة"
الحبوب المستخدمة في الحلوى (الكعك، المخبوزات، الكعك المحلى، الفطائر، المقرمشات والجرانولا). خبز الخميرة أطباق الدجاج والأطباق التي تحتوى على الدجاج الصودا ومشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية البيتزا المشروبات الكحولية المعكرونة وأطباق المعكرونة الأطباق المكسيكية لحوم البقر والأطباق التي تحتوي على لحوم البقر حلوى منتجات الألبان 
التمرينات الرياضية
التوصيات الحكومية الحالية للتمرينات الرياضية للتقليل من السمنة المفرطة واسبابها تشمل القيام بالتمرينات المتوسطة حتى الشديدة لمدة ساعتين ونصف الساعة كل أسبوع أو مدة ساعة وربع الساعة من التمرينات الشديدة كل أسبوع (انظر "علاج زيادة الوزن بالنشاط البدني" ). لكن فقط حوالي نصف الأمريكيين يحققون هذا الهدف (انظر الشكل 2).
حياتنا اليومية لا تسمح بكثير من فرص النشاط الجسماني. لا يمارس الأطفال الرياضة بالقدر الكافي في المدرسة، عادة، بسبب تقليل حصص التربية البدنية. ويقود العديد من الناس السيارة إلى العمل ويقضون معظم اليوم جالسين أمام جهاز الحاسوب. ولأننا نعمل لساعات طويلة، فلدينا مشكلة في إيجاد الوقت للذهاب إلى صالات الرياضة أو لعب الرياضة أو التمرينات الرياضية بطرق مختلفة.

بدلا من المشي إلى المحلات وحمل حقائب التسوق، فإننا نقود السيارة إلى المتاجر حيث نترك السيارة في مدخل المتجر ونحضر ما نريد أن نشتريه في عربة تسوق ثم نقود السيارة إلى المنزل. والاستخدام واسع النطاق لآلات التنظيف بالشفط وآلات الغسيل والأجهزة الأخرى تأخذ تقريبا كل الجهد البدني الذي كان يُستنفد بسبب الأعمال المنزلية.
الشكل 2: التمرينات الرياضية ومعدلات السمنة في الولايات المتحدة
في معظم ولايات الولايات المتحدة الأمريكية – جميعها ما عدا المحددة بلون رمادي في الخريطة أعلاه - أقل من نصف السكان فقط يحققون المستويات التي توصي بها الحكومة بشأن النشاط البدني. ويلاحظ أن الولايات التي يمارس فيها عدد أقل من المواطنين التمرينات الرياضية تميل إلى امتلاك المعدلات الأعلى من السمنة
وفي العام 2009، كان في ولايتي كولورادو وواشنطن فقط عدد أقل من 20% من المواطنين مصنفون بأنهم يعانون من السمنة. وفي 33 ولاية، كان واحد على الأقل من كل أربعة أشخاص يعاني من السمنة. وفي 9 من هذه الولايات (ألاباما، أركنساس، كنتاكي، لويزيانا، ميسوري، ميسيسيبي، أوكلاهوما، تينيسي، فرجينيا الغربية)، كان 30% أو أكثر من السكان يعانون من السمنة.
 مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها
اسباب السمنة المفرطة منها: النوم، الضغوط ونمط الحياة
يعتقد خبراء السمنة الآن بأن عددا من الأنماط المختلفة للمجتمع الأمريكي ربما تعمل على تعزيز ظاهرة زيادة الوزن لدى السكان. والضغوط هي القاسم المشترك بين هذه العوامل المتشابكة والتي تشمل ضغوط الوقت ومسائل الصحة العقلية وأنماط النوم والأكل غير المنظم، والتي يمكن ادراجها ضمن اسباب السمنة المفرطة. للنصيحة الهادفة إلى مواجهة هذه المشكلات الشائعة، انظر "طرق تخفيف الوزن.. 10 عادات تساعدك على القيام بذلك".
سباق لا ينتهي مع الساعة
من الشائع في هذه الأيام العمل لساعات طويلة والحصول على أجازات أقصر أو أقل وتيرة. وفي العديد من العائلات، يعمل كلا الوالدين، مما يجعل من الصعب إيجاد وقت كاف للعائلة من أجل التسوق وتحضير وتناول الأطعمة الصحية معا. نحن نسمع من خلال أخبار التلفاز على مدار الساعة ان هنالك المزيد من التقارير المتكررة عن إهمال الأطفال وتفشي أعمال العنف المختلفة. هذا يؤدي الى رفع مستويات الضغوط، أكثر فأكثر. ويجعل الآباء والأمهات أكثر ترددا في السماح لأطفالهم أن يركبوا الدراجات ويلعبوا في المتنزهات والحدائق العامة. وينتهي الآباء والأمهات إلى جعل أطفالهم يلعبون ألعابا تتطلب نشاطا جسمانيا أقل، بما تشكله من ضغوط أكثر على الوالدين.
هذه الضغوط  تسير جنبا إلى جنب، عادة، مع القلق والاكتئاب اللذين يمكنهما أن يحفزا الأكل العاطفي (انظر "الاكتئاب"). وأحيانا يتحول الأكل العاطفي إلى زيادة في تناول الطعام خارجة عن السيطرة – وهي ظاهرة يطلق عليها باحثو السمنة اسم "عدم ضبط النفس الغذائي". تقريبا، كل شخص يأكل بشكل زائد في وقت ما. على سبيل المثال، في عشاء، في مناسبة. ولكن الأشخاص الذين يتأثرون بعدم ضبط النفس الغذائي بشكل منتظم ربما يصابون بمرض الشره (انظر "ما هو مرض الشره؟"). الجانب الآخر من عدم ضبط النفس الغذائي هو ما يطلق عليه الخبراء ضبط النفس الغذائي، أو القدرة على التحكم بعادات تناول الطعام الخاصة بك.
ما هو مرض الشره؟
ما يقدر بنسبة 3% من الأمريكيين يعانون من مرض الشره، وهذا يعني أنهم كثيرا ما يتناولون الطعام حتى التخمة – ويشعرون بفقدان السيطرة على النفس أثناء فعل ذلك. والعلامات الأساسية الأخرى لهذه الحالة تشمل الأكل بسرعة عادة إلى درجة عدم الارتياح والأكل كثيرا في مكان منعزل والبحث عن الطعام وإخفاء حاويات الطعام الفارغة والشعور بالاكتئاب أو الإحباط أو الانزعاج بسبب هذه السلوكيات. ومرض الشره هو مرض الطعام الأكثر انتشارا في الولايات المتحدة. وهو أكثر انتشارا عند السيدات وله علاقة وثيقة بالسمنة، بالرغم من أن معظم الناس الذين يعانون من السمنة لا يعانون من مرض الشره. وأقل من نصف الناس الذين يعانون من مرض الشره يبحثون عن علاج دوائي لهذه المشكلة، لكن العلاج النفسي – وخاصة العلاج السلوكي الذهني - يمكن أن يفيد (انظر: "ما هو العلاج السلوكي الذهني؟").
ضغوط المدرسة والعمل والعائلة تقود الناس عادة إلى تناول الطعام ثم الخلود إلى النوم، مباشرة، وكلاهما يمكن أن يسببا السمنة المفرطة. كما أن الانتظار طويلا جدا بين الوجبات يجعل الناس يميلون إلى تناول المزيد من السعرات الحرارية، طبقا لما جاء في تقرير نشرته خدمة الأبحاث الاقتصادية في العام 2008. على سبيل المثال، الشخص الذي يأكل عادة، في الوضع الطبيعي حوالي 2000 سعرة حرارية يوميا سوف يأكل حوالي 52 سعرة حرارية إضافية إذا انتظر خمس ساعات بين الوجبة والتالية، بدلا من أربع ساعات. ووجد التقرير أيضا أن ساعات العمل الأطول تجعل الموقف أسوأ: الأشخاص الذين يعملون 40 ساعة أسبوعيا يأكلون حوالي 20% من السعرات الحرارية الزائدة عن أولئك غير العاملين، إذا انتظروا 4 ساعات بين الوجبات. لكن إذا انتظروا 8 ساعات بين الوجبات، فإن الزيادة في السعرات تقفز إلى 40% تقريبا. وترجح النتائج أيضا أن الفترات الطويلة بين الوجبات تميل إلى أن تقلل من جودة الطعام: فيميل الأشخاص إلى تناول المزيد من الدهون والسكر إذا انتظروا طويلا جدا بين الوجبات.
يعتقد بعض الباحثين أيضا أن تناول الطعام بشكل غير منتظم  ربما يساهم في السمنة. الدليل العصبي يوضح أن الساعة البيولوجية للدماغ – التي تنظم العديد من الإيقاعات اليومية الأخرى في أجسادنا - ربما تساعد أيضا على تنظيم إشارات الجوع والشبع. وبشكل مثالي، يجب أن تحافظ هذه الإشارات على وزننا مستقرا. فهي تحثنا على تناول المزيد من الطعام عندما تقل الدهون في الجسم عن مستوى معين أو عندما نحتاج إلى المزيد من دهون الجسم (على سبيل المثال، أثناء الحمل)، ويجب أن تخبرنا عندما نشبع ويجب أن نتوقف عن الأكل.
الأكل بسرعة ربما يجعلك تأكل المزيد من الطعام أيضا. ففي دراسة أجريت عام 2008، طلب الباحثون من 30 سيدة أن تأكلن كميات كبيرة من المعكرونة بسرعة، حتى يشبعن. وقد تناولن بالمتوسط 646 سعرة حرارية في حوالي 9 دقائق. في يوم آخر، تم تقديم نفس الطبق للسيدات ولكن طُلب منهن أن يأكلن ببطء بأن يضعن الشوكة بين اللقمة والأخرى. في ذلك الوقت، استغرقن 29 دقيقة وتناولن 579 سعرة حرارية، في المتوسط. بالرغم من تناول كمية أكبر من السعرات الحرارية خلال مرحلة الأكل السريع، إلا أن السيدات ابلغن عن أنهن كن أكثر جوعا وأقل شبعا عما شعرن به بعد الوجبة غير السريعة - كما ورد في جريدة الجمعية الأمريكية للتغذية.
لماذا حدث هذا؟ بينما تأكل وتشرب وتمتلئ معدتك، يتم تنشيط مستقبلات الامتلاء في المعدة. وهذا ينبه الدماغ مباشرة عبر العصب الحائر الذي يصل المعدة بالدماغ. بعد ذلك، يدخل الطعام إلى أمعائك الدقيقة وتقوم هرمونات الشهية بإرسال إشارات امتلاء إلى دماغك. وربما تقوم هرمونات معينة أيضا بتنشيط مواد كيميائية في الدماغ تنتج شعورا بالمتعة بعد تناول الطعام. بتناول الطعام سريعا جدا، فإنك لا تتيح لهذا النظام مساحة من الوقت لكي يعمل.
بطريقة مماثلة، أظهر عدد من الدراسات أنه كلما قل نومك كلما زادت احتمالية أن تكون زائد الوزن. وتبدو العلاقة وثيقة بشكل خاص عند الأطفال، طبقا لمراجعة حول الموضوع نشرت في جريدة السمنة في العام 2008. فقلة النوم (أو، النوم غير الكافي) يبدو أنها تسبب خللا في عمل الهرمونات التي تنظم الجوع والشهية، كما أن الإرهاق اثناء النهار يمكن أن يجعلك أقل تحفزا وجاهزية لممارسة التمارين الرياضية (انظر الشكل 3).
في دراسة أجريت في العام 2010 واختبرت تأثير قلة النوم على زيادة الوزن، أظهر الأشخاص الخاملون المزيد من الأدلة على هذه العلاقة. فعندما نام المتطوعون في الدراسة 5،5 ساعات فقط كل ليلة لمدة أسبوعين، كان الوزن الذي فقدوه من دهون أجسامهم أقل مقارنة بما حدث عندما سُمح لهم بالنوم لمدة 8،5 ساعات كل ليلة. وهذا عكس ما يعتبر مثاليا ضمن برنامج نظام غذائي، إذ يجب أن تبقى نشطا لكي تحرق المزيد من السعرات الحرارية. وقد كان غرلين، وهو هرمون يحفز الشهية ومستويات الجوع، أعلى خلال مرحلة النوم القليل من الدراسة.
كيف يمكن لقلة النوم ان يؤدي إلى زيادة الوزن
إن البقاء متيقظا لوقت متأخر من الليل يعني انك تملك فرصا أكثر لتناول الطعام، ولكن تلك ليست المشكلة الوحيدة. يمكن أن يغير الحرمان من النوم، الأيض في الجسم، ويجعلك تشعر بالجوع والتباطؤ الأيضي. كما ستشعر بالتعب خلال النهار، مما يعني أنك ستقوم بممارسة التمارين الرياضية بوتيرة أقل.
الأصدقاء والعائلة: الأشخاص الذين تقضي معهم معظم الوقت يؤثرون على خيارات نمط حياتك. وربما يؤثر محيط خصر صديقك الزائد على محيط خصرك أيضا، طبقا لما تفيد به تقارير عديدة استكشفت نظرية "العدوى الاجتماعية" للسمنة. طلب الباحثون من المشاركين تحديد أصدقائهم كجزء من متابعة الدراسة. ووجد الباحثون ان خطر تعرض الشخص ليصبح بدينا يكون بنسبة 57٪ إذا كان صديق له قد أصبح سمينا.
المشكلة مع التلفاز: الوجبات الخفيفة الخاملة
متوسط ساعات مشاهدة الأمريكي للتلفاز حوالي 4 ساعات يوميا، وهي عادة، كانت مرتبطة بزيادة الوزن أو السمنة في عدد من الدراسات. من معطيات الصحة الوطنية واستطلاع فحص التغذية، وهي دراسة متابعة طويلة المدى لصحة البالغين الأمريكيين، أظهرت أن الأشخاص زائدي الوزن أو الذين يعانون من السمنة قضوا المزيد من الوقت في مشاهدة التلفاز ولعب ألعاب الفيديو، أكثر من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي. ومشاهدة التلفاز لمدة أطول من ساعتين يوميا تزيد أيضا من خطر زيادة الوزن عند الأطفال، حتى أولئك الصغار الذين في سن 3 سنوات.
وقد يعود جزء من المشكلة ربما إلى أن الاشخاص الذين يشاهدون التلفاز بدلا من ممارسة التمرينات الرياضية أو القيام بأنشطة أخرى تحرق المزيد من السعرات الحرارية (مشاهدة التلفاز تحرق سعرات حرارية أكثر قليلا من النوم، وأقل من الأنشطة الخاملة مثل الحياكة أو القراءة). ولكن الإعلانات الغذائية ربما تلعب دورا مهما أيضا. اثناء مشاهدة برنامج تلفزيوني لمدة ساعة نشاهد اعلانات تجارية تضم حوالي 11  طعاما ومشروبا، وذلك يشجع الناس على الأكل. وتبين الدراسات أن تناول الطعام أمام التلفاز يحفز الأشخاص على تناول المزيد من السعرات الحرارية، وخاصة المزيد من السعرات الحرارية التي من الدهون. في الحقيقة، قامت دراسة أجريت على أطفال بتقليل فترة مشاهدة التلفاز وأوضحت أن هذه الممارسة ساعدتهم على تقليل الوزن – ولكن ليس لأنهم أصبحوا أكثر نشاطا عندما كانوا لا يشاهدون التلفاز. وكان الفارق أن الأطفال أكلوا المزيد من الوجبات الخفيفة عندما كانوا يشاهدون التلفاز، أكثر منها لدى ممارسة الأنشطة الأخرى، حتى الأنشطة الخاملة.
أسباب السمنة المفرطة الاخرى
يبدو واضحا تماما إن البيئة الحالية المحفزة للسمنة، إلى جانب العوامل الجينية، هي السبب الأبرز والأهم من بين اسباب السمنة المفرطة وزيادة الوزن. لكن التأثيرات الجانبية للأدوية والأمراض والاضطرابات الجينية يمكن أن تلعب لدى بعض الناس دورا مهما في ذلك، أيضا.
الاثار الجانبية للدواء
العديد من الأدوية التي يمكن الحصول عليها بواسطة الوصفات الطبية فقط يمكن أن تسبب زيادة الوزن كأثر جانبي، من خلال زيادة الشهية أو تقليل مستوى التمثيل الغذائي وبهذا يمكن اعتبارها من اسباب السمنة المفرطة. هذه الأدوية تشمل الكورتيكوسترويدات (Corticosteroids)، مثل هيدروكورتيزون (يستخدم في حالات مختلفة لمعالجة الالتهابات) والاستروجين والبروجسترون (يستخدمان في حبوب منع الحمل) ومضادات التشنج مثل حمض فالبوريك (ديباكوت، وأخرى) وأدوية معينة مضادة للسرطان والليثيوم (إيسكاليث، ليثوبيد) وكلوزابين (كلوزاريل) الذي يستخدم في معالجة حالات نفسية.
من المفارقات، أن زيادة الوزن تكون أيضا من الآثار الجانبية لبعض الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض التي تنتج عن السمنة نفسها. ومن بين هذه الأدوية الأنسولين، جليبوريد (ديابيتا وغيرها)، بيوجليتازون (أكتوس)، وروزيجليتازون (أفانديا) لمعالجة مرض السكري، الذي هو مرض شائع بين الناس الذين يعانون من اضطرابات الوزن.
كذلك، فإن العديد من مضادات الاكتئاب قد تسبب زيادة الوزن، بما في ذلك مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل إيميبرامين (توفرانيل) أو ديسيبرامين (نوربرامين، بتروفران)؛ مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (MAOIs)، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل بارواكسيتين (باكسيل)، سيتالوبرام (كليكسا(، إيستالوبرام (ليكسابرو)، سيرترالين (زولوفت)، فلوفوكسامين (لوفوكس)، وفلوكستين (بروزاك).
أخيرا، هناك طائفة من الأدوية تعرف باسم مضادات الذهان غير التقليدية يمكن أن تحفز زيادة الوزن. هذه الأدوية التي تشمل أولانزابين (زيبريكسا)، ريزبريدون (ريزبريدال)، كويتيابين (سيروكويل)، أريبيبرازول (أبليفاي)، تم تطويرها أصلا لمعالجة مرض الفصام (الشيزوفرنيا) ولكنها توصف بشكل متزايد لمعالجة الأمراض النفسية، بما فيها الاكتئاب.
الأمراض التي تؤثر على الوزن
بعض الأمراض القليلة التي تتميز بعدم توازن أو بمشكلات في الغدد الصماء يمكن أيضا أن تؤثر على الوزن. وهذه تشمل بعض الأورام غير المعتادة في الغدة النخامية أو الغدة الكظرية أو البنكرياس ونقص نشاط الغدة الدرقية ومتلازمة تكيس المبيض (اختلال هرموني يسبب مشكلات في الحيض والخصوبة). مع ذلك، عند الأغلبية العظمى من الناس، لا تكون هذه الأمراض مسؤولة عن ازدياد الوزن، ومعظمها نادر للغاية. ويشكل نقص نشاط الغدة الدرقية، وهو الأكثر انتشارا، احيانا السبب الرئيسي للسمنة المفرطة. والعلاج باستخدام هرمون الثيروكسين، عندما يكون ضروريا من الناحية الطبية، لا يؤدي عادة إلى زيادة كبيرة في الوزن.
اسباب السمنة المفرطة الاقل شيوعا: الاضطرابات الجينية
تشكل السمنة، أيضا، عرضا لبعض الأمراض النادرة والمعقدة التي تنشأ بسبب عيوب جينية. متلازمات السمنة هذه تظهر عادة في الطفولة المبكرة وتكون مرتبطة بالعديد من المشكلات الطبية الأخرى. من هذه الاضطرابات نشوء متلازمة برادير- ويلي، وهي صورة من السمنة التي تصاحب التأخر العقلي البسيط الذي يحدث عند حوالي شخص واحد من كل 25,000 وينجم عن مشكلة في مجموعة من الجينات على الكروموسوم رقم 15. والأشخاص الذين يعانون من هذا المرض قد يكونون قصيري القامة ويعانون من سمنة في الجزء العلوي من الجسم. وهناك مرض أقل انتشارا، هو متلازمة باريت - بيدل، وهو مشابه لمرض متلازمة برادير- ويلي، ولكنه ينشأ بسبب مشكلات في جينات مختلفة. وهنالك متلازمات جينية أخرى متعددة يمكن اعتبارها كسبب من اسباب السمنة المفرطة، ولكنها تمثل جزءا صغيرا جدا من جميع اضطرابات الوزن.


أخبار مرتبطة