عرض منطقة في رأسه داخل أوسع منطقة في الحوض. ثم ينزلق خلف رأسه تحت عظمة العانة، وفي لحظة الولادة يمسح وجهه بالعجان، وهي الأنسجة التي تفصل بين فتحتي المهبل والشرج.
- قد تصف ممرضة التوليد الطفل الذي تكون مؤخرة رأسه صوب بطن أمه، بأنه في الوضعية "الأمامية". وعادة ما تكون الولادة أقصر وأكثر سهولة إذا كان الطفل في هذه الوضعية.
ما هي الوضعية المقلوبة (الوضعية "الخلفية")؟
- ينزل بعض المواليد داخل الرحم وتكون مؤخرة الرأس باتجاه العمود الفقري للأم. يطلق على هذه الوضعية تعبير "الوضعية المقلوبة" أو "الوضعية الخلفية"، والتي قد تؤدي إلى حدوث التالي:
. انفجار كيس الماء في بداية المخاض على الأرجح.
. المعاناة من ألم كبير في الظهر أثناء الانقباضات وما بينها.
. يكون المخاض أكثر بطئاً.
. قد تكونين بحاجة إلى ملقط الجراح أو الجفت (أداة شفط) لمساعدتك على ولادة طفلك.
- ربما ينتابك شعور غير مريح نتيجة التقارب بين عظام رأس طفلك وعمودك الفقري، كما يجعل أفضل وضعية للمخاض هو أن تكوني أطرافك الأربع. في هذه الحالة، يبتعد طفلك عن عمودك الفقري مما يساعد على التخفيف من ألم الظهر.
- عندما يصل طفلك إلى أسفل الحوض، سيحتاج إلى الاستدارة 180 درجة حتى يكون في أفضل وضعية للولادة. قد يستغرق هذا بعض الوقت، أو قد يقرر طفلك أنه لن يستدير على الإطلاق! في هذه الحالة، سيولد بوجهه مطلاً عليك عندما يبدأ في الظهور. وربما يحتاج إلى ملقط الجراحة أو الجفت لمساعدته على أن يبصر النور.
لماذا يتخذ بعض المواليد الوضعية المقلوبة (الوضعية الخلفية)؟
- يبدو أن النساء اللاتي لا يعملن بالطرق التقليدية في الحقول أو ينحنين فوق قدور الطهي، هن أكثر عرضة للوضعية المقلوبة (الوضعية الخلفية) في مواليدهن. لذلك، يمكن اعتبار أسلوب العيش أحد أسباب الوضعية المقلوبة (الوضعية الخلفية) للمواليد. ليس من الصعب فهم السبب. عندما تجلسين في سيارتك أو تتكورين على كرسيك المريح أثناء مشاهدة التلفزيون، أو تعملين على الكمبيوتر لساعات طويلة، فإن الحوض يكون بذلك مائلاً إلى الخلف. يحدث هذا عادة إذا كنت دائماً تتخذين وضعية تكون فيها ركبتاك مرتفعتين عن مستوى حوضك.
- عندما يكون الحوض مائلاً إلى الخلف، يجنح أثقل جزء في طفلك، وهو مؤخرة رأسه وعموده الفقري، بدوره إلى الخلف أيضاً. فينتهي به الأمر في وضعية خلفية مستقلياً على عمودك الفقري. أما إذا تضمن أسلوب حياتك القليل من الجلوس والكثير من الأنشطة التي تقومين بها أثناء الوقوف، فعلى الأغلب أن طفلك سينزل داخل حوضك في وضعية أمامية لأن حوضك دائماً يميل إلى الأمام.
كيف تساعدين طفلك على اتخاذ الوضعية الأمامية؟
- يكثر الكلام هذه الأيام على كيفية جعل طفلك يدخل الحوض في وضعية أمامية بدلاً من الوضعية الخلفية. ويطلق على هذه الحال "أفضل وضعية ممكنة للجنين". يمكنك تشجيع مولودك على اتخاذ الوضعية الأمامية من خلال التأكد دائماً من جعل ركبتيك في مستوى منخفض عن فخذيك:
. اجلسي فوق وسادة على كرسي السيارة لرفع مؤخرتك إلى أعلى.
. تأكدي من أن كرسيك المفضل لا يجعل مؤخرتك تنخفض بينما يجعل ركبتيك ترتفعان.
. احرصي على أخذ استراحات منتظمة وقومي بالتمشية في المكان إذا كان يتطلب عملك الجلوس لساعات طويلة.
. شاهدي التلفزيون على أطرافك الأربعة لمدة عشر دقائق يومياً.
- قومي بفرك أرضيات منزلك وجميع الأسطح - كانت تقول جداتنا أن مسح أرضية المطبخ هي أفضل طريقة للاستعداد للولادة. وبالفعل، كنّ على حق! عندما تكونين على أطرافك الأربعة، تتأرجح مؤخرة رأس طفلك إلى مقدمة بطنك.
- بالمناسبة، لا يجب أن تقلقي بشأن اتخاذ طفلك الوضعية الصحيحة عندما تنامين في الفراش. عند استلقائك أفقياً، لا يتم دفع طفلك إلى أسفل الحوض. ولكن عندما تكونين في وضع رأسي، فإن طفلك يدخل الحوض إما في وضعية أمامية أو خلفية.
- أثبتت إحدى الدراسات أن النساء اللاتي اتخذن الوضعية على الأيدي والركبتين مع أداء تمرين تحريك الحوض ببطء إلى الأمام والخلف منذ الأسبوع السابع والثلاثين وحتى بداية الولادة، لم يكن لديهن عدد أقل من المواليد ذوي الوضعية الخلفية. إلا أن النساء في هذه الدراسة قد جربن تلك الأوضاع التي تساعد الجنين على الاستدارة لمدة عشر دقائق مرتين يومياً فقط، كما سجل الباحثون وضعية المولود وقت الولادة فقط أو قبيل المخاض مباشرة، وما إذا كانوا بحاجة إلى تعديل الوضعية بطريقة يدوية أو باستعمال الأدوات الخاصة بذلك، ولكنهم لم يسجلوا وضعية الجنين عند بدء المخاض.
- في الماضي، استنتج أحد أبحاث كوشرين (وهي أبحاث وآراء طبية معروفة في المجال الطبي) بالنسبة لوضعية اليدين والركبتين، أن اتخاذ هذه الوضعية لمدة عشر دقائق عندما يكون الجنين في وضعية معكوسة أو خلفية يكون لها تأثير قصير المدى على وضعية الجنين. ومن الواضح أننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا المجال، بالرغم من اقتناع ممرضات التوليد الخبيرات من خلال سنوات خبرتهن الطويلة، أن وضعية جسد الأم أثناء الفترة الأخيرة من الحمل لها تأثير على وضعية الجنين.
الاستعداد للمخاض
- إذا كنت بانتظار مولودك الأول، يمكنك تبني أسلوب الحياة الموضح في الفقرة السابقة بدءاً من حوالي الأسبوع الخامس والثلاثين من الحمل. فهذا هو الوقت الذي يبدأ فيه طفلك في الغوص أسفل الحوض ويجب أن يتخذ وضعية سليمة خلاله. أما إذا كنت تتوقعين مولودك الثاني، فبالرغم من أن طفلك لن ينحشر داخل الرحم إلا في مرحلة لاحقة، غير أنه من الأفضل محاولة إبقاء ظهره مواجهاً لمقدمة بطنك منذ حوالي الأسبوع الخامس والثلاثين.
- في بعض الأحيان، تشعر بعض السيدات بالكثير من الآلام المزعجة لعدة أيام قبل البدء فعلياً في المخاض. مما قد يكون مرهقاً للغاية. ولكن يحتمل أن يكون السبب وراء هذه الآلام محاولة الجنين الاستدارة من الوضعية الخلفية إلى الأمامية. وأفضل طريقة للتأقلم مع ذلك، هي الحصول على أكبر قدر ممكن من الراحة أثناء الليل، والبقاء في وضع رأسي مفعم بالنشاط خلال النهار، مع الميل للأمام أثناء الشعور بالألم. تناولي الطعام والشراب بانتظام للحفاظ على القوة اللازمة. ولا تيأسي، فإن الطبيعة تقوم بدورها في جعل طفلك يتخذ أفضل وضعية للولادة.
كيف يمكنني تحسين وضعية طفلي أثناء المخاض؟
- تعلم النساء بطريقة غريزية كيف تلدن لو اعتمدن على الفطرة. إلا أن الولادة في المستشفى قد تعني في بعض الأحيان، صعوبة تنفيذ ما يمليه عليك جسدك بسبب ضيق المساحة داخل غرفة الولادة، أو لأنه يجب عليك الاستلقاء للقيام ببعض الإجراءات. حاولي عمل الآتي:
. البقاء في وضع مستقيم لأطول فترة ممكنة.
. تجنب الاستلقاء على السرير لفترات زمنية طويلة.
. الانحناء للأمام أثناء الشعور بألم الانقباضات.
. اطلبي ممن يرافقك أثناء الولادة تدليك ظهرك.
. حركي الحوض أثناء الانقباضات لمساعدة طفلك على الاستدراة وهو يمرّ من خلال الحوض.
. تجنبي الجلوس على كرسي أو على سرير في وضعية الاستلقاء إلى الخلف.
. إذا شعرت بتعب شديد أثناء المخاض، تمددي على جانبك لأن هذه الوضعية أيضاً تتيح للحوض الاتساع قليلاً حتى يجد طفلك مساحة أكبر، في حين تحصلين على بعض الراحة.