تاريخ النشر 10 يوليو 2014     بواسطة الدكتور رضا عبد الله جمجوم     المشاهدات 201

دوالي الساقين.. ليست خطيرة ولكن يجب عدم إهمالها

من اكثر امراض الاوعية الدموية الطرفية انتشارا في العالم هي "دوالي الساقين" وهناك مفاهيم خاطئة منتشرة عنها بين الناس وللوعي الصحي دور كبير في الوقاية منها وتخفيف ضررها ومعالجتها في وقت مبكر اذا احتاج المريض... فماهي؟ وماخطورتها؟وما مسبباتها؟ وكيف يمكن تشخيص "دوالي الساقين" ؟ واخيرا كيف يمكن علاج
ها؟
مفاهيم هامة:
الشرايين هي الاوعيه الدموية التي تنقل الدم من القلب الى الاعضاء المختلفة في الجسم وجدرانها سميكة لأنها تحت ضغط عالي للدم.. اما الاوردة فهي اوعية دموية رقيقة الجدار تقوم بنقل الدم بضغط منخفض من مختلف اعضاء الجسم الى الجانب الايمن للقلب استكمالا للدورة الدموية... وقد وهبها الخالق سبحانه صمامات تسمح بمرور الدم في اتجاه واحد فقط وهو طريق الرجوع الى القلب.. والاوردة الدموية مهمة في جميع اعضاء الجسم.. ولكنها أهم عندما يكون نقل الدم ضد الجاذبية الارضية من القدمين الى القلب مرورا بالساقين والحوض والبطن... ويقصد بكلمة "دوالي" توسع الاوردة والصمامات الوريدية وعجزها عن اداء وظيفتها في ضخ الدم الى القلب وبالتالي تجمع الدم في الأوردة وانتفاخها وتعرجها سواء كان ذلك سطحيا تحت الجلد أو عميقا بين العضلات وبالتالي ظهور المضاعفات الاخرى التي سنتكلم عنها لاحقا.. ودوالي الاوردة هي مرض مزمن يحدث في جدران الاوردة الدموية.. وقد تحدث في أي مكان في جسم الانسان بدون استثناء لأي عضو من الدماغ الى اخمص القدمين.. ولكن ماسنتحدث عنه في هذا السياق الان هو دوالي الساقين وهي من امراض الاوعية الدموية المنتشرة في العالم وهي ليست مرضا تجميليا كما يعتقد البعض من الممكن اهماله وعدم علاجه ولكنه مرض له اسبابه التي يجب ان يبحث عنها الطبيب ثم يعالجها حسب ماتستدعي الحالة ويقدر انتشارها دوليا بحوالي 25% كثير منه لايدري عنه الاشخاص المصابين به ولكن المراحل المتأخرة من الالم وتورم الساقين تظهر في حوالي 6% ولذلك كانت التوعية الصحية مهمة في الوقاية والاكتشاف المبكر لهذا المرض.
ماهي أسباب الدوالي؟
- هناك اسباب ة تتعلق بضعف جدار الأوردة وتوسع فتحة الصمامات الوريدية وبالتالي فشل الأوردة في دفع الدم الى اعلى ضد الجاذبية والتاريخ العائلي هو اقوى العوامل الاولية التي تزيد من نسبة ظهور دوالي الساقين.. وهناك اسباب ثانوية سببت ذلك الضعف مثل جلطات سابقة في الاوردة او التهابات مزمنة متكرره فيها او اورام في الحوض زادت الضغط الوريدي في الساقين وسببت الدوالي على المدى البعيد او الوقوف الطويل بسبب المهنة مثل خادمي المطاعم ومضيفي الطائرات خصوصا اذا كان مصحوبا بالسمنة...الخ.
- ودوالي الساقين تنتشر في النساء فوق الخمسين سنة والذين يعانون من السمنة وبالذات من لديهم تاريخ عائلي لدوالي الساقين اما ماتحت الخمسين سنة فان الحمل المتكرر يزيد من ضغط الرحم على اوردة القدمين.. او استخدام مزمن لمشد البطن والذي يزيد من ضغط البطن على اوردة الساقين وخصوصا اذا تعرضن للوقوف الطويل مثل المعلمات والطبيبات والممرضات...الخ.
اعراضها:
- تورم القدمين والساقين وبالذات بعد الوقوف الطويل او السفر او بعد التمارين الرياضية وتحديدا في اخر النهار.. ويكون التورم في اخف حالاته عند الاستيقاظ من النوم.. وعادة مايتركز الانتفاخ حول الكعبين وعادة ماتكون احدى الرجاين فقط وان كان قد يكون فيهما معا.. وفي الحالات المزمنة يكون هناك حكة شديدة وجفاف في الجلد المحيط بالاوردة وقد يكون هناك تقرحات وتليفات متفرقة حول الكعبين... وكذلك يكثر فيهم الشكوى من الالم خصوصا عند الوقوف طويلا ويكثر في هؤلاء المرضى انقباض العضلات الشديد سواء اثناء اليقظة وبالذات عند الوقوف فجأة او اثناء النوم... ومن الاعراض التي يشتكي منها هؤلاء المرضى كثيرا هو بطء التئام جراحهم.
تشخيص الدوالي
- تشخص الدوالي سريريا بفحص معين للاوردة اثناء الوقوف وتحديد الصمام المتوسع اذا كان حول الركبة او في اعلى الفخذ ولكن حديثا بالاشعة الصوتية يمكن تحديد ذلك بسهولة ومعرفة حتى الدرجات البسيطة من تهريب صمامات الاوردة وتفادي حدوث الدوالي بمضاعفاتها المزمنة.
علاجها
- 90% من الدم يرجع الى القلب عن طريق الاوردة العميقة و10% فقط عن طريق الاوردة السطحية.. فاذا كانت المشكلة في الاوردة السطحية وكانت بسيطة او متوسطة يمكن علاجها بالجوارب الضاغطة والرياضة لتقويات عضلات الساق التي تساعد في ضخ الدم الى اعلى وكذلك رفع الرجل الى اعلى كلما سنحت الفرصة للمساعدة في تحرك الدم في التجاه القلب وعدم تجمعه اما في الحالات الشديدة فيمكن ازالة الاوردة بالجراحة او اغلاق تلك الصمامات بالليزر، او حقنة تسبب تليف الاوردة او جهاز مسبار النيتروجين السائل لتلييف الاوردة على المدى البعيد.. ولكل من هذه الطرق عيوب ومزايا وشروط يختار منها الافضل لحالة المريض حسب معطيات حالته.
- والخلاصة ان "دوالي الساقين" مرض يسهل اكتشافه وعلاجه بدرجاته المختلفة ولثقافة الفرد الصحية دور كبير في تفادي المضاعفات المتأخرة لذلك المرض.


أخبار مرتبطة