تاريخ النشر 31 ديسمبر 2022     بواسطة الاخصائية سارة فهد العباس     المشاهدات 1

الحساسية الغذائية

الحساسية الغذائية هي رد فعل تحسُّسي تجاه طعام معين. وعادة ما تنجم الحساسية الغذائية عن تناول أنواع محددة من المكسرات، والفول السوداني، والمحار، والأسماك، والحليب، والبيض، والقمح، وفول الصويا. تختلف الأَعرَاض بحسب العمر، ويمكن أن تشمل الطفح الجلدي، والأزيز التنفُّسي، وسيلان الأنف، وأحي
َانًا أعراض أكثر خطورة عند البالغين.
    يمكن لاختبارات وخز الجلد، واختبارات الدم، واتباع نظام غذائي يستثني المواد الغذائية المشتبه بها، أن تساعد الأطباء على تحديد الطعام المُثير للحساسية.
    والعلاج الفعال الوحيد للحساسية الغذائية هو الامتناع عن تناول الأطعمة المُثيرة للحساسية.
هناك العديد من الأطعمة التي يمكن أن تُسبب الحساسية.يمكن لردة الفعل التحسسية تجاه الأطعمة أن تكون شديدة وتشمل أحيانًا التفاعلات التأقية.
قد تبدأ الحساسية الغذائية خلال مرحلة الطفولة.قد يتخلص الطفل من الحساسية الغذائية مع ازدياد عمره.ولذلك تكون الحساسية الغذائية أقل شُيُوعًا بين البالغين.ولكن إذا كان البالغ يعاني من حساسية غذائية، فغالبًا ما تميل إلى الاستمرار طوال الحياة.
قد تُعزى الحساسية الغذائية أحيانًا إلى اضطرابات محددة، مثل فرط النشاط لدى الأطفال، أو التعب المزمن، أو التهاب المَفاصِل، أو الاكتئاب، فضلاً عن ضعف الأداء الرياضي.ولكن حتى الآن لم تؤكد الدراسات العلمية وجود مثل هذه الارتباطات.
  ردود الفعل الأخرى تجاه الأغذية 
يمكن لبعض ردود الفعل تجاه الطعام ألا تكون تحسُّسية.
يختلف عدم تحمل الطعام عن الحساسية الغذائية لأنه لا يتعلق بالجِهاز المَناعيّ.ولكنه يتعلق بردة فعل السبيل الهضمي تجاه طعام محدد، مما يؤدي إلى اضطراب عمله.على سبيل المثال، يفتقر بعض الأشخاص إلى إنزيم ضروري لهضم السكر في الحليب (عدم تحمل اللاكتوز).
قد تنجم ردود الفعل الغذائية الأخرى عن تلوث الطعام أو فساده.
يمكن للإضافات الغذائية أن تُسبب استجابة لدى بعض الأشخاص تشبه ردات الفعل التحسسية، ولكنها لا تكون كذلك.على سبيل المثال، يمكن لبعض المواد الحافظة (مثل ميتابيسلفيت metabisulfite) والأصباغ (مثل تارترازين tartrazine، وهو صباغ أصفر يستخدم في السكاكر، والمشروبات الغازية، وغيرها من الأطعمة) أن يسبب أعراض ربو و شرى.وبالمثل، فإن تناول بعض الأطعمة، مثل الجبن، والنبيذ، والشوكولاته، قد يسبب الصُّدَاع النصفي في بعض الناس.
  الأسباب 
يمكن لأي طعام أو إضافة غذائية أن تسبب رد فعل تحسُّسي.تختلف المحفزات الأكثر شُيُوعًا بحسب الفئة العمرية.
يميل الأطفال الرضع والصغار المصابين بالحساسية الغذائية إلى أن تكون حساسيتهم تجاه المُثيرات الأكثر شُيُوعًا، مثل:
    البيض
    الحليب
    القمح
    الفول السوداني
    فول الصويا
وللوقاية من هذه الحساسية، يتجنب الكثير من الآباء تعريض أطفالهم الصغار لهذه الأطعمة.ولكن، تشير الأدلة الجديدة إلى أن تغذية الرضع الأطعمة التي تحتوي على الفول السوداني قد تساعد على وقايتهم من الإصابة بحساسية الفول السوداني.من الضروري إجراء المزيد من الدراسات حول هذه المقاربة.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا والبالغين، فإن المُثيرات الأكثر شُيُوعًا هي:
    المكسرات
    المأكولات البحرية
قد يؤدي التعرض للمُستضدات الأخرى المشابهة لتلك الموجودة في الأطعمة (مثل غبار الطلع) إلى إنتاج أجسام مُضادَّة للمواد الموجودة في الطعام، مما يؤدي إلى حساسية غذائية.وتسمى هذه العملية بالتحسيس sensitization.على سبيل المثال، قد يجري تحسيس الأطفال الذين يعانون من حساسية الفول السوداني عند استخدام مراهم موضعية تحتوي على زيت الفول السوداني من أجل علاج طفح جلدي.بالإضافة إلى ذلك، فإن كثيرًا من المرضى الذين يعانون من حساسية تجاه اللاتكس يتحسسون أيضًا من الموز، والكيوي، والأفوكادو، أو مزيج من ذلك.حيث يحتوي اللاتكس وهذه الأصناف من الفواكه على مواد مماثلة مسببة للحساسية .
تكون الحساسية الغذائية أكثر شُيُوعًا بين الأطفال المولودين لآباء يعانون من الحساسية الغذائية، أو التهاب الأنف التحسُّسي، أو الربو التحسُّسي.
  الأعراض 
تتباين أعراض الحساسية الغذائية بحسب الطعام الذي يسبب الحساسية وعمر الشخص.
يمكن للأعراض الأولية للحساسية الغذائية عند الأطفال الرضع أن تكون طفحًا جلديًا، مثل الإكزيمة (التهاب الجلد التأتبي atopic dermatitis) أو طفح جلدي يشبه الشرى.قد يترافق الطفح الجلدي مع الغثيان والقيء والإسهال.وفي عمر سنة واحدة، يميل الطفح إلى الحدوث بوتيرة أقل، ولكن قد يبدأ الطفل بالاستجابة للمواد المُستنشَقة المُثيرة للحساسية (مثل غبار الطلع) وتظهر لديه أعراض بالربو.قد يعاني الطفل من أزيز تنفسي، أو ضيق تنفس، أو سيلان أنفي عندما يأكل أطعمة تُثير الحساسية.وفي عمر 10 سنوات، نادرًا ما يُعاني الأطفال من أعراض الربو بعد تناول الطعام.
عندما تستمر الحساسية الغذائية عند الأطفال الأكبر سنًا والبالغين، تميل ردود الفعل التحسسية إلى أن تكون أكثر شدة.تُسبب الحساسية الغذائية عند البالغين الحكة في الفم، والشرى، والإكزيما، والتورم (الوذمة الوعائية)، وفي بعض الأحيان، السيلان الأنفي والربو.يمكن للحساسية الغذائية في بعض الأحيان أن تُسبب أعراضًا مثل الدوخة أو الإغماء.
بالنسبة لبعض البالغين الذين يعانون من حساسية غذائية، فإن تناول كمية صغيرة من الطعام المُثير للحساسية قد يؤدي إلى رد فعل حاد ومفاجئ.قد يغطي الطفح الجلدي الجسم بكامله، ويتورم الحلق، وتتضيق المَسالِك الهوائيَّة، مما يجعل التنفُّس صعبًا (تفاعل تأقي)، وهو ما قد يكون مهددًا للحياة.
بالنسبة لبعض الأشخاص، لا تحدث الحساسية تجاه الطعام (وخاصة القمح أو الروبيان) إلا إذا مارسوا الرياضة مباشرة بعد تناول الطعام (تُسمى الحساسية المُثارة بالتمارين الرياضية).
تستغرق بعض ردات الفعل التحسُّسية تجاه الأطعمة ساعات لكي تحدث، وقد تسبب أعراضًا مثل ألَم البَطن والغثيان والتشنج والإسهال.
  التَّشخيص 
    اختبارات وخز الجلد، أو اختبار الغلُوبُولين المناعي تجاه مادة مُحسسة محددة
    النظام الغذائي الاستبعادي: وهو اتباع حمية غذائية تسثني المادة الغذائية المشتبه بأنها تُسبب الحساسية
يشتبه الأطباء بالحساسية الغذائية بناءً على القصة السريرية وتاريخ المريض.عادة ما تكون الحساسية واضحة لدى البالغين.ولكن تشخيص الحساسية الغذائية لدى الأطفال قد يكون أمرًا صعبًا.قد يكون من الصعب تمييز بعض أنواع الحساسية الغذائية عن المشاكل الهضمية الأخرى، مثل داء المعي المتهجة .
قد تُجرى اختبارات وخز الجلد باستخدام عينات من الأطعمة المختلفة عند الاشتباه بالحساسية الغذائية.يجري وضع قطرة من كل عينة على جلد الشخص، وبعد ذلك يجري وخزه باستخدام إبرة.إن حدوث ردة فعل في الجلد تجاه طعام محدد لا يعني بالضرورة أن الشخص لديه حساسية من هذا الطعام، ولكن عدم ظهور أي ردة فعل في الجلد تجاه طعام محدد يعني غالبًا بأن الشخص لا يتحسس من هذا الطعام.
بدلاً من ذلك، قد يُجرى اختبار الغلوبولين المناعي النوعي للمادة المُحسسة (IgE)يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أنواع مختلفة من الغلوبولين المناعي IgE استجابةً لكل مستضد.على سبيل المثال، يختلف الغلوبولين المناعي E (IgE) الذي يُنتجه الجسم بعد استنشاق غبار الطلع عن الغلوبولين المناعي الذي يَجرِي إنتاجه عند تناول المكسرات.ولإجراء الاختبار، يقوم الطبيب بسحب عَيِّنَة من الدَّم ويحدد ما إذا كان الغلوبولين المناعي في الدم يرتبط إلى المادة المُحسسة النوعية المُستخدمة في الاختبار، مثل الفستق السوداني.في حال حدوث الارتباط، فإن ذلك يثبت بأن الشخص لديه حساسية لتلك المادة.
إذا أظهرت نتيجة أي من الاختبارات بأن طعامًا محددًا يُسبب الحساسية، فينبغي استبعادها من النظام الغذائي.إذا ساعد التوقف عن استهلاك الطعام على التخفيف من الأعراض، يَجرِي إعطاء الشخص الطعام مرَّةً أخرى لمعرفة ما إذا كانت الأعراض تظهر بعد تناوله.تُجرى هذه الخطوة كجزء من اختبار التحدي الفموي، عندما يكون ذلك ممكنًا.يُجرى اختبار التحدي الفموي لتأكيد التَّشخيص.
في اختبار التحدي الفموي، يُعطى الشخص طعامًا آخر (مثل الحليب أو التفاح) على دفعتين: واحدة مع الطعام المشتبه فيه، وواحدة دون الطعام المشتبه فيه.ثم يُراقب الطبيب الشخص في أثناء تناوله الطعام:
    إذا لم تتطور أعراض بعد تناول الطعام المشتبه به، فلا يكون الشخص متحسساً من الطعام.
    أما إذا ظهرت الأَعرَاض بعد تناول الطعام المشتبه به وليس بعد تناول الطعام الآخر، فغالبًا ما يكون لدى الشخص حساسية من الطعام المشتبه به.
وتنطوي الطرق الأخرى لتحديد حساسيَّة غذائيَّة على الأنظمة الغذائية الاستبعادية elimination diets:
    النظام الغذائي الذي يستبعد فقط الطعام أو الأطعمة التي يُشتبه بأنها تسبب الحساسية
    النظام الغذائي الذي يتكون فقط من الأطعمة التي لا يُحتمل أن تسبب رد فعل تحسُّسي
قد يكون النظام الغذائي الاستبعادي الاختبار الوحيد المُستخدم لتشخيص حساسية الطعام، أو قد يُستخدم بعد اختبار وخز الجلد أو اختبار الغلوبولين المناعي IgE المصلي النوعي لمادة مُحسسة محددة.
بالنسبة للنوع الأول من النظام الغذائي الاستبعادي، يتوقف الشخص عن تناول جميع الأطعمة التي قد تسبب الأَعرَاض لمدة أسبوع تقريبًا.
أمَّا النوع الثاني من النظام الغذائي الاستبعادي، والذي يتكوَّن من أطعمة لا يُحتمل بأن تسبِّب ردَّات فعل تحسُّسية، فيمكن تجريبه بدلًا من النوع الأول من النظام الغذائي.يتضمن النظام الغذائي الاستبعادي من النوع الثاني ما يلي:
    اتباع نظام غذائي يحدده الطبيب
    تناول الأطعمة والسوائل المُحدَّدة في النظام الغذائي فقط والمحضرة فقط باستخدام مواد نقية (وهو ما يستبعد العديد من الأطعمة المُعدَّة تجاريًّا)
هناك العديد من الأنواع المحتملة للأنظمة الغذائية الاستبعادية، والتي تتباين في الأطعمة التي تستبعدها أو تسمح بها.فعلى سَبيل المثال، قد يستبعد نظام غذائي لحوم الأبقار والأغنام، وفي الوقت ذاته يسمح بلحوم الدجاج.في حين قد يستبعد نظام غذائي آخر لحوم الأغنام والدجاج، ويسمح بلحوم الأبقار.
ليس من السهل اتباع مثل هذه الأنظمة الغذائية الاستبعادية، لأن العديد من المنتجات الغذائية لا تكون مكوناتها واضحة أو متوقعة.على سبيل المثال، تحتوي العديد من أصناف خبز الجاودار على كميات ضئيلة من دقيق القمح.ولا يُنصح المريض بتناول الطعام في المطاعم، بسبب الحاجة إلى معرفة جميع المُكَوِّنات الداخلة في تركيب الوجبة.
إذا لم تتحسن الأعراض بعد أسبوع واحد، فقد يوصي الأطباء باتباع نظام غذائي استبعادي مختلف.
في حال عدم حدوث أية أعراض، تَجرِي إضافة طعام جديد واحد في كل مرة.تُعطى كل مادة طعامية جديدة لفترة لا تقل عن 24 ساعة أو حتى تظهر أَعرَاض الحساسية، وبذلك يَجرِي تحديد حساسية.أو قد يطلب الطبيب من المريض تناول كمية صغيرة من الطعام في عيادته.ثم يلاحظ الطبيب رد فعل المريض تجاه الطعام.
هل تعلم..
    يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية الشديدة أن يحملوا معهم دائمًا مضادَّات الهيستامين وحقن الإبينفرين، وذلك تحسبًا لحدوث استجابة تحسسية شديدة.
  الوقاية 
لسنوات عديدة، بقي الأطباء ينصحون بعدم تغذية الرضع الأطعمة التي تؤدي عادة إلى رد فعل تحسُّسي (مثل الفول السوداني)، وذلك كوسيلة للوقاية من الحساسية الغذائية.ولكن، تشير الأدلة الجديدة إلى أن تغذية الرضع الأطعمة التي تحتوي على الفول السوداني قد تساعد على وقايتهم من الإصابة بحساسية الفول السوداني.من الضروري إجراء المزيد من الدراسات حول هذه المقاربة.
يجب على الأهل استشارة طبيب الأطفال حول أفضل الطرق للوقاية من الحساسية تجاه الفول السوداني لدى طفلهم.
  المُعالجَة 
    النظام الغذائي الاستبعادي
    الأدوية لتخفيف الأَعرَاض
يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية الامتناع عن تناول الأطعمة التي تؤدي إلى الحساسية، واستبعادها من نظامهم الغذائي.
وتجري حاليًا دراسات حول إزالة الحساسية الغذائية عن طريق استبعاد الأغذية المسببة للحساسية أولاً، ثم تناول كميات صغيرة منها، أو وضع قطرات منها تحت اللسان.على سبيل المثال، هناك مستحضرات جديدة من الفول السوداني تساعل على جعل المرضى الذين يعانون من حساسية الفول السوداني أقل حساسية تجاهه.ولكن لا تزال هذه المستحضرات تحت الاختبار.
تكون مضادَّات الهيستامين مفيدة فقط لتخفيف الشرى والتورم.يمكن للكرومولين الذي يجري تناوله عن طريق الفم أن يُساعد أيضًا على تخفيف الأَعرَاض.يُتاح هذا الشكل من الكرومولين فقط عن طريق الوصفات الطبية.
ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية الشديدة حمل مضادَّات الهيستامين معهم على الدوام، وتناولها فورًا عند حدوث ردة فعل تحسسية.كما ينبغي عليهم أيضًا حمل حقن إبينفرين ذاتية لاستخدامها عند حدوث ردود فعل تحسسية قوية.


أخبار مرتبطة