المناطق التي يتكاثف فيها النمو إلى المناطق التي يتساقط فيها الشعر أو المناطق الصلعاء من الرأس، وفي هذا المقال سنخبركِ عن كل ما يهمك معرفته عن عملية زراعة الشعر ونتائجها.
عملية زراعة الشعر
زراعة الشعر هي عملية جراحية ينقل فيها الطبيب الشعر من منطقة يتزايد فيها نمو الشعر مثل جانبي الرأس أو مؤخرته، إلى المنطقة التي يتساقط فيها الشعر أو المناطق الصلعاء، وتتم من خلال إحدى الطريقتين التاليتين:
1- تقنية الشريحة - Follicular unit transplantation) FUT)
وكانت تُستخدم قديمًا، وما زالت تُستخدم في بعض العيادات، ومشكلة هذه الطريقة أنها تحتاج وقتًا للتعافي، وتترك ندبة في فروة الرأس، ويُزرع الشعر بهذه الطريقة، من خلال الخطوات التالية:
قطع شريحة صغيرة من فروة الرأس لا تتعدى بضعة سنتيمترات، من مؤخرة الرأس عادةً وتسمى "المنطقة المانحة".
خياطة المنطقة المانحة جراحيًا.
قطع الشريحة إلى عدة أجزاء صغيرة باستخدام عدسة مكبرة ومشرط جراحي خاص.
عمل فتحات صغيرة في المنطقة التي تخف فيها كثافة الشعر، وتُعرف بـ"المنطقة المستقبلة".
غرس القطع الصغيرة من فروة الرأس في المنطقة المستقبلة، لينمو الشعر بعد ذلك بطريقة طبيعية.
2- تقنية الاقتطاف غير الجراحية - Follicular unit Extraction) FUE)
وتُعد الأكثر شيوعًا في عيادات التجميل، وهي طريقة غير مؤلمة مقارنةً بتقنية الشريحة، وفيها يُزرع الشعر من خلال الخطوات التالية:
اقتطاف بصيلات الشعر من مؤخرة الرأس أو المنطقة التي تتزايد فيها كثافة الشعر "المنطقة المانحة"، من خلال عمل ثقوب متناهية الصغر ثم التقاط البصيلات بأداة خاصة.
معالجة البصيلات المقتطفة وتنظيفها، ثم عمل ثقوب صغيرة في المناطق المراد زيادة كثافة الشعر فيها، وزرع البصيلات بها.
عادةً ما يحتاج الطبيب إلى عدة جلسات (ثلاث إلى أربع جلسات) في هذه الطريقة، بحسب كثافة الشعر المطلوبة، وتتميز هذه الطريقة بأن المريض لا يحتاج وقتًا طويلًا للتعافي ويمكن ممارسة حياته بصورة طبيعية بعد الزرع بعدة أيام.
مراحل نمو الشعر المزروع
قد تتساءلين كيف سيكون نمو الشعر بعد الزراعة؟ والحقيقة أن الفترة بعد زراعة الشعر هي فترة حرجة بسبب التوتر حول نتيجة الزرع، وبصفة عامة تُعتبر عملية زراعة الشعر، سواء أُجريت عن طريق تقنية الشريحة أو تقنية الاقتطاف، عملية ناجحة، إذ تصل نسبة نجاحها بشكل عام لأكثر من 90%، ولكن يجب الانتظار عدة أشهر لرؤية النتيجة النهائية، ويمكن مراقبة مراحل نمو الشعر المزروع بعد الجراحة كالتالي:
من يوم إلى خمسة أيام بعد الجراحة: أول أسبوعين بعد عملية زرع الشعر هما الأكثر أهمية، وفي خلال الأيام الخمسة الأولى، قد يعاني المريض من تورم في المنطقة التي زرع الشعر بها، وفي الجزء الخلفي من الرأس "المنطقة المانحة"، وقد يتعرض الجلد في المنطقة المستقبلة للاحمرار بسبب الشقوق الدقيقة للشعر المزروع حديثًا، وعادةً ما يزول هذا الاحمرار بعد الأسبوع الأول أو الثاني، وتُشفى المنطقة المانحة بعد عدة أيام.
من ستة إلى عشرة أيام بعد الجراحة: في هذه المرحلة، يختفي التورم تمامًا ويقل الاحمرار أو يختفي أيضًا، كذلك قد تتكون قشرة حول كل بصيلة مزروعة وهو أمر طبيعي، إذ تجف الثقوب الصغيرة في الجلد، ويمكن إزالة القشرة عن طريق غسل الشعر بالماء وتدليك فروة الرأس برفق، أو الانتظار، فبحلول اليوم العاشر ستختفي القشرة ويظهر الشعر، كالشعر النامي بعد الحلاقة.
من الأسبوع الثاني إلى الثالث: يبدأ تساقط الشعر المزروع في هذه المرحلة، وبحلول نهاية الأسبوع الثالث أو الرابع، يختفي معظم الشعر المزروع، وهو أمر طبيعي ومتوقع وجزء من دورة الشعر العادية، ولكن لا يعني هذا أن البصيلات ستزول، ولكن تظل مكانها لينمو الشعر الجديد فيها بعد ذلك.
من نهاية الشهر الأول إلى الشهر الثاني: وتُعرف بمرحلة الراحة أو الكمون، إذ تدخل البصيلة في مرحلة راحة تختلف مدتها من شخص لآخر، ثم يبدأ نمو الشعر من جديد في بداية الشهر الثالث أو الرابع.
زراعة الشعر بعد 3 أشهر
بعد ثلاثة أشهر من عملية زراعة الشعر يبدأ الشعر النمو، وقد ينمو الشعر لدى بعض المرضى قبل الثلاثة أشهر، وقد يتأخر لدى بعض الأشخاص للشهر الرابع، ولكن يمكن رؤية شعر خفيف يبدأ الظهور في فروة الرأس في هذه المرحلة، وأحيانًا تظهر حبوب في هذه الفترة، وهي حالة تُعرف بالتهاب البصيلات، وهي ليست حبوبًا بالمعنى المفهوم ولكنها شعرًا ناميًا تحت الجلد، ولأن الشعر النامي لا يزال ضعيفًا فلا يستطيع اختراق فروة الرأس ويبدو كالحبوب، ويجب التفرقة بين التهاب البصيلات الذي يحدث نتيجة نمو الشعر وبين حدوث عدوى، فعادةً ما يختفي التهاب البصيلات خلال عشرة أيام من الزرع، أما في حالة حدوث العدوى فيزداد الالتهاب مع الوقت.
زراعة الشعر بعد 4 أشهر
في هذه المرحلة يبدأ الشعر الجديد النمو بالفعل ويمكن ملاحظته، أما إذا لم ينمو الشعر فيجب مراجعة الطبيب للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وعادةً ما يكون الشعر الجديد رقيقًا ومجعدًا، ولا داعي للقلق، فمع نمو الشعر سيصبح أكثر سمكًا ومفرودًا حسب طبيعة الشعر نفسه، ونظرًا لأن الشعر ينمو في البداية بمعدل مختلف وفقًا للمنطقة المزروع بها، فقد ينمو الشعر في مناطق ولا ينمو في مناطق أخرى، أو ينمو في مناطق بشكل كثيف وفي مناطق بمعدل أخف، وهو أمر طبيعي، ومع نمو الشعر بعد ذلك سيبدو بنفس الكثافة في كل المناطق.
زراعة الشعر بعد 5 أشهر
في هذه المرحلة يبدأ الشعر النمو بكثافة أعلى من الشهور السابقة، ويبدأ في تغطية المناطق الصلعاء أو ذات الشعر الخفيف، وقد يفتقر الشعر إلى التصبغ فيبدو أفتح من لون الشعر الأصلي، ولكن بمرور الوقت ستتحسن بنية الشعر ولونه ومظهره، ويبدأ طوله في الازدياد بمعدل سنتيمترًا واحدًا شهريًا، ومع دخول الشهر الخامس ربما يطلب الطبيب المتابعة للتأكد من أن نمو الشعر يسير بالمعدل الطبيعي.
زراعة الشعر بعد 6 أشهر
عديد من التغيرات يمكن رؤيتها بحلول الشهر السادس من الزرع، إذ تزداد كثافة الشعر بشكل كبير، ويزداد سمك الشعر وطوله وقد يصل طول الشعر في بعض المناطق لأكثر من ستة سنتيمترات، سيملأ الشعر الفراغات الآن، ويمكن أن يغطي المنطقة المزروعة من فروة الرأس بشكل كامل، وفي هذا الشهر ستتعافى تمامًا المنطقة المانحة، وإذا كان الزرع بطريقة الشريحة فسيستعيد الجلد في المنطقة المانحة مرونته، ويبدو الشعر بمظهر طبيعي وكثيف.
في النهاية، فإن عملية زراعة الشعر من الحلول الفعالة والعملية لتساقط الشعر المزمن ولحالات الصلع الوراثي التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية، احرصي فقط عزيزتي على اختيار عيادة تجميل ذات سمعة جيدة واتباع نصائح الطبيب في الفترة بعد الزرع للحصول على النتائج المرجوة.