اع أو الرجل، أو الغثيان، أو التقيؤ، أو الحساسية المفرطة للضوء والضجيج، وقد تكون الشقيقة شديدة لدرجة شل حركة المريض لعدة ساعات أو حتى أيام.
لقد طرأ في العقد الأخير تحسنًا ملحوظًا على أساليب التعامل مع الشقيقة، الأفضل أن يقوم المرضى الذين استشاروا الطبيب في الماضي ولم ينجحوا في السيطرة على عوارض الشقيقة بمعاودة استشارة الطبيب.
حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ للمرض، ولكن الأدوية تُساهم في تقليل معدل ظهور الشقيقة ووقف الصداع بمجرد أن يبدأ تناول الأدوية المناسبة إلى جانب قيام المريض بإجراءات وتغييرات بنمط الحياة ممكن أن تؤدي إلى تحول هائل في مجرى مرض الشقيقة.
أعراض الشقيقة
قد تكون نوبات أعراض الشقيقة مصحوبة بجزء من الأعراض الآتية أو جميعها:
ألم بين معتدل وشديد في أحد شقي الرأس أو في الجانبين.
صداع يرافقه الشعور نبض أو ضربات في الرأس.
ازدياد حدة الألم خلال القيام بجهد جسدي.
تشوش قدرة الشخص على القيام بعمله المعتاد.
الشعور بالغثيان مع أو بدون التقيوء.
حساسية للضوء والضجيج.
عادة ما تستمر نوبة الشقيقة ما بين 4 - 72 ساعة إذا لم يتم علاجها، أما تواتر النوبات فيختلف من شخص لآخر، فقد تظهر الشقيقة عدة مرات في الشهر أو مرة أو مرتين فقط في السنة.
هناك تفاوت بحدة الشقيقة، لدى غالبية الأشخاص يظهر الصداع بدون علامات إنذار سابقة، بينما تظهر لدى جزء آخر من المرضى علامات إنذار مبكرة.
يشعر الأشخاص بعوارض الإنذار المبكر للشقيقة قبل 15 - 30 دقيقة من بدء الصداع، وقد تستمر علامات الإنذار حتى بعد بدء الصداع، وممكن أن تبدأ فقط بعد ظهور الصداع.
فيما يأتي علامات الإنذار المبكرة التي يشعر بها الناس:
رؤية وميض أو لمعان الضوء.
ملاحظة خطوط تبهر النظر.
الشعور بانتشار بطيء لبقع عمياء في مجال الرؤية.
الشعور بحِكَّة إضافة إلى شعور مشابه لوخز الإبر في إحدى الذراعين أو إحدى الساقين.
الشعور بالوهن أو اضطرابات في القدرة على الكلام.
في الحالات التي تظهر فيها العلامات المبكرة، وأيضًا في تلك التي لا تظهر فيها قد يظهر شعور مبكر قبل ساعات أو يوم من بدء الصداع النصفي، وقد يشمل هذا الشعور:
مزاج إيجابي ومعنويات عالية.
الرغبة الشديدة بتناول الحلويات.
العطش.
النعاس.
الحساسية أو الاكتئاب.
تبدأ الشقيقة بالظهور عادةً في فترة الطفولة في عمر المراهقة أو لدى الشباب، وقد ينخفض تواترها أو تكون أقل شدة مع البلوغ، تستمر نوبة الشقيقة لدى الأطفال لفترة أقصر منها لدى الكبار، بينما يمكن للألم أن يشل حركة المريض ويصاحبه شعور بالغثيان، والتقيؤ، والدوار، والحساسية المفرطة للضوء وعادةً ما يشعر الأطفال بالشقيقة في كلا شقي الرأس.
أسباب وعوامل خطر الشقيقة
موضوع الصداع بشكل عام لا يزال غير مفهوم كليًا، لكن بعض الباحثين يعتقدون أن مسبب الشقيقة هو التغييرات الحاصلة في عمل العصب الثلاثي التوائم (Trigeminal) بالإضافة إلى خلل في توازن المواد الكيماوية في الدماغ، من بينها السيروتونين الذي يعمل كمنظم لنقل إشارات الألم في هذا المسار.
العوامل التي تحفز نوبات الشقيقة
بغض النظر عن الآلية التي تؤدي للشعور بالصداع، هناك عوامل يمكنها أن تحفز الشقيقة:
تغيرات هرمونية.
أنواع أطعمة معينة.
التوتر.
مثيرات حسية.
تغييرات في نمط النوم والاستيقاظ.
عوامل جسدية.
تغييرات بيئية.
أدوية.
لدى العديد من المصابين بمرض الشقيقة يوجد تاريخ عائلي للإصابة بالشقيقة، فإذا كان كلا الوالدين لشخص ما مصابين بالشقيقة فعلى الأرجح أن يصاب هو أيضًا بالمرض، حتى الأشخاص الذين عانى أحد والديهم من صداع الشقيقة معرضون لخطر الإصابة بمرض الشقيقة.
إن خطر الإصابة بالشقيقة لدى النساء يفوق الخطر لدى الرجال بثلاثة أضعاف، خلال فترة الطفولة تكون نسبة الإصابة بالصداع لدى البنات والبنين متساوية، بينما تكون النسبة مرتفعة أكثر وسط الشابات بعد جيل المراهقة مقارنة بالشبان.
الكثير من النساء اللواتي تعانين من الشقيقة تشعرن بالصداع في الفترة التي تسبق الحيض أو بعد فترة قصيرة من بدايته، ولهذا قد تحصل تغييرات على الصداع خلال فترة الحمل أو بعد انقطاع الطمث.
لدى النساء اللواتي تتأثر الشقيقة لديهن بالحمل والدورة الشهرية يُحتمل ازدياد شدة الصداع لديهن عقب استعمال حبوب منع الحمل أو علاج هرموني بديل.
مضاعفات الشقيقة
قد يؤدي علاج الصداع نفسه إلى بعض المشكلات، فمضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل: الHأيبوبروفين (Ibuprofen) والأسبرين (Aspirin) من الممكن أن تسبب آلام في البطن، ونزيفًا، وقرحة، خاصةً عند أولئك الذين يتناولون جرعات كبيرة أو يتناولون الدواء لفترات طويلة، في الآتي أبرز المضاعفات:
1. الصداع المرتد
إن الأشخاص الذين يتناولون أدوية دون وصفة طبية أو حتى مع وصفة طبية أكثر من مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا أو بكميات مفرطة يعرضون أنفسهم لمضاعفات خطيرة معروفة باسم الصداع المرتد.
يظهر الصداع المرتد في الحالات التي تفشل فيها الأدوية في منع الصداع بل تصبح هي سببًا للصداع، ونتيجة لذلك يتناول الشخص المزيد من الأدوية ويقع فريسة دائرة قاسية.
2. متلازمة السيروتونين
إن متلازمة السيروتونين نادرة وهي تفاعل بين الأدوية التي من الممكن أن تؤدي للموت، قد تظهر هذه المتلازمة عند تناول أدوية مضادة للاكتئاب تسمى مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين الاختيارية مع أدوية لعلاج الشقيقة من عائلة التريبتان (Triptans)، مثل:
السومتريبتان (Sumatriptan).
الزولميتربتان (Zolmitriptan).
الأدوية المثبطة لإعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين الاختيارية شائعة وتشمل:
دولوكسيتين (Duloxetine).
الفينلافكسين (Venlafaxine).
تشخيص الشقيقة
لدى الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة أو الذين لهم تاريخ عائلي من المعاناة منها من المحتمل أن يشخص الطبيب المرض من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني، بينما إذا كان الصداع غير تقليدي سيوصى الطبيب بالخضوع لعدة فحوصات، بهدف التأكد من عدم وجود عوامل أخرى ممكن أن تؤدي للصداع.
من هذه الفحوصات ما يأتي:
التصوير المقطعي المحوسب.
التصوير بالرنين المغنطيسي.
اختبار البزل القطني.
علاج الشقيقة
يوجد العديد من الأدوية التي تم تطويرها والتي تُساهم في علاج الصداع النصفي، بالإضافة إلى أنه يوجد أدوية تُستخدم عادةً لعلاج أمراض أخرى ولكنها قد تُساعد في تخفيف الصداع أو منعه، يمكن تقسيم أدوية علاج الشقيقة إلى مجموعتين، وهما:
علاج الشقيقة بمسكنات الألم.
علاج الشقيقة بأدوية وقائية.
اختيار الاستراتيجية الملائمة لكيفية علاج الشقيقة يتم بعد الأخذ بالحسبان تواتر وشدة الصداع ومدى تأثيره على قدرة المريض على التحكم بأموره اليومية ووضعه الصحي، فيما يأتي المزيد من التفاصيل:
يمكن للمرشحين للعلاج بأدوية وقائية من الشقيقة أن يكونوا أشخاصًا يعانون من نوبات تعطل قدرتهم على التحكم بأمورهم اليومية كأن يصابوا بنوبتين أو أكثر شهريًا.
يُوجد أدوية غير محبذة للاستعمال من قبل النساء الحوامل أو النساء المرضعات، كما أن بعض الأدوية غير ملائمة للأطفال، ويستطيع الطبيب أن يساعد في إيجاد الدواء الأنسب لكل مريض.
يُمكن للعلاج الوقائي أن يُقلل من تواتر وشدة ومدة الشقيقة وأن يزيد من فعالية الأدوية وعلاج الشقيقة وعوارضها، والتي يتم استخدامها أثناء حدوث نوبات الألم، قد يوصي الطبيب بتناول أدوية الوقاية يوميًا أو فقط في الحالات التي تشمل محفزات يمكنها أن تثير نوبات الشقيقة، كالأيام التي تسبق فترة الحيض مثلًا.
يمكن تحقيق أفضل نتيجة عند تناول المسكنات فور ظهور علامات وعوارض الشقيقة، ويمكن للراحة أو النوم في غرفة مظلمة بعد تناول المسكنات الآتية أن يساعد على تخفيف الألم:
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAID).
التريبتان (Eletriptan)
أدوية مانعة للغثيان.
أدوية مهدئة.
في معظم الحالات لا تنجح أدوية الوقاية بمنع الصداع كليًا ولبعضها تأثيرات جانبية خطيرة جدًا، للحصول على أفضل النتائج يجب استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية الآتية:
الأدوية لمعالجة الأمراض القلبية الوعائية.
مضادات الاكتئاب.
مضادات الاختلاج (Anti Convulsive).
سيبروهيباتيدين (Ciprohepatidine).
الوقاية من الشقيقة
الوقاية هي علاج الشقيقة الأفضل سواء كنت تناول مسكنات الآلام أم لا، ويوجد بضعة التغييرات في نمط الحياة بإمكانها المساهمة في تقليل عدد نوبات الشقيقة وتخفيف حدتها، نصيحة واحدة أو أكثر مما يأتي يمكنها المساعدة:
الامتناع عن العوامل المحفزة للشقيقة.
الحرص على ممارسة الرياضة بشكل ثابت.
الحد من تأثير الإستروجين.
العلاجات البديلة
علاج الشقيقة بطرق بديلة من الممكن أن يُساعد الأشخاص الذين يعانون من صداع نصفي مزمن، ويشمل الآتي:
علاج بالوخز.
علاج الارتجاج البيولوجي.
التدليك.
الأعشاب والفيتامينات والأملاح.