الماء من الرأس للأشخاص المصابين بالاستسقاء الدماغي، وهي حالة يحدث فيها تراكم كميات كبيرة من السائل النخاعي الشوكي في تجاويف الدماغ المسماة بالبطينات (Ventricles)، الأمر الذي يُؤدي إلى توليد ضغطًا كبيرًا على أنسجة الدماغ وبالتالي تلفها.
وبذلك تهدف عملية سحب الماء من الرأس إلى تقليل الضغط على أنسجة الدماغ من خلال تصريف السائل النخاعي المتراكم في بطينات الدماغ، وبالتالي تخفيف أعراض الاستسقاء.
التحضير لعملية سحب الماء من الرأس
قد يطلب الطبيب المختص مراعاة عدة أمور قبل إجراء عملية سحب الماء من الرأس استعدادًا للجراحة، وفي الآتي أبرزها:
    إعلام الطبيب عن أي أدوية أو علاجات يستخدمها المريض.
    إجراء بعض الفحوصات العامة لتقييم وظيفة الأعضاء الحيوية مثل القلب، وتقييم الصحة العامة للمريض، ومن أمثلة هذه الفحوصات: الأشعة السينية للصدر، وتخطيط كهربائية القلب، وفحوصات الدم المخبرية المتنوعة.
    إيقاف شرب أو تناول الوجبات في الليلة التي تسبق الجراحة.
    إيقاف أي علاجات عشبية أو مكملات قبل فترة معينة قد يحددها الطبيب قبل الجراحة.
    إيقاف الأدوية المميعة للدم.
    إيقاف تناول فيتامين هـ، وذلك لتقليل خطر النزيف أثناء الجراحة.
    تجنب استخدام أي من مستحضرات العناية أو تصفيف الشعر.
    تجنب شرب الكحول.
    إعلام الطبيب عن وجود أي حالات المرضية أو مشكلات صحية، مثل: الحساسية، أو انقطاع التنفس أثناء النوم، أو مشكلات قلبية.
    إعلام الطبيب عما إذا كان المريض مدخنًا.
كيفية إجراء عملية سحب الماء من الرأس
عادةً تُجرى عملية سحب الماء من الرأس تحت تأثير التخدير العام، وتوجد طريقتين أساسيتين لإجرائها، وهما كالآتي:
    عملية فغر البطين الدماغي الثالث بالمنظار (Endoscopic Third Ventriculostomy)
يمكن أن تتم عملية سحب الماء من الرأس بتقنية المنظار عن طريق عمل فتحة صغيرة في الرأس وإدخال أدوات المنظار الصغيرة جدًا للوصول إلى بطينات الدماغ العميقة وصولًا إلى البطين الثالث، ومن ثم إحداث فغر أو ثقب صغير فيه.
وبذلك تسمح هذه الطريقة بتخفيف الضغط على أنسجة الدماغ من خلال تحويل تدفق السائل النخاعي الشوكي المتراكم في البطين إلى مناطق أخرى في الدماغ ليتم إعادة امتصاصه.
في بعض الأحيان يقوم الجراح وبالتزامن مع إجراء عملية فغر البطين الثالث بكي الضفيرة المشيمية Choroid) (plexus cauterization، وهي مجموعة من الأوعية التي تنتج السائل النخاعي الشوكي، والهدف من ذلك تقليل الضغط على أنسجة الدماغ بشكل إضافي من خلال تقليل كمية إنتاج السائل النخاعي.
    عملية التحويلة البطينية الصفاقية (Ventriculoperitoneal Shunt) 
تُعد عملية التحويلة البطينية الصفاقية من الإجراءات الجراحية الأكثر شيوعًا لعلاج الاستسقاء الدماغي، حيث يتم بواسطتها زرع جهاز داخل الجسم يسمى نظام التحويلة (Shunt) يقوم بسحب السائل النخاعي المتراكم في البطينات وتحويل تدفقه إلى جوف البطن أو الصدر ليتم امتصاصه هناك.
يتألف جهاز التحويلة من ثلاثة أجزاء، وهي:
    أنبوب قصير ومرن لسحب السوائل من بطينات الدماغ.
    صمام يعمل باتجاه واحد ويحافظ على إبقاء تدفق السائل النخاعي الشوكي بعيدًا عن الدماغ.
    أنبوب طويل لجلب السوائل المتراكمة في الدماغ إلى تجويف البطن.
وتتم العملية بشكل عام من خلال الخطوات الآتية:
    يقوم الجراح بعمل فتحة في الرأس قد تكون أعلى الرأس.
    يتم إدخال الأنبوب القصير من خلالها، حيث يتم إيصال إحدى طرفي الأنبوب إلى بطينات الدماغ والطرف الآخر يتم ربطه بالصمام.
    يتم زراعة الصمام والأنبوب الطويل تحت الجلد، حيث يوضع الصمام خلف الأذن ويتم ربط إحدى طرفي الأنبوب الطويل فيه، ويمتد الطرف الآخر للأنبوب إلى تجويف البطن.
ويمكن أن يعمل جهاز التحويلة إما عن طريق النظام المبرمج، أو النظام غير المبرمج، وقد يقترح الطبيب النظام الملائم لكل مريض حسب ما تقتضيه حالته، بالإضافة إلى أن جهاز التحويلة قد يبقى داخل جسم المريض بقية حياته.
مخاطر ومضاعفات عملية سحب الماء من الرأس
على الرغم من كفاءة عمليات سحب الماء من الرأس إلا أن الأمر قد لا يخلو من المخاطر والعواقب الوخيمة مثل أي عمل جراحي.
وبشكل عام تقسم المخاطر والمضاعفات المرتبطة بعملية سحب الماء من الرأس على النحو الآتي:
1. مخاطر متعلقة بالجراحة والتخدير العام
وتشمل ما يأتي:
    الجلطات الدموية.
    الإصابة بالعدوى.
    النزيف.
    اضطرابات تنفسية.
    ردود فعل تحسسية ضد الأدوية.
2. مخاطر عملية التحويلة البطينية الصفاقية
وتشمل هذه المخاطر ما يأتي:
    تورم الدماغ.
    نزيف في الدماغ.
    جلطات الدماغ.
    تسرب السائل النخاعي تحت الجلد.
    تضرر أنسجة الدماغ.
    إصابة الدماغ أو الأمعاء، أو نظام التحويلة بالعدوى.
    أعطال ميكانيكية في جهاز التحويلة.
    ثقب الأمعاء.
    نوبات الصرع.
3. مخاطر عملية فغر البطين الدماغي الثالث
أما عملية فغر البطين الدماغي الثالث فتتضمن مخاطرها بالآتي:
    النزيف.
    الحمى.
    الإصابة بالعدوى.
    تضرر أنسجة الدماغ.