ان صيام مرضى العمليات يتوقف على قرار الطبيب. ويضيف : يجب ان يعرف جميع المرضى ان هناك ضوابط طبية لاجراء العمليات الجراحية, وقد يختلف الحال قليلاً في شهر رمضان, وبشكل عام فإن العمليات الجراحية تنقسم بصورة عامة الى ثلاثة انواع هي:
النوع الاول: عمليات طارئة وهي العمليات التي تعالج امراضاً طارئة علاجها الوحيد هو اجراء العملية الجراحية عاجلاً, ويترتب على تأخيرها خطورة كبيرة قد تودي بحياة المريض.
النوع الثاني: عمليات عاجلة وهي العمليات التي تعالج امراضاً ليست طارئة ولكنها عاجلة, بمعنى ان المريض لو انتظر فترة معينة فلا ضرر عليه -غالبا- من هذا التأخير.
النوع الثالث: عمليات اختيارية وهي العمليات التي تعالج امراضا بسيطة لاتضر المريض -غالبا- ان تركت بدون علاج وهي تنقسم الى قسمين عمليات تعالج امراضاً يخشى ان تسبب مضاعفات, وعمليات لا يخشى ان تسبب مضاعفات.ويضيف د.باخطمة: هناك خمس نقاط لابد ان يعرفها المريض جيداً وتتمثل في الاتي:
اولا: الصوم لا يضر بالمريض المحتاج الى عملية جراحية بل ان المريض يصوم عادة 8 ساعات على الاقل قبل اجراء العملية.
ثانيا: المريض الذي ينوم لاجراء العملية يعطى مغذيات وريدية لتحضره لاجراء العملية.
ثالثا: ان العملية تحتاج في غالب الاحيان الى تخدير كامل وهذا يعني دخول هذه الغازات الى الجوف بمعنى ان المريض الذي يدخل المستشفى لاجراء العملية الجراحية المحتاجة لتخدير عام لابد له ان يفطر في رمضان لان المحاليل المغذية تعتبر من المفطرات.
رابعا: ان المريض بعد العملية عادة يحتاج الى عدة ايام للتنويم في المستشفى ويكون جسمه بحاجة للغذاء مما يعني ان المريض الذي يجري عملية قد يحتاج لان يفطر يوماً او اكثر.
خامسا: نوع العملية يحددها الجراح المقيّم فان رأى ان الحالة طارئة فلابد من اجراء العملية فوراً وبدون تأخير ومن امثلة ذلك انفجار الزائدة الدودية الملتهبة وانفجار الحمل الكاذب, ثقب في قرحة الاثنى عشر, اصابات الاسلحة النارية او الحادة, واسباب اخرى يحددها الجراح, فهذه الامراض مثلاً تحتاج الى عمليات فورية وبدون اي تأخير وفي هذه الحالة فان اصرار المريض على الصوم يضر بصحته بل قد يودي بحياته اصلاً.ويكشف د.باخطمة ان النوع الثاني من العمليات وهي العمليات العاجلة التي يمكن تأجيلها فهي تتفاوت, فهناك عمليات يمكن تأجيلها لساعات قليلة او كثيرة وعمليات يمكن تأجيلها حتى ولو لمدة شهر او اكثر, والعمليات التي يمكن تأجيلها لساعات هي مثل عمليات الخراجات في مختلف انحاء الجسم فهذه يمكن تأجيلها حسب رأي الطبيب المعالج مثل عملية ازالة الزائدة الدودية في بداية التهابها, فان الصوم لا يضر, ولذلك فان المريض ينصح ان يسأل الطبيب ان كان من الممكن ان يصوم ولا يعطى مغذيات حتى اذان المغرب.اما العمليات التي يمكن تأخيرها الى حين انقضاء شهر رمضان ولكن لابد من عملها مثل عمليات ازالة المرارة لوجود حصوات بها هذا اذا لم تكن ملتهبة فلابد للمريض من ان يأخذ العلاجات اللازمة لذلك, وفي هذه الحالة ايضا يجب عليه سؤال الطبيب اذا كان الصوم يضره ام لا, ومثل عمليات استئصال الاورام غير المتقدمة او غير المسببة لمضاعفات فان تأخيرها لمدة شهر لا يضر المريض غالباً, وكذلك اجراء المناظير التشخيصية.ويواصل د.باخطمة ان النوع الثالث من العمليات وهي الاختيارية فلا يوجد هناك شك من امكانية تأجيلها الى بعد شهر رمضان مثل عمليات الفتاق الاربي او السري وهذه وان كان يخشى من انها قد تسبب مضاعفات الا انه يمكن تأخيرها والصوم لا يضر المريض.