تاريخ النشر 2 فبراير 2006     بواسطة الدكتور عبدالله حسين عوض     المشاهدات 201

استخدام عظام صناعية في بناء القفص الصدري

نجح فريق جراحي بمستشفى باقدو والدكتور عرفان العام بجدة في استئصال ورم خبيث من الجدار الامامي للصدر بحجم حبة البرتقالة بامتداد 10 ـ 15 سم، ثم إعادة تشكيل وبناء القفص الصدري بواسطة العظام الصناعية، وعمل رقعة عضلية لتغطية العظام. وكان المريض، البالغ من العمر 75 عاما، قد حضر إلى المستشفى وهو يعاني
 من ورم مرتجع في الغدة الدرقية (سبق استئصاله منذ حوالي 3 سنوات)، الا انه لم يكن يتابع حالته المرضية منذ ذلك التاريخ مما تسبب في عودة الورم وكبر حجمه وتضخمه. 
ومع تكوين فريق جراحي لدراسة الحالة ووضع خطة العلاج من الدكتور عبد الله حسين عوض استشاري الجراحة العامة وزراعة الاعضاء وكبير الاطباء بالمستشفى، والدكتور ضياء الدين ابو السعود استشاري جراحة القلب والصدر، والدكتور محمد عبد الرحمن سالم استشاري التخدير، وفريق من المساعدين الجراحين. تم تحضير المريض قبل إجراء الجراحة بعمل الفحوص اللازمة ووظائف التنفس والأشعات المقطعية للصدر والرقبة التي أظهرت كبر حجم الورم الذي تغلغل في عظام الصدر وهي الضلع الأول وعظمة الترقوة على جانبي الصدر وعظمة القفص من مقدمة ووسط الصدر، ومن الداخل جاور الورم الشريان الأورطي (الأبهر) وشرايين الذراعين وأوردتهما وكذلك شرايين وأعصاب وأوردة الرقبة، وكان الورم متلاحماً بعضلات الرقبة مما تسبب في عدم تمكن المريض من حركة الرأس يمنة أو يسرة. 
* عملية جراحية 
* بدأت العملية الجراحية، التي استغرقت قرابة الخمس ساعات، بإحداث جرح عرضي بالرقبة تمكن من خلاله الدكتور عبد الله عوض بنجاح من الاستئصال الجزئي للورم من على القصبة الهوائية وعضلات الرقبة بنجاح من الجزء العلوي. ثم بدأ الجزء الخاص بجراحة الصدر بإبعاد الورم السرطاني عن شرايين الرقبة اليمنى واليسرى، وذلك بإجراء الجراحة من نفس الفتحة السابقة. ولكن نظرا لكبر حجم الورم تم إحداث جرح طولي حتى منتصف عظمة القفص بمنتصف الصدر، والحديث للدكتور ضياء السيد أبو السعود استشاري جراحة القلب والصدر، لكي يتمكن من استئصال نصف عظمة الترقوة من اليمين واليسار ثم استئصال الضلع الأول من الناحيتين، وكان أيضاً جزئيا، وذلك للوصول للجزء المتبقي من الورم وهو الجزء الخلفي الملاصق للشريان الأورطي والجزء الأيمن والأيسر الملاصق لشرايين وأوردة وأعصاب الذراعين بنجاح. 
اتضح من سير العملية الجراحية تغلغل الورم في العظام، فتم استئصال العظام حتى المناطق السليمة، وذلك لضمان الاستئصال التام للخلايا السرطانية، ثم تم استئصال نصف عظمة القفص، ثم استؤصل الورم تماما بعد ضمان عدم بقاء أي خلايا أو أجزاء سرطانية في مكان العملية. 
ونتيجة للاستئصال التام للورم السرطاني، وُجدت مساحة فارغة من الأنسجة والعظام تبلغ حوالي نصف مقدمة الصدر الأمامي تقريبا. عندها قام الدكتور ضياء الدين أبو السعود بتفصيل الجزء التعويضي البديل باستخدام العظام الصناعية بعد تفصيل عظمة قص جديدة، وكذلك ضلعين وعظمتي ترقوة بطريقة تناسب المساحة الفارغة المتبقية وتضمن الإبقاء على الناحية الوظيفية والتجميلية للقفص الصدري من إحداث أي عاهة مستديمة نتيجة استئصال السرطان. 
* عظام صناعية 
* تم تفصيل الجزء البديل التعويضي بواسطة مادة Gentamycin Bone Cement داخل شبكة قوية من مادة البرولين عن طريق عمل عظام طبية صناعية على «ساندويتش» مما يعني طبقتين من البرولين بينهما الاسمنت الطبي، وذلك بعد رسم وتصميم الجزء التعويضي البديل الذي يتميز بصلابته ومتانته بحيث يماثل العظام الطبيعية بعد حوالي 8 ـ 9 دقائق فقط. ثم تم تثبيت هذا الجزء الاصطناعي بالعظام الطبيعية المتبقية في مقدمة الجدار الصدري الأمامي وعظمة القفص بواسطة الخيط الجراحي وسلك حديدي مصنع من الفولاذ الذي لا يصدأ تثبيتا تاما بحيث يماثل شبيهه من العظام الطبيعية من حيث الفولاذ والمتانة والوظيفة أيضا. 
وبالنسبة للجزء الأخير من هذه العملية الجراحية وهو الجزء التجميلي فقد قام به أيضا البروفيسور ضياء الدين أبو السعود، وذلك بإحداث رقعة عضلية جلدية عن طريق تمديدها من جانبي الصدر لكي يتم تغطية الجزء المغطى بالعظام الصناعية، وقد تم هذا بالفعل، وذلك بعد وضع شبكة أخرى من البرولين الطبي بين مجموعة عضلات الصدر اليمنى واليسرى وتم تثبيتها في هذه المجموعة بواسطة الدكتور عبد الله عوض مما زاد من صلابة ومتانة الجدار الأمامي الجديد للقفص الصدري وحافظ على كل من الوظيفة الكاملة، وكذلك الناحية الجمالية للصدر. وقد تم تثبيت عضلات الرقبة أيضا مرة أخرى بالعظام مما يساعد المريض بعد العملية على تحريك الرأس والرقبة يمينا ويسارا مرة أخرى.


أخبار مرتبطة