لأوسط.
إنه الدكتور فواز القحطاني، الذي يكشف لصحيفة “مكة” الإلكترونية في هذا الحوار عن محطات هامة في حياته، وإنجازات بارزة حصل عليها من أكبر المؤسسات التعليمية في العالم وبالتحديد في الولايات المتحدة الأمريكية التي سجّل فيها عددا من براءات الاختراع، لاسيما هذه الطريقة الجراحية الجديدة التي تمكّن الأطباء من زراعة العظم المفقود باستئصال جزء من المنطقة الأمامية للفك السفلي ونقلها إلى المكان المراد تعويضه تحت البنج الموضعي مما يقلل من المضاعفات المصاحبة للطريقة القديمة. وتعد هذه الطريقة نقلة نوعية في عمليات التطعيم العظمي ما قبل زراعة الأسنان.
١- من هو فواز القحطاني ؟
الدكتور فواز القحطاني وُلد في قرية الوهابة التابعة لمحافظة سراة عبيدة بمنطقة عسير، بعد ذلك التحق بجامعة الملك سعود بكلية طب الأسنان، وحصل على درجة البكالوريوس في طب وجراحة الأسنان مع مرتبة الشرف العليا، ثم التحق بجامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي وحصل على درجة الماجستير وشهادة الاختصاص في الاستعاضة السنية وتركيبات الوجه والفكين ، ولم تتوقف مسيرته عند هذا الحد، بل التحق بإحدى أعرق الجامعات بكاليفورنيا ليحصل على درجة الزمالة الأمريكية بزراعة الأسنان وكذلك البورد الأمريكي في الاستعاضة السنية.
حصل الدكتور فواز على العديد من الجوائز العالمية في طب الأسنان، ولديه الكثير من براءات الاختراع والأبحاث في مجال طب الأسنان، وقد عُيّن رئيس اللجنة العلمية للاختبارات تخصص استعاضة سنية بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وأسس الدكتور فواز القحطاني مجمع عيادات البروفيسور لطب الأسنان والتي تعتبر من أوائل العيادات بالشرق الأوسط في مجال زراعة الأسنان، لما تحتويه من تجهيزات متقدمة واستشاريين متميزين في علم زراعة الأسنان.
٢- أبرز ثلاث محطات في حياتك ؟!
المحطة الأولى: اختيار التخصص بعد مرحلة البكالوريوس في طب الأسنان تعتبر من أهم المحطات المفصلية في المسيرة المهنية، فطب الأسنان من العلوم المتغيرة والذي يشمل على أكثر من ١٠ تخصصات فرعية، لم يكن القرار سهلاً، أن يتم تحديد تخصص المستقبل والذي سأقضي فيه بقية حياتي، اخترت تخصص الاستعاضة السنية لأنه أحد أهم ركائز طب الأسنان وهو ما يحدد الخطة العلاجية والتغيير الجذري والسريع في جمال ووظيفة أسنان المراجع.
المحطة الثانية: الانتقال للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على درجة الاختصاص وما ترتب عليها من عقبات وصعوبات، ومن ثم التأقلم مع البيئة الجديدة والتعايش مع الثقافة الغربية؛ لم يكن الأمر سهلا كما يتصور الأغلبية، تحمل أعباء العمل والدراسة وكذلك الأسرة في وقت واحد، ووجود هدف محدد بأن أحصل على درجة البورد الأمريكي وهي أعلى شهادة إكلينيكية في التخصص، لكن بفضل الله وتوفيقه استطعت من أن أوافق بينها وأن احصل على درجة الماجستير و الزمالة و البورد الأمريكية.
المحطة الثالثة: وهي عندما قررت إنشاء عيادتي الخاصة والتي تواكب أحدث التطورات العالمية في طب الأسنان، فطب الأسنان من العلوم المتغيرة والتي تتطلب تجديدا دوريا للكثير من الإجراءات العلاجية، كانت الفكرة موجودة منذ أن كنت طالباً بمرحلة البكالوريوس، وزاد يقيني فيها عندما رجعت من الولايات المتحدة الأمريكية، بضرورة وجود عيادة متخصصة أستطيع تطبيق كل ما تعلمته خلال مسيرتي التعليمية وتقديم خدمات علاجية مميزة للمراجعين.
٣- أقرب هذه المحطات لقلبك؟ ولماذا؟
بعد هذه المسيرة الطويلة والتي تقارب ٢٠ عاما، أجد أن وصولي إلى هدفي و تأسيس عيادات البروفيسور لطب الأسنان والتي تعتبر أيقونة لامعة في طب الأسنان، هي أقرب المحطات وأجملها إلى قلبي.
٤- ماهي أبرز الشخصيات التي تستحضرها وأثرت في مسيرتك؟
هناك شخصيات كثيرة لها تأثير ايجابي بحياتي، أبرزها هو مشرفي أثناء تواجدي بجامعة روتجرز بنيوجيرسي البروفيسور روبرت فلنتون، والذي كان له الفضل الكبير في دعمي وتوجيهي، حتى تمكنت من الحصول على درجة الاختصاص والماجستير والبورد في تخصص الاستعاضة السنية، كان كالأب الموجة والحريص على كل تفاصيل حياتي، ومازال حتى اليوم يتواصل معي ويحرص على أن أستمر بمسيرة النجاح والتقدم.
٥- أبرز المعوقات التي واجهتك في كل محطة؟ وكيف تم التغلب عليها؟
لاشك في أن مراحل الحياة المتغيرة يتخللها الكثير من الصعوبات، والتي تتطلب التوكل على الله والعمل الدؤوب لتجاوزها، قد تكون فترة الابتعاث وإكمال التخصص هي من أصعب المراحل التي مررت فيها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحصول على شهادة البورد الأمريكي في تخصص الاستعاضة السنية، هو من أصعب البوردات بطب الأسنان، لما يتطلب من تحضير العديد من الحالات وفق لضوابط محددة، بعض هذه الحالات المعقدة تتطلب فترة علاج تمتد من سنة إلى سنتين، وبعد ذلك يكون هناك اختبار تحريري ومن يجتازه ينتقل للمرحلة التي تليها وهي تكاد تكون الأصعب على الإطلاق، فيتم عرض الحالات على ثلاث لجان منفصلة ويقومون بمراجعتها وتوجيه الكثير من الأسئلة الدقيقة عن الحالة، فالغالب هم قلة من يجتازون هذا الاختبار لصعوبته وصعوبة الإعداد لمثل هذه النوعية من الاختبارات، ولكن بفضل الله عز وجل وتوفيقه اجتزت هذا الاختبار من أول مرة وحصلت على شهادة البورد والزمالة الأمريكية في الاستعاضة السنية وزراعة الأسنان.
٦– ما هي الاستعاضة السنية؟
هي فرع من تخصص الأسنان المختص بتشخيص ووضع خطة علاجية لتجميل الأسنان وتعويض الأسنان المفقودة بعد خلعها للحفاظ على وظائف الفم، وراحة ومظهر وصحة المريض.
7 – هل طب الأسنان الأقل دخلاً بين تخصصات الطب الأخرى؟
يُعتبر من ضمن المهن الأعلى أجرا بالعالم وهي من المهن التي تتطلب مستوى عاليا من التعليم وسنوات طويلة من الدراسة والتدريب وأحيانا تتطلب سنوات دراسة إضافية، فهو يُعتبر مهنة مستقرة إذ حاجة المجتمع لعلاج الفم والأسنان مُتطلب دائم لا يُمكن الاستغناء عنه.
٨- كثرة عيادات الأسنان على ماذا يدل؟
نسبة تسوس الأسنان بالمملكة قد تصل إلى 95% بسبب الاستهلاك المفرط بالمشروبات والمأكولات المحلاة وعدم الاهتمام بنظافة الأسنان، هذه الأمراض تتطلب وجود عيادات متخصصة في طب الأسنان للتمكن من علاج هذه الأمراض والحد من تفشيها .
٩- كيف ترى مستقبل المهنة في ظل أعداد البطالة الملاحظة لأطباء الأسنان ؟
لازلت أرى أن هناك حاجة ماسة لطبيب الأسنان السعودي المؤهل والذي يستطيع تقديم خدمات علاجية مميزة، ولعل التوجه يكون للقطاع الخاص أكثر من الجهات الحكومية، ولكن ذلك يتطلب توفير بيئة وظيفية ملائمة لهم، وأن يتم بإلزام العيادات الخاصة بسلم رواتب وساعات عمل تكون مقاربة للقطاع الحكومي، وعندما تتوفر هذه البيئة المحفزة لهم ستجد الإبداع من أبناء هذا البلد والذي يشهد لهم بتميزهم في كافة علوم الطب على مستوى العالم.
(كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء)
كل الشكر والمحبة والتقدير لصحيفة مكة والأيادي الخيّرة التي تعمل بلا كلل، لكي تُرينا صفحات النور كل يوم.