اباً بالسكري.
الأقدام الصحية
تكون الأقدام الصحية قوية ومرنة. وهي تسمح لنا بالمشي والركض وتتحمل وزن الجسم بأكمله. تساعد عظام ومفاصل القدم على امتصاص الضغط الناتج عن وزن الجسم. يعتبر الجلد والدهن في القدم حاجز الدفاع الأول الذي يمنع دخول العدوى إلى داخل القدم. في الحالات الطبيعية يشعر الأنسان بالألم عند إصابة قدمه بجرح أو بالعدوى. ينبه الألمُ الإنسانَ لوجود حالة قد تكون خطيرة. وحين يشعر الإنسان بالألم فإن عليه أن يقوم بالعناية بمكان الإصابة وحمايتها من أي إصابة جديدة. يبدأ الجسم بمكافحة العدوى بواسطة خلايا خاصة تستطيع قتل الجراثيم المؤذية. تصل الخلايا التي تكافح العدوى والخلايا التي ترمم الأنسجة إلى مكان العدوى عبر مجرى الدم. كما تصل المغذيات والأوكسجين لأنسجة القدم عبر الأوعية الدموية.
كيفية تأثير السكري على القدمين
غالباً ما يؤثر السكري على صحة القدمين من خلال طريقتين: فهو قد يسبب تلفاً في الأعصاب و قد يسبب تضيقاً في الأوعية الدموية. قد تتعرض أعصاب الجسم إلى التلف بسبب زيادة الجلوكوز في الدم. تعرف هذه الحالة بإسم "اعتلال الأعصاب السكري." إن الشعور بالوخز و الخدر في القدم قد يشير إلى وجود تلف الأعصاب. يصيب اعتلال الأعصاب السكري الأعصاب الحسية في القدمين يضعف الشعور بالألم لدى مرضى السكري. لذا قد لا يشعر المصاب بالسكري بالألم عند الإصابة بجرح صغير أو عند إصابته بأذية جلدية صغيرة. قد يؤدي الخدر في القدمين الى تغيُر التوازن الطبيعي للوقوف والمشي. إن عدم تناسق توزيع الوزن قد يؤدي الى كسور غير مؤلمة وإلى تسطح قوس القدم. إن مناطق الضغط الشاذة قد تؤدي الى بثور. كما يمكن أن تؤدي الى إصابات لا تلتئم بشكل جيد. كما يؤثر السكري على صحة الأوعية الدموية في القدم، فيسبب تضيقها، تنقل الأوعية الضيقة كمية اقل من الدم إلى القدمين. ينقل الأكسجين الى خلايا الدم. عندما تتضيق الأوعية تقل كمية الأكسجين والدم الواصلة الى القدمين مما يبطئ التئام الجروح في القدمين. تدل برودة القدم أو ازرقاقها أو شحوبها على ضعف الدورة الدموية فيها. ونتيجة لوصول كمية أقل من الدم إلى القدم، فإن القدم تتلقى كمية أقل من الأوكسجين والمغذيات الضرورية لشفاء الجروح ولمكافحة العدوى. يقلل التدخين من تدفق الدم الى القدم. مما يجعل من الصعب على القدم تلقي المواد المغذية والأكسجين الضروريان للصحة والشفاء. يجب إستشارة مقدم الرعاية الصحية حول دروس لاقلاع التدخين. إن نقص التروية الدموية لجرح أو قطع قد يؤدي الى التهابه او الى الغنغرينة. الغنغرينة هي عدوى خطيرة. قد تتطلب المعالجة البتر. يتم خلال عملية البتر إزالة الجزء المصاب من القدم أو الرجل جراحياً.
وحين تتعرض الأعصاب والشرايين إلى التلف، فإن مريض السكري قد لا يشعر بالجروح البسيطة، التي ما تلبث أن تصاب بعدوى خطيرة تهدد صحة القدم والطرف السفلي بأكمله. قد يمنع التشخيص المبكر والعناية والمعالجة الحاجة الى البتر. إن علامات العدوى هي الاحمرار والتورم وارتفاع حرارة القدم. يجب إستشارة مقدم الرعاية الصحية فوراً عند ملاحظة أي من هذه الأعراض.
الوقاية من مشاكل الأقدام
إن الحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن أو قُرب المعدل الطبيعي عند التحكم بالسكري يساعد على تأخير الإصابة بمشاكل الأقدام المتعلقة بالسكري أو الوقاية منها. تعتبر هذه أفضل وأهم الطرق في تفادي إصابة القدم بالمضاعفات. بالإضافة إلى ضبط مستوى الجلوكوز في الدم، ينبغي على مرضى السكري:
العناية بالقدم. يجب غسل القدم بشكل يومي وتقليم أظافرها بحذروالتدقيق في فحصها كل يوم لكشف أي علامات تدل على الإصابة بجرح أو بعدوى.
لبس الأحذية المناسبة. والتأكد من عدم تجعد الجوارب قبل لبس الأحذية.
تفادي إصابة القدمين بجروح. يجب عدم المشي حافي القدمين.
زيارة مقدم الرعاية الصحية بانتظام.
إن الإقلاع عن التدخين يساعد مرضى السكري على تفادي أو تأخير المضاعفات التي تصيب القدمين.
العناية اليومية بالأقدام
بالنسبة للمصابين بالسكري، سيساعدهم الفحص اليومي للقدمين على ملاحظة المشاكل الصغيرة قبل أن تتفاقم وتصبح مضاعفات خطيرة. للحفاظ على صحة القدم يجب على المصاب بالسكري أن:
يفحص قدميه كل يوم.
يفحص بين أصابع قدميه.
البحث عن أي تشقق أو فقاعة صغيرة أو خدش أو جرح أو احمرار أو تورم.
إذا كان لا يستطيع رؤية باطن القدم فعليه أن يستخدم مرآة صغيرة يحملها بيده.
على المصاب بالسكري أن يغسل قدميه كل يوم بالماء الدافئ والصابون اللطيف. على المصاب بالسكري أن يجفف قدميه بحرص خاصة بين الأصابع. على المصاب بالسكري أن يدهن بعض الكريم المرطب على الجلد المتشقق وباطن القدمين، على أن لا يدهن الكريم بين الأصابع. على المصاب بالسكري أن يتصل بمقدم الرعاية الصحية فوراً إذا لاحظ أي علامة من علامات العدوى كالتورم والاحمرار وسيلان المفرزات والحمى أو الألم.
العناية المنتظمة بالأقدام
على المصاب بالسكري أن يحافظ على أظافر قدميه مقلمة ونظيفة. بعد الاستحمام، عليه أن يقلم أظافره بحيث لا تتجاوز أطراف الأصابع، ويكون لها شكل أطراف الأصابع. وعليه أن يتفادى قص الزوايا وأن يحذر حذراً شديداً من قص الجلد على أطراف الأصابع. إذا كان المصاب بالسكري يعاني من خلل في الرؤية، فينبغي عليه أن يطلب المساعدة من شخص ما عند تقليمه أظافر القدمين. أما إذا كانت الأظافر سميكة فقد يحتاج المصاب بالسكري إلى مساعدة مقدم رعاية صحية مثل الطبيب أو طبيب متخصص بعناية القدمين أو ممرضة متخصصة . يجب تجنب صالونات العناية بالأقدام. على المصاب بالسكري أن يخبر مقدم الرعاية الصحية عند ملاحظة أي علامات لإنغراس الأظافر تحت الجلد كالاحمرار وسيلان المفرزات أو التورم. إن مسمار القدم هو عبارة عن جلد سميك أو قاسٍ على الأصابع .الثفن جلد سميك في باطن القدم. يمكن أن تتشكل بثور أسفل هذا الجلد. على المريض إخبار مقدم الرعاية الصحية إذا كان يشكو من المسامير أو الثفن . وعليه أن لا يحاول أن يزيلها بنفسه.
الأحذية
تحمي الأحذية والجوارب المناسبة القدمين، وتحافظ على صحتهما عبر وقايتهما من المسامير والثفن والجروح. على المصاب بالسكري أن يلبس الأحذية المريحة التي تناسب قدمه (يجب قياس القدم).كما يجب أن يسمح طرف الحذاء بتحريك جميع أصابع القدم. على المصاب بالسكري أن يتجنب الأحذية الضيقة أوالمدببة أو الكعوب العالية. يجب تجنب الأحذية المفتوحة من الأمام أو المفتوحة من الخلف لتجنب أي إصابة ممكنة للقدم. على المصاب بالسكري أن يلبس جوارب نظيفة وأن يبدلها كل يوم، وأن يتجنب لبس الجوارب ذات الملمس الخشن أو ذات المطاط الضيق.
حماية الأقدام من الإصابات
على مرضى السكري اتخاذ احتياطات أكثر من غيرهم كي يتفادوا إصابات الأقدام لأنهم قد لا يشعرون بأي ألم عند الإصابة. ومن النصائح المفيدة في هذا المجال:
على المصاب بالسكري أن لا يمشي حافي القدمين.
على المصاب بالسكري أن يفحص داخل الحذاء قبل لبسه. فالأشياء الصغيرة أو الجوارب المجعدة أو البطانة الممزقة تخلق نقاط ضغط جديدة قد تؤدي إلى تهيج الجلد أو العدوى.
على المصاب بالسكري تجنب ملامسة قدميه للمياه أو الأسطح الساخنة فقد تحرقهما دون أن يشعر بذلك. وعلى المصاب بالسكري أن يفحص درجة حرارة الماء بيده أو بمرفقه (كوعه) قبل غسل القدمين بالماء الدافئ .كما يجب إرتداء أحذية عند المشي على الأسطح الساخنة.
على المصاب بالسكري أن يتجنب التعرض لأشعة الشمس دون دهن كريم واق من الشمس.
إجراء الفحوصات بإنتظام
على المصاب بالسكري أن يفحص قدميه لدى مقدم الرعاية الصحية أو أخصائي الأقدام بانتظام. على المصاب بالسكري أن يطلب من مقدم الرعاية الصحية فحص قدمه. على المصاب بالسكري أن لا يزيل المسامير بنفسه بل ترك العناية بها لمقدم الرعاية الصحية.كما إن عليه ترك إزالة الثفن لمقدم الرعاية الصحية أيضاً. يمكن علاج مشاكل القدم عند إكتشافها مبكراً . كما يمكن لمريض السكري علاج العدوى البسيطة عبر التنظيف المنتظم والمضادات الحيوية. عندما لا تعالج العدوى البسيطة مبكراً قد تتطور وتصبح خطرة. فقد تنتشر العدوى الخطيرة في العظام. وقد يستدعي علاج هذه الإلتهابات إجراء جراحة.
الخلاصة
يتعرض مرضى السكري لمشاكل في أقدامهم أكثر من غيرهم. وقد تؤدي هذه المشاكل إلى حالات عدوى خطرة في القدم. يساعد اكتشاف هذه المشاكل ومعالجتها باكراً في تفادي أي مضاعفات خطرة. قد تتعرض أعصاب الجسم إلى التلف بسبب الزيادة غير الطبيعية للجلوكوز في الدم. تعرف هذه الحالة بإسم "اعتلال الأعصاب السكري." إن الشعور بالوخز و الخدر في القدم قد يشير إلى تلف الأعصاب. كما يؤثر السكري على صحة الأوعية الدموية في القدم، فيسبب تضيقها. تدل برودة القدم أو ازرقاقها أو شحوبها على ضعف الدورة الدموية فيها. ونتيجة لوصول كمية أقل من الدم إلى القدم، فإن القدم تتلقى كمية أقل من الأوكسجين والمغذيات الضرورية لشفاء الجروح ولمكافحة العدوى. إن الحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن أو قُرب المعدل الطبيعي عند التحكم بالسكري سيساعد على تأخير الإصابة بمشاكل الأقدام المتعلقة بالسكري أو الوقاية منها. تعتبر هذه الطريقة أفضل وأهم الطرق في تفادي إصابة القدم بالمضاعفات. يساعد الفحص اليومي للقدمين على ملاحظة المشاكل الصغيرة قبل أن تتفاقم وتصبح مضاعفات خطيرة. تحمي الأحذية والجوارب المناسبة القدمين، وتحافظ على صحتهما عبر وقايتهما من المسامير والثفن والجروح. على مرضى السكري اتخاذ احتياطات أكثر من غيرهم كي يتفادوا إصابات الأقدام لأنهم قد لا يشعرون بأي ألم عند الإصابة. كما يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية أو الطبيب المتخصص بالعناية بالأقدام بشكل منتظم.