تاريخ النشر 28 فبراير 2022     بواسطة الدكتور محمد عوض رزيق     المشاهدات 1

تنظير الجهاز الهضمي,

غالبية حالات النزيف في الجهاز الهضمي تكون نزيف في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، مثل: المريء، والمعدة، والاثني عشر، أو من الجزء السفلي، مثل: النزيف في الأمعاء الغليظة. قليلة جدًا هي حالات النزيف التي يكون مصدرها من الأمعاء الدقيقة، والحقيقة أنه حتى قبل فترة وجيزة لم يكن بالإمكان اكتشاف مصادر ا
لنزيف في الأمعاء الدقيقة دون إجراء فحوصات باضعة جدًا.
تنظير الجهاز الهضمي هو فحص جديد نسبيًا يستخدم لتشخيص الحالات التي تكون الأمعاء الدقيقة جزءًا منها، وخاصة تشخيص مصادر النزيف التي لم يتم تشخيصها بواسطة الفحص العادي، مثل:
    تنظير المعدة (Gastroscopy).
    تنظير القولون (Colonoscopy).
متى يتم إجراء الفحص؟
السبب الرئيس لإجراء هذا الفحص هو الشكوى من نزيف في الجهاز الهضمي، والخضوع لفحص تنظير المعدة والقولون دون التوصل لنتيجة.
سبب آخر هو الشك بوجود داء كرون، بعد الفحص العادي الذي يشمل تنظير المعدة والقولون وتصوير الأشعة مع الباريوم دون التوصل لنتيجة.
الفئة المعرضه للخطر
ليس من المحبذ للأشخاص التاليين إجراء فحص تنظير الجهاز الهضمي:
    الذين لديهم تضيق في الجهاز الهضمي، أو ناسور (Fistula)، أو انسداد بالأمعاء (Intestinal obstruction).
    الأشخاص الذين يتضمن سجلهم الطبي إجراء عدد من العمليات الجراحية في منطقة البطن، ذلك يزيد من مخاطر حدوث الانسدادات.
    الأشخاص الذين يعانون من بطء عمل الأمعاء والذي يكون بالغالب ناتجًا عن الإصابة بالسكري.
    النساء الحوامل.
    الأشخاص الذين يعانون من مشكلات بالبلع.
    الأشخاص الذين يطلب منهم إجراء فحص الرنين المغناطيسي.
عندما يكون هنالك شك بإمكانية أن تعلق الكبسولة داخل الجسم بالإمكان إجراء فحص استباقي يشمل كبسولة ذات جهاز بث فقط، ومصنوعة من مواد ذاتية التحلل؛ لأنها لا تشكل أية خطورة، هذا الفحص يساعد الطبيب على التنبؤ إن كانت كبسولة الفيديو ستعلق في الأمعاء خلال الفحص.
الأمراض ذات الصلة
تشتمل الأمراض ذات الصلة على الآتي:
    خلل التنسج الوعائي في الأمعاء الدقيقة (Angiodysplasia).
    نزيف خفي في الجهاز الهضمي (Occult bleeding).
    داء كرون (Crohn Disease).
    الأورام في الأمعاء الدقيقة.
طريقة أجراء الفحص
خلال فحص تنظير الجهاز الهضمي يتم ابتلاع كبسولة خاصة أحادية الاستخدام تحتوي على آلة تصوير وجهاز بث، تمر الكبسولة عبر الجهاز الهضمي وتبث من هناك صورًا إلى جهاز يكون موضوعًا على جسم المريض، بعد ذلك يقوم الطبيب بمراجعة الصور وتحديد مصدر النزيف.
الاستعداد للفحص
قد تظهر نتائج فحص الكبسولة أن على المريض إجراء عملية جراحية من أجل استئصال الجزء النازف من الأمعاء الدقيقة، في حال رفض المريض فكرة إجراء العملية الجراحية فلن يكون لهذا الفحص أي منفعة من الناحية الطبية بالنسبة للمريض، وعليه استشارة الطبيب بهذا الخصوص.
 اليوم هنالك عدد كبير من أنواع من تنظير الجهاز الهضمي بحسب الكبسولة:
    للمرور عبر الأمعاء الدقيقة.
    للمرور عبر الأمعاء الغليظة.
    للمرور عبر المريء والمعدة.
يختلف نوع الاستعدادات التي يجب القيام بها باختلاف نوع الفحص، تشتمل الاستعدادات لهذا الفحص على الآتي:
    الحمية: يجب اتباع حمية معينة، غالبًا حمية تعتمد على  السوائل الصافية خلال اليوم الذي يسبق الفحص، كما يجب الصوم بشكل كامل قبل الفحص بعشر ساعات، ويجب اتباع تعليمات الطبيب والحرص على اتباعها.
    الأدوية: في حال كنت تتناول أدوية معينة بشكل متواصل فيجب استشارة الطبيب المعالج؛ ذلك لأنه يمنع أخذ أي دواء قبل الفحص بساعتين إلا إذا طلب منكم ذلك بشكل صريح.
    وضع المساحيق: لا يجوز وضع أي نوع من أنواع الكريمات أو المساحيق على الجسم خلال يوم الفحص.  
    الملابس: يجب على المريض الحضور بملابس مؤلفة من قطعتين أي ليس فستانًا، ويجب أن لا يكون ملتصق بالجسم ولا شفافًا.
خلال الفحص
سيتم إلباس المريض حزامًا يحمل الجهاز المستقبل للبث والبطارية الخاصة به، ويكون هذا الجهاز موصولًا بعدد من الأقطاب الكهربائية الملصقة على البطن، بعد تشغيل الجهاز سيطلب من المريض ابتلاع الكبسولة، بعد نحو ساعتين بإمكان المريض البدء بشرب سوائل شفافة وصافية، وبعد أربع ساعات سيكون بإمكانه تناول وجبة خفيفة.
خلال فحص تنظير الجهاز الهضمي على المريض البقاء متنبهً وفحص أضواء الجهاز إن كانت تنير وتنطفئ بناء على الإرشادات التي تلقاها، يستغرق فحص تنظير الجهاز الهضمي من 8 إلى 9 ساعات، لكن إذا شعر المريض خلال هذه الفترة بأي ألم في البطن، أو بالغثيان أو الحاجة للتقيؤ فعليه التوجه فورًا للطبيب.
من المفترض أن تخرج الكبسولة تلقائيًا عبر البراز، وليس من المفترض أن يكون هذا الأمر مؤلمًا، كما يجب الامتناع عن نزع المعدات أو تحريكها من مكانها على الجسم.
بعد الفحص
بعد نحو تسع ساعات بالإمكان العودة لتناول الطعام بشكل اعتيادي، إذا لم يكن المريض متأكد من أن الكبسولة خرجت من جسمه، وإذا شعر بألم في البطن أو غثيان أو بالحاجة للتقيؤ فعليه التوجه فورًا إلى الطبيب.
يمنع بشكل قطعي إجراء فحص الرنين المغناطيسي (MRI) في حال لم يكن من المؤكد خروج الكبسولة من الجسم، وذلك نظرًا لأن الحقل المغناطيسي الذي ينتج عن فحص الرنين المغناطيسي من الممكن أن يؤدي لتحرك الكبسولة بسرعة أكبر، مما قد يؤدي لانثقاب الأمعاء (Perforation).
بعد الانتهاء من فحص الكبسولة يجب تسليم المعدات والأدوات للطبيب بأسرع وقت ممكن، يجب الانتباه لعدم تعريض الآلات للصدمات والضربات أو لأشعة الشمس القوية أو الاهتزازات.
[video|12|شاهدوا بالفيديو: عن التصوير بالرنين المغناطيسي - MRI
تحليل النتائج
يقوم الطبيب بتحليل مجموعة الصور التي حصل عليها من الجهاز، ويسجل نتائج هذا التحليل، النتائج السليمة تعني أنه لم يكن هنالك أي مصدر نزيف أو أي تضيق أو أي اضطرابات أخرى.
في بعض الحالات لا تنجح الكبسولة بتصوير بعض الاضطرابات رغم وجودها، خصوصًا إذا كانت صغيرة جدًا، في مثل هذه الحالات إذا استمر نزيف الدم أو فقر الدم فمن الممكن أن يتم توجيه المريض لإجراء فحوص أخرى باضعة أكثر، مثل: التنظير بالبالون المزدوج (Double balloon enteroscopy).
أما النتائج غير السليمة فعادة ما تشير لنوع الاضطراب ومكانه، أحد أكثر الاضطرابات انتشارًا في مثل هذه الحالات هو خلل التنسج الوعائي (Angiodysplasia)، وهو ورم حميد في الأوعية الدموية يظهر عادة في الأمعاء الدقيقة ويؤدي لنزيف مزمن، يُعد أفضل علاج لهذا الاضطراب الذي يؤدي لفقر شديد بالدم هو الاستئصال الجراحي.


أخبار مرتبطة