السرطان.
* ثاني سرطان نسائي
* التقت «صحتك» البروفسور خالد بن حسين ولي سيت، استشاري النساء والولادة والأورام والأستاذ بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز، رئيس قسم الأورام النسائية بكلية الطب، الرئيس والمشرف على كرسي البروفيسور عبد الله باسلامة للأورام النسائية ورئيس السجل الوطني لأورام الحمل العنقودي، فأوضح أن سرطان عنق الرحم يعد ثاني أشيع سرطان عند النساء، وبتقدير 500 ألف إصابة جديدة سنويا و231 ألف حالة وفاة حول العالم، ويحتل في المملكة العربية السعودية المرتبة الـ13 من حيث الشيوع بين النساء السعوديات، ويعد خامس أشيع سرطان في النساء ما بين 30 و44 سنة.
في الحقيقة، فإن معدل انتشار سرطان عنق الرحم في المملكة هو الأدنى على مستوى العالم، بمعدل 1.9 لكل 100 ألف امرأة، ويمكن للفحص الدوري أن يقلل من نسبة الوفيات جراء الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 70 في المائة. ويتم الاستقصاء عن سرطان عنق الرحم بمسحة عنق الرحم (بابسمير/ PAP SMEAR). وللعلم فهو مرض غير وراثي وليست له علاقة بتاريخ المرض في العائلة
* الفيروس الحليمي البشري
* أوضح البروفسور خالد سيت أنه منذ منتصف التسعينات عثر على أدلة تشير إلى أن الفيروس الحليمي البشري (إتش بي ف/ HPV) يسبب سرطان عنق الرحم. ومعرفة أن هذا الفيروس من الممكن أن يسبب أو يحرض على سرطان عنق الرحم رفعت الآمال حول تطوير لقاح يقي من سرطان عنق الرحم. وأجريت تجارب سريرية حول فعالية اللقاح في الوقاية من الإصابة بفيروس «إتش بي في» (HPV) الذي كان المتوقع منه أن يقي من سرطان عنق الرحم، ومن الآفات ما قبل السرطانية في عنق الرحم، ومن الإصابة المعنّدة بفيروس «إتش بي في»، ومن الآفات المتعلقة بإمراضية الفيروس مثل الثآليل.
هل المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم هو، حقا، الإصابة بالفيروس الحليمي (HPV)؟
يشير أ.د.سيت إلى أنه لا بد أن نعلم أن هناك كثيرا من أنواع هذا الفيروس، أكثر من 100 نوع، معظمها لا تسبب سرطان عنق الرحم. وهناك عوامل أخرى تزيد من قابلية الفيروس للعمل لجعل الخلايا تنمو بصورة غير طبيعية كالتدخين ونقص المناعة. وقد شجعت معرفة العلاقة ما بين فيروس «إتش بي في» وسرطان عنق الرحم على إجراء بحوث حول الوقاية من سرطان عنق الرحم عن طريق الوقاية من فيروس «إتش بي في» سواء كانت الوقاية الأولية من الإصابة بفيروس «إتش بي في» أو التلقيح ضده، بالإضافة إلى الفحص الدوري لفيروس «إتش بي في» في النساء.
* لقاح مضاد للفيروس
* يتوافر في المملكة العربية السعودية نوعان مختلفان من اللقاح، «سيرفاركس» (اللقاح الثنائي - يغطي أنماط «إتش بي في 16، و18») و«جارداسيل» (اللقاح الرباعي – يغطي أنماط «إتش بي في 16، و18، و11، و6). وتتراجع أغلب الإصابات بفيروس «إتش بي في» من دون علاج خلال 6 إلى 24 شهرا من الإصابة. وفي الحالات النادرة التي تتطور فيها سلالات الفيروس إلى سرطان فإنها قد تحتاج إلى فترة زمنية تمتد من 5 إلى 30 سنة، بالإضافة إلى أن العدوى بفيروس «إتش بي في» تتم عن طريق التماس الجلدي، وبالتالي لا يعقل أن نستخدم الوسائل التقليدية في الوقاية منه.
* الفحص المبكر
* الفحص المبكر هو عملية إجراء فحص لعنق الرحم عند النساء بعد مضي ثلاث سنوات بعد زواجهن، ويستمر بصفة دورية وحسبما يوصي به الطبيب. ومن حسن الحظ أن الخلايا غير الطبيعية التي تحدث في عنق الرحم تمر بمراحل قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية، وهذا قد يستغرق عدة سنوات. وهنا تتضح أهمية الحرص على عمل فحص الكشف المبكر لنكتشف هذه الخلايا في المرحلة ما قبل السرطانية والتي نسميها «Cervical Dysplasia» ويمكن علاجها، إذا وجدت، بواسطة الليزر أو الكي أو ما نسميه العينة المخروطية ويكون الشفاء تماما في معظم الأحيان. ومن المتوقع زيادة معدل سرطان عنق الرحم بالمملكة نتيجة القصور في برنامج الفحص الدوري المنظم.
وعادة لا يسبب سرطان عنق الرحم في المراحل الأولى أي أعراض، ثم تبدأ الأعراض مع تقدم مرحلة المرض. ومن الأعراض التي تشكو منها المريضة نزيف مهبلي غير طبيعي بعد العلاقة الجنسية أو التشطيف المهبلي، أو نزيف بعد سن انقطاع الطمث، وزيادة الإفرازات المهبلية. ويتم التشخيص بأخذ عينة خزعة من عنق الرحم وأيضا بإجراء منظار لعنق الرحم.
* الوقاية
* أكد البروفسور خالد سيت أن سرطان عنق الرحم مرض يمكن الوقاية منه، والطريقة المثلى للوقاية الأولية هي العفة والمحافظة على حياة صحية سليمة، مع زيادة الوعي بين الناس. ويجب التأكيد على أن يلم العاملون بمجال التوعية الصحية بمعلومات صحية مناسبة حول الطرق المختلفة للوقاية والفحوص الدورية المناسبة.
وباعتبار أن المجتمع السعودي مسلما إلا في بعض المقيمين، فإن تعدد الشركاء الجنسيين غير شائع، ومناقشة فيروس «إتش بي في» وانتقاله عن طريق الجنس لا يلقى استحسانا. وهذه القضايا تجعلنا نركز على ضرورة وضوح وبساطة رسالتنا التثقيفية حول فيروس «إتش بي في» بحيث لا يتسبب في مشاكل زوجية. ومن الضروري تطبيق برنامج تثقيفي مستمر للأطباء في المملكة لتحديث معلوماتهم، وإكسابهم معلومات جديدة حول البروتوكولات المتاحة في الوقاية والفحص الدوري والتدخل في ما يخص فيروس «إتش بي في» وسرطان عنق الرحم، وإطلاعهم على أحدث الأبحاث حول هذا الفيروس وأحدث الطرق التشخيصية والعلاجية لسرطان عنق الرحم.