أطباء أمس رسميا نجاح عملية زراعة الرئتين التي أجريت لها وتجاوزها مرحلة الخطر.
وبذلك تسدل السيدة العسيرية الاصل المكاوية المنشأ الستار على مرحلة تعدها الاسوأ في حياتها عاشت خلالها رحلة مع المرض الرئوي الذي أنهكها طوال سبع سنوات مضت تجرعت خلالها كل أنواع العذاب والألم كما قالت.
جاء ذلك امس خلال إعلان نجاح عملية زراعة الرئتين التي اجريت للسيدة السعودية فاطمة العسيري في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة والتي تعد العملية الثالثة على مستوى الشرق الأوسط في مؤتمر صحافي للأطباء الذين شاركوا في هذه العملية. وقال «الأطباء ان معاناة السيدة فاطمة العسيري مع المرض كانت منذ اكثر من 7 سنوات شخصت بانها ارتفاع شديد في الضغط الرئوي وعلاجه الوحيد هو زراعة رئتين لها». وقال الدكتور اسكندر القثمي استشاري جراحة الصدر وزراعة الرئتين وأحد الأطباء الذين اجروا العملية «إن السيدة ظلت تتردد على المستشفى وتأخذ الأدوية الى أن ابلغنا مركز زراعة الأعضاء السعودي بوجود رئتين تناسب فصيلة دم المريضة وبالفعل قمنا بإجراء عملية استئصال الرئتين من المتبرع وزراعتها في السيدة واستغرقت العملية حوالي 6 ساعات خرجت بعدها المريضة للعناية الخاصة واستمرت تحت الرعاية الى أن خرجت من المستشفى بعد اسبوعين من العملية وهي بحالة صحية جيدة». وكانت السيدة فاطمة وهي في العقد الثالث تجلس في الصف الاخير من قاعة محاضرات مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة أثناء المؤتمر وهي ترتدي عباءتها وغطاءها مستمعة لكل الأسئلة، وكأنها صحافي يريد أن ينقل تغطية الحدث لصحيفته. كيف لا؟ وهي سبب عقد هذا المؤتمر وعمليتها هي مصب النقاش؟ لقد استمرت تركز في جميع الأسئلة الطبية خاصة التي توجه الى أطباء العملية والتي تتعلق بعمليتها الجراحية وكأنها تريد الاطمئنان الى أنها ستكون مستقبلا افضل.
وقالت فاطمة العسيري لـ«الشرق الأوسط» «عشت معاناة رهيبة مع المرض طوال السنوات الماضية» مشيرة الى أنها تخضع الآن لمرحلة علاجية مكثفة وتشعر بتحسن مستمر.
وردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» قال الدكتور اسكندر «العملية اجريت مجانا ولكن تكلفة العملية في أي مستشفى في الولايات المتحدة الأميركية تصل الى 160 الف دولار أميركي في أي مستشفى أميركي وتبلغ قيمة الادوية والرعاية خلال الستة الأشهر الأولى 16 الف دولار شهريا ولكنها تقل في الشهور الستة الثانية وتصل الى 5 الاف دولار شهريا وتقدر عموما التكلفة الإجمالية خلال عشر سنوات ما بعد العملية بحوالي 500 الف دولار أميركي».
الدكتور سالم الفبفي استشاري الباطنية وزراعة الرئة والطبيب المشارك في العملية الجراحية قال «إن زراعة الرئة تجري للمرضى الذين ليس لامراضهم الرئوية أي أدوية ناجحة وفعالة وتغنيهم عن مصاعب الزراعة ولابد من مراعاة الاشتراطات الصحية للمريض الذي تتم له زراعة الرئة مثل خلوه من بعض الأمراض المستعصية مشيرا الى انه أحيانا تتم زراعة القلب والرئة في آن واحد».
الدكتور طارق لنجاوي المدير التنفيذي بالإنابة بتخصصي جدة قال «ان المستشفى أجرى عملية سابقة مماثلة قبل عامين تمت بنجاح والمريض يجلس بيننا الآن وهو بصحة جيدة وهذة العملية هي الثانية من نوعها على مستوى الشرق الأوسط» مشيرا الى طموحه في تعاون جميع المراكز الطبية لانجاح مثل هذة العمليات.
هناك وعلى كرسي آخر في داخل قاعة المؤتمر كان السيد سعد المنعمي الموظف بأمانة العاصمة المقدسة يجلس على كرسيه متابعا وهذا هو الشخص الذي أجرى عملية جراحية مماثلة قبل عامين تقريبا في نفس هذا المركز وكانت العملية الثانية التي تجرى من نفس النوع على مستوى الشرق الأوسط وقد بدا بصحة جيدة وفي احسن حال وقال لـ«الشرق الأوسط» «أعيش بحال جيدة وبصحة بعد أن كنت لا اتحرك الا ومعي امبوبة واسطوانة خاصة للتنفس من جراء المرض وظللت كذلك حتى وانا في عملي الى أن أجريت لي العملية الجراحية العام قبل الماضي وانا الآن امارس حياتي الطبيعية واتناول دواء خاصا عبارة عن حبوب مرتين يوميا في الصباح والمساء وسيظل معي هذا الدواء مدى الحياة كما قال لي الأطباء».
واضاف «لدي طفلان ولد وبنت وانا اعمل كاتبا في أمانة مكة» مشيرا الى انه يمارس رياضات مقننة ويستطيع عمل أي شيء في حدود عدم إجهاد نفسة.
وتشير اخر الاحصائيات الى ان 1635 عملية لزرع الرئة اجريت خلال عام 2002 م في جميع انحاء العالم لـ833 رجلا و820 امراءة بينهم اطفال واوضحت الاحصائية نفسها ان 1582 تبرعوا برئتيهم خلال العام نفسه وهم 913 من الاناث او 673 من الذكور.