لصياد، أستاذ ورئيس قسم جراحة المسالك البولية بكلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أن فكرة هذه العملية المبتكرة كانت وليدة سنوات طويلة من الخبرة مع فئات كثيرة من الحالات المرضية في الأطفال الذين يعانون من مضاعفات المثانة البولية العصبية أو الخلل الوظيفي للمثانة المصاحب لصمام مجرى البول الخلفي وكثير من الحالات الأخرى المشابهة، حيث أن مثل هذه الأمراض قد تؤدي إذا أهمل العلاج إلى عواقب صحية وخيمة قد تؤدي إلى فشل كلوي وفشل وظيفي للجهاز البولي بأكمله. ومع الحالات المستعصية للعلاجات، يتم تقليديا عمل عدة جراحات لتكبير المثانة البولية بإضافة جزء من الأمعاء مع إعادة زراعة الحوالب، إلا أن هذه الجراحات التقليدية يصاحبها عدة صعوبات ومضاعفات.
وبناء على ما سبق عكف فريق الباحثين في قسم جراحة المسالك البولية بالجامعة للعمل لاستحداث أسلوب جراحي جديد ومطور أطلقنا عليه مسمى (FEZ) لاستخدام جزء من الأمعاء يتم إعادة تشكيله بطريقة مبتكرة لزيادة حجم المثانة البولية وتحسين وظائفها مع زراعة الحالبين للحفاظ على الوظائف الكلوية، في آنٍ واحد وبأقل المضاعفات .
وقد تم نشر هذا الاسلوب الجراحي المبتكر ونتائجه في إحدى أكبر المجلات العلمية الدولية وكذلك تم استعراضه في مؤتمر عالمي في ألمانيا وأثار استحسانا كبيرا بين جمهور العلماء من كافة دول العالم. وأخيرا قامت “الهيئة الأمريكية لبراءة الإختراعات” بتسجيل براءة الإختراع وحفظ حق الملكية الفكرية لهذا الأسلوب الجراحي الجديد لفريق العلماء في قسم جراحة المسالك البولية بكلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز.
واستطرد البروفيسور الصياد بأن ذلك الإنجاز الضخم إنما هو -بعد فضل وتوفيق الله عز وجل- يعود إلى العمل الحثيث الدؤوب لأعضاء قسم جراحة المسالك البولية بقيادة الأستاذ الدكتور عبدالملك طيب. وأيضا بسبب ما يُقدم لنا ولجميع العلماء في كلية الطب من دعم كبير مستمر ولا متناهي من الإدارة وسعادة عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور محمود شاهين الاحول ومعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن اليوبي تحقيقا لرؤية 2030 لحكومتنا الرشيدة وعلى رأسها مليكنا خادم الحرمين الشريفين مولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو سيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.
سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد خطانا لنعمل جميعا لخير ورفعة وعزة كليتنا وجامعتنا وبلادنا العزيزة الكريمة، وأن يتقبل الله عملنا هذا وينفع به الإنسانية جمعاء مما يعزز الدور الريادي العالمي للمملكة العربية السعودية.