تبوُّل. • شعوراً بالضغط في أسفل البطن. • رائحة نتنة للبول أو لوناً أحمر أو تعكُّر البول. • وفي حالات قليلة، غَثَياناً أو ألماً في الظهر. إذا اشتبه أيُّ شخص في إصابته بعدوى بولية، فإنَّ عليه استشارة الطبيب الذي يمكن أن يقومَ بتشخيص الحالة بفحص عيِّنَة من البَول. إن المعالجة بالأدوية القاتلة للجراثيم تُحَسِّن الحالةَ في غضون يوم أو يومين في أغلب الأحيان.
مقدِّمة
العدوى البولية هي عدوى تصيب السبيلَ البَولي، وتنجم عن ميِكروبات تشمل الجراثيمَ والفُطور والفيروسات. العدوى البولية هي ثاني أكثر أنواع العدوى شيوعاً. وإذا شعرَ الشخصُ أنَّه مُصابٌ بعدوى بولية، فإنَّ عليه استشارة الطبيب. يتناول هذا البرنامجُ التثقيفي أسبابَ وأعراض عدوى السَّبيل البولي وخيارات معالجتها.
التشريح
السبيلُ البَولي هو جهازُ تصريف للفَضلات و الماء الزائد. يتألَّف الجهازُ البَولي عادة من كليتين وحالبين ومَثانة وإحليل. الكليتان هما عضوان لهما شكلُ حبَّة الفاصولياء، ويعادل حجمُ كلِّ واحدة منهما حجمَ قبضة اليد، وتقعان تحتَ الأضلاع، واحدة على كلِّ جانب من العمود الفقري، عندَ منتصف الظهر تقريباً. ينزل البَولُ من الكليتين إلى المثانة عبرَ أنبوبين ضيِّقين يُسمَّى كلٌّ منهما حالباً. يُخزَّن البَولُ في المثانة. وهي عضوٌ يُشبه الكيس. ثمَّ يُفرَغ البَولُ من المثانة إلى الوسط الخارجي عبرَ أنبوب يُدعى الإحليل. وهو أنبوب يقع أسفل المثانة. عندَ إفراغ المثانة، تسترخي عضلةٌ تُدعى المِصَرَّةَ البولية لتسمحَ بخروج البَول عبر الإحليل.
العدوى البوليَّة
العدوى البوليَّة هي عدوى في السبيل البَولي تنجم عن مِيكروبات. والميكروباتُ هي كائناتٌ دقيقة لا تُرى إلاَّ تحت المجهر، وتشمل الجراثيمَ والفُطور والفيروسات. الجراثيمُ هي من أكثر الأسباب الشائعة للعدوى البَولية. ويستطيع الجسمُ أن يتخلَّصَ سريعاً من الجراثيم التي تدخل السبيلَ البَولي قبلَ أن تسبِّبَ الأعراض عادة. ولكنَّ الجراثيم تتغلَّب على دِفاعات الجسم الطبيعية أحياناً، وتسبِّب العدوى. العدوى البوليَّة هي ثاني أكثر أنواع العدوى شيوعاً، حيث يُصاب ملايين الناس بهذه العدوى كلَّ عام. إنَّ النساء أكثر إصابة بالعدوى البولية من الرجال، وذلك لأنَّ الإحليلَ عندهنَّ أقصر، ممَّا يسمح للجراثيم بالدخول إلى المثانة بسرعة أكبر. كما أنَّ فتحةَ الإحليل عندَ المرأة قريبةٌ من مصادر الجراثيم في الشرج والمهبل. يُصاب أكثر من نصف النساء بالعدوى البولية مرَّةً واحدة على الأقل في مرحلة من مراحل حياتهن. إنَّ العدوى البولية عندَ الرجال أقلُّ شيوعاً، لكنَّها يمكن أن تكونَ خطيرةً إذا حدثت.
الأعراض
تعتمد أعراضُ العدوى البولية على نوع العدوى، وعلى عمر المريض وجنسه. ومن الممكن أن تختلفَ الأعراضُ بين الرجل والمرأة حتَّى إذا كان سنُّهما متقارباً. تظهر أعراضُ العدوى البولية في العادة عندَ الشابَّات على شكل حاجة متكرِّرة مُلحَّة إلى التبوُّل، إضافةً إلى الشعور بالألم والحرقة في المثانة أو الإحليل عندَ نزول البول. كما يمكن أن تكونَ كمِّيةُ البَول قليلةً جداً. الأعراضُ الأكثر ترجيحاً عندَ الرجال والنساء الأكبر سناً هي التعبُ والارتعاش والضَّعف. كما يمكن أن تظهرَ عندهم آلامٌ عضلية وبطنية أيضاً. وقد يكون البَولُ عكراً أو قاتماً أو مُدمَّى أو كريه الرائحة. لا تسبِّب العدوى البولية الحمَّى عادةً إذا بقيت محصورة في المثانة. لكنَّ ظهورَ الحُمَّى يعني في الغالب أنَّ العدوى وصلت إلى الكليتين أو البروستات. من أعراض عدوى الكِلية، إضافةً إلى الحُمَّى:
ألم في الظهر أو في الخاصرة.
غَثَيان.
تقيُّؤ.
عندما يشكُّ الإنسانُ في إصابته بعدوى بولية أو أي عدوى، فإنَّ عليه استشارة الطبيب.
الأسباب :
تحدث معظمُ حالات العدوى البولية بسبب الجراثيم التي تعيش في الأمعاء. وتسبِّب جراثيمُ الإشريكيَّة القولونية الكثيرَ من إصابات العدوى البولية. يمكن أن تصيبَ الجراثيمُ التي تسمَّى الكلاميديا (المتدثِّرات) والمفطورات الإحليلَ والجهاز التناسلي، ولكنَّها لا تصيب المثانةَ. ومن الممكن أن تنتقلَ العدوى بهذه الجراثيم عن طريق الجنس. وهذا يعني أنَّ معالجتَها تتطلَّب خضوعَ القرين الجنسي إلى العلاج أيضاً. يمكن أن تنجمَ العدوى البولية أيضاً عن القَثاطير. والقِثطارُ هو أنبوبٌ يُوضَع في المثانة عبرَ الإحليل للمساعدة على تفريغ المثانة, يجري وضعُ القثطار في المستشفى عادةً، ولكن هناك مرضى يخرجون من المستشفى إلى البيت مع بقاء القثطار لديهم. تنجم العدوى البوليَّة عندَ الرجال عن انسداد السبيل البولي غالباً، بفعل حصية كلوية أو بفعل ضخامة البروستات، أو نتيجة القثطار الذي يُوضَع خلال إجراء طبِّي ما. والخطوةُ الأولى في معالجة هذه العدوى هي معرفةُ الجرثومة المُسبِّبة والدواء الذي يقتلُها. كثيراً ما تترافق العدوى البولية عندَ الرجال بالتهاب البروستات الجرثومي الحاد، وهو أمرٌ خطير على الحياة ما لم يُعالج بسرعة.
التشخيص :
لتشخيص العدوى البولية عندَ المريض، يسأل الطبيبُ عن الأعراض، ثمَّ يطلب فحصاً للبول للتحرِّي عن وجود الجراثيم والكُريَّات البيض التي ينتجها الجسمُ لمكافحة العدوى. بما أنَّ الجراثيمَ يمكن أن توجد في بول الأشخاص الأصحَّاء، فإنَّ تشخيصَ العدوى البولية يستند إلى الأعراض إضافةً إلى الفحوص المختبرية. يُطلَب من الشخص إحضار "عيِّنة نظيفة" من البَول، وذلك بأن يجري تنظيفُ المنطقة التناسلية وأخذ عيِّنة من البَول في علبة أو حاوية معقمة، وهذه الطريقة تمنع تلوّث البَولُ بالجراثيم الموجودة في المنطقة التناسلية، ممَّا يؤدِّي إلى تشويش نتائج الفحوص. يجري إرسالُ عيِّنة البَول إلى المختبر لفحصها عادةً، لكنَّ بعضَ العيادات تكون مجهَّزةً بمعدَّات لإجراء هذا الاختبار. ويمكن أن يطلبَ الطبيبُ زرعَ عيِّنة بول لبعض المرضى، مثل المرضى الذين يعانون من عدوى بولية متكرِّرة ومرضى المستشفيات. يجري الزرعُ بوضع جزء من عيِّنة البَول في أنبوب أو صحن يحوي مادَّة تساعد على نموِّ الجراثيم الموجودة في البَول. وبعدَ نموِّ هذه الجراثيم، والذي يجري في غضون يوم واحد إلى ثلاثة أيَّام عادة، يستطيع الطبيبُ معرفةَ نوع الجراثيم المسبِّبة للعدوى. كما يمكن أيضاً أن يطلبَ الطبيبُ إجراءَ اختبار التحسُّس، حيث تجري معرفةُ حساسيَّة الجراثيم لمختلف أنواع مضادَّات الجراثيم، وهذا ما يساعد الطبيبَ على معرفة الدواء الأنسب لمعالجة العدوى. إذا كانت العدوى البولية متكرِّرةً، فقد يطلب الطبيبُ بعضَ الاختبارات الإضافية للتحرِّي عن سلامة الجهاز البَولي للمريض؛ فقد يكون لدى المريض انسدادٌ تشريحي يسبِّب له العدوى البولية المتكرِّرة.
المعالجة :
تنجم أكثرُ حالات العدوى البولية عن عدوى جرثومية. وهي تُعالج بمضادَّات الجراثيم. ويعتمد نوعُ الدواء ومدَّة استعماله على القصَّة المرضية للمريض، ونوع الجراثيم المسبِّبة للعدوى. من المهمِّ تناولُ الجرعة العلاجية بالكامل، لأنَّ الأعراضَ يمكن أن تختفي قبلَ أن يتحقَّقَ التخلُّصُ التام من العدوى. يمكن أن يطلبَ الطبيبُ إجراءَ اختبار متابعة للتأكُّد من أنَّ السبيلَ البَولي بات خالياً من العدوى تماماً. وهناك حاجةٌ إلى اختبار بولي آخر خلال المتابعة. إذا انتقلت العدوى إلى الكليتين، فمن الممكن أن نحتاجَ إلى الاستمرار بالمعالجة بمضادَّات الجراثيم عدَّةَ أسابيع. ويمكن أن يحتاجَ مرضى التهابات الكلية الشَّديدة إلى دخول المستشفى ريثما يُصبحوا قادرين على أخذ السوائل والأدوية اللازمة وحدَهم. من النادر أن تؤدِّي التهاباتُ الكلية عندَ البالغين إلى تَلف الكلية أو إلى القُصور أو الفشل الكلوي، إلاَّ إذا ظلَّت من غير معالجة. تستمرُّ أعراضُ التهابات الكلية فترةً أطول. تَشفى التهاباتُ المثانة من تلقاء ذاتها عادة، لكنَّ استخدامَ مضادَّات الجراثيم يقلِّل من فترة معاناة المريض. وبالمعالجة يمكن أن يتحسَّنَ المريضُ في غضون يوم أو يومين. يُمكن تسريعُ الشفاء عن طريق تناول الكثير من السوائل وتكرار التبوُّل. كما يمكن الحدُّ من الألم بتناول المُسكِّنات التي تُباع من غير وصفة طبِّية. كما يساعد المريضَ وضعُ كمادات ساخنة على الظهر أو البطن. قد ينصح الطبيبُ المرأةَ التي تعاني من العدوى البولية المتكرِّرة بما يلي:
تناول جرعات مُخَفَّضة من مضادَّات الجراثيم الموصوفة يومياً لمدة ستَّة أشهر أو أكثر.
تناول جرعة وحيدة من مضادِّ الجراثيم بعدَ كل جماع جنسي.
تناول جرعة قصيرة – ليومين أو ثلاثة أيَّام – من مضادَّات الجراثيم عندَ ظهور الأعراض.
الوقايةُ من العدوى البوليَّة :
يتمتَّع السبيلُ البَولي بعدَّة آليَّات لوقاية نفسه من العدوى البولية؛ فاتِّصالُ الحالب بالمثانة يقوم بدور صِمام ذي اتجاه واحد يمنع البَولَ من العودة إلى الكلية. كما أنَّ التبوُّلَ يطرد الجراثيمَ إلى خارج الجسم. وعندَ الرجال، تُفرز غدَّةُ البروستات مواد تبطئ النموَّ الجرثومي. يساعد الإكثارُ من تناول السوائل على طرد الجراثيم من الجهاز البَولي. والماءُ هو أفضل السوائل. ينبغي أن يشربَ معظمُ الناس من ست إلى ثماني كؤوس من الماء في اليوم الواحد. ولكنَّ المصابَ بالفشل الكلوي، يجب ألاَّ يتناولَ هذا القدرَ من السوائل. وعلى المريض استشارة الطبيب لمعرفة المقدار الذي يناسبه من السوائل. يمكن أن يساعدَ تكرارُ التبوُّل على الوقاية من الجراثيم؛ فقد تنمو الجراثيمُ حين يبقى البَول في المثانة فترةً طويلة. يساعد عصيرُ التوت البرِّي على الوقاية من العدوى البولية، لأنَّ هذا العصير يزيد من حموضة البَول، ممَّا يقلِّل من فرص حياة الجراثيم ضمن البَول. ينبغي أن يتبوَّلَ الرجلُ والمرأة بعدَ ممارسة الجنس لطرد الجراثيم التي يمكن أن تكونَ قد دخلت الإحليل في أثناء الممارسة الجنسية. كما يساعد شربُ كأس من الماء على التخلُّص من تلك الجراثيم. بعدَ استخدام المرحاض، على المرأة أن تنظِّفَ نفسها من المهبل باتِّجاه الشرج. وعليها ألاَّ تستخدمَ ورقَ التواليت الذي لامس المنطقةَ الشرجية لمسح المنطقة المهبلية من جديد. إنَّ هذا الأسلوبَ يساعد على منع الجراثيم من دخول الإحليل. يجب ارتداءُ ملابس داخلية قطنية فضفاضة بحيث تحافظ على جفاف المنطقة حولَ الإحليل. كما يجب تجنُّبُ ارتداء الجينز الضيِّق والألبسة الداخلية من النايلون، لأنَّها تحصر الرطوبةَ، وتساعد على نموِّ الجراثيم. يُسبِّب الواقي الذكري غير المزلَّق والواقي الذكري المُبيد للنِّطاف تهيُّجاً مِهبلياً عندَ المرأة، ممَّا يسبِّب نمواً جرثومياً في المهبل يمكن أن ينتقلَ إلى السبيل البَولي. وللحدِّ من التهيُّج، يمكن أن تختارَ المرأةُ واقياً ذكرياً زَلقاً من غير مُبيد للنطاف. البديلُ الآخر هو استخدام مُزلِّق غير مبيد للنطاف خلال الجِماع للحدِّ من تهيُّج المهبل، ووقاية المرأة من العدوى البولية.
الخلاصة :
العدوى البولية هي ثاني أكثر أنواع العدوى شيوعاً. تنجم معظمُ حالات العدوى البولية عن جراثيم تعيش في الأمعاء، وهي جراثيم إي كولاي أو الإشركيَّة القولونيَّة. أعراضُ العدوى البولية عندَ البالغين يمكن أن تشمل:
شعور بالألم والحرقة عندَ التبوُّل.
حُمَّى وتعب أو رجفان.
حاجة مُلحَّة و متكررة إلى التبوُّل.
شعور بالضغط في أسفل البطن.
الرائحة الكريهة للبول، واللون العَكِر أو الأحمر للبول.
الغثيان أو ألم الظهر.
يمكن أن تنتقلَ العدوى إلى الكليتين والبروستات وتزداد شدَّتُها. الحمَّى يمكن أن تعني أنَّ العدوى قد انتقلت إلى الكلية أو البروستات. إنَّ الوقايةَ من العدوى البولية أمرٌ ممكن، حيث يساعد شربُ كمِّية وافرة من الماء والتبوُّل بشكل متكرِّر في الوقاية من العدوى البولية، كما أنَّ شربَ عصير التوت البري يقي منها، لأنَّ هذا العصيرَ يزيد من حموضة البَول بما يعيق نموَّ الجراثيم فيه. عندَ الشكِّ في حدوث إصابة بعدوى بولية، لابدَّ من استشارة الطبيب الذي يستطيع تشخيصَ الحالة من خلال فحص عيِّنة من البَول. وغالباً ما تؤدِّي المعالجةُ بالأدوية القاتلة للجراثيم إلى تَحسُّن حالة المريض في غضون يوم أو يومين.