عادة.ولكن، يمكن أن تَتَحمَّل أَعضَاء أخرى القليلَ من الضرر قبل أن تتعطَّلَ وَظيفتُها وتحدث الأَعرَاض؛فمَثلاً، إذا تعرَّضَ شِريانٌ في الدماغ للانسداد أو التمزُّق (السكتة الدماغية)، وحتَّى عندما يَجرِي تخريبُ كمِّية صغيرة من النسيج في جزءٍ حيوي من الدماغ، قد يصبح الشخصُ غيرَ قادرٍ على الكلام أو تحريك أحد الأطراف أو الحِفاظ على التوازن.وعندما تؤدِّي نوبةٌ قلبية إلى تخريب كميةٍ صغيرة من النسج في الجزء من القلب الذي يُوَلِّد أو يحمل الإشارات الخاصَّة بالنبضان، قد يصبح معدَّلُ ضرباتِ القلب بطيئًا بشكلٍ خطير، وربَّما يموت الشخص.
غالبًا ما يُؤثِّر المرضُ في التَّشريح، كما أنَّ التغيُّراتِ في التشريح يمكن أن تسبِّب المرض.وفي حال إعاقةِ جَرَيان الدَّم إلى أحد النسج أو توقُّفه عنها، يموت هذا النسيج (ويسمَّى ذلك احتشاء infarction)، كما هي الحالُ في النوبة القلبيَّة (احتشاء عضلة القلب) أو السكتة الدماغية (احتشاء الدماغ).ويمكن أن يسبِّب أحدُ صِمامات القلب غير الطبيعيَّة خللاً في عمل القلب.وقد يضرُّ رضُّ الجلد بقدرته على العمل كحاجز، ممَّا قد يؤدِّي إلى العدوى.ويمكن لأشكال النموِّ غير الطبيعيَّة (الأورام)، مثل السرطان، أن تخرِّب النسج الطبيعية بشكلٍ مباشر، أو تسبِّب ضغطًا يخرِّبها في نهاية المطاف.
وبسبب العَلاقة بين المرض والتشريح، أصبحت طرائقُ رؤية ما في داخل الجسم الدعامةَ الأساسية في تشخيص الأمراض وعِلاجها.وجاءت الانطلاقةُ الأولى مع الأشعة السينية، ممَّا مكَّن الأطباء من رؤية ما في داخل الجسم وفحص البنى الداخلية من دون جراحة.ويعدُّ التصوير المقطعي المحوسَب من أشكال التقدُّم الكبير الأخرى، وهو يجمع بين الأشعَّة السينية وأَجهزة الكمبيوتر.يُنتِج التصويرُ المقطعي المقطعي صورًا تفصيليَّة مقطعية (ثنائيَّة الأبعاد) لما في داخل الجسم.
وتشتمل الطرائقُ الأخرى لإنتاج صور للبنى الدَّاخلية على التصوير ب الموجات فوق الصوتية؛ و التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يستخدم حركة الذرَّات في مجال مغناطيسي؛ و التصوير بالنوكليدات المشعَّة، والذي يستخدم موادَّ كيميائية مشعَّة تُحقَن في الجسم.وهذه الطرائقُ غير باضعة لرؤية ما في داخل الجسم، على النقيض من الجراحة التي تعدُّ إجراءً باضعًا.