تاريخ النشر 18 فبراير 2015     بواسطة الدكتورة فايزة أحمد انديجاني     المشاهدات 201

خلطات تجميل تشوه الأجنة وتفتك بنضارة الجميلات

تستهلك منطقة الخليج أكثر كمن 500 لتر مكعب من كريمات التجميل إضافة أطنان من البودرة والشامبوهات ومواد تفتيح البشرة وتقشيرها وترطيبها، وحسب تجارمستحضرات تجميل، فإن الإقبال على هذه المواد في تزايد مستمر، خصوصًا من قبل الفتيات الباحثات عن بشرة أكثر بياضًا من الحنطيات والسمراوات واللاتي يعتقدن خطأ أ
ن البيضاوات أكثرهن تفضيلا لدى الشباب الباحثين عن زوجات.. في الوقت الذي يحذر فيه أطباء الجلدية من خطورة هذه المركبات الكيميائية، والتى تبين أن بعضها يتسبب في تشويه الأجنة بالنسبة لمن يستخدمنها من السيدات أثناء فترة الحمل، مشيرين إلى أن خبراء الجمال يعتبرون السمار هو الوجه الآخر للجمال، ولهذا لا ينبغى كشطة بالخلطات المجهولة المصدر، والتي يكون ضررها أكثر من نفعها. «المدينة» التقت عددًا من المتضررات من استخدام هذه الخلطات، كما التقت عددًا من الأطباء والصيادلة للوقوف على أبعاد هذه المسألة. استشارة ضارة منال محمد طالبة جامعية تبلغ من العمر 20 عامًا تقول: أستخدم الكريمات والخلطات منذ تخرجي في الثانوية العامة، وذلك بهدف توحيد لون جسمي ولكن بعد دخولي للجامعة وتعرضي لأشعة الشمس بدرجة كبيرة لتنقلي سيرا على الأقدام بين المباني الجامعية تغير لوني كثيرا، مما اضطرني لمراجعة طبيبة جلدية والتي أخبرتني بأن استخدامي السابق للكريمات المخلطة، قد سبب لي ضررًا في بعض الخلايا وحين سؤالها عن نوعية الكريمات لم أتمكن من إجابتها، وذلك لعدم معرفتي بها!! وعن كيفية وصول الكريمات إليها أكدت أنها كانت باستشارة من إحدى صديقات والدتها بعد أن تقدم أحد من عائلتها لخطبتها. فزعة الطب البديل وتضيف سمر عبدالرحمن معلمة في إحدى المدارس الخاصة: في الحقيقة لم أكن أهتم باستخدام كريمات تفتيح البشرة وسواها لأن بشرتي صافية ونضرة، ولكن بعد نصيحة إحدى زميلاتي في العمل قمت بتقشير وتنظيف لبشرتي، ومن ثم بدأت معاناتي في الحقيقة فإذا لم ألتزم بالتقشير والكريمات تكثر الحبوب في وجهي ويفقد نضارته بشكل ملحوظ، وقد حاولت الذهاب للمراجعة في أحد المستشفيات الخاصة، ولكن تكاليف الدواء مزعجة جدا، مما اضطرني للاستعانة بأدوية الطب البديل والحمد لله تحسن حالي من بعدها. سالمة جابر سيدة في الأربعين من العمر بائعة لمجموعة من الخلطات المتنوعة للسيدات والفتيات منذ خمسة عشر عامًا أكدت حرصها على سلامة الجميع لتنوع مستهلكيها في مناطق المملكة، وأضافت: أكثر من يقبلن على الكريمات المخلطة هن العرائس، وعن أسعار الخلطات قالت تتراوح الأسعار بين 100 ريال للعبوات الصغيرة و300 ريال للعبوات الكبيرة. من جهته كشف محمد الزبيدي أحد البائعين للمنتجات التجميلية، أن معظم كريمات البشرة لها عمر افتراضي معين لتصبح غير صالحة للاستخدام بعد انقضائه، ومع ذلك يعمد بعض أصحاب محلات الجملة أو التجزئة في المناطق الشعبية إلى إخراجها من محلاتهم والاستفادة منها ببيعها لبعض السيدات اللاتي يحرصن على شرائها لرخص سعرها، أضاف: أخبرتني إحدى السيدات أن سبب شرائها لكميات كبيرة من هذه الكريمات المنتهية الصلاحية هو رغبتها فى صنع خلطات منوعة للفتيات والسيدات وبكل تأكيد نتائجها السلبية ستظهر بحينها. إزالة خط الدفاع عن البشرة الدكتور حسام غانم اختصاصي صيدلة أكد أن هناك أنواعًا وماركات مختلفة تستخدمها الفتيات والسيدات ومعظمها يعتمد على التقشير، وهو أكثر ما يستخدم ككريم للبشرة في الوقت الحالي، قد يكون استخدام بعضها بهدف علاج مشكلة ما مثل تقشير حب الشباب وهو تقشير مطلوب لإزالة الحبوب او لتقليل الإفرازات الدهنية التي لحب الشباب، في الجانب المقابل من الممكن أن تستخدم التقشير فتاة بشرتها سليمة ولكن تستخدمه لإزالة الطبقة الخارجية ولتظهر افتح من لونها الحقيقي، وهذا تصرف خاطئ وقد يكون خطيرًا بذات الوقت خصوصا مع التعرض للشمس لأنها تعمد إلى إزالة الطبقة الخارجية التي تحمي البشرة من أشعة الشمس او الهواء والتراب، وبالتالي تساعد في تدمير البشرة، كما حذر بذات الوقت من الاستخدام المتواصل للكريمات بدون تحديد مدة معينة لنهاية استعمالها ذلك لكونها تعمل على إزالة الطبقة الحامية للجلد من العوامل الخارجية مضيفًا على ذلك بقوله: هناك كريمات تحتوي على «الكورتيزون» الذي يستخدم في علاج الالتهابات والأمراض الجلدية بشكل عام. ويرى د. غانم أن التقشير مطلوب، ولكن لو زادت العملية عن حدها يمكن أن تؤدي إلى الالتهابات الجلدية المختلفة، مشيرًا إلى أن الكريمات التي تقوم بالتقشير الجيد تكون بنسب معروفة ومصدرة من شركات جيدة كذلك وتعرف لدى الجميع بارتفاع سعرها لجودتها، وذلك لكونها تعمل تفتيحًا بشكل تدريجي للبشرة بدون التعرض للطبقة الحامية للجلد ومحاولة إزالتها أو بتقليل من إفراز الميلانين وهو المادة المسؤولة عن تصبغ الجلد، حيث إنها تمنح اللون الغامق للجلد. تدمير البشرة ومضى د.. غنم قائلا: توجد مجموعات كبيرة من السيدات اللاتي يعمدن إلى استخدام خلطات الكريمات المنوعة وهي تقوم على عمل مجموعة مختلطة من كريمات التقشير المخصصة لإزالة حبوب الشباب مع الكريمات، التي تحتوي على نسبة من الكورتيزون إضافة إلى كريم مبيض، وذلك بناء على النصائح التي تتلقاها السيدة من صديقاتها أو جاراتها أو من خلال معلومات الإنترنت، وذلك بدون الاستعانة بوصفات طبية من قبل الطبيب وبالرغم من التحذيرات المختلفة إلا أن الاقتناع الشخصي هو ما يسود في نهاية الأمر. مؤكدًا أن الكريمات التجارية والطبية ليست لها أضرارًا خصوصًا إذا تمت الاستعانة بها بعد مشورة الطبيب، ونجاح مفعول الكثير منها يعتمد على ضرورة الاستعانة بواقي الشمس، وهو ما يغفل عنه الكثير من السيدات خصوصًا المرأة العاملة، وعن المخاطر المتوقعة من فرط الاستعمال أضاف بقوله: استخدام التقشير والكورتيزون بصفة متواصلة وبدون استشارة طبية قد يؤدي إلى سرطان الجلد، كما لابد أن تعي السيدات والفتيات مفهوم الاختلاف ما بين أنواع البشرة فهناك البشرة العادية والبشرة الدهنية والبشرة الجافة والبشرة المختلطة.. مشيرا إلى أن البشرة الدهنية قد تكون أكثر الأنواع التي تحتاج إلى تقشير أو مستحضرات خاصة كالغسولات والمقشرات لإذابة الدهون، وذلك لكونها تحوي طبقة دهنية مفرزة باستمرار للدهون. علمًا بأن استخدام مستحضر خاص بها على طبقة جافة قد يؤدي إلى تدمير البشرة وتآكلها وشعور المستخدمة بحساسية البشرة لذلك يحتاج الموضوع إلى توعية وثقافة مستمرة. فكلما كان سن الفتاة اصغر كلما كان الضرر أكبر لبشرتها، وذلك لاستخدامها كريمات التفتيح، في حين أن السيدات اللاتي فوق سن الثلاثين يستخدمن نوعيات مختلفة من الكريمات، التي قد لاتستخدمها الفتيات لأن بعضها تكون مضادة لعلامات تقدم السن، مشددًا على ضرورة استخدام وصفة طبية للاستخدام، وذلك بقوله: للأسف لايقف الأمر على أدوية البشرة فقط فقد وصل الاستهتار بهذا الأمر بطلب دواء لطفل عمره ثلاثة أعوام، بينما الدواء يتناسب مع الأطفال ذوي السنة الواحدة، وإذا حاولت النصح والإرشاد يبلغونك بعدم الخوف من النتيجة لاستخدام الدواء مسبقًا. وتشير الدكتورة إيمان كركشان اختصاصية الأمراض الجلدية والتناسلية في مستشفى الملك فهد العام – جدة إلى عدم وعي بعض الفتيات لمفهوم الجمال، وهو ينحصر لدى الكثير منهن في البياض خصوصًا بعد أن أصبح شرطا للكثير من الشباب عند رغبتهم في الزواج، وهذا ما ضاعف الاهتمام والتعلق به، بالإضافة إلى ما يشاهدنه في الإنترنت والفضائيات لمجموعة من الفنانات والممثلات كذلك وتضيف: أصبح اهتمام الفتيات أكثر بتبييض البشرة أو توحيد اللون لكن بذات الوقت هناك بعض الفتيات يملن إلى التأنق وأكثر ما نعاني منه هو استعانة الفتيات بوصفات النت وشراء الخلطات المنوعة غير معروفة المصدر خصوصا إذا كانت تحوي الدرموفيت، الذي يستخدم من سيدات البيوت وطالبات الجامعة بشكل كبير وذلك لكونه يعد أخطر الأنواع لكونه يحمل كمية كبيرة من الكورتيزون، وهو خطر جدا تحديدا إذا تم استخدامه أكثر من الأسبوعين على الجسد وللأسف هناك من تستخدمه بالشهور على وجهها، وبالرغم ما يقوم به من تبييض وصفاء للبشرة إلا أنه يخلف حبوبًا عميقة قد تكون صعبة العلاج في المستقبل، بالإضافة إلى ما يؤدي إليه من ضمور في الجلد وشعيرات دموية وهذه صعبة العلاج علما بأن ما يساعد الكثير من السيدات على اقتناء مثل هذه الكريمات هو رخص أسعارها، ولكن يغيب عن أذهانهن مدى الخطر الذي قد يصيبهن نتيجة الاستخدام الخاطئ. وتنصح د. إيمان السيدات والفتيات بضرورة الذهاب لطبيبة جلدية مختصة ومتمكنة في الجلدية وأن تكون حريصة على اختيار العيادة الجيدة والمناسبة، وذلك لوجود عيادات تجارية تستنزف مال المريضة على أشياء لا فائدة من استخدامها. وفي الجانب القانوني أوضح المحامي محمد الجهيمي أن أي خطأ طبي يقوم به الطبيب يستدعي ذلك أن يقوم المتضرر أو المتضررة بالتوجه لوزارة الصحة بالشكوى ليحال الأمر للجنة الشرعية في الشؤون الصحية، حيث يتولى النظر في الأمر لجنة مكونة من عدد من الأشخاص من مختلف الجهات ويترأسهم القاضي الذي يصدر الحكم فيما بعد، أما بخصوص من تلجأ من تلقاء نفسها للاستعانة بالخلطات مجهولة المصدر أو الأدوية والكريمات بدون استشارة الطبيب المختص فهي بكل تأكيد تتحمل ناتج الضرر عليها ولذا يستوجب على السيدات والفتيات أن يكن أكثر حرصًا فيما يستخدمن من مواد تجميلية والاستعانة بالطبيب المختص أفضل الحلول المطروحة للسلامة. كما أشارت طبيبة النساء والولادة الدكتورة فايزة أنديجاني إلى أن الكريمات التي تحوي (فتامين a) في العادة لاينصح بها لأي امرأة حامل، وذلك لأن الكريمات التي تحوي الفيتامين a مرتبطة ببعض التشوهات التي قد تلحق بالجنين كتشوه أذنه أو فكه أو قلبه ولكنها لا تؤثر ولا تغير في لونه.. لذا ننصح ونحذير الحوامل بضرورة التوقف عن مختلف الأدوية والكريمات، وذلك لضمان سلامة الجنين، بينما ننصح بالمغذيات والمرطبات المختلفة لشدة الحمل لما لها من فائدة في تجنب تشققات الحمل، خصوصا أن الدراسات متجددة ونخشى من ظهور دراسات متقدمة في المستقبل توضح وجود أضرار جسيمة على من تستخدم مثل هذه الكريمات أثناء فترة الحمل، لتؤكد في حديثها على أن لون البشرة تمثل الجينات التي اكتسبها الجنين كصفة من والديه أو عائلته المتواترة ولابد أن نشير إلى أن الصفة السمراء والسوداء صفة سائدة بينما الصفة البيضاء والصفراء متنحية. وذكر اختصاصي الطب البديل الدكتور أكرم مختار أن أبرز كريمات البشرة الممنوعة في الوقت الحالي في السوق هي الدريموفيت وروز وديانا، ومع ذلك توجد في ظل ضعف الرقابة مؤكدا في حديثه على أن ضررها أكبر من نفعها، وذلك لما تسببه من التهابات في النسيج الخلوي للبشرة إلى جانب إنتاج التشوهات والتشققات والاسوداد الذي تتركه وذلك لكونها تحتوي على مواد مضرة قد تؤثر على البشرة من ثاني استعمال.. وبسؤاله عن أخطر وسائل التبييض على الفتيات ذكر أن استخدام الإبر، وذلك لكونها تحتاج إلى تقنيات حديثة وعالمية قد لا تكون متوفرة لدينا في العالم العربي.
المشكلة :
تعج الأسواق بمستحضرات تجميل ممنوعة وخلطات وكريمات مجهولة المصدر وتنطوي على مخاطرجسيمة لمستخدماتها من الفتيات
التوصيات: 
• تكثيف الرقابة على الأسواق للحد من ترويج هذه السموم الجلدية
• السمار وجه آخر للجمال وعلى السمراوات عدم تغيير لون بشرتهن
• إجراء فحوصات مخبرية دقيقة للحد من تسرب هذه عبر المنافذ


أخبار مرتبطة