تاريخ النشر 22 أكتوبر 2014     بواسطة الدكتور يوسف عبد الفتاح قاري     المشاهدات 201

أمراض قناة الصفراﺀ

هناك أمراضٌ كثيرة يمكن أن تؤدِّي إلى انسداد القنوات الصفراوية، وتسبِّب مُشكلات فيما يخص تدفق الصَّفراء. يقوم الكَبِد بصنع مادة تدعى باسم الصَّفراء. وهي تساعد في عملية الهضم. وتقوم المرارة بتخزين هذه المادة إلى أن يحتاج إليها الجسم من أجل هضم الدهون. عند ذلك، تقوم المرارة بدفع الصَّفراء عبر أناب
يب تُدعى باسم القنوات الصفراوية. إن هذه القنوات تنقل الصَّفراء إلى الأمعاء الدقيقة. تُعدُّ الحَصَيَات الصفراوية من أكثر الأسباب شيوعاً لانسداد القنوات الصفراوية. وقد يحدث هذا الانسداد أيضاً نتيجة العدوى أو السرطان أو نتيجة تندُّب النُّسُج الداخلية. يمكن أن يؤدِّي هذا التندُّب إلى انسداد القنوات الصفراوية، ممَّا يسبِّب فشلاً كلوياً.
مقدِّمة
قناة الصَّفراء، أو القناة الصفراوية، هي أنبوبٌ ينقل الصَّفراءَ من الكَبِد إلى المرارة، ثمَّ إلى الأمعاء. والصَّفراءُ مادةٌ ينتجها الكَبِد لمساعدة الجسم على الهضم. هناك مُشكلات كثيرة يمكن أن تصيبَ القنواتِ الصفراوية. إنَّ معالجةَ أمراض القناة الصفراوية تتعلق بأسبابها. وقد تشتمل المعالجةُ على الجراحة، واستخدام الأدوية، وأساليب معالجة أخرى. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم الأمراض والمُشكلات التي تصيب القنوات الصفراوية. وهو يتناول الأمراضَ والمُشكلات الشائعة التي تصيب هذه القنوات، إضافةً إلى سُبُل معالجتها.
الجهاز الصَّفراوي
يتكوَّن الجهازُ الصفراوي من الأعضاء والقنوات المسؤولة عن الصَّفراء ونقلها وتخزينها. يستعرض هذا القسمُ تشريح الجهاز الصفراوي للمساعدة على فهم مُشكلات القنوات الصفراوية وأمراضها. المرارةُ هي عضوٌ على شكل ثمرة الإجاص. وهي واقعةٌ تحت الكَبِد مباشرة في الناحية اليمنى العليا من البطن. يصنع الكَبِد عُصارات هضمية خاصَّة تُدعى باسم "الصَّفراء". تحتوي الصَّفراءُ على الماء والكوليستيرول، وكذلك على الدهون والأملاح الصفراوية، والبروتينات، ومادة تدعى باسم "بيليروبين". تقوم الأملاح الصفراوية بتفكيك الدهون. وأمَّا البيليروبين فهو المادة التي تعطي الصَّفراء والبراز لوناً أصفر. ويجري تخزينُ الصَّفراء الزائدة في المرارة. القنواتُ الصفراوية هي أنابيب صغيرة تنقل الصَّفراءَ من الكَبِد إلى المرارة، ومن المرارة إلى الأمعاء الدقيقة. تتجمع قنواتٌ صغيرةٌ كثيرةٌ في الكَبِد، فتشكِّل القناةَ الكَبِدية اليُمنى والقناة الكَبِدية اليُسرى. ثمَّ تخرج هاتان القناتان من الكَبِد. تجتمع القناتان خارج الكَبِد فتشكِّلان القناةَ الكَبِدية الأصلية. يُدعى القسمُ من القناة الكَبِدية الأصلية الذي يقع خارج الكَبِد باسم "القناة الصفراوية خارج الكَبِد". وعبر هذه القناة، يمكن أن تمرَّ الصَّفراءُ إلى القناة المرارية حتى تقومَ المرارةُ بتخزينها. عندما يتناول الإنسانُ طعاماً دسماً، فإن المرارة تتقلص لتدفع الصَّفراء إلى الأنبوب المدعو باسم "القناة المرارية". ومن القناة المرارية، تتدفَّق الصَّفراء إلى الأمعاء الدقيقة عبر القناة الصفراوية المشتركة. تساعد الصَّفراءُ في عملية الهضم التي تجري في الأمعاء الدقيقة.
الأعراض العامَّة
من الممكن أن تسبِّبَ أمراضُ القنوات الصفراوية ومُشكلاتها أعراضاً مختلفة، وذلك بحسب الأسباب. لكن هناك أعراضاً متشابهة لكثيرٍ من هذه الأمراض والمُشكلات. إنَّ العرضَ الرئيسي للمُشكلات التي تسبِّب انسدادَ القناة الصفراوية هو "اليرقان". اليرقانُ هو اصفرار لون الجلد وبياض العينين. وهو ناتجٌ عن تراكم مادة البيليروبين في الجلد وفي بياض العينين. إن البيليروبين مادَّةٌ تتشكَّل عندما تتفكَّك خلايا الدم الحمراء بعد موتها. ويشكِّل البيليروبين جزءاً من مادة الصَّفراء. هناك أعراضٌ شائعة أخرى لأمراض القناة الصفراوية ومُشكلاتها. ومن بينها:
التعب.
الحمَّى.
حكَّة في مختلف أنحاء الجلد.
ألم في البطن.
هناك بعضُ أمراض القناة الصفراوية التي يمكن أن تسبِّبَ ما يلي أيضاً:
قشعريرة.
براز بلون الصلصال أو الغُضار.
بول قاتم اللون.
جفاف العينين والفم.
براز رمادي أو أبيض اللون.
حُمَّى خفيفة.
انخفاض الوزن.
يمكن للحَصَيَات الصفراوية أيضاً أن تسبِّب أعراضاً مختلفة. وتدعى هذه الأعراض أحياناً باسم "نوبة الحَصَيَات الصفراوية". وهي تشتمل على:
الغثيان أو التقيُّؤ.
ألمٌ في الظهر بين لوحيّ الكتف.
ألم تحت الكتف الأيمن.
ألمٌ مستمر في القسم العلوي من البطن يزداد سريعاً ويدوم فترةً تتراوح من نصف ساعة إلى عدة ساعات.
غالباً ما تحدث نوباتُ الحَصَيَات الصفراوية بعد الوجبات الدسمة. كما يمكن أن تسبِّب أيضاً تطبُّلاً في البطن، وعسراً في الهضم، وغازات. إذا لاحظ المرءُ أيَّ عرضٍ من هذه الأعراض، أو أيَّة تغيُّرات أخرى، فعليه أن يستشير الطبيب. إن اكتشاف المشكلة في وقتٍ مبكر يجعل معالجتها أكثرَ سهولة في معظم الحالات.
الحَصَيَات الصفراوية
إن الحَصَيَات الصفراوية حالةٌ شائعة يمكن أن تسبب مُشكلات خطيرة من بينها انسدادُ القناة الصفراوية. تتشكَّل الحَصَيَات الصفراوية عندما تتصلب الصَّفراء المخزونة في المرارة، فتشكِّل قطعاً من مادة صلبة تشبه الحصى. يمكن أن تتصلَّبَ الصَّفراء فتشكِّل حَصَيَات، وذلك في ظل شروطٍ معينة وإذا كانت تحوي الكثير من الكوليسترول أو الأملاح الصفراوية أو البيليروبين. يمكن أن تكونَ الحصاة الصفراوية صغيرةً بحجم حبة الرمل، كما يمكن أن تكونَ كبيرة بحجم كرة الغولف. ومن الممكن أن تنشأ في المرارة حصاة ضخمةٌ واحدة، كما يمكن أن تنشأ فيها مئات الحَصَيَات الصغيرة، أو أي مزيج من الحالتين. يمكن أن تؤدِّي الحَصَيَات الصفراوية إلى انسداد وتوقف التدفق الطبيعي للصفراء إذا دخلت في أي قناة من القنوات الصفراوية. وتستطيع هذه الحَصَيَات أن تسدَّ القناة الكَبِدية، ممَّا يمكن أن يسبب التهاباً في الكَبِد ويرقاناً أيضاً. يمكن أن تسد الحَصَيَات الصفراوية القناة المرارية. وهذا ما يؤدي إلى التهاب المرارة. ومن الممكن أيضاً أن تسدَّ الحَصَيَاتُ القناةَ المشتركة للصفراء، ممَّا قد يسبب التهاباً في الكَبِد والمرارة معاً. هناك قنوات أخرى تنفتح على القناة المشتركة أو الأصلية للصفراء. ومنها قناة البنكرياس التي تطرح الإنزيمات الهضمية الى خارج البنكرياس. إذا أدت حُصيّةٌ مرارية إلى سد فتحة هذه القناة، فإن الإنزيمات الهضمية لا تستطيع الخروج من البنكرياس. وهذا ما يسبب التهاباً مؤلماً جداً يدعى باسم "التهاب البنكرياس الناتج عن حَصَيَات صفراوية". إذا ظلت أيَّةُ قناةٍ من هذه القنوات مسدودةً مدةً طويلةً من الزمن، فمن الممكن أن تحدثَ عدوى شديدة قد تكون خطيرةً على حياة المريض. ومن الممكن أن تؤثِّر العدوى في المرارة أو الكَبِد أو البنكرياس. إنَّ جراحةَ استئصال المرارة هي الطريقة الأكثر شيوعاً لمعالجة الحَصَيَات الصفراوية المصحوبة بالأعراض. وتُدعى هذه الجراحة باسم "استئصال المرارة". يستمر الكَبِدُ في إنتاج الصَّفراء، لكنَّه يفرغها مباشرةً في الأمعاء الدقيقة من غير أي تأثير في عملية الهضم أو على صحَّة الإنسان. هناك أساليب غير جراحية تُستخدَم فقط في بعض الحالات الخاصة، وذلك عندما يكون المريضُ في حالةٍ صحيةٍ خطيرة لا تسمح بإجراء الجراحة. تستخدم هذه الأساليب الأدوية أو الموجات الصادمة من أجل حل الحَصَيَات أو تفتيتها. لكنَّ الحَصَيَات غالباً ما تعود إلى التشكُّل من جديد بعد المعالجة غير الجراحية.
التهابُ القنوات الصفراوية الأوَّلي المُصَلِّب
التهابُ القنوات الصفراوية الأولي المُصَلِّب مرضٌ يصيب القنوات الصفراوية داخل الكَبِد وخارجه فيلحق بها الأذى ويسدُّها. يحدث التصلُّبُ بفعل التندب الذي يسببه هذا الالتهاب. ويرمز لهذه الحالة بالرمز "PSC" اختصاراً. في حالة التهاب القنوات الصفراوية الأوَّلي المُصَلِّب، يؤدِّي التهابُ القنوات الصفراوية إلى تشكُّل ندبات وتضيُّقات في القنوات مع مرور الزمن. ومع ازدياد التندبات، تنسدُّ القنواتُ في النهاية. نتيجة ذلك، فإن الصَّفراءَ تتراكم في الكَبِد وتسبِّب الأذى لخلاياه. يمكن في النهاية أن تتوسَّعَ النُّسُجُ المتندِّبة إلى مختلف أنحاء الكَبِد، وهذا ما يسبِّب تشمُّع الكَبِد، أو تليُّف الكَبِد. ومن الممكن أن يؤدي تشمُّع الكَبِد إلى فشله وإلى موت المريض. إنَّ أسباب التهاب القنوات الصفراوية الأولي المُصَلِّب غير معروفة. وقد تمارس الجينات، ومُشكلات جهاز المناعة، والجراثيم، والفيروسات، دوراً في نشوء هذه الحالة. إنَّ التهابَ القنوات الصفراوية الأولي المُصَلِّب مرتبطٌ بداء التهاب الأمعاء، لأنَّ ثلاثة أرباع الأشخاص الذين يُصابون بالتهاب القنوات الصفراوية الأوَّلي المُصَلِّب يصابون أيضاً بنوعٍ من أنواع التهاب الأمعاء يدعى باسم "التهاب القولون التقرُّحي". لكنَّ الصلةَ بين المرضين غير مفهومةٍ حتى الآن. يكون معظمُ مرضى التهاب القنوات الصفراوية الأولي المُصَلِّب من الكبار، لكنَّ هذا المرضَ يصيب الأطفال أيضاً. إن متوسط سن الاصابة بهذا المرض هو أربعون عاماً. لكنَّه مرضٌ يتطوَّر ببطء. وهذا ما يعني أنَّ الشخصَ يمكن أن يكونَ مصاباً بهذا المرض عدة سنوات قبل أن تظهرَ الأعراض. تهدف معالجةُ التهاب القنوات الصفراوية الأولي المُصَلِّب إلى تخفيف الأعراض وتدبير المضاعفات. وقد تشتمل المعالجة الطبية على ما يلي:
المضادَّات الحيوية من أجل معالجة العدوى.
أدوية من أجل تخفيف الحكَّة.
إجراءات من أجل فتح القنوات المسدودة.
تناول الفيتامينات.
من الممكن أيضاً أن يكونَ زرعُ الكَبِد أحدَ الخيارات الممكنة إذا فشل الكَبِد في القيام بوظيفته. وخلال هذه العملية، يجري استئصالُ الكَبِد التالف عن طريق الجراحة، ويجري زرعُ كَبِد آخر محلَّه.
التَّشَمُّع الصفراوي الأوَّلي
إن التَّشَمّع الصفراوي الأولي مرضٌ يؤدِّي إلى جعل القنوات الصفراوية في الكَبِد ملتهبةً ويصيبها بالأذى. وفي النهاية، فإنَّ القنوات الصفراوية تتلف تلفاً تاماً. من غير وجود القنوات الصفرواية في الكَبِد، فإنَّ الصَّفراء لا تستطيع مغادرة الكَبِد. وعندما تتراكم الصَّفراءُ، فإنَّها تؤذي نسج الكَبِد. إنَّ النُّسُجَ الكَبِدية المصابة بسبب الالتهاب وبسبب تراكم الصَّفراء تؤدي إلى تشمُّع الكَبِد. ويسبِّب هذا التشمُّع تندُّباً في الكَبِد، كما يمكن أن يؤدي إلى فشل الكَبِد ووفاة المريض. إن سبب التَّشَمًّع الصفراوي الأولي غير معروف. لكن من المعتقد أنه مرضٌ من أمراض المناعة الذاتية. أمراض المناعة الذاتية هي عندما يقوم جهازُ المناعة بمهاجمة نسج الجسم. وفي حالة التَّشَمًّع الصفراوي الأولي، يقوم جهازُ المناعة بمهاجمة القنوات الصفراوية. يحدث التَّشَمّعُ الصفراوي الأوَّلي عادةً ما بين الأربعين والستين من العمر. وغالباً ما يجري تشخيصُ هذه الحالة عند معظم المرضى في وقتٍ مبكر قبل أن تتطوَّرَ الحالة. تستطيع المعالجةُ المبكِّرة إبطاءَ تفاقم فشل الكَبِد بسبب التَّشَمّع الصفراوي الأولي. وهناك دواءٌ يدعى باسم أورسوديول (Actigall®) يستطيع مساعدةَ الكَبِد على دفع الصَّفراء عبر القنوات لتصل إلى المرارة وإلى الأمعاء الدقيقة. إن هذا الدواء يحسِّن من وظائف الكَبِد، ويبطئ تطوُّر المرض. هناك معالجاتٌ أخرى، من بينها:
متمِّمات الكالسيوم.
أدوية من أجل تخفيف الحكَّة.
المعالجة بالفيتامينات.
إن على الأشخاص المصابين بالتَّشَمًّع الصفراوي الأوَّلي أن يتناولوا أيضاً طعاماً متوازناً. ويستطيع الطبيب، أو اختصاصي التغذية، مساعدةَ المريض على التوصُّل إلى نظامٍ غذائيٍّ متوازن وتحديد الأطعمة التي لابدَّ من تجنُّبها. إن على الأشخاص المصابين بالتَّشَمًّع الصفراوي الأوَّلي أن يتجنَّبوا الكحولَ والمواد المحظورة. إن تناول هذه المواد يؤدي إلى مزيدٍ من الإضرار بالكَبِد. من الممكن أن يكون زرعُ الكَبِد أحدَ الخيارات المطروحة إذا فشل الكَبِد في القيام بوظائفه. وخلال عملية الزرع هذه، يجري استئصالُ الكَبِد القديم ويوضع محله كَبِد آخر.
رتقُ القناة الصفراوية
إن مرض رتق القناة الصفراوية مرضٌ خطير على الحياة، وهو يصيب الأطفالَ الرُّضَّع. يحدث هذا المرضُ عندما لا تكون فتحات القنوات الصفراوية داخل الكَبِد وخارجه في حالةٍ طبيعية. في حالة رتَق القناة الصفراوية، تُحْتَجَزُ الصَّفراء وتتراكم في الكَبِد، وهذا ما يصيبه بالأذى. ويؤدِّي هذا الأذى إلى تندُّب الكَبِد، وفقدان نُسجه، وإلى تشمُّع الكَبِد. من المرجح أن يكونَ لرتَق القناة الصفراوية أسباب كثيرة. لكنَّها أسبابٌ غير مُثبَتَة. قد يكون هذا المرض ناتجاً عن:
مشكلة خلال تخلُّق الكَبِد والقناة الصفراوية داخل رحم الأم.
عدوى فيروسية أو جرثومية بعد الولادة.
مشكلة في الجهاز المناعي.
التعرُّض لمواد سامَّة.
أسباب وراثية.
لابدَّ من معالجة رتَق القناة الصفراوية عن طريق الجراحة. ومن غير الجراحة يكون من المُستبعد أن يعيشَ الطفل المصاب بهذه الحالة حتى السنة الثانية من العمر. قد يكون الأطفالُ المصابون برتَق القناة الصفراوية في حاجةٍ أيضاً إلى غذاءٍ خاص أو إلى متمِّماتٍ من الفيتامينات. ويستطيع الطبيبُ تقديمَ مزيد من المعلومات فيما يخص هذه المعالجات.
السرطان
من الممكن أيضاً أن تكونَ مُشكلاتُ القنوات الصفراوية ناتجةً عن السرطان. يبدأ السرطانُ في الخلايا التي تعتبر أحجار البناء الأساسية في الجسم. إن الجسم يقوم عادةً ببناء خلايا جديدة بالقدر اللازم له، بحيث تحل محلَّ الخلايا القديمة التي تموت. لكن هذه العملية تصاب بالخلل أحياناً فتنشأ الأورامُ في الجسم. إذا كان الورمُ سرطانياً، فإنَّ الخلايا التي يتكوَّن منها الورم تقوم بغزو الانسجة في مختلف أنحاء الجسم. تستطيع الخلايا السرطانية أن تنتشرَ إلى أنحاء مختلفة من الجسم عن طريق الأوعية الدموية والقنوات اللمفيَّة. يُعطى السرطان في الجسم أسماء مختلفة بحسب العضو الذي يبدأ منه السرطان؛ فالسرطانُ الذي يبدأ في القنوات الصفراوية يدعى دائماً باسم سرطان القنوات الصفراوية، وذلك حتى إذا انتشر إلى أماكن أخرى من الجسم. إن سرطان القنوات الصفراوية نوعٌ نادرٌ من أنواع السرطان. هناك حالاتٌ صحِّيةٌ تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية، ومنها:
مُشكلات في بنية القنوات الصفراوية.
التهاب وتندُّب في القنوات الصفراوية.
عدوى في الكَبِد ناتجة عن طُفيلي.
التهاب القولون التقرُّحي.
يمكن أن تشتملَ معالجةُ سرطان القناة الصفراوية على الجراحة، والمعالجة الإشعاعية، والمعالجة الكيميائية. وفي أغلب الأحيان يُستخدم مزيجٌ من هذه المعالجات معاً.
الخلاصة
القناةُ الصفراوية هي أنبوبٌ يقوم بنقل الصَّفراء من الكَبِد إلى المرارة وإلى الأمعاء. والصَّفراء هي مادةٌ يصنعها الكَبِدُ وتساعد في الهضم. هناك مُشكلات كثيرة يمكن أن تصيبَ القنوات الصفراوية. ومن هذه المُشكلات: الحَصَيَاتُ الصفراوية، والتهاب القنوات الصفراوية الأولي المُصَلِّب، والتَّشمُّع الصفراوي الأولي، ورتَق القناة الصفراوية، والسرطان. تعتمد معالجةُ أمراض القنوات الصفراوية على سبب المرض. وقد تشتمل المعالجةُ على الجراحة واستخدام الأدوية، أو غير ذلك من أساليب المعالجة. كما يمكن أيضاً أن تشتملَ على المعالجة الإشعاعية أو المعالجة الكيميائية في حالة الإصابةِ بسرطان القنوات الصفراوية. لابدَّ من استشارة الطبيب إذا لاحظ المريضُ أيَّةَ تغيُّرات أو أعراض غير طبيعية. إن اكتشاف السبب في وقتٍ مبكِّر يزيد من سهولة المعالجة في معظم الحالات.


أخبار مرتبطة