تاريخ النشر 14 مارس 2024     بواسطة البروفيسور عمر بن عبد العزيز آل الشيخ     المشاهدات 6

الصدفية مرض شائع على مستوى العالم

‏- تصيب كامل الجسم، وقد تصيب الرأس والأذن والأعضاء التناسلية. ‏‏- تتراوح نسبة الإصابة به من 0.6% إلى 4.8%. ‏‏- الكورتيزون علاج موضعي لهذا المرض. ‏‏- القطران قد يستخدم وحيداً أو مع أدوية موضعية أخرى. ‏داء الصدفية (‏Psoriasis‏) هو التهاب جلدي مزمن وسببه نشاط في الخلايا التائية (‏T-cell‏) ‏وهذه ال
خلايا حينما تنشط (‏Activated T-Cell‏) تنتج وسائط التهابية تسمى بالسيتوكينات ‏‏(‏Cytokines‏) والتي تؤدي بدورها إلى تغيرات في الطبقة العليا من الجلد (‏Epidermis‏) ‏وهو ما نراه على شكل بثور محمرة مغطاة بقشور بيضاء (فضية اللون)، ومن الأهمية بمكان ‏ملاحظة أن أغلب الأدوية الناجعة في علاج الصدفية موضعية كانت أو جهازية (عن طريق ‏الفم أو الحقن) تستهدف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في أغلب الأحيان الخلايا التائية أو ‏السيتوكينات (‏Cytokines‏). ‏‏ ‏‏ ‏يعتبر داء الصدفية من الأمراض الجلدية الشائعة على مستوى العالم وتقدر نسبة الإصابة به ‏بين 0.6%  و 4.8%، يصيب داء الصدفية الرجال والنساء على حد سواء، وغالباً ما تظهر ‏الإصابة به بين سن 20-35 عام بمتوسط عمري 22.5 عاماً، أما عندما يصيب الأطفال ‏فمتوسط عمر الإصابة هو 8 سنوات، وفي ما نسبته 75% من المرضى تكون الإصابة بداء ‏الصدفية قبل سن 40 عاماً.‏
تعد الصدفية مرض غير معد، ويُعتقد أنه عبارة عن تفاعل ثلاثة عوامل أساسية مع بعضها ‏البعض، وهي: ‏
‏1- عامل وراثي (‏Genetic‏) عبارة عن جينات متعددة (‏Polygenic trait‏) بمعنى أنه لا ‏يتبع قانون مندل تحديداً لكن إذا كان أحد الأبوين مصابين فاحتمال الإصابة يكون 8% ‏فقط بالنسبة للأبناء، أما إذا كان كلا الوالدين مصابين فترتفع نسبة الإصابة إلى 41% بالنسبة ‏للأبناء.  ‏‏2- عوامل بيئية (‏Environmental‏) مثل الإصابة أو الحكة الشديدة التي تؤدي إلى ‏خاصية يتمتع بها داء الصدفية تسمى خاصية كوبنر (‏Kobner''''s‏)؛ حيث يظهر داء الصدفية ‏في أماكن الإصابة، أو مثل الخمج البكتيري للمجاري التنفسية العلوية خصوصاً ‏للاستربتوكوكس (‏B-heamolytic Streptococcus‏) أو السمنة وزيادة الوزن، أو أثناء فترة ‏الحمل، أو عوامل خارجية (‏Exogeneous‏) مثل أدوية «‏Lithium‏» عن طريق الفم، ‏ومضادات الملاريا وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم (‏b-Adrenergic blockers, ACEI‏) ‏وبعض مهبطات الجهاز المناعي كالكورتزون عن طريق الفم والالفا انتيرفيرون «‏Interferon-‎a‏» وبعض المضادات الحيوية مثل «‏Tetracyclines‏»، والمواد الكحولية والتدخين.‏
‏  3- عوامل مناعية خاصة بالمرض (‏Immunological‏).‏
صفيحة الصدفية تكون غالباً حمراء قانية مائلة إلى اللون البنفسجي ذات قشور بيضاء أو ‏فضية اللون، تأخذ الصفيحة أشكال مختلفة، غالباً بيضاوية أو على شكل خرطي ‏‏(‏geographic‏)، أو على شكل منتظم، أو على مناطق الإصابة (‏kobner''''s‏)، أو على ‏شكل حلقي (‏Annular‏)، أو على شكل نقاط الماء (‏Guttate‏) وفي هذه الحالة تكون ‏منتشرة على مساحات واسعة من الجسم، أو قد يظهر داء الصدفية على شكل بثور محددة ‏في مناطق معينة من الجسم (‏Localized‏) وكاملة على مساحات واسعة من الجسم ‏‏(‏Generalized‏)، وفي الغالب يصيب داء الصدفية جانبي الجسم بشكل منتظم ‏‏(‏Symetrical‏) كما يمكن أن يصيب منطقة باطن القدمين والكفين (‏Palmoplantar ‎psoriasis‏) أو قد يصيب كامل الجسم ويكون على شكل احمرار (‏Erythrodrma‏)، ‏والصدفية قد تصيب مناطق معينة من الجسم مثل الرأس والأذن.. أو حتى الأعضاء التناسلية.‏
‏ ‏كما يمكن أن يصيب الأظافر، وقد يشعر المريض بحكة خفيفة أو عدم ارتياح في مناطق ‏الإصابة، وقد يشتكي من قشرة الرأس وقد تزيد هذه الشكوى من الضغوط النفسية، كما أن ‏كثير من مرضى الصدفية قد يأتون بتاريخ مرضي عائلي للصدفية أو أمراض مناعية أخرى ‏مثل الروماتزم (‏Rheumatoid diseases‏) أو التهابات الامعاء المناعية (‏Inflammatory ‎bowel disease‏) مثل (مرض كرون) (‏Crohn''''s‏)‏‎ disease) ‎‏ أو ‏Ulcerative colitis‏) ‏أو أمراض السكر أو أمراض الغدة الدرقية.‏
‏ ‏يتم تشخيص داء الصدفية وعلاجه من قبل طبيب مختص في الأمراض الجلدية، وذلك عن ‏طريق الكشف السريري، وأخذ التاريخ المرضي للعائلة وللمريض وفي بعض الأحيان قد يضطر ‏الطبيب لأخذ خزعة من الجلد لمعاينتها تحت المجهر الضوئي (الميكروسكوب) أو إجراء ‏فحوصات مخبرية مختلفة أو أخذ أشعة معينة خصوصاً إذا كان داء الصدفية مصاحب لداء ‏المفاصل أو ما يعرف بداء صدفية التهاب المفاصل (‏Psoriatic arthritis‏). ‏
‏- طرق علاج داء الصدفية: وهي طرق كثيرة ومتعددة، فمنها ما هو موضعي مثل: ‏
‏1-‏	الكورتزون الموضعي أو الكورتزون مع الدثرينول أو مع نظائر فيتامين د (‏Vitamin D ‎analogues‏) والتي يمكن أن تستخدم بدورها دون الكورتزون.‏

‏2- كما يمكن استخدام القطران (‏Tar‏) الذي يمكن أن يستخدم وحيداً أو مع أدوية ‏موضعية أخرى مثل الكورتزون أو حمض الساليسلك (‏Salicylic acid‏) أو الانثرالين، أو مع ‏العلاج الضوئي فيما يعرف بطريقة جوكرمان (‏Goeckerman‏).‏
‏ ‏‏3- أما فيما يخص العلاج الضوئي فيمكن استخدام الأشعة فوق البنفسجية من النوع (أ) ‏مع السورالين المأخوذ عن طريق الفم (‏PUVA‏) أو الأشعة فوق البنفسجية من النوع (ب) ‏الواسعة (‏Broad band UVB‏)، وحديثاً أثبتت الدراسات أن استخدام الأشعة الضيقة من ‏النوع (ب) (‏Narrow band UVB TLO‏) تعطي نتائج أكثر فعالية. كما أن الأعراض ‏الجانبية أقل من الأنواع الأخرى وهي الخيار الأفضل في وقتنا الحاضر، ومن خيارات العلاج ‏الضوئي الأخرى التي يمكن استخدامها استخدام الليزر أو ما يعرف بـ (‏Excimer laser‏)، ‏والعلاج الضوئي عموماً يمكن أن يستخدم مع أحد أنواع العلاجات الموضعية الأخرى.‏
‏ ‏‏4- أما فيما يخص العلاج الجهازي المأخوذ عن طريق الفم فيمكن استخدام الريتينويدات ‏المأخوذة عن طريق الفم مع العلاج الضوئي، أو يمكن أخذ العلاجات المهبطة للجهاز ‏المناعي مثل الميثوتركسيت أو السيكلوسبورين، أو بعض العلاجات الجهازية الأخرى.‏
‏ ‏‏5- وأما الحالات الشديدة التي لم تستجب للعلاجات التقليدية فقد استخدم حديثاً العلاج ‏البيولوجي (‏Biologic therapy‏).   ‏

                                                                                                الدكتور عمر بن عبدالعزيز آل الشيخ
‏                                                                                                 استشاري أمراض وحساسية الجلد ‏


أخبار مرتبطة