الميكروبات. ونسبة الإصابة بها متساوية في الجنسين. وقد تظهر في جميع الأعمار منذ الأسابيع الأولى بعد الولادة، وهذا يحدث في أغلب الأحيان، وحتى سن متأخرة. الاكزيما قد تكون حادة أو مزمنة، ومن أهم أعراضها ظهور طفح أحمر مع بثور وفقاعات صغيرة مصحوبة بحكة شديدة.
تعتبر الاكزيما من أكثر الأمراض الجلدية انتشاراً - ليس فقط لدينا في المملكة - بل في جميع أنحاء العالم، وتشكل حوالي 20% من الأمراض الجلدية.
وعلى الرغم من أن الشكل الظاهر والطفح لجميع أنواع الاكزيما واحد، إلا أن هناك أسبابا مختلفة لظهور هذه الاكزيما.
ومن أهم أنواع الاكزيما:
أولاً: حساسية الجلد لدى الأطفال (Atopic Eczema) وعادة تبدأ في الشهور الأولى من العمر وقد تظهر في وقت متأخر في السنة الأولى أو الثانية أو حتى بشكل أقل بعد سن البلوغ، وهي عبارة عن إحمرار وبثور تصيب عادة الخدين والرقبة والرأس مصحوبة بحكة شديدة، كما نجد عادة في حوالي 75% من الحالات أن لدى الأطفال أنفسهم أو أحد أفراد العائلة أنواعا أخرى من الحساسية مثل حساسية الصدر أو الأنف (Allergic Rhinitis) (Allergic Asthma).
وقد يلعب العامل الوراثي دوراً في الإصابة بهذا المرض ولكن ليس بالمعنى المعروف وهو أن يرث الطفل أو الطفلة المرض عن أبيه أو أمه، وإنما يكون هناك استعداد عائلي أكثر للإصابة بهذا المرض مثله مثل أمراض أخرى كمرض السكر أو ضغط الدم وأمراض تصلب الشرايين.
العلاجات المختلفة متوفرة ولكننا نعول كثيراً على الناحية التثقيفية للوالدين عن هذا المرض ومسبباته والطرق السليمة التي تساعد على التخلص منه مثل استعمال مرطبات البشرة باستمرار وحتى بعد زوال الاكزيما لكي نضمن عدم عودتها بإذن الله تعالى.
أما بالنسبة لتطور هذا النوع من الاكزيما (Atopic Eczema)، فإن الغالبية العظمى من المرضى (حوالي 85%) يشفون تماماً وتزول جميع الأعراض قبل أو عند سن البلوغ.
ثانياً: وهناك نوع آخر من الاكزيما، وهي حساسية الاكزيما التلامسية (Allergic Contact Dermatitis)، وهي ناتجة عن تلامس الشخص بأي مادة قد تسبب له حساسية مثل بعض المواد الكيميائية والأدوية خصوصاً الموضعية منها، بالإضافة إلى بعض النباتات. أما تشخيص هذا النوع من الاكزيما فهو يتم عن طريق إجراء اختبار خاص للحساسية على الجلد (Patch Test)، وعن طريقه يستطيع الطبيب المعالج معرفة المادة المسببة. وأهم خطوات العلاج تكمن في تجنب هذه المواد قدر الإمكان، إضافة إلى استعمال الأدوية الموضعية أو عن طريق الفم وذلك حسب الحالة.
وحساسية الاكزيما التلامسية من أكثر أنواع الاكزيما انتشاراً، وتصيب شريحة كبيرة من الناس، فعلى سبيل المثال هناك كثير من السيدات يعانين من حساسية النيكيل (Nickel) وهذه المادة تستعمل في صناعة الكثير من المصاغات وخصوصاً الإكسسوارات، ولذلك نجد عادة عند هؤلاء السيدات اللواتي يعانين من حساسية النيكل التهاب وطفح جلدي مع إحمرار وحكة في الأماكن من الجسم التي يحدث بها تلامس مع هذه المصاغات مثل الرقبة، الأذنين، الذراعين.. إلخ.
ثالثاً: إضافة إلى الأنواع التي ذكرناها هناك أيضاً الاكزيما الدهنية (Seborrheic Eczema) وهي عبارة عن إحمرار في الجلد مغطى بقشرة خفيفة، وتظهر عادة في مناطق الجسم الغنية بالغدد الدهنية مثل الوجه والصدر وفروة الرأس. وعادة يعاني المرضى بالاكزيما الدهنية من تزايد ملحوظ في قشرة الرأس. أما بالنسبة للعلاج فهناك أدوية وشامبوهات فعالة للمساعدة على التخلص منها وذلك بعد استشارة طبيب الأمراض الجلدية.
أما بالنسبة لارتفاع درجة الحرارة في الصيف فإن لها أثراً سلبياً على بعض أنواع الاكزيما وخاصة الاكزيما التلامسية الناتجة عن احتكاك بعض أجزاء الجسم ببعضها مثل الابطين، الفخذين، الرقبة، منطقة البطن.
أما علاقة تناول بعض الأطعمة بالاكزيما عموماً، ففي اعتقادي بأن هذا الموضوع مبالغ فيه لدى كثير من الناس. فالواقع أن هناك تأثيرا سلبيا من تناول بعض الأطعمة وعلى نوع من أنواع الاكزيما وهي اكزيما أو حساسية الجلد لدى الأطفال (Atopic Eczema) وفي نسبة لا تتجاوز 3 إلى 4% من الحالات، بمعنى أن كل مائة حالة قد يظهر في 3 إلى 4 حالات منها ازدياد الاكزيما بعد تناول أطعمة معينة. ونحن دائماً نشعر والدي الطفل في حالة الشك في أي نوع من الطعام أن يتجنبوه لمدة أسبوع أو أسبوعين، فإن لم تتحسن حالة الجلد فهو أكبر دليل على أنه لا علاقة للطعام بتدهور الحالة المرضية.
أما الحقيقة العلمية فهي أن أغلب الطفح الناتج عن حساسية الطعام يختلف عن الاكزيما، وهو غالباً ما يكون طفحا شبيها بما يسمى شائعاً بالارتكاريا أي شري، وهذا غالباً يحدث لدى الأطفال الرضع في السنة الأولى من العمر.
الدكتور عمر بن عبدالعزيز آل الشيخ
أمين عام رابطة أطباء الجلد العرب