از البوليّ فتسدّ المجاري البولية وتسبب آلاماً حادة.
وقد تكون الأعراض التالية دليلاً يشير إلى وجود الحُصيّات الكلويّة التي تحتاج إلى تدخل الطبيب:
• ألم دائم شديد في ناحية الظهر، وهو لا يتراجع مع الزمن
• وجود دمّ في البول
• الحُمّى والقشعريرة
• التقيؤ
• وجود رائحة كريهة أو لون غائم للبول
• شعور بالحرقة عند التبول
مقدمة
إن الإصابة بالحَصَيَات الكلوية حالة واسعة الانتشار.
يُمكن أن تكون الحَصَيَاتُ الكلوية مؤلمةً كثيراً، لكنَّها قابلة للعلاج، ويُمكن الوقايةُ منها في كثير من الحالات.
يساعد هذا البرنامجُ على فهم طرق معالجة الحَصَيَات الكلوية والوقاية منها.
تشريح الكلية
يولد الناسُ بكليتين اثنتين عادةً.
يُشبه شكلُ الكلية حبَّة الفاصولياء، وتقع الكليتان على جانبَي العمود الفقري في النصف الأسفل من الظهر.
تقوم الكليتان بإنتاج البول الذي يسيل إلى المثانة عبر أنبوبين يُسمَّيان الحَالبين.
تقومُ الوظيفةُ الأساسية للكلية على تنقية الدم من المواد الضارَّة التي تُعرف باسم السموم. ويقوم الجسمُ بطرح السموم إلى الخارج عن طريق البول.
عندما تمتلئ المثانةُ بالبول، يشعر الإنسانُ بالحاجة للتبوُّل. ويخرج البولُ من المثانة عبر الإِحليل.
حصى الكلى
تختلف الحَصَيَاتُ الكلوية من حيث الحجمُ والشكل.
يمكن أن يتراوح حَجمُ الحَصاة الكلوية الواحدة من حجم حبَّة الرمل إلى عدَّة سنتيمترات.
قد تكبر بعضُ الحَصَيَات حتَّى تملأ الكلية كلَّها. ويُسمّى هذا النوعُ "الحَصَيَات المَرجانية"، وهي تنجم عن الإصابة بالعدوى عادةً.
يُمكن أن تكون الحَصَيَاتُ الكلوية ملساء أو خشنة.
تتشكَّل الحَصَيَاتُ الكلوية عندما تنشأ بِلَّورات في البول، ثم تتلاصق فتشكِّل حصَاة. وتعدُّ البلوراتُ أشكالاً صُلبة من المركَّبات الكيميائيَّة الموجودة في البول.
تتكوَّن معظمُ الحَصَيَات الكلوية من الكالسيوم، وهو مادَّةٌ كيميائيَّة موجودة بكثرة في الحليب ومشتقَّاته.
وهناك موادُّ كيميائيةٌ أخرى يمكن أن تسبِّب الحَصَيَات أيضاً، مثل الأوكزالات وحمض البول (اليوريك) والسيستين.
يُمكن أن تؤدِّي عدوى الكلية أو البول إلى تشكُّل الحَصَيَات الكلوية.
أعراض حصى الكلى
العرضُ الأكثر تشيوعاً في حالة الحَصَيَات الكلوية هو الشعورُ بألم في منطقة الخاصرة. ويكون الألمُ شديداً في العادة، وهو يأتي على شكل نَوبات، وقد يمتدُّ إلى أعلى الفخذ (الناحية المغبنيَّة).
يحدث الألمُ عندما تَعْلَق حَصاةٌ صغيرة في أحد الحالبين خلال مرورها مع البول إلى المثانة.
عندما تَعلَق الحَصاةُ في الحالب، يُصبح تدفُّقُ البول فيه بطيئاً، فيتجمَّع البول فوق الحَصاة ويؤدِّي إلى تمدُّد الحالب والكلية.
كما يمكن أن تحدثَ العدوى أيضاً، وهي تؤدِّي إلى الحُمَّى والشعور بالحرقة في أثناء التبوُّل، وكذلك تؤدِّي إلى التقيُّؤ والشعور بالغَثَيان.
يعدُّ وجودُ الدم في البول عَرَضاً آخر من أعراض الحَصَيَات الكلوية.
تشخيص حصى الكلى
بعد معرفة تفاصيل حالة المريض، يُصبح الطبيبُ قادراً على تأكيد وُجود الحَصَيَات الكلوية، وعلى تحديد مكانها تحديداً دقيقاً بواسطة الأشعَّة السينية وعددٍ من الاختبارات الأخرى.
ومن الممكن أيضاً أن تكونَ الصورةُ الشُّعاعية البسيطة لمنطقة البطن، وهي معروفة باسم "صورة الكلية والحالبين والمثانة"، مفيدةً في تحديد مكان الحَصاة.
يُمكن إجراءُ صورة ظَليلة للمسالك البوليَّة أيضاً، حيث يتمُّ حقن مادة مُلوِّنة عبر الوريد، ثم تُؤخذ للبطن عدَّةُ صور بالأشعَّة السينية لرؤية سرعة خروج المادَّة المُلوِّنة من الكلية عبر البول. وتسمح هذه الصورُ برؤية شكل الكلية والحالبين والمثانة، كما تسمح بالتحديد الدقيق لأماكن وجود الحَصَيَات الكلوية.
كما يمكن أن يحتاجَ الأمرُ أيضاً إلى إجراء تصوير مقطعي محوسب وتصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).
ويُمكن إجراء اختبارات للدم وتحليل للبول للتحرِّي عن وجود العدوى، وعن وجود الدم في البول، وكذلك عن وجود نسب مرتفعة من المواد الكيميائية التي يُمكن أن تُسبِّب تشكُّلَ الحَصَيَات الكلوية.
علاج حصى الكلى
تبعاً للأعراض التي يُعاني منها المريض، وكذلك لحجم الحَصاة وموقعها، يمكن أن يُقرِّر الطبيب الانتظار بعضَ الوقت حتَّى يرى ما إذا كانت الحَصاة يُمكن أن تخرج من تلقاء ذاتها.
يعطي الطبيبُ أدويةً للمريض من أجل تخفيف الألم عادةً، مع مطالبته بشرب كمِّية كبيرة من السوائل تصل إلى ثلاثة لترات في اليوم للمساعدة على غسل الكلية. وهذا ما يُعرف باسم "المُعالَجَة التَّوَقُّعِيَّة".
إذا لم تكن الأعراضُ شديدة، يُمكن إعطاءُ أدوية تعمل على تغيير التركيب الكيميائي للبول، بما يساعد على ذوبان الحَصَيَات. لكنَّ هذا العلاج يستغرق وقتاً طويلاً، وهو ليس خياراً مناسباً في الحالات التي يعاني فيها المريضُ من آلام شديدة أو من صعوبة كبيرة في التَبوُّل.
يُمكن اللجوءُ إلى طرق علاجيَّة أخرى إذا استمرَّ الألمُ، ولم يتمكَّن المريض من إخراج الحَصاة.
من الممكن أن يتمَّ تفتيتُ الحَصَيَات بالموجات الصوتية الصادمة من خارج الجسم. وخلال هذا الإجراء، يستلقي المريضُ في حوض مملوء بالماء أو على فراش وَثير.
بعد ذلك، يقوم جهازٌ خاص بتوجيه الموجات إلى الحَصاة، فتَتفتَّت ويصبح خروجُ أجزائها مع البول أمراً أسهل.
يمكن أن يحتاج الأمرُ إلى تكرار عملية تفتيت الحَصَيَات بالموجات الصادمة من خارج الجسم.
لا حاجة للإقامة في المستشفى بالنسبة للمريض الذي يُجري تفتيت الحَصَيَات بالموجات الصادمة من خارج الجسم، أي أنَّه يذهب إلى بيته بعد الانتهاء من هذا الإجراء.
عند اللجوء إلى طريقة العلاج التوقُّعي، أو إلى تفتيت الحَصيَات بالأمواج، يجب على المريض أن يقومَ بترشيح البول للتأكُّد من خروج الحصيات. وعليه أن يُعطي الحصيات التي يجدها إلى الطبيب حتَّى يتمكَّن من دراسة تركيبها.
بعد معرفة تركيب الحَصَيات، يُصبح الطبيبُ قادراً على إعطاء المريض بعضَ النصائح الغذائية لمساعدته على وقاية نفسه من تَشَكُّل الحَصَيَات الكلوية مرَّةً ثانية.
أظهرت دراسةٌ، نُشرت عام 2006، أنَّ المرضى الذين يخضعون لتفتيت الحَصَيَات بالموجات الصادمة من خارج الجسم معرَّضون أكثر من غيرهم للإصابة بارتفاع ضغط الدم والداء السكَّري.
هناك حَصَيَات قاسية جداً لا تتأثَّر بالموجات الصادمة؛ فإذا لم يكن العلاجُ بالموجات الصادمة مُجدياً، يُمكن القيام ببعض الإجراءات لاستخراج الحَصَيَات.
يقوم الطبيبُ بإدخال المنظار إلى الحالب عبر الإحليل والمثانة، ثمَّ يستخرج الحَصاة عند الوصول إليها. وهذا ما يُسمّى"استخراج الحَصاة بتنظير الإحليل". ولا حاجة إلى إقامة المريض في المستشفى عند استخدام هذه الطريقة، لأنَّ المريضَ يتمكَّن من الذهاب إلى المنزل في اليوم نفسه.
تكون الحَصاةُ كبيرة جداً في بعض الأحيان، ولا يُمكن استئصالها؛ لذلك، يَجري تفتيتُها إلى قطع صغيرة باستخدام أداة ميكانيكية يحملها المنظار نفسه أو بواسطة أشعَّة ليزريَّة تُدخل عبر المنظار من خلال الإحليل والمثانة حتَّى تصل إلى الحَصاة في الحالب.
إذا كان استخراجُ الحصاة عن طريق تنظير الحالب غيرَ ممكن، فمن الممكن أن يتمَّ استخراجُ الحَصاة عن طريق فَتح الكلية نفسها جِراحياً عبر الخاصرة. ويكون المريضُ في حاجة إلى الإقامة بعض الوقت في المستشفى عند استخدام هذه الطريقة؛ فهو لا يستطيع الذهابَ إلى المنزل بعد انتهاء العملية الجراحية.
الوقاية من حصى الكلى
يمكن للإنسان أن يحمي نفسَه من الحَصَيَات الكلوية عن طريق إجراء تعديلات بسيطة على نظامه الغذائي. ويتناول القسمُ التالي عدداً من المقترحات الهامَّة فيما يخصُّ النظام الغذائي المناسب.
يساعد شربُ كمِّية كبيرة من السوائل، أي أكثر من عشر كؤوس كبيرة من الماء في اليوم، على استمرار تدفُّق البول، ويُقلِّل احتمال تَشكُّل الحَصَيَات.
تسبِّب بعضُ السوائل التجفاف في الجسم لدى الإنسان، ولذلك ينبغي التقليلُ من تناولها. ومن هذه السوائل المشروبات الكحولية والكافيين.
يُمكن لتعديل النظام الغذائي أن يقلِّل من فرص تشكُّل الحَصَيَات عند المرضى الذين يعانون من الحَصَيَات الكلوية. لذلك، على المرضى الذين لديهم حصَيات كِلسيَّة أن يقلِّلوا من تناول الحليب ومشتقَّاته.
وعلى المرضى الذين يعانون من حَصَيات الأوكزالات أن يقلِّلوا من تناول المياه الغازية والشوكولاته والمكسَّرات.
وعلى المرضى الذين يعانون من حَصََيات حَمض البول (اليُوريك) أن يقلِّلوا من تناول اللحم والدجاج والسمك.
وعلى المرضى الذين يعانون من حَصَيَات السيستين أن يقلِّلوا من تناول السمك.
اعتماداً على نوع الحَصَيَات الكلوية، يمكن إعطاءُ المريض بعضَ الأدوية التي تقلِّل نسبة المواد التي تُشكِّل هذا النوع من الحَصَيَات في البول، أو التي تقلِّل من قدرة البول على تشكيل الحَصَيَات.
ينبغي على المريض أن يتناولَ هذه الأدويةَ حسب إرشادات الطبيب.
يجب أن يراجع مرضى الحَصَيَات الكلوية طبيبَهم بشكل دوري.
الخلاصة
قد تسبِّب الحَصَيَاتُ الكلوية آلاماً شديدة للمريض. ولكنَّ هذه الحَصَيَات قابلة للعلاج، ولله الحمد؛ كما أنَّ الوقاية منها ممكنة أيضاً.
هناك طرقٌ كثيرة للمعالجة كالأدوية والمعالجة بالأمواج الصادمة والتنظير والجراحة.
يمكن لتعديلات طفيفة في النظام الغذائي عند المريض أن تقلِّل من احتمال تَشكّل الحَصَيَات الكلوية.