ي نتيجة للاصابة بسرطان الثدي. لكن بشرط الا يكون هذا الورم قد اخترق حدود الانسجة، لان هذا الشرط هو ما يضمن استئصال الورم بشكل كامل، دون استئصال الثدي.
- تعتبر عمليات استئصال الاورام من الثدي نوعا حديثا نسبيا من العمليات الجراحية، وهي تاتي بالاضافة لعمليات الاستئصال الجزئي للثدي (Partial mastectomy). في الماضي، كان يتم استئصال الثدي باكمله في كل الحالات التي يتم فيها تشخيص ورم في الثدي، وهو ما كان يترك على السيدة المريضة الكثير من التداعيات الطبية والنفسية الصعبة.
وجدت الابحاث التي اجريت على مدار السنوات الاخيرة، ان النتائج البعيدة المدى لجراحة الثدي المحافظة التي تتضمن علاجا مكملا بالاشعة (في حالة وجود سرطان)، تطابق الى حد بعيد نتائج استئصال الثدي بالكامل. لذلك، فان الاطباء حول العالم، يفضـلون اليوم عدم استئصال الثدي باكمله، الا في الحالات التي لا تكون فيها اي بدائل اخرى.
- خلال عملية استئصال الورم من الثدي، يتم اخذ عينة من العقدة الحارسة (Sentinel node) - وهي العقدة الليمفاوية المسؤولة عن نزح الثدي عن طريق الابط - من اجل التاكد من عدم وجود خلايا سرطانية مخفية في المسالك الليمفاوية.
الاستعداد للعملية:
- قبل القيام باجراء عملية استئصال ورم من الثدي، يقوم الطبيب بتوجيه المريضة لاجراء فحوص وفق الحاجة – اختبارات دم: تعداد خلايا الدم الشامل، كيمياء الدم، واختبارات التخثر. كما يتم فحص مستوى واصمات الورم في الدم.
- يجب توجيه النساء الاكبر سنا لاجراء فحص تصوير الصدر بالاشعة، وكذلك تخطيط للقلب. يتم اخذ عينة من الثدي (لتشخيص نوعية الورم وما اذا كان ورما خبيثا) من كل النساء قبل اجراء العملية الجراحية، واذا لزم الامر يتم اجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) او التصوير المقطعي بالاصدار البوزيتروني (PET-CT) – بالعادة، يكون فحص الثدي بالاشعة السينية (Mammography) او صورة الامواج فوق الصوتية (الاولتراساوند –Aultra Sound) كافيا.
تخضع المريضة للعملية الجراحية تحت تاثير التخدير الكلي. لكن يجب استشارة الطبيب بكل ما يتعلق بالتوقف عن تناول ادوية معينة قبل اجراء العملية الجراحية. يجب الامتناع عن شرب الكحول لمدة 48 ساعة والصوم لمدة 8 ساعات قبل العملية الجراحية.
سير العملية:
- يقوم جراح مختص بالثدي بعملية استئصال الورم من الثدي. يجري تعقيم منطقة الصدر بشكل كامل، ثم يقوم الجراح باحداث شق في منطقة الحد السفلي للورم، وفق مكانه المتوقع اعتمادا على الصور التي تم اجراؤها سابقا. عند تحديد موقع الورم، يتم استئصاله بالكامل من بين انسجة الثدي السليمة، كما يتم استئصال بعض اطراف انسجة الثدي السليمة المحيطة بالورم، والتي قد تبدو خالية من الورم بالعين المجردة. يتم ارسال هذه الانسجة "السليمة" للفحص المخبري (تحت المجهر)، خلال وقت العملية، من اجل التاكيد على خلوها من الخلايا السرطانية.
- خلال عملية استئصال ورم الثدي، يتم صبغ العقدة الحارسة -وهي عقدة ليمفاوية مسؤولة عن نزح منطقة الثدي- بواسطة حقنها باللون الازرق الذي تقوم هي بامتصاصه، مما يسهل عملية تحديد موقعها. يتم ارسال العقدة الليمفاوية بشكل فوري للفحص المخبري ايضا. بعد ان يؤكد الفحص المخبري خلو المنطقة المحيطة بالورم وخلو العقدة الليمفاوية من الخلايا السرطانية الميكروسكوبية، يستطيع الجراح انهاء العملية الجراحية وخياطة انسجة الثدي السليمة من جديد.
- اذا اتضح وجود خلايا سرطانية ميكروسكوبية في الانسجة المحيطة بالورم، يقوم الجراح بتوسيع الشق الجراحي وكمية الانسجة التي يستاصلها، ويتم ارسالها مجددا الى الفحص المخبري.
تستغرق عملية استئصال الورم من الثدي مدة ساعة الى ساعتين. يترك الجراح منزحا او عددا من المنازح عبر الشق الجراحي من اجل تصريف ما تبقى من الاوساخ والسوائل في الانسجة.
مخاطر العملية الجراحية:
مخاطر العمليات الجراحية بشكل عام:
- تلوث الشق الجراحي - غالبا ما يكون سطحيا وتتم معالجته بشكل موضعي. لكن في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي لحدوث تلوث اشد خطورة في المكان. واحيانا قد يضطر الطبيب لفتح الشق مرة اخرى من اجل التخلص من مخلفات البكتيريا.
- النزيف - بالغالب يحدث النزيف في منطقة العملية الجراحية نتيجة لحصول ضرر موضعي يصيب الانسجة. في بعض الاحيان النادرة، قد تسبب العملية الجراحية حدوث نزيف عام يتطلب ايقافه اعطاء المريض وجبات من الدم.
من الممكن ان يحدث النزيف بعد العملية مباشرة، وخلال الـ 24 ساعة التي تليها. وفي بعض الحالات النادرة يحدث النزيف بعد عدة اسابيع او اشهر من العملية الجراحية. في الحالات التي يكون النزيف فيها كبيرا، ينبغي تفريغ الدم. تتم هذه العملية تحت التخدير الكلي او الموضعي (يستحسن اجراؤها تحت التخدير الكلي).
- ندب – يتعلق تماثل الندبة الناتجة عن الشق الجراحي للشفاء بنوعية الـقطـب (الغـرز) وبالجينات. ليست هنالك طريقة للتنبؤ بكيفية وسرعة شفاء الندب بعد العملية.
- مخاطر التخدير -غالبا ما تكون مثل هذه الظواهر ناجمة عن الحساسية لادوية التخدير. في حالات نادرة جدا، من الممكن ان يحصل رد فعل خطير يؤدي الى هبوط في ضغط الدم (صدمة تاقية –Anaphylactic shock).
المخاطر العينية المتعلقة بعملية استئصال ورم من الثدي:
- تورم مصلي – يحدث بسبب تراكم السوائل والاوساخ تحت الجلد نتيجة لعدم كفاية عملية التصريف للانسجة بعد العملية. غالبا ما يتم التغلب على التورم المصلي بواسطة ادخال نازح.
- نخر الجلد في منطقة الثدي (Necrosis)– بسبب خلل بتزويد المنطقة بالدم - نادر الحدوث.
وذمة في الذراع – تحدث عادة في الحالات التي يتم فيها استئصال عقد ليمفاوية من منطقة تحت الابط، والتسبب بضرر للنزح الليمفاوي في نفس الجهة.
العلاج بعد العملية:
- يجب على المريضة ان تمكث في المستشفى تحت المراقبة لمدة 24 ساعة بعد عملية استئصال الورم من الثدي.
قد تشعر المريضة خلال الايام الاولى بعد العملية، بالالم وتورم منطقة الصدر. وقد تظهر بعض الكدمات على الصدر. اذا تم استئصال عقد ليمفاوية من تحت الابط خلال العملية، فانها قد تشعر بالالم عند محاولة تحريك الكتف والذراع. غالبا ما يترك الجراح نازحا او عددا من النوازح في الشقوق الجراحية، وذلك من اجل تصريف كامل للسوائل والدم الذي بقي في الانسجة. يتم اخراج النوازح بعد بضعة ايام، عندما يلاحظ انخفاض في كمية الافرازات.
بالامكان تناول مسكنات الالم عند الحاجة.
- تحتاج السيدة المريضة لفترة قد تصل الى اسبوع من اجل التعافي من عملية استئصال ورم الثدي. يستحسن خلالها الامتناع عن النشاط البدني والخلود الى الراحة.
- في الحالات التالية، على المريضة التوجه للطبيب مباشرة: الام متواصلة رغم استخدام المسكنات، ارتفاع درجة الحرارة، ضيق التنفس، افرازات قيحية، او نزيف حاد من النازح.