، كما ينبغي على الطبيب التخفيف من قلق المريض والتجاوب بشكل عقلاني مع احتياجاته، لأن بعضهم قد تكون له تجارب سابقة سببت له الألم عند زيارة طبيب الأسنان، فضلا عن ذلك يجب على المريض معرفة أسباب الخوف والتعامل معها بشكل جدي وتدريجي، ويمكن اللجوء لطبيب نفسي للمساعدة في نزع هذا الخوف، فإذا كان السبب هو الطبيب نفسه، فيجب البحث عن شخص آخر، من المهم بشكل خاص أن تجد طبيب أسنان تثق به.
وإذا لم تنجح تلك المحاولات، يبقى الحل الأخير وهو اللجوء للتخدير الكامل حتى يتمكن الطبيب مع علاج المريض، لتجنب حدوث مشاكل تؤثر بشكل خطير على صحة اللثة والأسنان.
وتبقى النصيحة الأكثر أهمية هي الحرص على العناية بالأسنان وتنظيفها بشكل جيد، بالإضافة إلى زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري قبل حدوث المشاكل في الأسنان.
الدكتور عبدالواحد حمصي اخصائي إصلاح الأسنان أوضح أن أهم أسباب الخوف لدى المراجعين من طبيب الأسنان هي قلة الوعي لدى المجتمع وعدم معرفة الكثير من الخطوات العلاجية التي يقدمها طبيب الأسنان وبالتالي تعتبر زيارة طبيب الأسنان كرحلة إلى أمر مجهول وهو ما يؤدي إلى الخوف والتوتر لدى المراجع.
ومن أسباب الخوف هو ارتباط زيارة طبيب الأسنان بالألم و إبرة البنج أو من وجود تجارب سابقة مؤلمة لنفس المراجع أو لأحد أصدقاء و أقارب المراجع.
هاجس عالمي
واستطرد بقوله: الخوف من ارتياد عيادة طبيب الاسنان هاجس عالمي: نعم، يعتبر هاجسا عالميا ونعاني نحن الأطباء من المراجعين الذين يعانون من رهاب طبيب الأسنان بشكل يومي في العيادات مما يصعب علينا في بعض الأحيان من تقديم العلاج للمراجعين.
وللتغلب من رهاب طبيب الاسنان
يجب بناء علاقة قائمة على المصداقية و بين الطبيب والمراجع وأن تكون الخطة العلاجية واضحة بجميع خطواتها بحيث يقوم الطبيب بشرح جميع الخطوات للمراجع و بالتالي يكون المراجع ملم بتفاصيل العلاج داخل العيادة مما يخفف من قلقه و توتره أثناء تلقيه العلاج.
أيضا، استخدام بعض أساليب التشتيت الذهني مع بعض المراجعين شديديّ الخوف للتخفيف عليهم.
وينصح أن يقوم الطبيب باستقبال المراجع ومناقشة الخطة العلاجية في مكتب الطبيب قبل البدء بالعلاج على كرسي الاسنان، لأن كرسي الأسنان يولد الخوف عند الكثير من المراجعين.
ويفضل أن تكون أول زيارة للمراجع عبارة عن كشفية ومناقشة الخطة العلاجية وعدم البدء بأي علاج إن أمكن لتهيئة المراجع نفسيا.
استخدام الألوان
وأضاف الدكتور حمصي إن الاطفال أكثر خوفا من اطباء الاسنان لذا يتوجب تهيئة عيادة أسنان الأطفال أن تكون ملائمة للأطفال باستخدام الألوان وبعض الألعاب التي تجذب الطفل.
أيضًا، أن تكون أول زيارة للطفل استكشافية وتعريفية على العيادة وبعض الأدوات الأساسية وعدم البدء بالعلاج إلا إذا استدعى الأمر غير ذلك.
العمل على خلق نظام مكافآت لتحفيز الطفل على التعاون مع طبيب الأسنان وتوزيع هدايا تحفيزية للطفل بعد الانتهاء من العلاج بحيث تكون الزيارات القادمة لطبيب الأسنان إحدى رغبات الطفل في المستقبل.
نصائح نفسية
تحلل الأخصائية النفسية في علم النفس الإكلينيكي نهلة الوشاح بعض الناس لديهم رهابٌ من طبيب الأسنان لدرجة أنهم لم يزوروا طبيباً للأسنان منذ عدة سنواتٍ، وتعود أسباب الخوف من كرسي وطبيب الأسنان إلى عدة نواحي أولها أن طبيب الأسنان يدخل أدوات وخاصة الإبرة إلى منطقة تعتبر حميمة على الإنسان وبشكل قسري على عكس دخول الإبرة في مناطق أخرى بعيدة عن رؤية المريض. إضافة للخوف من بعض الأدوات والآلات والتي تدور بسرعات عالية في فم المريض، والخوف يتركز بفئة الأطفال الذين يشكلون النسبة الأكبر ثم الرجال أكثر من النساء وهذا ما يتفق عليه أغلب أطباء الأسنان.
وبالتالي هناك بعض النصائح النفسية التي من الممكن أن تخفف من مخاوفك مثل: سماع الموسيقى الهادئة قبل زيارة طبيب الأسنان أو مشاهدة بعض الأفلام المضحكة التي تساعد على الحد من التوتر الذي يشعر به المريض قبل العلاج. طريقة استقبال الطبيب للمريض وتعامله معه يخفف من التوتر والخوف. من الضروري اختيار طبيب اسنان ذو ثقه، و اختيارك للطبيب لايعتمد فقط على مهارته أو درجته العلمية. يعتمد العلاج بشكل كبير على الحالة النفسية لك وللطبيب لذا من المهم أن تجد الطبيب الذي ترتاح له وتثق به.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 75% من البالغين وكذلك والاطفال بنسبه اكبر يعانون من الخوف من المعالجة السنية بدرجات بين المتوسطة والشديدة.لكن حوالي 5-10 % يخشون من تلقي المعالجة السنيّة ويتجنبون العناية الطبيّة بالأسنان بأيّ وسيلة.
الكثير من الأشخاص الذي يعانون من الخوف من المعالجة السنية يلجؤون إلى تلقي العلاج في الحالات الطارئة فقط مثل: وجع الأسنان والخراج السني.بسبب مخاوفهم، حيث أنهم يتجنبون زيارة طبيب الأسنان خوفًا من تلقي العلاج السني إلى أن يصابوا بحالة مرضية طارئة تتطلب العلاج ، وذلك من الممكن أن يكون له دور كبير في تعميق وزيادة خوفهم.