تاريخ النشر 1 ديسمبر 2021     بواسطة الدكتور عبدالله ابراهيم الخليفة     المشاهدات 1

تساقط الشعر,

أي شخص يُلاحظ أن شعره قد بدأ يتساقط يخاف، أو من يلاحظ وجود كمية كبيرة من الشعر على المشط أو فرشاة الشعر من المفضل أن يتوجه على الفور إلى طبيب اختصاصي بالأمراض الجلدية. النمو الطبيعي للشعر نحو 90% من الشعر ينمو كل الوقت وقد تتراوح المدة اللازمة لنمو الشعر ما بين سنتين إلى ست سنوات، أما ن
سبة 10% المتبقية من الشعر تكون في تلك الأثناء في طور الراحة لفترة قد تمتد من شهرين إلى ثلاثة أشهر ثم يتساقط هذا الشعر مع انتهاء فترة الراحة.

عندما يتساقط الشعر ينمو شعر جديد من جُرَيبات الشعر لتبدأ دورة نمو جديدة من البداية، حيث ينمو شعر الرأس ما بين 10 - 15 ملليمتر في كل شهر، ومع ذلك كلما تقدم الإنسان في السن تبدأ وتيرة نمو الشعر لديه بالتباطؤ.

في الغالب تكون ظاهرة تساقط الشعر نتيجة لدورة النمو الطبيعية للشعر، فالتساقط بوتيرة تتراوح ما بين 50 - 100 شعرة يوميًا يُعد أمرًا طبيعيًا جدًا.
أسباب وعوامل خطر تساقط الشعر

قد ينجم تساقط الشعر بوتيرة عالية عن عدد كبير من الأسباب، في بعض حالات التساقط ينمو شعر جديد مكان الشعر الذي سقط وفي حالات أخرى من الممكن معالجة ظاهرة التساقط بنجاح من خلال التوجه إلى طبيب الأمراض الجلدية.

أما الحالات الأخرى التي لا يتوفر لها أي علاج حتى اليوم فتجري بشأنها أبحاث عديدة ومتواصلة ويبدو من الوهلة الأولى أن بالإمكان التفاؤل بالمستقبل وما يحمله، على أية حال يجدر التحدث مع الطبيب المعالِج حول إمكانيات علاج تساقط الشعر الأفضل والأكثر فعالية للحالة.

أهم أسباب تساقط الشعر تتلخص في الآتي:
1. استخدام مستحضرات كيماوية ضارّة

يوجد الكثير من النساء والرجال الذين يستخدمون مستحضرات مصنّعة كيماويًا للعناية بالشعر، من بين هذه المستحضرات:

    صبغات الشعر.
    مواد تفتيح اللون.
    مواد تمليس الشعر.
    المواد المختلفة المستخدمة من أجل التجعيد.

إذا تم استخدام هذه المستحضرات وفق التعليمات فإن احتمال إضرارها بالشعر يكون قليلًا جدًا، ولكن إذا تم استخدام هذه المستحضرات في أوقات متقاربة فمن الممكن أن يضعف الشعر ويميل إلى التقصُّف.

إذا أدى استخدام هذه المستحضرات إلى ضعف الشعر وتقصفه فمن المحبذ التوقف عن استخدامها إلى أن يتجدد الشعر ويستعيد عافيته وتختفي الشعرات المتضررة.
2. تناقص الشعر والصلع الوراثي

تُعرف هذه الظاهرة باسمها العلمي الثعلبة الذكرية الشكل أي الصلع (Androgenetic alopecia / Calvities)، التي هي أكثر أسباب تساقط الشعر انتشارًا إذ تنتقل وراثيًا من الأم أو الأب.

النساء اللاتي تعانين من هذه الظاهرة عادةً ما يكون شعرهن خفيفًا وقليلًا جدًا ولكنهن لا يصبن بالصلع تمامًا، من الممكن أن تبدأ هذه الظاهرة بالظهور في العقد الثاني أو الثالث وحتى العقد الرابع من العمر.
3. الثعلبة البُقَعِيّة 

ليس من المعروف ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة تساقط الشعر الجزئي والمعروفة باسم الثعلبة البقعية (Alopecia Areata)، إلا أن الاعتقاد السائد هو أنها مرتبطة بمشكلات تصيب الجهاز المناعي، من الممكن أن تحصل هذه الظاهرة لدى الأطفال أو البالغين في أية مرحلة من العمر.

عادةً ما يتمتع الأشخاص الذين يعانون منها بوضع صحي سليم عامةً، ولكن الإصابة تتميز بنشوء مناطق صلعاء صغيرة ومدورة تعادل قطر الواحدة منها قطر قطعة نقدية معدنية أو أكبر بقليل.

على الرغم من أن الثعلبة البقعية هي ظاهرة نادرة الحدوث جدًا، إلا أنها قد تؤدي إلى تساقط كل شعر الرأس والجسم بالكامل وفي معظم الحالات يعود الشعر إلى النمو مجددًا، لكن العلاج لدى طبيب الأمراض الجلدية من شأنه أن يسرّع عملية النمو المتجدد للشعر.
4. تَساقُطُ الشَّعْرِ الكَرْبِيّ (Telogen Effluvium)

المرض، أو الضغط، أو التوتر النفسي وغيرها من العوامل الأخرى قد تؤدي بكمية كبيرة من الشعر إلى الدخول في ما يسمى الطَّورُ الانْتِهائِيّ وهو طور الراحة في فعالية خلايا الجُرَيب الشعري كجزء من الدورة الطبيعية لنمو الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بوتيرة مرتفعة ومتسارعة دون أن تنتج عن ذلك في الغالب بقع صلعاء تمامًا.

يتوقف هذا النوع من تساقط الشعر في أغلب الحالات تلقائيًا بعد بضعة أشهر، ومن بين العوامل التي تسبب تساقط الشعر المزمن:

    درجة الحرارة المرتفعة.
    الالتهاب الحاد والشديد والإنفلونزا الحادة.
    عملية جراحية معقدة أو مرض مزمن.
    أمراض الغدة الدرقية.
    تغذية قليلة البروتينات.
    نقص الحديد في الدم.
    تناول بعض الأدوية.
    تناول أقراص منع الحمل.
    علاجات لمرض السرطان.

5. سعفة الرأس

تنجم سعفة الرأس عن تلوث فطري يسببه فطر جلديّ، وتتميز بظهور بقع مغطاة بالقشرة على فروة الرأس، تكبر هذه البقع، وتتسع، وتنتشر وتسبب تقصّف الشعر، واحمرار لون الجلد، وانتفاخات، وفي بعض الأحيان حتى إفراز سوائل من فروة الرأس.

يُعد هذا المرض معديًا جدًا وهو منتشر جدًا لدى الأطفال ويمكن معالجة هذا المرض بواسطة الأدوية.
6. هَوَس نتف الشعر (Trichotillomania)

يتميز هذا المرض بقيام المريض بلفّ الشعر وثنيه وشدّه واقتلاعه سواء كان ذلك شعر الرأس، أو شعر الحاجبين، أو شعر الرموش.

في بعض الحالات لا تكون هذه الظاهرة سوى عادة سيئة فحسب لكن تختفي بعد الحصول على استشارة مهنية وعلى شرح عن الأضرار والأعراض الجانبية التي يمكن أن يسببها نتف الشعر، لكن ظاهرة نتف الشعر قد تكون في حالات أخرى ردة فعل عاطفية على التوتر أو الضغط النفسي، وأحيانًا قد تكون عبارة عن اضطراب نفسي جدّي وشديد.
7. الثعلبة النّـّدْبِيّة (Cicatricial alopecia)

الثعلبة النّـّدْبِيّة هي إحدى الظواهر النادرة جدًا حيث تسبب ظهور بقع صلعاء مصحوبة بالحكة والألم، وتكوّن التهاب حول جُرَيبات الشعر يصيبها بالضرر ويؤدي إلى ظهور ندوب وإلى تساقط الشعر بدلًا من نموّه.

العامل الذي يسبب حدوث الثعلبة الندبية ليس معروفًا، إلا أن العلاج يتم من خلال وقف انتشار الالتهاب ومنع انتقاله إلى أجزاء وأماكن أخرى من فروة الرأس.
مضاعفات تساقط الشعر

في جميع أنواع العمليات الجراحية ثمة مخاطر معينة دائمًا قد تكون جزء من هذه العملية، لكن مضاعفات ما بعد العلاجات لاستعادة الشعر وترميمه هي أمر نادر الحصول جدًا، لدى إجراء عملية إعادة ترميم الشعر على الشخص الخاضع للعلاج أن يتوقع الآتي:
1. محدودية النشاطات اليومية بعد العملية

إمكانية عودته إلى مزاولة نشاطاته الروتينية اليومية مع الامتناع عن القيام بمجهود جسدي كبير أو نشاطات رياضية إلى أن يسمح له الطبيب بذلك.
2. مضاعفات أخرى

ظهور أعراض جانبية خفيفة يمكن أن تشمل الآتي:

    انتفاخات وظهور كدمات حول العينين لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، وبالإمكان الحد من هذه الأعراض الجانبية بواسطة استخدام كمادات الثلج والنوم بوضعية نصف الجلوس.
    يفقد المريض الإحساس في المنطقة التي تم أخذ الشعر المزروع منها أو في المنطقة التي تم زرعه فيها، لكن هذا الفقدان للإحساس عادةً ما يزول خلال فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر.

تشخيص تساقط الشعر

التشخيص الصحيح من شأنه مساعدة غالبية من يعانون من تساقط الشعر، إذ بإمكان طبيب الأمراض الجلدية أن يفحص المريض ويشخـّص سبب تساقط الشعر والصلع وعندها يعرف إن كانت هذه الظاهرة ستختفي من تلقاء نفسها أم أن هنالك حاجة لإعطاء المريض علاجًا دوائيًا.
علاج تساقط الشعر

يتحدد نوع العملية التي ينبغي إجراؤها لترميم الشعر طبقًا لمدى انتشار الصلع وشكله، وبإمكان طبيب الأمراض الجلدية أن ينصح بأحد الأنواع المفصلة أدناه من العمليات الجراحية من أجل الحصول على أفضل نتيجة ممكنة، تختلف علاجات تساقط الشعر ومن أهمها الآتي:
1. عملية جراحية لترميم الشعر

يجري الأطباء والجراحون المختصون بالأمراض الجلدية عدة أنواع من العمليات الجراحية التي تهدف إلى استعادة الشعر وترميمه، وإعادة ترميم الأماكن التي تساقط منها، إضافةً إلى منح الشعر منظرًا طبيعيًا قدر الإمكان.

أما أكثر الأشخاص المرشحين للخضوع لمثل هذه العمليات الجراحية وأكثرهم حاجة إليها فهم الذين يبدو الصلع لديهم بارزًا للعيان، والذين لديهم شعر خفيف جدًا، والذين يتساقط شعرهم من جراء إصابة فروة الرأس أو من جراء إصابتهم بحروق.
2. زرع الشعر (Hair Transplantation)

يعتمد زرع الشعر على مبدأ التبرع السائد أي أخذ الشعر من مكان سليم وزرعه خلال العملية الجراحية لكي ينمو مجددًا في المكان المصاب بالصلع، تتطلب عملية زرع الشعر الأمور الآتية:

    نزع أتلام (Streaks) من جلد فروة الرأس

إذ يتم أخذ عينة من المنطقة الخلفية والجوانب في فروة الرأس حيث هذه الأماكن تسمى مناطق التبرع، نظرًا لأنها تحتوي على شعر يستمر بالنمو مدى الحياة.

    إصلاح وترميم منطقة التبرع

هي عملية تكون نتيجتها عادةً ظهور ندبة صغيرة يغطيها الشعر المحيط بها.

    قص أتلام من جلد فروة الرأس

تحتوي الأتلام على الشعر، يتم قصها من منطقة التبرع وتقسيمها إلى مجموعات غِرسات (Implants) من أجل زرعها في بقع الصلع المعدّة لذلك.

تختلف المساحة التي يمكن تغطيتها بواسطة زرع الشعر باختلاف حجم بقعة الصلع وطريقة الزرع المتبعة، بعد نحو شهر من العملية يتساقط الجزء الأكبر من الشعر المزروع، وبعد شهرين من ذلك يبدأ شعر جديد بالنمو ثم يواصل النمو وفق الوتيرة الطبيعية، وبعد ستة أشهر يكتسب الشعر المزروع شكلًا ومظهرًا مماثلين لشكل الشعر الطبيعي ومظهره. 
3. تقليص جلد فروة الرأس

يُعد تقليص جلدة الرأس حلًا لمن يعانون من اتساع رقعة الصلع، هذا العلاج هي عملية جراحية يتم خلالها تضييق حيز البقع الصلعاء، بل ويتم في بعض الحالات إخفاؤها تمامًا من خلال إزالة بعض السنتيمتر من الجلد الخالي من الشعر، وبعد ذلك شد طرفي القطع باتجاه بعضهما البعض وتوصيلهما بالخياطة.

بالإمكان إجراء عملية تقليص فروة الرأس لوحدها أو دمجها مع عملية أخرى لزرع الشعر.
4. توسيع جلدة فروة الرأس

يتم زرع جهازين تحت جلدة فروة الرأس لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع، تكون وظيفة هذين الجهازين شد الجلد الذي يحمل الشعر وذلك بغاية تحسين نتائج العملية الجراحية لتقليص جلد فروة الرأس.

يعمل جهاز الشدّ بتقنية تشبه عمل الشريط المرن بينما يعمل جهاز التوسيع مثل البالون، وهما يتيحان تقليص مساحة الجلد الخالي من الشعر أي الأصلع على فروة الرأس.
5. علاج مركب

من الممكن أن يكون العلاج مركبًا من عدة إجراءات طبية في مواعيد مختلفة ومتفرقة، ممًا يعني أن إتمام العلاج قد يتطلب فترة زمنية طويلة يمكن أن تستمر من بضعة أشهر حتى بضع سنوات.
الوقاية من تساقط الشعر

تشمل طرق الوقاية ما يأتي:

    اختر منتجات الشعر المناسبة.
    تجنب الاستحمام بالماء الساخن.
    جرب تدليك فروة الرأس.


أخبار مرتبطة