خلايا حينما تنشط (Activated T-Cell) تنتج وسائط التهابية تسمى بالسيتوكينات (Cytokines) والتي تؤدي بدورها إلى تغيرات في الطبقة العليا من الجلد (Epidermis) وهو ما نراه على شكل بثور محمرة مغطاة بقشور بيضاء (فضية اللون)، ومن الأهمية بمكان ملاحظة أن أغلب الأدوية الناجعة في علاج الصدفية موضعية كانت أو جهازية (عن طريق الفم أو الحقن) تستهدف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في أغلب الأحيان الخلايا التائية أو السيتوكينات (Cytokines). يعتبر داء الصدفية من الأمراض الجلدية الشائعة على مستوى العالم وتقدر نسبة الإصابة به بين 0.6% و 4.8%، يصيب داء الصدفية الرجال والنساء على حد سواء، وغالباً ما تظهر الإصابة به بين سن 20-35 عام بمتوسط عمري 22.5 عاماً، أما عندما يصيب الأطفال فمتوسط عمر الإصابة هو 8 سنوات، وفي ما نسبته 75% من المرضى تكون الإصابة بداء الصدفية قبل سن 40 عاماً.
تعد الصدفية مرض غير معد، ويُعتقد أنه عبارة عن تفاعل ثلاثة عوامل أساسية مع بعضها البعض، وهي:
1- عامل وراثي (Genetic) عبارة عن جينات متعددة (Polygenic trait) بمعنى أنه لا يتبع قانون مندل تحديداً لكن إذا كان أحد الأبوين مصابين فاحتمال الإصابة يكون 8% فقط بالنسبة للأبناء، أما إذا كان كلا الوالدين مصابين فترتفع نسبة الإصابة إلى 41% بالنسبة للأبناء. 2- عوامل بيئية (Environmental) مثل الإصابة أو الحكة الشديدة التي تؤدي إلى خاصية يتمتع بها داء الصدفية تسمى خاصية كوبنر (Kobner''''s)؛ حيث يظهر داء الصدفية في أماكن الإصابة، أو مثل الخمج البكتيري للمجاري التنفسية العلوية خصوصاً للاستربتوكوكس (B-heamolytic Streptococcus) أو السمنة وزيادة الوزن، أو أثناء فترة الحمل، أو عوامل خارجية (Exogeneous) مثل أدوية «Lithium» عن طريق الفم، ومضادات الملاريا وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم (b-Adrenergic blockers, ACEI) وبعض مهبطات الجهاز المناعي كالكورتزون عن طريق الفم والالفا انتيرفيرون «Interferon-a» وبعض المضادات الحيوية مثل «Tetracyclines»، والمواد الكحولية والتدخين.
3- عوامل مناعية خاصة بالمرض (Immunological).
صفيحة الصدفية تكون غالباً حمراء قانية مائلة إلى اللون البنفسجي ذات قشور بيضاء أو فضية اللون، تأخذ الصفيحة أشكال مختلفة، غالباً بيضاوية أو على شكل خرطي (geographic)، أو على شكل منتظم، أو على مناطق الإصابة (kobner''''s)، أو على شكل حلقي (Annular)، أو على شكل نقاط الماء (Guttate) وفي هذه الحالة تكون منتشرة على مساحات واسعة من الجسم، أو قد يظهر داء الصدفية على شكل بثور محددة في مناطق معينة من الجسم (Localized) وكاملة على مساحات واسعة من الجسم (Generalized)، وفي الغالب يصيب داء الصدفية جانبي الجسم بشكل منتظم (Symetrical) كما يمكن أن يصيب منطقة باطن القدمين والكفين (Palmoplantar psoriasis) أو قد يصيب كامل الجسم ويكون على شكل احمرار (Erythrodrma)، والصدفية قد تصيب مناطق معينة من الجسم مثل الرأس والأذن.. أو حتى الأعضاء التناسلية.
كما يمكن أن يصيب الأظافر، وقد يشعر المريض بحكة خفيفة أو عدم ارتياح في مناطق الإصابة، وقد يشتكي من قشرة الرأس وقد تزيد هذه الشكوى من الضغوط النفسية، كما أن كثير من مرضى الصدفية قد يأتون بتاريخ مرضي عائلي للصدفية أو أمراض مناعية أخرى مثل الروماتزم (Rheumatoid diseases) أو التهابات الامعاء المناعية (Inflammatory bowel disease) مثل (مرض كرون) (Crohn''''s) disease) أو Ulcerative colitis) أو أمراض السكر أو أمراض الغدة الدرقية.
يتم تشخيص داء الصدفية وعلاجه من قبل طبيب مختص في الأمراض الجلدية، وذلك عن طريق الكشف السريري، وأخذ التاريخ المرضي للعائلة وللمريض وفي بعض الأحيان قد يضطر الطبيب لأخذ خزعة من الجلد لمعاينتها تحت المجهر الضوئي (الميكروسكوب) أو إجراء فحوصات مخبرية مختلفة أو أخذ أشعة معينة خصوصاً إذا كان داء الصدفية مصاحب لداء المفاصل أو ما يعرف بداء صدفية التهاب المفاصل (Psoriatic arthritis).
- طرق علاج داء الصدفية: وهي طرق كثيرة ومتعددة، فمنها ما هو موضعي مثل:
1- الكورتزون الموضعي أو الكورتزون مع الدثرينول أو مع نظائر فيتامين د (Vitamin D analogues) والتي يمكن أن تستخدم بدورها دون الكورتزون.
2- كما يمكن استخدام القطران (Tar) الذي يمكن أن يستخدم وحيداً أو مع أدوية موضعية أخرى مثل الكورتزون أو حمض الساليسلك (Salicylic acid) أو الانثرالين، أو مع العلاج الضوئي فيما يعرف بطريقة جوكرمان (Goeckerman).
3- أما فيما يخص العلاج الضوئي فيمكن استخدام الأشعة فوق البنفسجية من النوع (أ) مع السورالين المأخوذ عن طريق الفم (PUVA) أو الأشعة فوق البنفسجية من النوع (ب) الواسعة (Broad band UVB)، وحديثاً أثبتت الدراسات أن استخدام الأشعة الضيقة من النوع (ب) (Narrow band UVB TLO) تعطي نتائج أكثر فعالية. كما أن الأعراض الجانبية أقل من الأنواع الأخرى وهي الخيار الأفضل في وقتنا الحاضر، ومن خيارات العلاج الضوئي الأخرى التي يمكن استخدامها استخدام الليزر أو ما يعرف بـ (Excimer laser)، والعلاج الضوئي عموماً يمكن أن يستخدم مع أحد أنواع العلاجات الموضعية الأخرى.
4- أما فيما يخص العلاج الجهازي المأخوذ عن طريق الفم فيمكن استخدام الريتينويدات المأخوذة عن طريق الفم مع العلاج الضوئي، أو يمكن أخذ العلاجات المهبطة للجهاز المناعي مثل الميثوتركسيت أو السيكلوسبورين، أو بعض العلاجات الجهازية الأخرى.
5- وأما الحالات الشديدة التي لم تستجب للعلاجات التقليدية فقد استخدم حديثاً العلاج البيولوجي (Biologic therapy).
الدكتور عمر بن عبدالعزيز آل الشيخ
استشاري أمراض وحساسية الجلد