تاريخ النشر 28 اغسطس 2021     بواسطة الدكتورة حنان الجهيران     المشاهدات 1

الأشعة التشخيصية.. الوسيلة الأدق للخيارات العلاجية

يهدف التصوير الطبي إلى وضع التشخيص الدقيق للحالة المرضية، حتى يتسنى للطبيب المعالج تحديد الخطة العلاجية المناسبة، وقد شملت الثورة التكنولوجية في المجال الطبي أجهزة الأشعة، فلم يقتصر الأمر على الأنواع السينية العادية كما السابق، ولكن هناك العديد من الوسائل المتطورة ذات الاستخدام المتنوع، وفي الس
طور القادمة يستعرض مجموعة من الخبراء والاختصاصيين في علم الأشعة بعض الطرق الحديثة للكشف المبكر عن المشكلات المرضية.

تقول الدكتورة منة الله توفيق استشاري الأشعة: إن عالم التشخيص بالأشعة يتجدد يوماً بعد يوم، خاصة في الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي في المراحل الأولى، وأصبحت نسبة الشفاء تقارب 100%، وتتضمن وسائل الأشعة الحديثة تقنية الماموجرام ثلاثي الأبعاد بالصبغة، حيث يقوم هذا الجهاز بالكشف بدقة شديدة عن الخلايا الخبيثة المتناهية الصغر (بضع مليمترات)، ويستخدم في الثدي شديد الكثافة، ومن لديهن تاريخ عائلي بهذا النوع من الأورام الخبيثة، أو من تم تشخيصهن بالمرض في سن مبكرة قبل 40 سنة.

فحص الماموجرام
توضح د.منة الله أن فحص الماموجرام يعد من أهم الطرق التي تستخدم في الكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى النساء، فهو يكشف عن التكلسات وتغيير الأنسجة قبل تكوين السرطان بسنة تقريباً، ومع وجود الأجهزة الحديثة التي تعمل بنظام الديجيتال وثلاثية الأبعاد، وذات الأشعة القليلة، أصبح الماموجرام الحديث يعطي نتائج دقيقة جداً في التشخيص، ويعتبر إجراء آمناً، ولا يسبب آلاماً أو مخاطر على السيدة أثناء الفحص، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفحص يستطيع تصوير الثدي عند الرجال والحوامل في بعض الظروف الخاصة، واللواتي خضعن لعمليات حشو السيليكون سابقاً.

مرحلة مبكرة
تؤكد د.منة الله على أن دور الماموجرام يتمثل في الكشف المبكر وتشخيص المرض قبل تكوين الكتلة السرطانية بوقت كاف، حيث تكون في المرحلة الأولى أو الثانية على الأكثر، ما يؤدي إلى وضع خطة علاج ملائمة للحالة تتضمن إجراء الجراحة التحفظية، وعلاجاً إشعاعياً بدون كيماوي، وبعض الأدوية الهرمونية، ما ينتج عنه تحقيق نسبة شفاء عالية، وتستطيع المصابة الاستمرار في ممارسة حياتها بشكل طبيعي، مع ضرورة المتابعة الدورية مع الطبيب المختص.

وتضيف: يجب إجراء الماموجرام مرة واحدة سنوياً لأغلب الحالات، لضمان الاكتشاف المبكر والحصول على نتائج دقيقة للمريضة، وخاصة مع وجود أعراض أو كتل غير طبيعية، وفي بعض الحالات يمكن الخضوع لفحص الماموجرام كل 6 أشهر، بناء على توصية طبيبة الأشعة، لمتابعة بعض التكلسات المشكوك بها أو عمل خزعة موجهة بالسونار.

الأشعة السينية
يوضح الدكتور ألكساندر مايلسون استشاري الأشعة، أن هناك العديد من الوسائل التشخيصية التي تساهم في الكشف المبكر عن مشكلات الأطفال، ومنها الأشعة السينية التي تُستخدم في تشخيص مجموعة متنوعة من الإصابات والحالات المرضية، نذكر منها:

* يتيح تصوير الصدر بالأشعة السينية الكشف عن علامات وأعراض الإصابات الصدرية في مراحلها المبكرة، وفحص الأطفال المصابين بالسعال والحمى المرتفعة، واكتشاف حالات استنشاق الأجسام الغريبة.

* تُستخدم لمنطقة البطن لتحديد أسباب القيء غير الطبيعي، واكتشاف الأشياء التي يمكن أن يكون الطفل قام بابتلاعها عن طريق الخطأ.

* تتم الاستعانة بالأشعة السينية لتشخيص مشكلات العظام والكسور فور حدوثها، إلى جانب تقييم العمر العظمي للأطفال.

الموجات فوق الصوتية
يشير د. ألكساندر إلى أن الأدوات التشخيصية تتضمن الموجات فوق الصوتية، وهو تصوير شعاعي يعتمد على الموجات الصوتية لتنظير منطقة معينة من الجسم، ولهذا التصوير العديد من التطبيقات في طب الأطفال، أكثرها شيوعاً تحديد أسباب ألم البطن أو كيس الصفن، وتعتبر هذه الطريقة شديدة الحساسية، وقادرة على تشخيص العديد من الأمراض في البدايات المبكرة، مثل التواء الخصية عند الصغار.

ويضيف: نستعين أيضاً بالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) المنهجية التشخيصية التي تستخدم كبديل عن الإشعاع، وتتيح لنا هذه الآلية تشخيص مجموعة من الحالات المرضية التي يمكن أن تصيب الدماغ، أو البطن، أو الأطراف العلوية والسفلية، ونظراً لكفاءته وجودته العالية، يلجأ الخبراء إلى استخدام هذا التصوير في الكشف عن العديد من الحالات الدقيقة، مثل أورام الدماغ عند الأطفال.

التصوير المقطعي
يبين د. ألكساندر أن التصوير المقطعي المحوسب(CT) من الإجراءات التشخيصية التي تعتمد على الأشعة السينية، وعادةً ما تُستخدم لمعرفة أسباب الآلام البطنية، والبحث عن الإصابات ما بعد الصدمات والالتهابات، وتشخيص الأورام الخبيثة والسرطانات، كما يوفر هذا الإجراء صوراً عالية الجودة، ويساعد على الكشف عن العديد من الحالات المرضية في مرحلة مبكرة، كالتهاب الزائدة الدودية الحاد، وتحديد موعد العملية لمنع انتشار العدوى.

اختبار الباريوم
يلفت د. ألكساندر إلى أن اختبار ابتلاع الباريوم يتم من خلاله التقاط سلسلة من الصور بواسطة الأشعة السينية في تتابع سريع لفحص المريء والمعدة لدى الطفل مباشرة، ويطبق أيضاً للذين يعانون القيء المستمر وآلاماً في الجزء العلوي من البطن للتحقق من احتمال وجود انسداد أو التواء في الأمعاء العلوية، وذلك بعد تناول سائل كثيف مخصص لهذه الغاية، كما يتيح هذا التصوير للاختصاصيين في أقسام الأشعة تقييم أداء هذه الأعضاء لوظائفها.

الرنين المغناطيسي
تذكر الدكتورة سحر عبدون أخصائية الأشعة التشخيصية، أن جهاز الرنين المغناطيسي فعال في اكتشاف الأورام الخبيثة مبكراً، ويستخدم كمكمل لفحص الماموجرام الخاص بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، كما أنه ذو فائدة عالية للنساء صغيرات السن، والأكثر عرضة للمرض، ومن لديهن عوامل وراثية وناقلات للطفرة الجينية، وكذلك من لديهن أنسجة الثدي عالية الكثافة، حيث ينتج جهاز الرنين المغناطيسي صوراً واضحة ودقيقة، كما يمكن إجراء تحليل الرسوم البيانية والتقييمات الكمية لتلك الأورام.

وتضيف: تستخدم الصبغة الملونة مع الرنين المغناطيسي لزيادة حساسية الأشعة لتحديد نوع الورم إن وجد، وتجدر الإشارة إلى أن التصوير الجزئي هو تقنية حديثة لم تلق انتشاراً واسعاً حتى الآن، ولكنها تساهم بشكل كبير في الكشف المبكر عن السرطان، وله قدرة على إظهار التغيرات أو العلامات المبكرة المصاحبة للمرض قبل ظهورها بالفحص السريري.

أجهزة حديثة
توضح د.سحر أن الأشعة يمكن أن تكون غير دقيقة في بعض الحالات، ولذلك يحتاج المريض لفحوص إضافية تكميلية للتأكد من الإصابة بالمرض أو عدمه، وخاصة عندما تكون أنسجة الثدي عالية الكثافة، ومنها:

* الموجات الصوتية تعتبر وسيلة آمنة ومتوفرة لفحص الثدي، ومكملة لإجراء الماموجرام، حيث تقوم الموجات بتصوير التغيرات التي تحدث في أنسجة الثدي وتحديد نوع الورم، أو وجود أكياس سائلة أو صلبة، كما يمكن استخدامها لتحديد مكان الورم وأخذ خزعة أثناء الأشعة.

* ( جاما كاميرا) تقنية حديثة صممت خصيصاً للنساء اللواتي لديهن أنسجة الثدي عالية الكثافة، حيث يتم من خلالها استخدام مواد مشعة تعتمد على النشاط الكيميائي والوظيفي لخلايا الثدي، ثم تصوير المواد الموجودة في هذه المنطقة عن طريق الجاما كاميرا، وخاصة أن الخلايا السرطانية لديها معدل أعلى من النشاط مقارنة بالخلايا الطبيعية فتظهر بصورة واضحة ومشعة.

الصبغة الملونة
تستخدم الأشعة الملونة لأخذ صورة من الرحم بعدما يملأ داخل تجويف الرحم وقناتي فالوب بالصبغة، وهي اختبار بالأشعة السينية يساهم في تحديد أسباب العقم عند النساء، أو تحديد مكان اللوب في حال عدم رؤيته عند فحص الحوض، ويتم هذا الإجراء في الفترة ما بين انتهاء الدورة الشهرية وحدوث الإباضة، حيث يقوم المختص بوضع أنبوب رفيع تتدفق منه مادة تباين سائلة إلى داخل عنق الرحم، وتعتبر أشعة الصبغة من طرق التشخيص التي تخاف منها النساء، حيث إن هناك احتمالات بحدوث أضرار بعد إتمامها كحدوث نزيف مهبلي، آلام شديدة في البطن وتقلصات بمنطقة الحوض، ارتفاع درجة الحرارة، حساسية تجاه الصبغة، إفرازات كريهة الرائحة، والعدوى التي تستهدف 3 من كل 100 مريضة تقريباً، وزيادة فرص الإصابة بالسرطان، وتجدر الإشارة إلى أن التعقيم الدقيق يقلل نسبة الأضرار.


أخبار مرتبطة