تاريخ النشر 9 فبراير 2015     بواسطة البروفيسور محمد عابد باخطمة     المشاهدات 201

الأوامر الملكية (2) : الملك يريد كرامة الأفراد

(2) الملك... يريد.... كرامة.... الأفراد الكتابة الموضوعية في قضية أهمية الفرد معقدة لأنه لا يمكننا موضوعيا أن نفترض ان أفراد المملكة منفصلين عن أفراد العالم و المنطقة و أن لهم خصوصيات....الخ و لأنه علينا أن نعترف أن معظم مواطني المملكة شباب و أطفال و أن شباب و أطفال العالم اليوم متواصلين كما ك
ان جيران الحارة و القرية الواحدة متواصلين في جيل أجدادهم و أنه كما كان جيل مجتمع الحواري يتفاخر باشياء و يستعيب من أشياء في محيط الحارة و البلدة فإن شباب العصر يتفاخرون بأشياء منها الحرية و المشاركة و تكافؤ الفرص و يستعيبون من الظهور بمظهر المغلوب على أمره و من ليس له من الأمر شيء و لكن على مستوى العالم و ليس على مستوى الحارة. جيل المملكة اليوم من الشباب المنفتح المتفاعل يستعيب أن يكون بلا قيمة جوهرية في وطنه أمام اقرانه من شباب العالم و المنطقة وهم كل القيمة في أوطانهم، ولا يمكننا أن نكون موضوعيين إن لم نستوعب قيمة الواحد بالنسبة للمجموعة منهم ،هؤلاء الشباب (من الجنسين) يعيشون في جيل يتعامل على اساس الكل للواحد و الواحد للكل و غير ذالك عيب وغير لائق لن نكون موضوعيين إن نحن سهلنا للشباب نصف الحياة الحضارية المعاصرة المتعلقة بالجسم و منعناهم من النصف المتعلق بالعقل مجرد هذا التعامل يجعلهم يسمعوننا نصيح في و جوههم يامجانين يا مغفلين و إن كنا نقول لهم أنتم المستقبل و الأمل و ....الخ وهو ما يغيظهم جدا جدا جدا ولو حاولنا أن نقنعهم أن هذا هو الدين الإسلامي فإننا نزيد غيظهم لأننا نعتبرهم أطفال مصابون بتخلف ذهني و لن يستمعوا بعد ذالك لمن إستغباهم ولو كان محقا خصوصا وهم يرون بأم أعينهم أن آباءهم و جدودهم ممن تعدى الستين بلا مميزات كما في كل الدول المتحضرة يعني هم و من وجهة نظرهم يرون إستغباؤهم أطفالا و تهميشهم شبابا و نسيانهم كهولا كما آباءهم ونكران معروفهم كما أجدادهم وهذا و نحن لم نتطرق للأمومة بعد.لايمكننا أن ندعي الموضوعية و نحن نكتب عن الفرد في المملكة العربية السعودية و نكون كمن لهم أعين لا يبصرون بها و آذان لا يسمعون بها و عقول لا يفكرون بها أو قلوب لا يفقهون بها و نتغافل عن الواقع اليومي الذي نلقاه في طرق مليئة بمطبات بسبب حفريات شركة الكهرباء و الإدارة العامة للمياة حتى بعد تغيير إسمها للشركة الوطنية للمياه ،والقائمة طويلة ولا يمكننا أن نلغي كل هذا ثم ندعي أننا موضوعيين و نبدأ في المديح المكرور من أشخاص لو سكتوا لما لامهم أحد و هو مديح في نفس الوقت لا يزيد من قدر الممدوح ولا بنانومتر واحد. و لكننا لن نكون موضوعيين أيضا إن إفترضنا أن الواقع قدر مقدور كتركيب الماء من اكسجين و هيدروجين. و سنكون موضوعيين عندما نقرر اننا لو قارنا بين مميزات الفرد السعودي في وطنة و مميزات الفرد الخليجي في الكويت و قطر والإمارات في أوطانهم لرجحت كفتهم علينا و الكل يعلم أن إتساع الرقعة الجغرافية ميزة و ليست عيب و كثرة عدد السكان حافز و ليس عائق. ولو قارنا بين ما يمكن للفرد السعودي أن يفعله إنطلاقا من دستوره وعلى المستوى العالمي و بين إسهامه الحالي لأحتجنا أن نوجد سبب يفسر عدم إستخراج أطنان الذهب من مناجم قدرات شبابنا. معدننا الأصيل تبين جليا في أربع مواطن مفصلية في تاريخنا المعاصر هي أولا موقفنا الرافض للغلو الديني و الإنغلاق الفكري في حادثة الحرم المكي, وثانيا تأقلمنا مع الأزمات الإقتصادية و الإجتماعية الناتجة من تمويل حرب الخليج بسبب غزو الكويت، و ثالثا تجاوبنا الحضاري مع الإنتخابات البلدية، و رابعا وقوفنا منتظرين في طابور أخذ مميزات الفائض المالي الذي نعيشه اليوم بعد تجاوز عنق الزجاجة. اصالة شعب المملكة العربية السعودية هي نعمة عليه من الله ببركة دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لبقعة فيه ونحن كمسلمين أمرنا أن نتحدث بنعمة الله فقد كنا شعب جائع نأكل من التكايا فأطعمنا الله و سقانا حتى جعلنا سبب لإطعام غيرنا ممن كانو يطعموننا،كنا فريسة للأمراض و الأوبئة فتيتمت أسر ثم آوانا سبحانه و رأينا تطاول البنيان و تشييد المشاريع الضخمة، كنا ضلالا نسكب السمن على الصخر و نطوف حول القبور فهدانا للتوحيد ولسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وكنا عالة على شعوب الارض نهرب من الجوع و المرض و الخوف فأغنانا و صرنا نغدق على شعوب الدنيا و يلوذ بنا خائفها فالحمد لله أولا و آخرا و له الفضل و الثناء الحسن ومن تذكير الله لنا بالنعمة أن حالنا تحول ليس بجهود بشر كصناعة منتجات و إختراع آلات أو إكتشاف مكنونات علوم الكون أو عبقريات إداره موارد محدودة و ما شابه بل فقط بما يخرج من الأرض و العجيب أن من عرف و يعرف كيف يكون لما في أرضنا قيمة ليس نحن فوجب علينا أن نشكر كما يجب الشكر أن يكون..
يعرف هذه النعم من عاش مراحل الوطن كلها ويعرف اصالة شعب هذا الوطن من مر بسنين المراحل كلها حلوها و مرها ولهذا و صف جلالة الملك حفظه الله و رعاه شعب المملكه بالشعب الكريم في كلمته فقد قال جلالته ما نصه((أيها الشعب الكريم يعلم الله أنكم في قلبي، أحملكم دائما و أستمد العون و العزم و القوة من الله ثم منكم))و ليس لأحد بعد ثلاث مواد في نظام الحكم الأساسي و أمر ملكي أن يصف الشعب بالجاهل أو الجبان أو ما شابه ومن فعل ذالك وهو من أبناء الوطن فهو مخالف لأمر الملك و للدستور ويجب أن ينظر كل أحد لنفسه على أنه فرد من شعب كريم و يتصرف بمسؤولية على هذا الأساس سواء في أداء واجبه أو المطالبة بحقوقه، و إذا أشهد جلالة الملك الله سبحانه و تعالى على مافي قلبه" يعلم الله أنكم في قلبي" فعلى كل من هو دون الملك في الهرم التنظيمي (سواء كان صاحب لقب سين أوفاء او ميم)في المملكة أن يعي و يحترم و يقدر هكذا إشهاد لله تعالى في أمر ملكي صدر في يوم جمعة من لسان الملك شخصيا ولأذن شعبه مباشرة. وإن كان الملك يستمد العون و العزم و القوة بعد الله من شعب كريم فعلى كل من بيده سلطة تنفيذية أن يعي القضية ولا يستمد قوته من هواة و رغباته و أطماعة و مراوغاته و مداهناته لأن إستمداد الملك نفسه العون والقوة و العزم من الشعب بعد الله مباشرة هي قيمة كل فرد فيه و من لا يعي قوة مثل هذه القيمة كمن لا يعي أنه يستطيع أن يتنفس. ولقد ترجم جلالة الملك نظرته التي أشهد الله عليها عمليا بما يلي:-
(1) الحرص على المواطنين و تقدير دورهم في بناء الوطن و إسهامهم في قيام مؤسساته
(2) دعم الباحثين عن العمل ووضع حد أدنى للأجور
(3) توفير اسباب الحياة الكريمة للمواطنين
أما الصرف المالى المصاحب للأوامر فهي في نظري احد الوسائل لتفعيل ترجمته حفظه الله لنظرته التي اشهد الله عليها و ليست حصرية لأن جلالته لو أراد مجرد صرف أموال لما برر أسباب هذا الصرف و لكان الأمر يقول نحن ملك المملكة العربية السعودية أمرنا بصرف....الخ و سيكون الأمر نافذا بلا شك أما إعطاء مسوغات قبل الصرف فهو دليل على ترسيخ ثقافة ثم إتباعها بتفعيل جدي سريع و الصرف المالي هو أسرع و سيلة وليست حصرية ولا هي الوحيدة التي يمكن بها تفعيل نظرة الملك لشعبة بإشهاد الله على ذالك.و لذالك على كل فرد من الشعب الكريم ان يهتم بمسوغ الصرف أكثر من المبالغ المصروفة نفسها وفي كل خير.و على الفرد السعودي أن ينظر لقيمة حرص الملك عليه و تقديره له كدليل على هذا الحرص و هنا ياتي دور الإبداع في تفعيل هذا الحرص و التقدير من الأفراد في المملكة و خصوصا الشباب لأنهم المستقبل و المستقبل لهم، ونفس الأمر ينطبق على دعم الباحثين عن العمل و تحديد حد أدنى للأجور. أما توفير أسباب الحياة الكريمة للمواطنين فهو قيمة كبيرة جاءت بامر ملكي تأكيدا لتفعيلها كمطلب دستوري وعلى كل سعودي أن يعض على هذا الأمر تحديدا بالنواجذ لأن الملك أمر بتوفير حياة كريمة لشعب كريم و كل احد له علاقة بحياة المواطن بمشورة أو تخطيط او تنفيذ أو تنظيم أو مراقبة أو تعليم أو قضاء أو حماية أو غير ذالك يجب عليه وجوبا لا تفضلا و بموجب الأمر الملكي المفعل للدستور أن يلتزم بلأمر ويعمل بموجبه و مضمونه و يستشعر أن الملك إعتبر هذه القضية تحديدا أمانة في عنقه و أي شيء أقل من هذا بمقدار حبة من خردل هو عصيان صريح لله و الرسول و لولي الأمر جلالة الملك، هذا ما اعتقد أنه يجب أن يستقر في نفس الفرد السعودي.
منذ عبر الملك حفظه الله عن إرادته في صورة أوامر أصبح واجبا وجوبا حتميا على المستشاريين و الخبراء في جميع القطاعات أن يستنفذوا كل الوسائل العلمية للتعاطي مع الحقاءق كما هي و أن يشيروا على جلالته بما يحفظ الحياة الكريمة لأفراد الشعب السعودي و يترجم حرص الملك عليهم و يعكس تقديره و إعتزازه بهم. و المستشاريين نوعين الأول هم المعينون كمستشاريين و الثاني هو كل حامل لرقم هوية وطنية و كل فرد عليه أن يعي أن الملك لن يستنكف أن يستمع لأي مشورة موضوعية صيغت بصورة مؤدبة من شخص معلوم بإسمه الصريح من شعب كريم يفتخر به و يعتز به و يقدر دوره في بناء المؤسسات.
كيف لو إجتمعت مجموعة من شباب(فتيان و فتيات) الوطن المهندسين و المصممين و المعماريين و الإداريين و الإعلاميين و ذوي العزم وفي و قتهم الخاص ولو بعد دوامهم في أعمالهم أو دراستهم في كلياتهم وفي العطل الأسبوعية و بإعتبارهم مواطنين و ليسوا موظفين أو طلاب و صنعو ماهم قادرين عليه من إبداع كمشروع إسكانات على مستوى المملكة بميزانية تقل عن 250 مليار و بعدد مساكن أكثر من نصف مليون وحدة مسكن توفر ما يعتبرونه مسكن يليق بحياة كريمة و قدموا المشروع للملك، و المطلوب هو قبوله منهم و إعطاؤهم الفرصة لتنفيذة وهم سيأخذون مرتباتهم و يوظفون من يرونه كفء من ميزانية المشروع و بمراقبة جودة عالمية محايدة و بمراجعة محاسبين قانونيين. هذا الإقتراح هو تفسير لما قصدته بأن ننظر للأوامر الملكية على خلفية أنها نظرة ملك أشهد الله عليها و ليست أوامر صرف فقط، بهكذا تحرك كمثال نكون مساهمين في صنع حياة كريمة تليق بنا كشعب كريم نواته الأسرة و تربى أفراده على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. أقف هنا بعد أن أوضحت وجهة نظر في منهجية التلقي و اسلوب التفاعل مع أعلى اداة تنظيمية في المملكة العربية السعودية و هي طريقة تتعدى حصر قوة الطاقة الكامنة في هذه الأداة في أحد وسائل تنفيذها أعز الله وطننا و حفظ لنا ملكنا ، و الله أعلم وهو من و راء المقصد.
إختصار لما سبق:-
1. الأوامر الملكية اقوى أداة تنظيمية في المملكة
2. قيمة حروف هجاء الأومر (كلماتها) اكبر و أهم من الأعداد الحسابيه فيها (الأرقام)
الكتابة الموضوعية في قضية أهمية الفرد معقدة لأنه لا يمكننا موضوعيا أن نفترض ان أفراد المملكة منفصلين عن أفراد العالم و المنطقة و أن لهم خصوصيات....الخ
و لأنه علينا أن نعترف أن معظم مواطني المملكة شباب و أطفال و
أن شباب و أطفال العالم اليوم متواصلين كما كان جيران الحارة و القرية الواحدة متواصلين في جيل أجدادهم و أنه كما كان جيل مجتمع الحواري يتفاخر باشياء و يستعيب من أشياء في محيط الحارة و البلدة فإن شباب العصر يتفاخرون بأشياء منها الحرية و المشاركة و تكافؤ الفرص و يستعيبون من الظهور بمظهر المغلوب على أمره و من ليس له من الأمر شيء و لكن على مستوى العالم و ليس على مستوى الحارة.
جيل المملكة اليوم من الشباب المنفتح المتفاعل يستعيب أن يكون بلا قيمة جوهرية في وطنه أمام اقرانه من شباب العالم و المنطقة وهم كل القيمة في أوطانهم، ولا يمكننا أن نكون موضوعيين إن لم نستوعب قيمة الواحد بالنسبة للمجموعة منهم ،هؤلاء الشباب (من الجنسين) يعيشون في جيل يتعامل على اساس الكل للواحد و الواحد للكل و غير ذلك عيب وغير لائق لن نكون موضوعيين إن نحن سهلنا للشباب نصف الحياة الحضارية المعاصرة المتعلقة بالجسم و منعناهم من النصف المتعلق بالعقل مجرد هذا التعامل يجعلهم يسمعوننا نصيح في و جوههم يامجانين يا مغفلين و إن كنا نقول لهم أنتم المستقبل و الأمل و ....الخ
وهو ما يغيظهم جدا جدا جدا ولو حاولنا أن نقنعهم أن هذا هو الدين الإسلامي فإننا نزيد غيظهم لأننا نعتبرهم أطفال مصابون بتخلف ذهني و لن يستمعوا بعد ذالك لمن إستغباهم ولو كان محقا خصوصا وهم يرون بأم أعينهم أن آباءهم و جدودهم ممن تعدى الستين بلا مميزات كما في كل الدول المتحضرة يعني هم و من وجهة نظرهم يرون إستغباؤهم أطفالا و تهميشهم شبابا و نسيانهم كهولا كما آباءهم ونكران معروفهم كما أجدادهم وهذا و نحن لم نتطرق للأمومة بعد.لايمكننا أن ندعي الموضوعية و نحن نكتب عن الفرد في المملكة العربية السعودية و نكون كمن لهم أعين لا يبصرون بها و آذان لا يسمعون بها و عقول لا يفكرون بها أو قلوب لا يفقهون بها و نتغافل عن الواقع اليومي الذي نلقاه في طرق مليئة بمطبات بسبب حفريات شركة الكهرباء و الإدارة العامة للمياة حتى بعد تغيير إسمها للشركة الوطنية للمياه ،والقائمة طويلة ولا يمكننا أن نلغي كل هذا ثم ندعي أننا موضوعيين و نبدأ في المديح المكرور من أشخاص لو سكتوا لما لامهم أحد و هو مديح في نفس الوقت لا يزيد من قدر الممدوح ولا بنانومتر واحد.
و لكننا لن نكون موضوعيين أيضا إن إفترضنا أن الواقع قدر مقدور كتركيب الماء من اكسجين و هيدروجين. و سنكون موضوعيين عندما نقرر اننا لو قارنا بين مميزات الفرد السعودي في وطنه و مميزات الفرد الخليجي في الكويت و قطر والإمارات في أوطانهم لرجحت كفتهم علينا و الكل يعلم أن إتساع الرقعة الجغرافية ميزة و ليست عيب و كثرة عدد السكان حافز و ليس عائق.
ولو قارنا بين ما يمكن للفرد السعودي أن يفعله إنطلاقا من دستوره وعلى المستوى العالمي و بين إسهامه الحالي لأحتجنا أن نوجد سبب يفسر عدم إستخراج أطنان الذهب من مناجم قدرات شبابنا.
معدننا الأصيل تبين جليا في أربع مواطن مفصلية في تاريخنا المعاصر هي أولا موقفنا الرافض للغلو الديني و الإنغلاق الفكري في حادثة الحرم المكي, وثانيا تأقلمنا مع الأزمات الإقتصادية و الإجتماعية الناتجة من تمويل حرب الخليج بسبب غزو الكويت، و ثالثا تجاوبنا الحضاري مع الإنتخابات البلدية، و رابعا وقوفنا منتظرين في طابور أخذ مميزات الفائض المالي الذي نعيشه اليوم بعد تجاوز عنق الزجاجة.
اصالة شعب المملكة العربية السعودية هي نعمة عليه من الله ببركة دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لبقعة فيه ونحن كمسلمين أمرنا أن نتحدث بنعمة الله فقد كنا شعب جائع نأكل من التكايا فأطعمنا الله و سقانا حتى جعلنا سبب لإطعام غيرنا ممن كانو يطعموننا،كنا فريسة للأمراض و الأوبئة فتيتمت أسر ثم آوانا سبحانه و رأينا تطاول البنيان و تشييد المشاريع الضخمة، كنا ضلالا نسكب السمن على الصخر و نطوف حول القبور فهدانا للتوحيد ولسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وكنا عالة على شعوب الارض نهرب من الجوع و المرض و الخوف فأغنانا و صرنا نغدق على شعوب الدنيا و يلوذ بنا خائفها فالحمد لله أولا و آخرا و له الفضل و الثناء الحسن ومن تذكير الله لنا بالنعمة أن حالنا تحول ليس بجهود بشر كصناعة منتجات و إختراع آلات أو إكتشاف مكنونات علوم الكون أو عبقريات إداره موارد محدودة و ما شابه بل فقط بما يخرج من الأرض و العجيب أن من عرف و يعرف كيف يكون لما في أرضنا قيمة ليس نحن فوجب علينا أن نشكر كما يجب الشكر أن يكون.
يعرف هذه النعم من عاش مراحل الوطن كلها ويعرف اصالة شعب هذا الوطن من مر بسنين المراحل كلها حلوها و مرها ولهذا و صف جلالة الملك حفظه الله و رعاه شعب المملكه بالشعب الكريم في كلمته فقد قال جلالته ما نصه((أيها الشعب الكريم يعلم الله أنكم في قلبي، احملكم دائما و استمد العون و العزم و القوة من الله ثم منكم)) و ليس لأحد بعد ثلاث مواد في نظام الحكم الأساسي و أمر ملكي أن يصف الشعب بالجاهل أو الجبان أو ما شابه ومن فعل ذالك وهو من أبناء الوطن فهو مخالف لأمر الملك و للدستور ويجب أن ينظر كل أحد لنفسه على أنه فرد من شعب كريم و يتصرف بمسؤولية على هذا الأساس سواء في أداء واجبه أو المطالبة بحقوقه،
و إذا أشهد جلالة الملك الله سبحانه و تعالى على مافي قلبه" يعلم الله أنكم في قلبي" فعلى كل من هو دون الملك في الهرم التنظيمي (سواء كان صاحب لقب سين أو فاء او ميم) في المملكة أن يعي و يحترم و يقدر هكذا إشهاد لله تعالى في أمر ملكي صدر في يوم جمعة من لسان الملك شخصيا ولأذن شعبه مباشرة. وإن كان الملك يستمد العون و العزم و القوة بعد الله من شعب كريم فعلى كل من بيده سلطة تنفيذية أن يعي القضية ولا يستمد قوته من هواة و رغباته و أطماعة و مراوغاته و مداهناته لأن إستمداد الملك نفسه العون والقوة و العزم من الشعب بعد الله مباشرة هي قيمة كل فرد فيه و من لا يعي قوة مثل هذه القيمة كمن لا يعي أنه يستطيع أن يتنفس.
ولقد ترجم جلالة الملك نظرته التي أشهد الله عليها عمليا بما يلي:-
(1) الحرص على المواطنين و تقدير دورهم في بناء الوطن و إسهامهم في قيام مؤسساته
(2) دعم الباحثين عن العمل ووضع حد أدنى للأجور
(3) توفير اسباب الحياة الكريمة للمواطنين
أما الصرف المالى المصاحب للأوامر فهي في نظري احد الوسائل لتفعيل ترجمته حفظه الله لنظرته التي اشهد الله عليها و ليست حصرية لأن جلالته لو أراد مجرد صرف أموال لما برر أسباب هذا الصرف و لكان الأمر يقول نحن ملك المملكة العربية السعودية أمرنا بصرف....الخ و سيكون الأمر نافذا بلا شك أما إعطاء مسوغات قبل الصرف فهو دليل على ترسيخ ثقافة ثم إتباعها بتفعيل جدي سريع.
و الصرف المالي هو أسرع و سيلة وليست حصرية ولا هي الوحيدة التي يمكن بها تفعيل نظرة الملك لشعبة بإشهاد الله على ذالك.و لذالك على كل فرد من الشعب الكريم ان يهتم بمسوغ الصرف أكثر من المبالغ المصروفة نفسها وفي كل خير.
و على الفرد السعودي أن ينظر لقيمة حرص الملك عليه و تقديره له كدليل على هذا الحرص و هنا ياتي دور الإبداع في تفعيل هذا الحرص و التقدير من الأفراد في المملكة و خصوصا الشباب لأنهم المستقبل و المستقبل لهم، ونفس الأمر ينطبق على دعم الباحثين عن العمل و تحديد حد أدنى للأجور.
أما توفير أسباب الحياة الكريمة للمواطنين فهو قيمة كبيرة جاءت بامر ملكي تأكيدا لتفعيلها كمطلب دستوري وعلى كل سعودي أن يعض على هذا الأمر تحديدا بالنواجذ لأن الملك أمر بتوفير حياة كريمة لشعب كريم و كل احد له علاقة بحياة المواطن بمشورة أو تخطيط او تنفيذ أو تنظيم أو مراقبة أو تعليم أو قضاء أو حماية أو غير ذالك يجب عليه وجوبا لا تفضلا و بموجب الأمر الملكي المفعل للدستور أن يلتزم بلأمر ويعمل بموجبه و مضمونه و يستشعر أن الملك إعتبر هذه القضية تحديدا أمانة في عنقه و أي شيء أقل من هذا بمقدار حبة من خردل هو عصيان صريح لله و الرسول و لولي الأمر جلالة الملك، هذا ما اعتقد أنه يجب أن يستقر في نفس الفرد السعودي.منذ عبر الملك حفظه الله عن إرادته في صورة أوامر أصبح واجبا وجوبا حتميا على المستشاريين و الخبراء في جميع القطاعات أن يستنفذوا كل الوسائل العلمية للتعاطي مع الحقاءق كما هي و أن يشيروا على جلالته بما يحفظ الحياة الكريمة لأفراد الشعب السعودي و يترجم حرص الملك عليهم و يعكس تقديره و إعتزازه بهم.
و المستشاريين نوعين الأول هم المعينون كمستشاريين و الثاني هو كل حامل لرقم هوية وطنية و كل فرد عليه أن يعي أن الملك لن يستنكف أن يستمع لأي مشورة موضوعية صيغت بصورة مؤدبة من شخص معلوم بإسمه الصريح من شعب كريم يفتخر به و يعتز به و يقدر دوره في بناء المؤسسات.
كيف لو إجتمعت مجموعة من شباب(فتيان و فتيات) الوطن المهندسين و المصممين و المعماريين و الإداريين و الإعلاميين و ذوي العزم وفي و قتهم الخاص ولو بعد دوامهم في أعمالهم أو دراستهم في كلياتهم وفي العطل الأسبوعية،
و بإعتبارهم مواطنين و ليسوا موظفين أو طلاب و صنعو ماهم قادرين عليه من إبداع كمشروع إسكانات على مستوى المملكة بميزانية تقل عن 250 مليار و بعدد مساكن أكثر من نصف مليون وحدة مسكن توفر ما يعتبرونه مسكن يليق بحياة كريمة و قدموا المشروع للملك، و المطلوب هو قبوله منهم و إعطاؤهم الفرصة لتنفيذة وهم سيأخذون مرتباتهم و يوظفون من يرونه كفء من ميزانية المشروع و بمراقبة جودة عالمية محايدة و بمراجعة محاسبين قانونيين. هذا الإقتراح هو تفسير لما قصدته بأن ننظر للأوامر الملكية على خلفية أنها نظرة ملك أشهد الله عليها و ليست أوامر صرف فقط، بهكذا تحرك كمثال نكون مساهمين في صنع حياة كريمة تليق بنا كشعب كريم نواته الأسرة و تربى أفراده على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أقف هنا بعد أن أوضحت وجهة نظر في منهجية التلقي و اسلوب التفاعل مع أعلى اداة تنظيمية في المملكة العربية السعودية و هي طريقة تتعدى حصر قوة الطاقة الكامنة في هذه الأداة في أحد وسائل تنفيذها أعز الله وطننا و حفظ لنا ملكنا ، و الله أعلم وهو من و راء المقصد.
إختصار لما سبق:-
1. الأوامر الملكية اقوى أداة تنظيمية في المملكة
2. قيمة حروف هجاء الأوامر (كلماتها) اكبر و أهم من الأعداد الحسابيه فيها (الأرقام)
أ.د محمد بن عابد باخطمة
عضو المجلس الإستشاري بصحيفة عناية الصحية
استاذ واستشاري جراحة الكبد والمرارة بكلية طب جامعة الملك عبدالعزيز والمستشفى الجامعي


أخبار مرتبطة