تاريخ النشر 8 يناير 2023     بواسطة الاستشارية جاودة جودت النابلسي     المشاهدات 2

الاضطراب الإشعاعي الحاد

يحدث الاضطراب الإشعاعي الحاد عند الأشخاص الذين تعرضت كامل أجسامهم لجرعات عالية جدًا من الإشعاع بشكل فوري أو ضمن نطاق زمني قصير.يُصنف الأطباء الاضطراب الإشعاعي الحاد إلى ثلاثة مجموعات (متلازمات) وذلك بحسب الجهاز الرئيسي المُتأثر، وذلك على الرغم من وجود تداخل بين المجموعات الثلاث: متلازمة ال
نسج المكونة للدم Hematopoietic syndrom: تُصيب الأنسجة التي تُنتِجُ خلايا الدم
    المتلازمة المعوية المعدية Gastrointestinal syndrome: تُصيب السبيل الهضمي
    المتلازمة الدماغية Cerebrovascular syndrome: تُصيب الدماغ والجهاز العصبي
عادةً ما يتفاقم الاضطراب الإشعاعي الحاد عبر ثلاثة مراحل:
    الأعراض الأولى، مثل الغثيان، وفقدان الشهية، والتقيؤ، والتعب، وإذا كانت جرعة الإشعاع المُتلقاة عالية جدًا فيُضاف إلى ذلك الإسهال (يُطلق على ذلك بمجموعه اسم البادرة prodrome)
    مرحلة خالية من الأعراض (مرحلة هاجعة)
    أنماط متنوعة من الأعراض (متلازمات)، تعتمد على مقدار الجرعة الإشعاعية المُتلقاة
تعتمد شدة وسرعة تفاقم المتلازمة عند حدوثها على جرعة الإشعاع المُتلقاة.ومع زيادة الجرعة، فإن الأعراض تظهر في وقتٍ أبكر، وتتفاقم بسرعة أكبر، وتكون أكثر شدة.
بشكل عام، فإن شدة ومدة الأعراض الأولى تكون متقاربة بين المصابين تبعًا لجرعة الإشعاع المُتلقاة.وبالتالي، غالبًا ما يتمكن الأطباء من تقدير جرعة الإشعاع بناءً على توقيت ظهور، وطبيعة، وشدة الأعراض المبكرة.ولكن يمكن لوجود إصابات، أو حروق، أو القلق الذي يعاني منه المريض أن تزيد من صعوبة إجراء تلك التقديرات.
تنجم متلازمة النسج المكونة للدم عن تأثيرات الأشعة على نقي العظام، والطحال، والعقد اللمفية (وهي المواضع الرئيسية التي يجري فيها تصنيع كريات الدم).قد تبدأ أعراض فقدان الشهية (القهام العصبي anorexia)، والخمول، والغثيان، والتقيؤ في غضون 1-6 ساعات بعد التعرض لجرعة 1-6 غراي من الأشعة.تتعافى هذه الأعراض في غضون 24-48 ساعة بعد التعرض، ويشعر المصاب بصحة جيدة لمدة أسبوع أو أكثر.في أثناء هذه المرحلة الخالية من الأعراض، تُصاب الخلايا المنتجة لكريات الدم في نقي العظام، والطحال، والعقد اللمفية بالضعف، ولا يجري استبدالها، مما يؤدي إلى نقص شديد في تعداد الكريات البيضاء، متبوعًا بنقص في تعداد الصفيحات، ومن ثم نقص في تعداد الكريات الحمراء.يمكن لنقص تعداد كريات الدم البيضاء أن يؤدي إلى عدوى شديدة.كما إن نقصان عدد الصفيحات قد يُسبب نزفًا غير قابلٍ للسيطرة.ويُسبب نقص تعداد الكريات الحمراء (فقر الدم) الإرهاق، والضعف، والشحوب، وصعوبة التنفس في أثناء التمارين الرياضية.وإذا تمكن المصاب من البقاء على قيد الحياة لأربعة أو خمسة أسابيع، فسوف يُستأنف إنتاج كريات الدم مرة أخرى، ولكن يشعر المريض بالإرهاق والتعب لأشهر، ويواجه خطرًا متزايدًا للإصابة بالسرطان.
تنجم المتلازمة المعوية المعدية عن تأثيرات الأشعة على الخلايا المبطنة للسبيل الهضمي.قد تبدأ أعراض الغثيان، والتقيؤ، والإسهال في غضون أقل من ساعة بعد التعرض لجرعة 6 غراي أو أكثر من الأشعة.قد تؤدي هذه الأعراض إلى تجفاف شديد، ولكنه عادةً ما يتعافى في غضون يومين.يشعر المريض بتحسن في الأيام الأربعة أو الخمسة التالية (مرحلة هاجعة)، ولكن في أثناء ذلك تتموت الخلايا المبطنة للسبيل الهضمي وتنفصل عنه، والتي تعمل في الحالة الطبيعية كحاجز واقٍ.بعد ذلك، يُصاب المريض بالإسهال الشديد مُجددًا، وغالبًا ما يكون مدمىً، ويُسبب التجفاف مرة أخرى.يمكن للبكتريا أن تغزو الجسم انطلاقًا من الأمعاء، مما يُسبب حالات عدوى شديدة.كما يُصاب الأشخاص الذين تلقوا مثل هذه الجرعة العالية من الإشعاعات بمتلازمة النسج المكونة للدم، والتي تؤدي إلى النزف والعدوى، وزيادة خطر الوفاة.عادةً ما يتوفى المريض بعد التعرض لجرعة 6 غراي من الأشعة.ولكن في حال توفر العناية الطبية المتقدمة، فقد يتمكن 50% من المصابين من البقاء على قيد الحياة.
تحدث المتلازمة الوعائية الدماغية عندما تتجاوز الجرعة الإجمالية من الأشعة 20-30 غراي.يعاني المُصاب مباشرةً من تشوش ذهني، وغثيان، وتقيؤ، وإسهال مدمى، وارتعاش، وصدمة.في هذه الحالة تكون المرحلة الهاجعة قصيرة أو معدومة.ينخفض ضغط الدم في غضون ساعات، ويترافق ذلك بنوبات اختلاجية وسبات.تكون المتلازمة الوعائية الدماغية مميتة دائمًا في غضون ساعات، أو يوم إلى يومين.


أخبار مرتبطة