ا العِقدية، أو ارتجاع أحماض المعدة إلى الأعلى من خلال المريء، وتُدعى هذه الحالة باسم "الجزر أو الارتجاع المعدي". هناك مشكلاتٌ أخرى يمكن أن تصيب الحلق. وهي تتضمن: • التهاب اللوزتين ـ وهو عدوى تصيب اللوزتين. • التهاب البلعوم ـ وهو حالة التهابية تصيب منطقة البلعوم. • السرطانات. يكون القسمُ الأكبر من التهابات البلعوم حالات ثانوية تزول من تلقاء نفسها . وعندما تكون هناك حاجة إلى المعالجة، فإن طريقة المعالجة تعتمد على سبب المشكلة.
مقدمة
الحلقُ هو أنبوبٌ ينقل الطعامَ إلى المريء، وينقل الهواء إلى الحنجرة ثم إلى أنبوب الهواء. والاسمُ العلمي للحلق هو "البلعوم". وتعدُّ اضطرابات الحلق ومشكلاته أمراً شائعاً. إنَّ معظمَ مشكلات الحلق مشكلات ثانوية، وهي تزول من تلقاء نفسها. وعندما تكون هناك حاجة إلى المعالجة، فإنَّ طريقة المعالجة تعتمد على سبب المشكلة. وقد تشتمل المعالجةُ على الأدوية أو الجراحة، أو على معالجات أخرى. تشرح هذه المعلوماتُ الصحية اضطرابات الحلق. وهو يتناول الاضطرابات والمشكلات الشائعة التي تصيب الحلق، بالإضافة إلى سبل علاجها.
الحلق
يدعى الحلقُ باسم "البلعوم" أيضاً، وهو أنبوب مُجَوف يبدأ خلف الأنف وينتهي عند أعلى الرغامى، أي أنبوب الهواء، والمريء، أي أنبوب الإطعام. ينقل البلعومُ الطعامَ من الفم إلى المريء. وينقل المريء الطعام إلى المعدة. كما أنَّ البلعومَ ينقل الهواء إلى الرغامى والحنجرة أيضاً. وتُدعى الحنجرةُ باسم "صندوق الصوت" أيضاً. يتألَّف البلعوم من ثلاثة أجزاء:
البلعوم الأنفي.
البلعوم الفموي.
البلعوم السفلي، أو "الحَنجري".
الحنجرةُ هي جزءٌ من الحلق أيضاً. وهي تدعى باسم "صندوق الصوت" أحياناً، وتقع بين أسفل اللسان والرغامى. تحتوي الحنجرةُ على الحبال الصوتية التي تهتز فتصدر الصوت عندما يتحرَّك الهواء تجاهها. ويتردد صدى الصوت عبر البلعوم والفم والأنف بحيث يتشكَّل صوتُ الإنسان. لسانُ المزمار هو سَديلة نسيجية موجودة في الجزء العلوي من الحنجرة. وهو يقوم بإغلاق فتحة الرغامى عندَ البلع حتى لا يدخلَ الطعام إلى الرئتين.
الأعراض العامة
من الممكن أن تتنوَّعَ أعراضُ اضطرابات الحلق تنوعاً كبيراً، وذلك بحسب سبب المشكلة. لكنَّ العرضَ الأكثر شيوعاً لاضطرابات الحلق هو ألم الحلق والتهابه. من الأعراض الشائعة الأخرى لاضطرابات الحلق:
صوت أجَش أو "مجروح".
صعوبة البلع.
سعال جاف.
تعب شديد.
صعوبة الكلام أو التنفُّس.
من الممكن أن تسبِّبَ بعضُ حالات اضطراب الحلق الأعراضَ التالية أيضاً:
تضخُّم الغدد اللمفية في الرقبة.
الحمَّى.
الصداع المتكرِّر.
حرقة الفؤاد.
ألم أو طنين في الأذنين.
من الممكن أن تؤدِّي اضطراباتُ الحلق إلى أعراض أخرى أيضاً. وإذا لاحظ المرء أيَّ عرض من هذه الأعراض، أو أي تغيرات أخرى، فعليه أن يستشير مقدم الرعاية الصحية.
التهاب الحلق العقدي
التهاب الحلق العقدي هو الحالة الأكثر شيوعاً من حالات عدوى الحلق الناتجة عن البكتيريا. وهو يسبِّب احمرارَ الحلق وتقرُّحه. كما يمكن أن يسبِّبَ ظهورُ بُقع بيضاء على اللوزتين أيضاً. من الممكن أن يُصابَ أيُّ إنسان بالتهاب الحلق. وغالباً ما تظهر هذه الحالة لدى الأطفال بين الخامسة والخامسة عشر عاماً. ينتج التهاب الحلق العقدي عن الإصابة بالبكتيريا العِقدية من النوع أ عادة. وتوجد هذه البكتيريا في الحلق وعلى الجلد عادة. وقد يحمل كثير من الناس هذه البكتيريا من غير أن يظهرَ عليهم المرض أو الأعراض. من الممكن أن يُصابَ المرءُ بالبكتيريا العِقدية نتيجة التعرُّض المباشر لسوائل المريض الأنفية أو لُعابه. كما أنَّ البيئات المزدحمة، كالمدارس أو المهاجع أو بيوت الرعاية، يمكن أن تجعلَ انتقال الإصابة أكثر سهولة. لقد أُبلِغَ عن حالات عدوى حدثت بسبب الطعام الملوَّث أيضاً. ويصح هذا خاصَّة بالنسبة للحليب ومنتجات الألبان. من الممكن أن يُصابَ المرء بالمرض خلال ثلاثة أيام بعد التقاط البكتيريا التي تسبب التهاب الحلق. وعندَ الإصابة بالبكتيريا، فمن الممكن للمريض أن ينقلَ المرض إلى الآخرين طوالَ فترة تصل إلى ثلاثة أسابيع، وذلك حتى في حال عدم ظهور أي أعراض لديه. من الممكن أن يؤدِّي التهاب الحلق العقدي إلى مضاعفات خطيرة، وأن يؤدي إلى أمراض أخرى أيضاً. وقد تنتقل العدوى في جسم المريض فتؤدي إلى إصابة:
الدم.
الأذن الوسطى.
الجيوب.
الجلد.
اللوزتين.
تُستخدم المضادَّات الحيوية من أجل معالجة التهاب الحلق. والمضاداتُ الحيوية هي أدوية خاصَّة لمكافحة العدوى البكتيرية. يجب تناولُ المضادات الحيوية وفقاً لوصفة مقدم الرعاية الصحية تماماً. وعلى المريض أن يتناولَ الكمية المقررة كلها، طوال الأيام المقررة كلها، وفقاً لإرشادات مقدم الرعاية الصحية. كما أنَّ التوقُّفَ عن تناول المضادات الحيوية قبل الأوان يمكن أن يجعلَ العدوى تتفاقم.
التهابُ اللوزتين
التهابُ اللوزتين هو عدوى في الحلق تصيب اللوزتين. واللوزتان هما غدتان واقعتان على جانبي الجزء الخلفي من الفم. وتعدُّ اللوزتان جزءاً من جهاز المناعة في الجسم، لأنهما تساهمان في مكافحة العدوى. يسبِّب التهابُ اللوزتين حمَّى والتهاباً شديداً في الحلق عادة. ويصبح البلع صعباً ومؤلماً. يعدُّ التهاب اللوزتين مُزمناً أو خطيراً إذا كان:
يتكرَّر خمسَ مرات، أو أكثر، في السنة الواحدة.
يتكرَّر ثلاث مرات، أو أكثر، فالسَّنة، لمدَّة سنتين.
يظهر على شكل هجمات لا تستجيب للمضادات الحيوية.
من الممكن أن تتضخَّمَ اللوزتان الملتهبتان إلى حد يجعلهما تتلامسان. وعندما يحدث هذا، فإنَّ الحالةَ تُدعى باسم "اللوزتين المتلاثمتين". من الممكن أن تُصابَ "الغُدّانيات" أو الزوائد اللحمية بالعدوى أيضاً. وتقع الغدانيات خلف شراع الحنك. أما شراعُ الحنك فهو الجزء الخلفي العضلي من سقف الحلق. وتعدُّ الغدانيات جزءاً من نظام المناعة في الجسم أيضاً، وهي تساهم في مكافحة العدوى. من الممكن أن تتقرَّحَ الغدَّانيات عندما تتضخم. وهذا ما قد يجعل التنفس صعباً. كما يمكن أن يسبِّبَ مشكلات في الأذنين أيضاً. تكون المضاداتُ الحيوية ضرورية لمعالجة التهاب اللوزتين والعدوى الأذنية عادة. وإذا ظلَّ التهاب اللوزتين من غير معالجة، فمن الممكن أن يؤدي إلى إصابة أعضاء أخرى في الجسم، كالقلب أو الكليتين مثلاً. تكون الجراحةُ ضروريةً في بعض الحالات. واستئصالُ اللوزتين هو عملية جراحية من أجل إخراج اللوزتين من الجسم. ومن الممكن أن يجري استئصالُ الغدانيات أيضاً. وفي بعض الحالات، يتم استئصال اللوزتين والغدانيات (الزوائد اللحمية) معاً.
حرقة الفؤاد والارتجاع المعدي المريئي
يصاب كلُّ شخص تقريباً بحرقة الفؤاد في بعض الأوقات. وحرقة الفؤاد هي إحساس حارق و مؤلم في الصدر والحلق. وتحدث حرقةُ الفؤاد عندما تصعد الحموضُ المعدية عبر المريء. غالباً ما تحدث حرقةُ الفؤاد بسبب تناول بعض أنواع الطعام. ومن هذه الأنواع:
الطعام الدسم أو المقلي.
الثوم والبصل.
الطعام كثير التوابل.
أنواع الطعام المعتمدة على الطماطم، كصلصة السباغيتي أو البيتزا مثلاً.
هناك أنواع أخرى من الطعام يمكن أن تسبِّبَ حرقة الفؤاد. ومن هذه الأنواع:
الشوكولاته.
عصير الثمار الحمضية.
المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول.
المنكهات بطعم النعناع.
إذا أُصيب المرءُ بحرقة الفؤاد أكثر من مرتين في الأسبوع، فقد يكون مصاباً بالارتجاع المعدي المريئي. يحدث الارتجاع المعدي المريئي عندما لا تُغلَق الحلقة العضلية الموجودة في أسفل المريء إغلاقاً محكماً. وهذا ما يسمح لمحتويات المعدة بالرجوع، وهذا هو "الارتجاع"، صعوداً عبر المريء، فتؤدي إلى تهيُّجه. كما يمكن أن يؤدِّي الحمض إلى تهيج البلعوم أيضاً. في بعض الأحيان، يتمكن الحمضُ المعدي من الصعود حتى أعلى المريء فيصل إلى الفم. ومن الفم، يمكن أن تجري العصارات المعدية إلى الرئتين فتصيبهما بالضرر. إن أنواع الطعام نفسها التي يمكن أن تسبب حرقة الفؤاد قادرة على أن تسبب الارتجاعَ المعدي المريئي ، أو أن تؤدي إلى تفاقمه. وقد يحدث الارتجاعُ المعدي المريئي أيضاً بسبب زيادة الوزن، أو عند الحمل. وهناك حالاتٌ صحِّية أخرى، كالفتق الحجابي مثلاً، تؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي. غالباً ما يكون إدخالُ تغييرات على نمط حياة المريض هو المعالجة الأولى للارتجاع المعدي المريئي. ومن هذه التغييرات:
تناول وجبات صغيرة كثيرة العدد على امتداد النهار بدلاً من تناول وجبات كبيرة الحجم.
تناول الطعام قبل ساعتين من النوم على الأقل.
رفع رأس السرير بمقدار خمسة عشر سنتيمتراً تقريباً.
ترك التدخين.
من الممكن أحياناً تناولُ أدوية من أجل تقليل حموضة المعدة. وهناك أدوية لهذه الغاية تُباع من غير وصفة طبية. لكن بعض هذه الأدوية يحتاج إلى وصفة طبية. في حالات نادرة، يمكن أن تجري معالجةُ الحالات الشديدة من الارتجاع المعدي المريئي عن طريق الجراحة.
السرطان
يبدأ السرطانُ في الخلايا، وهي أحجارُ البناء الأساسية في الجسم. وينتج الجسم خلايا جديدة، بالقدر اللازم له عادة، لكي تحلَّ محل الخلايا القديمة التي تموت. لكنَّ هذه العملية تصاب بالخلل أحياناً، فتظهر الأورام. إذا كان الورمُ سرطانياً، فإنَّ خلايا الورم يمكن أن تغزو النسج الأخرى في الجسم. ومن الممكن أن تنتشرَ خلايا السرطان إلى أجزاء مختلفة من الجسم عن طريق الأوعية الدموية والقنوات اللمفية. يُعطَى السرطانُ في الجسم أسماء مختلفة، وذلك بحسب مكان بدء السرطان؛ فالسرطانُ الذي يبدأ في الحلق يدعى باسم سرطان الحلق دائماً، وذلك حتى إذا انتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم. يُعدُّ سرطانُ الحلق نوع من أنواع سرطان الرأس والرقبة. ولسرطان الحلق أسماء مختلفة، بحسب الجزء من الحلق الذي يصيبه السرطان. وفي بعض الأحيان تشتمل هذه التسميةُ على سرطان الحنجرة أيضاً. يعدُّ تعاطي التبغ والكحول من أهم عوامل الخطورة فيما يتعلق بسرطان الحلق. ومن عوامل الخطورة الأخرى:
الإصابة ببعض الفيروسات، كفيروس إبشتاين ـ بار، أو فيروس الورم الحُليمي البشري مثلاً.
تناول طعام فقير بالعناصر الغذائية.
قد تشتمل معالجةُ سرطان الحلق على ما يلي:
الجراحة.
المعالجة الشعاعية.
المعالجة الكيميائية.
على المريض أن يستشيرَ طبيبه ليعرف خطة المعالجة الأفضل بالنسبة لحالته.