تاريخ النشر 5 اغسطس 2023     بواسطة البروفيسور اسكندر سليمان القثمي     المشاهدات 1

عملية زراعة الرئة: أسباب إجرائها والنتائج المنتظرة

نظرة عامة عن عملية زراعة الرئة يُمكن التعريف عن عمليّة زراعة الرئة على أنّه الإجراء الذي يقوم به الأطباء بإزالة رئة المُصاب بالأمراض المُزمنة، واستبدالها برئةٍ سليمةٍ من مُتبرعٍ مُتوفى، إذ يتم اللجوء لعمليّة زراعة الرئة عند ارتفاع احتماليّة الوفاة بسبب أمراض الرئة في غضون عامٍ أو عامين من الإصا
بة مع عدم فاعليّة العلاجات التقليديّة المُستخدمة، كالأدوية أو أجهزة التنفس، وتُعد عمليّة زراعة الرئة من العمليّات غير الشائعة؛ نظرًا لقلّة الأشخاص المانحين للرئة السليمة، خاصّةً بعد الوفاة، وتتراوح أعداد العمليّات القائمة في الولايات المُتحدة 1800 عام 2010، لتتباين أعمار الأشخاص الذين يجرون عمليّة زرع الرئة بين 18 عامًا وال65 في الغالب، أمّا في الحالات النادرة، يجريها فئتيّ الأطفال والطاعنين في السن، وتعتمد تناسبيّة إجراء هذه العمليّة على بعض التحاليل الواجبة على المريض، للتأكد من أنّه مُرشح جيد للقيام بهذه العمليّة، لذلك، سيتم تسليط الضوء على أهم ما يتم دراسته حول إجراء عمليّة زراعة الرئة للبالغين.[١] أسباب إجراء عملية زراعة الرئة تُعد عمليّة زراعة الرئة أحد العمليّات المُعقدة نسبيًا، لذلك يتم اللجوء إليها عند توافر الأسباب المرضيّة الحادّة التي تزداد سوءًا مع مرور الوقت، حيث إنّ الحالة الصحيّة للمريض لا تتحسّن عند استخدام العلاجات الطبيّة السائدة الفعّالة لعلاج العديد من الأمراض، فتكون عمليّة زراعة الرئة الخَيار الوحيد لحل هذه المشاكل وما ينتج عنها من مُضاعفات وآثارٍ جانبيّة، وفي الآتي أهم دواعي إجراء هذه العمليّة:[٢] مرض الانسداد الرئوي المُزمن COPD: يُعد أحد أهم الأسباب المؤدية إلى زيادة حاجة مرضى الرئة لللخضوع لعمليّة زراعة الرئة، وهو من الأمراض التي تزداد عواقبها والآثار المُترتبة عليها مع مرور الوقت، أهمّها صعوبة التنفّس، لذا وجب اللجوء لعمليّة زراعة الرئة عند تفاقم الحالة. التليف الرئوي IPF: وهي الحالة المرضيّة التي تتسبب بتصلّبٍ في النسيج المُكوّن للرئة، لينتج عن ذلك التندّب الرئوي وفقدان الفائدة الوظيفيّة للرئة بمرور الوقت. التليّف الكيسي CF: وهو أحد الأمراض الوراثيّة التي تتسبب بتراكمٍ للمُخاط عالي اللزوجة في الرئة، مما يؤدي إلى تفاقم حالات العدوى الرئويّة والإصابة بها بشكلٍ مُتكرّر، إذ يُعد أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى اللجوء لزراعة الرئة عند الأطفال. ارتفاع ضغط الدم الرئوي: إذ يحدث عند الزيادة الضغط في الشرايين الرئويّة التي تعمل على نقل الدم من القلب إلى الرئين، لتزويدها بالأكسجين. كيفية الاستعداد لعملية زراعة الرئة تُعد مرحلة الاستعداد والانتظار لحين الخضوع لهذه العمليّة من أصعب الفترات التي يُمكن أن تمر على المريض، وذلك بسببب الضغوطات النفسيّة التي يُمكن أن يتعرّض لها، والتي تستوفي بذل الطاقة والمجهود الجسدي، خاصّةً أثناء مرحلة الخضوع للعديد من التحاليل الطبيّة التي تُثبت تطابق المانح للرئة مع مُستقبلها، وبمُجرّد اتخاذ القرار من قِبل الجهة المعنيّة بالموافقة، سيتم إدراج الاسم في قائمة الانتظار، وفي الآتي أبرز المعايير التي يتم اعتمادها لتحديد وقت الخضوع للعمليّة:[٣] توافر الرئة المُطابقة والمُناسبة للمريض. تطابق فصيلة الدم لكلٍ من المُستقبل والمانح للرئتين. الحالة الصحيّة للمريض. شدّة الحالة المرضيّة التي تتطلّب القيام بعمليّة الزرع. تناسب حجم الرئة المانحة مع جسم المريض. المسافة الجغرافيّة بين كلٍ من المريض ومانح الرئة. بعد ذلك، يقوم الأطباء والمُختصون بفرض القيام ببعض التحاليل، كالاختبارات المخبريّة والتصويريّة، بالإضافة إلى الخضوع للاستشارة النفسيّة والماليّة، وبذلك يتأكدون من جاهزيّة المريض للقيام بالعمليّة،؛ تجنبًا لما قد يحدث من تأثيراتٍ لاحقةٍ على المريض، بالإضافة إلى الاستقصاء عن جميع المعلزمات الشخصيّة للمريض، ليكونوا قادرين على التواصل بشكلٍ سلسٍ وسريع عند توافر الرئة المُناسبة، [٤] أمّا بالنسبة لأهم التحاليل الطبيّة التي يتم الخضوع إليها، فتتلخص بالآتي ذِكره:[٥] اختبار وظائف الرئة Pulmonary function tests. اختبار الإجهاد القلبي Cardiac stress test. اختبار الذي يقيس نسبة كثافة المعدن في العظام Bone mineral density test. الأشعّة السينيّة لمنطقة الصدر X-ray. التصوير المقطعي المُحوسب للصدر CT. اختبارات الدم المُتعلّقة بوظائف الكلى ووظائف الكبد وتعداد الدم الكامل CBC.
كيفية الإجراءات الجراحية لعملية زراعة الرئة تتم العمليّة الجراجيّة التقليديّة التي يتم من خلالها زراعة الرئة خلال 4 إلى 12 ساعة، بالاعتماد على مدى تعقيد الإجراءات المُتبعة في العمليّة، إذ يبدأ الجرّاح بتخدير المريض تخديرًا عامًا، بعدما يوضع أنبوب التنفّس الواصل بين القصبات الهوائيّة وأسفل الحلق لإيصال الأكسجين إلى الرئة، فيقوم الجرّاح بعد ذلك بعمل شق يتوسّط الصدر ليفتحه ويستخرج الرئة المريضة، ولضمان سريان الدورة الدمويّة الصغرى بسلاسة، تُستخدم المجازة القلبيّة الرئويّة للحفاظ عليها طوال فترة العمليّة دون تأثّرها، أمّا بالنسبة للرئة الجديدة، يتأكد فريق الجراحين المسؤول عن الزرع بكفاءة عملها، ثم يتم زرعها في المكان المُلائم لها وبالطريقة المُناسبة، وثم يتم إغلاق الصدر مع إزالة آلة المجازة القلبيّة الرئويّة عن المريض، بالإضافة إلى وضع بعض الأنابيب الخارجة من منطقة الصدر والتي تهدف إلى تصريف الكميات المُتجمعة من السوائل والدم في منطقة الصدر، وتُعد هذه الطريقة المذكورة مُسبقًا الطريقة التقليديّة المُستخدمة إلى يومنا هذا لزرع الرئة، والتي تحوي على بعض الخطوات غير المُلائمة لجميع المرضى، وعليه، فقد قام بعض الجراحين بتطوير بعض الطرق المُستحدثة المُصاحبة لزرع الرئتين بما يتناسب مع حالة المريض الصحيّة، لضمان تجاوز الآثار الجانبيّة لهذه العمليّة، وفي الآتي أبرز التقنيات الجراحيّة الجديدة المُصاحبة لعمليّة لزراعة الرئتين:[٦] التبرع بعد توقف نبض القلب Transplant after a non-heart beating donation: يتم زرع الرئة في هذا الطريقة بعد التوقف الطبيعي لنبض القلب، وتُعد فئة المرضى الذين يتوفاهم الأجل بعد صراعٍ طويل معالأمراض المُزمنة، ويتم تمديد بعض الأجهزة التي تُساعد على استمراريّة النبض باستخدام المُعدات الداعمة للحياة، وتقوم زراعة الرئتين بهذه الطريقة على إبقاء الرئتين على قيد الحياة لأطول فترةٍ مُمكنة، وذلك من خلال ضخ الأكسجين إليهما، مما يُحافظ على استمراريّة العمليات الحيويّة للرئتين، وبالتالي الحِفاظ عليها لحين القيام بعمليّة الزراعة. الإرواء الرئوي السابق Ex vivo lung perfusion: عادةً ما يُصاحب الموت الدماغيّ للمريض تلف الرئتان، حيث إنّ الأبحاث القائمة على دراسة الرابط بينهما آلت إلى بعض الاستنتاجات المُفاجئة، وذكرت أنّه يُمكن استخلاص الرئة من مريضٍ واحد من بين 5 مرضى تعرضوا إلى هذه الحالة، وتِبعًا لهذه الدراسة، فقد لجأ بعض المُختصين إلى استخدام جهاز التروية بعد إزالة الرئتين مُباشرةً، لتزويدها بالدم المُزود بالبروتينات والمُغذيات إلى الرئتين، حِفاضًا عليها وإصلاحًا لأي ضررٍ قد حصل، ولا تزال هذا التقنية الحديثة طور التطوير والتجربة، وبالمقابل، يتزايد الأمل مع الوقت بزيادة أعداد التبرع الناتجة عن استخدام هذه الطريقة. مخاطر عملية زراعة الرئة ينطوي عن إجراء عمليّة زراعة الرئتين بعضًا من المخاطر المودية بحياة المريض عند عدم إدارتها بالشكل المُناسب، وتتمثّل أبرزها في الآتي ذِكره:[٧] النزيف: حدوث النزيف بشكلٍ مُفاجىء، لينجم عنه الإصابة بالمُضاعفات الناجمة عن العمليّة الجراحيّة. العدوى البكتيريّة: قد يتعرّض المريض الخاضع لهذه العمليّة للعدوى البكتيريّة الي تُسهم في تطور الآثار الجانبيّة المُهددة لحياة المريض. تكوّن الجلطات الدمويّة: لوحظ في بعض الحالات التي تمّت بها زراعة الرئة، تكوّن الجلطات في الأوعية الدمويّة الواصلة بين الرئة الجديدة والنظام الشرياني الوريدي المُتواجد في الجسم، لذا يُنصح باستخدام الأدوية المُضادّة للتخثّر، لحين تعوّد الجسم على الرئة الجديدة. الوذمة الرئويّة الحادّة: يُصاحب عمليّة زرع الرئة عند بعض المرضى تجمّع السوائل فيها، ليؤدي ذلك بذل مجهودٍ للقيام بعمليّة التنفس الطبيعي. رفض الرئة الجديدة: وهو الخطر الأكبر الذي يهابه مرضى الزرع والعاملين عليه على حدٍ سواء، لما فيه من عواقب قد تضع حالة المريض من سيء لأسوء، ويحدث عادةً عند رفض الجسم النسيج أو العضو الغريب الداخل له، ليقوم جهاز المناعة بمُهاجمته مُحاولًا القضاء عليه، ومنعًا لحدوث هذه العمليّة المناعية، يتم استخدام بعض الأدوية المُثبطة للمناعة، للسماح للأعضاء المزروعة حديثًا بالبقاء في الجسم، ومن جهةٍ أُخرى قد يُصاب المُتعاطي لهذه الأدوية الكثير من الأعراض الجانبيّة لها. أمّا في بعض الحالات، قد لا تكون عمليّة زرع الرئة مُلائمةً ومُناسبة، وذلك لعدم تناسب الحالة الصحيّة للمريض للقيام بهذه العمليّة، وفي الآتي أهم الحالات التي لا يُمكن أن تخضع لعمليّة الزرع:[٨] الإصابة بالعدوى البكتيريّة بالتزامن مع الحاجة إلى الخضوع لعمليّة زرع الرئة، والتي تتفاقم بعد القلّة في القدرة المناعيّة للجسم عند استخدام الأدوية المُثبطة لها. عند انتشارالسرطان إلى جميع أجزاء الجسم. في الحالات التي يحوي التاريخ المرضي لها على العديد من أنواع الأمراض القلبيّة. عند عدم توافر القدرة على الالتزام بالمُتطلبات اللازمة لإجراء عمليّة زرع الرئة. بخلاف أمراض الرئة، قد يُصاب المريض ببعض الحالات الصحيّة التي تؤدي إلى تفاقم الحالة الصحيّة بعد عمليّة الزرع. النتائج المنتظرة من عملية زراعة الرئة من أهم النتائج المُنتظرة التي يتم تحقيقها عند القيام بعمليّة زراعة الرئة هي إزالة المشاكل المُترتبة عن أمراض الرئة المُزمنة، أهمّها ضيق التنفّس عند بذل أيُ مجهودٍ ولو كان قليل، ليبدأ المريض بعد ذلك الحياة بدون مشاكل تُذكر، مما يؤدي إلى تحسينٍ من نوعيّة الحياة بشكلٍ عام للمريض المُصاب بالأمراض المُزمنة، لذك أشارت العديد من الأبحاث إلى أنّ 80% من الأشخاص الخاضعين لعمليّة زراعة الرئة لا يتم تقييد نشاطهم البدني اليومي، بالإضافة إلى استمراريّة 40% من الأشخاص على الأقل بدوامٍ جزئيّ، ومن جهةٍ أخرى، فإنّ المُضاعفات المُترتبة عن عمليّة زرع الرئة لا مفرَّ منها، أهمّها الآثار الجانبيّة للأدوية المُثبطة للمناعة ، والتي بها يتم تجنّب رفض الجسم للرئة المزروعة، بالإضافة لتلف الكلى والإصابة بمرض السكّري


أخبار مرتبطة