وسطيًا من مصادر إشعاع طبيعية، ويتراوح ذلك بين 0.5-20 ميلي سيفرت/سنة بحسب المنطقة الجغرافية، والارتفاع عن سطح البحر، وطبيعة البيئة المحلية.وفي المقابل، يتلقى الشخص الاعتيادي حوالى 3 ميلي سيفرت/سنة وسطيًا من مصادر صناعية (معظمها طبي)، مما يجعل متوسط الجرعة الإشعاعية السنوية للشخص الاعتيادي في الولايات المتحدة الأمريكية حوالى 6 ميلي سيفرت/سنة.
الإشعاعات الخلفية
تتضمن مصادر الإشعاعات الخلفية كلاً من
الإشعاع الشمسي والكوني القادم من الفضاء
العناصر المشعَّة الموجودة بشكل طبيعي في الأرض
تُحجب كمية كبيرة من الإشعاعات الكونية والشمسية بواسطة الغلاف الجوي لكوكب الأرض، ولكنها تكون مركزة في القطبين الشمالي والجنوبي حيث يتوضع المجال المغناطيسي للأرض.وبالتالي، فإن التعرض للأشعة الكونية يكون أعظمياً عند الأشخاص الذين يسكنون قريبًا من القطبين الشمالي أو الجنوبي، والأشخاص الذين يعيشون على المرتفعات، والذين يسافرون في رحلات جوية.
توجد العناصر المُشعة الطبيعية، وخاصة اليورانيوم ومخلفاته الطبيعية (مثل غاز الرادون)، في العديد من الصخور والمعادن.يمكن لهذه المواد أن تجد طريقها إلى مواد مختلفة، بما في ذلك الطعام، أو المياه، أو مواد البناء.يُعد التعرض لغاز الرادون مسؤولاً عن حوالى ثلثي كمية الإشعاع الطبيعي التي يتعرض لها البشر.
ولكن رغم ذلك، فإن إجمالي جرعات التعرض لإشعاعات الخلفية تكون قليلة جداً بحيث لا تُسبب إصابة إشعاعية.حتى اليوم، لا تبذل أية جهود صحية للحد من التعرض للإشعاعات الخلفية، وذلك للتباين في مستوياتها من جهة، ولأن مخاطرها الصحية -عندما تقتصر على هذه الحدود الضئيلة- تكون غير موجودة أو غير قابلة للملاحظة.
الإشعاعات بشرية الصنع
إن مصدر الإشعاعات الصُنعية التي يتعرض لها معظم البشر هو أجهزة التصوير الشعاعي الطبية (وخاصةً التصوير المقطعي المحوسب CT و تصوير القلب الطبي النووي).كما إن المرضى الذي يُعالَجون من السرطان شعاعيًا قد يتلقون جرعات عالية جدًا من الأشعة.ولكن في هذه الحالات، يبذل الفريق الطبي كل جهد ممكن لتوجيه الأشعة نحو النسج المريضة وتقليل كميات الأشعة الواصلة إلى الأنسجة السليمة.
كما يحدث التعرض للأشعة أيضًا من مصادر أخرى، مثل الحوادث الإشعاعية والتعرض لمخلفات التجارب الأسلحة النووية السابقة.ولكن هذه الأنواع من التعرض للأشعة لا تمثل سوى نسبة قليلة من إجمالي التعرض السنوي للإشعاعات من مصادر صناعية.عادةً ما تُصيب الحوادث الإشعاعية الأشخاص الذين يتعاملون مع مواد مشعة أو مصادر الأشعة السينية، مثل المُشععات الغذائية، ومصادر التصوير الشعاعي الصناعية، وأجهزة التصوير بالأشعة السينية.يواجه العاملون في مثل هذه المجالات خطر التعرض لجرعات عالية من الأشعة.تكون هذه الحوادث نادرة وعادةً ما تنجم عن عدم الالتزام بإجراءات السلامة.كما يمكن للحوادث الإشعاعية أن تحدث بسبب ضياع أو سرقة أجهزة طبية أو صناعية تحتوي على مقادير عالية من المواد المشعة.ويمكن أيضًا للحوادث الإشعاعية أن تصيب المرضى الذين يتلقون معالجة شعاعية أو يخضعون لإجراءات طبية محددة تكون موجهة بحزمة من الأشعة السينية تُظهر صورة شعاعية على شاشة حاسوبية (تنظير تألقي fluoroscopy).يمكن لبعض تلك الإصابات أن تحدث عند المرضى كنتيجة لحوادث إشعاعية أو إساءة استخدام الجهاز الطبي، وفي حالات أكثر تعقيدًا، يمكن لبعض الإجراءات الطبية أن تُسبب مضاعفات إشعاعية وردات فعل نسيجية لا يمكن تجنبها.
وفي حالات نادرة، قد تتسرب كميات كبيرة من المواد المُشعة من محطات الطاقة النووية، كما في حادث محطة الطاقة النووية بجزيرة الثلاثة أميال في ولاية بنسلفانيا الأمريكية في العام 1979، وحادثة مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا في العام 1986، وحادثة مفاعل فوكوشيما في اليابان في العام 2011.لم يؤدِ حادث جزيرة الثلاثة أميال إلى تعرض إشعاعي كبير.وفي الحقيقة، فإن الأشخاص الذين كانوا يعيشون في نطاق 1.6 كيلومتر حول المحطة النووية قد تلقوا جرعة إضافية من الأشعة تُقدر بـ 0.08 ميلي سيفرت.في المقابل، فإن الجرعة الوسطية التي تلقاها الأشخاص الذين جرى إخلاؤهم من محيط مفاعل تشرنوبل والبالغ عددهم حوالى 115 ألف شخص قد بلغت 30 ميلي سيفرت.وللمقارنة، فإن الجرعة الوسطية التي يتلقاها المريض في جلسة تصوير مقطعي محوسب واحدة CT تتراوح بين 4-8 ميلي سيفرت.أما العاملون في مفاعل تشرنوبل نفسه فقد تلقوا جرعات أعلى من ذلك بكثير.فقد توفي أكثر من 30 عاملًا ومنقذًا في غضون بضعة أشهر من الحادث، في حين أصيب العشرات بأمراض إشعاعية حادة.وقد وصلت آثار التلوث الإشعاعي منخفض المستوى الذي سببته حادثة مفاعل تشرنوبل إلى أوروبا وآسيا وبدرجة أقل إلى أمريكا الشمالية.وقد قدر العلماء الجرعة التراكمية التي تعرض لها السكان في مناطق التلوث الإشعاعي منخفض المستوى (في مناطق متنوعة من بيلاروسيا، وروسيا، وأوكرانيا) على مدى 20 عامًا بعد الحادثة بحوالي 9 ميلي سيفرت.من الجدير ذكره بأن الجرعة الإضافية السنوية التي تعرض لها سكان المناطق المتلوثة بسبب حادثة مفاعل تشرنوبل (والتي تقدر بحوالي 0.5-1 ميلي سيفرت سنوياً) تقل عن الجرعة الوسطية من الأشعة الخلفية التي يتعرض لها سكان الولايات المتحدة الأمريكية سنويًا (والتي تقدر بحوالي 3 ميلي سيفرت سنويًا).وقد تعرض بعض العاملين في محطة فوكوشيما داياتشي اليابانية إلى جرعات عالية من الأشعة السينية على الرغم من عدم تسجيل حالات وفاة أو ردات فعل نسيجية بسبب الأشعة.جرى إخلاء سكان المناطق المحيطة بالمحطة النووية ضمن دائرة قطرها 20 كيلومتر، وذلك بسبب المخاوف من التعرض للإشعاع.وتشير التقديرات إلى أن أيًا من هؤلاء السكان لم يتعرض لجرعة من الأشعة تزيد عن 5 ميلي سيفرت.وتتوقع منظمة الصحة العالمية بأن خطر وفيات السرطان الناجمة عن هذا الحادث ستكون قليلة.
تُحرر الأسلحة النووية كميات هائلة من الطاقة والإشعاعات.ولم تستخدم تلك الأسلحة ضد البشر منذ عام 1945.ولكن العديد من الدول تمتلك هذه الأسلحة النووية، كما إن العديد من المجموعات الإرهابية تسعى لامتلاكها أو تصنيعها، وهو ما يزيد من خطر استخدام تلك الأسلحة مجددًا.تنجم معظم حالات الوفيات الناجمة عن استخدام الأسلحة النووية عن الانفجار النووي والحروق الحرارية.في حين أن نسبة ضئيلة من الوفيات تحدث بسبب الأمراض الناجمة عن الإشعاع (ومع ذلك فإن عدد الإصابات يكون مرتفعًا).
كما أن هنالك احتمالات قائمة لحدوث هجمات إرهابية بواسطة أجهزة تنثر مواد مشعة (انظر الأسلحة الإشعاعية)، وهو ما يؤدي إلى تلوث إشعاعي ضمن منطقة محددة (تُسمى هذه الأجهزة بالقنابل الإشعاعية أو القذرة dirty bombs، حيث يجري حشي قنابل عادية بمواد مشعة).في حين تتضمن سيناريوهات إرهابية أخرى استخدام مصادر إشعاعية خفية بهدف تعريض الناس لجرعات عالية من الأشعة دون أن يشعروا بذلك، أو مهاجمة مفاعلات نووية أو مخازن نووية، أو تفجير سلاح نووي.