ين يُعانون من الشَرايين المَسدودَة. إذا أوصى الطبيبُ بالجراحةِ للمريض، فسيرجعُ قرار إجراء الجراحة من عدمه للمريض نفسه أيضاً. سوف يُساعدُ هذا البرنامج التثقيفي على تكوين فهمٍ أفضَل عن مَنافع ومَخاطر هذه الجراحة.
التشريح
يجري الدمُ إلى القلبِ، ومنه عبرَ أوعيةٍ دمويّةٍ. يُطلقُ على الأوعية الدمويّة التي تحملُ الدم من القلب إلى الأعضاء الأخرى اسم الشرايين. ويرجعُ الدم إلى القلب عبرَ أوعيةٍ دمويّةٍ اسمها الأوردة. قد تنسدُّ الشرايين بفعل لُويحَة، والتي تتألفُ بشكلٍ رئيسيّ من حُطام الكولسترول. مع تثخّن طبقة اللويحة، يكون وصول الدم إلى الأعضاء أكثر صعوبة. ويُطلَقُ على تلكَ الحالة اسم تَصلُّب الشرايين. يضخُّ القلبُ الدمَ إلى شريان كبير اسمُه الأبهَر. ينقسمُ الأبهر إلى شريانين رئيسيين في البطن هما الشريانان الحُرقفيان. ويعطي هذان الشريانان بدورهما الشريانين الفخذيين واللذين يعطيان مُعظم التروية الدمويّة للرجلين.
الأعراضُ وأسبابها
عندما يسدُّ حُطام الكولسترول الأوعية الدمويّة في أسفل البطن أو أعلى الرجل، ينخفضُ جَريان الدم إلى الرجلين. يتسبّبُ ذلك بألم في الرجلين، لاسيَّما بعدَ المشي أو التمرين. وتُعرَفُ تلكَ الحالَة باسم "العَرَج الشرياني أو الوعائي". قد تموَّت الرجل المُصابة إذا أصبحَ نقصُ الترويةِ الدمويّة شديداً، وربما يلزم قطعُ الرجل، أو بترها.
الخيارات العلاجية
قد يُقلّلُ النظامُ الغذائيّ الصحيّ مُنخفضَ الدهون نموّ اللويحة العصيدية. الامتناعُ عن التدخين أمرٌ أساسيّ للوقاية من نموّ اللويحة العصيدية. كما قد يُساعدُ التمرينُ المنتظم على تخفيف ومنع نموّ اللويحة. وقد تكونُ أدويةٌ مُعيّنة مناسبةً للحالة أيضاً. تحتاجُ إحدى العلاجات البديلة لإدخال قِثطار إلى الشريان. ويُعرَفُ هذا الإجراء برأب أو توسيع الوعاء. خلالَ هذا الإجراء تُحطَّمُ اللويحة باستخدام بالون صغير، والذي يُدخَلُ إلى الشريان عبرَ القثطار. ويُستخدَمُ في بعضِ الأحيان ليزر خاص أو مُعدات ميكانيكية أخرى تُدخَلُ إلى الشريان عبرَ القثطار لفتح القطعة المَسدودَة بدلاً من البالون. إذا كانت الشرايينُ مَسدودةً بشكل مَلحوظ، وإذا لم يكن المريضُ مُرشّحاً للإجراءات الموصوفة سابقاً، فقد يُوصي الطبيبُ بالجراحَة. تُساعدُ الجراحة على تجاوز اللويحة، وتقليلِ الألم، ووقاية الرجل من التموّت.
المُعالجة الجراحيّة
هَدَفُ العمليّة هوَ السّماحُ للدم بالتدفّق بحريّة في الرجلين من الأبهر. تُجرى هذه العمليّة تحتَ التخدير العام. اعتماداً على العملية، يكون هناك حاجة لإجراء شقّ أو أكثر. لفتح مَسلك بينَ الرجلين والأبهر، تُوضَعُ رُقعة أنبوبية الشكل من الأبهَر إلى أحد الشريانين الفخذيين أو كليهما. وتعملُ هذه الرُّقعَة كشريانٍ بديلٍ يتجاوزُ الشَّرايين المَسدودة الذاهبة إلى الرجلين. تُصنَعُ الرُّقعة من مادّة اصطناعيّة خاصّة سبقَ وأن استخدِمَت بشكلٍ واسع وثبتَ أنها آمنة. يُغلَقُ الشقّ أو الشُقوق في نهاية العمليّة. سوفَ يخبرُ الطبيبُ المريضَ لكم من الوقتِ يُرجَّح أن يبقى في المُستشفى. وهذا يعتمدُ على عدّة عَوامل، مثلَ عُمر المريض وحالته الصحيّة. وبحسب سُرعة تعافي المريض، فسيكون بإمكانه الذهاب إلى منزله بعدَ قضاء ليلتين أو ثلاث في المُستشفى.
المَخاطر والمُضاعفات
هذه العملية آمنةٌ جداً. لكنّ هُناكَ عِدّة مَخاطِر ومُضاعَفات مُحتملة والتي تَكون غير مُرجّحة، لكنها مُمكنة. يجبُ على المريض التعرف عليها تحسّباً لحُدوثها؛ فقد يكون المريض عن طريق تثقيفه قادراً على مُساعدَة الطبيب على كشف المُضاعفات باكراً. تتضمّنُ المخاطرُ والمُضاعفات تلكَ المُرتبطة بالتخديرِ، وتلك المُرتبطة بأي نوع جِراحة. تتضمنُ المخاطرُ المُرتبطة بالتخدير النوبات القلبيّة والسكتات الدماغية والتهاب الرئة، لكنها ليست مَحصورة بتلك المَخاطر. وسوفَ يُناقشُ طبيبُ التخدير تلك المخاطر مع المريض بتفصيلٍ أكبر. قد تحدث جلطات دمويّة في الرجلين. وتظهر تلكَ الجلطات عادةً بعد الجراحة ببضعة أيام. وهي تتسبّب بتورّم الرجل وحدوث ألم فيها. يمكن أن تخرج تلكَ الجلطات الدمويّة من الرجل وتنتقلَ إلى الرئتين حيث تتسبّب بضيق النفس وألم صدري وربما الموت. وقد يحدثُ ضيق النفس أحياناً دون سابق إنذار. لذلك من المهمّ جداً إخبار الأطباء في حال حدوث أي من تلكَ الأعراض. يمكن للنهوض باكراً من الفراش بعد العملية أن يُساعدَ على تقليل خُطورة الإصابة بجلطات دموية في الرجلين. تُلاحظُ بعض المخاطر في أي نوع من الجراحات، وهي تتضمّن:
العدوى، عميقة أو على مُستوى الجلد.
النزف، إما في أثناء أو بعدَ العمليّة.
ندبة جلديّة قد تكون مؤلمة أو قَبيحَة.
ترتبط المخاطرُ والمُضاعفات الأخرى بهذه الجراحة تحديداً. وهي نادرةٌ جداً كذلك، لكن من المهم معرفتها. أعضاء البطن التالية والرجلين تكونُ قريبةً من مكان الجراحة، وهي قد تتلف مُباشرةً أو قد تتأثّرُ ترويتها الدمويّة. قد تتلف الأعضاء البطنيّة مثلُ الكبد والمعدة والأمعاء (بما في ذلك الأمعاء الدقيقة والقولون). ويمكن أن تُصابَ الكليتان والمثانة والأنبوبان اللذان يصلان بينهما. وقد تُصابُ الأعضاء الأنثوية الداخلية، مثلَ الرحم والمبيضين. حتى إنَّ هُناكَ فُرصةً ضئيلةً بحدوث سكتة في النخاع الشوكي. وهذا قد يوجد مشاكل في الأمعاء والمثانة والوظيفة الجنسية. كما يُمكن أن تصاب الأعصاب الذاهبة إلى الرجلين، ممَّا يُؤدّي إلى شلل ونقص الحس في الرجلين. جميع تلك المُضاعفات نادرةٌ للغاية. وقد يلزم عمليّةٌ أخرى لعلاج تلك المُضاعفات، غيرَ أنّ التلف قد يكون غير قابل للإصلاح ، وقد تحدثُ الوفاة في أحوال نادرة جداً. كما أنّ هُناك احتمالاً لانسداد الرُّقعَة، ممَّا يوجد انسداداً آخر مُستقبلاً. الفُتوق عبر الشق أو الشُقوق الجراحية ممكنةٌ. ويحدثُ ذلك عندما يَكون الجدار الداخلي للبطن ضعيفاً، وتندفعُ الأمعاءُ تحتَ الجلد. وقد يحتاجُ هذا إلى عمليّة أخرى.
بعدَ الجراحة
قد يُوصي الطبيبُ بنظام غذائي صحّي منخفض الدهون ومُنخفض الملح. كما سوفَ تُساعدُ التمارين المُعتدلة والامتناع عن التدخين في وِقاية الشرايين من الانسداد من جَديد. سيخبرُ الطبيبُ المريضَ كم من الوقت يلزم كي تلتئمَ الشُّقوق الجراحيّة تماماً ومتى يستطيع الرجوع لعمله. ويعتمدُ هذا على عُمر المريض وطبيعة عمله وحالته الصحيّة، بالإضافة إلى عوامل أخرى.
الخُلاصَة
قد يتسبّب انسداد الشريانين الفخذيين بألم في الرجلين، وقد يجعل رجلي المريض تتدهوران إلى حدِّ أنهما قد تحتاجان للبتر. تجاوز الشرايين المَسدودَة في أسفل البطن وأعلى الرجلين باستخدام رُقعة إجراءٌ مُفيدٌ جداً في تخفيف الألم والوِقاية من بَتر الرجل. هذه العمليّة آمنة وذات نتائج جيّدة. لكن - وكما رأينا - قد تحدثُ مُضاعفات. وتُساعدُ معرفتها على كشفها باكراً في حال حدوثها.