تاريخ النشر 9 أكتوبر 2021     بواسطة استشاري عدنان علي المغلوث     المشاهدات 1

التهاب النسج الداعمة للأسنان

تقيح النسج الداعمة للسن يُعد التهاب النسج الداعمة للأسنان شكلاً شَديدًا من التهاب اللثة يحدث عندما يمتد التهاب اللثة إلى البنى التشريحية التي تعدم السن وتُثبته في موضعه. ففي البداية، تتراكم اللويحة الجرثومية والقلح بين الأسنان واللثة ثم تنتشر إلى العظام تحت الأسنان. يؤدي ذلك إل
ى انتفاخ اللثة ونزفها، وتصبح رائحة التنفُّس كريهة، وتتقلقل الأسنان.

    يمكن لطبيب الأسنان إجراء صورة بالأشعَّة السِّينية وقياس عمق الجيب اللثوي لتقدير شدة التهاب النسج الداعمة.

    كثيراً ما تتطلب الحالة إجراء تنظيف متخصص للأسنان في عيادة الطبيب بشكل متكرر، وأحيانًا إجراء جراحة لثوية ووصف مضادات حيوية للمريض.

يحدث التهاب النسج الداعمة للأسنان بمعدلات أكبر عند فئات من المرضى المؤهبين للإصابة به. هناك العديد من الحالات والاضطرابات التي تؤهب للإصابة بالتهاب النسج الداعمة للأسنان، بما في ذلك داء السكَّري (وخاصة السكّري من النمط الأول)، ومُتلازمة داون، وداء كرون، وتراجع أعداد الكريات البيض، والإيدز. يتميز التهاب النسج الداعمة للأسنان عند مرضى الإيدز بسرعة تقدمه وتطوره. كما يُعد كل من التدخين، ونقص الفيتامين C (داء الاسقربوط)، والاضطرابات العاطفية، وأحيانًا السمنة المفرطة من عوامل خطر التهاب النسج الداعمة للأسنان.

يمكن لالتهاب النسج الداعمة للأسنان أن يُصيب الأشخاص من جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال الصغار. وفي الوقت ذاته، قد يعاني بعض المرضى من حالات شديدة من التهاب اللثة وقد تستمر لسنوات عديدة دون أن تتطور إلى التهاب نسج داعمة للسن. في حين يمكن لمرضى آخرين أن يُصابوا بالتهاب النسج الداعمة للأسنان دون أن يُصابوا أولًا بالتهاب في اللثة، ويحدث ذلك بشكل أكبر في الفئة العمرية بين 20 إلى 30 سنة.

يُعد التهاب النسج الداعمة للأسنان أحد الأَسبَاب الرئيسية لفقدان الأسنان عند البالغين، والسبب الرئيسي لفقدان الأسنان عند كبار السن. تؤدي العدوى إلى تآكل العظم السنخي الذي يؤوي الأسنان ويحافظ عليها في موضعها. حيث يُضعف هذا التآكل الأربطة السنية السنخية ويؤدي إلى تقلقل الأسنان. وفي نهاية المطاف قد يتطلب الأمر قلع الأسنان المتضررة أو قد تسقط من تلقاء نفسها.
أسباب التهاب النسج الداعمة للأسنان

غالبًا ما يكون التهاب النسج الداعمة للأسنان نتيجة لالتهاب اللثة والتراكم طويل الأمد للويحة الجرثومية (مادة رقيقة تتكون بشكل رئيسي من البكتيريا) والقلح (كلس متصلب) على الأسنان واللثة. تتشكل الجيوب تشكل بين الأسنان واللثة وتمتد نحو الأسفل بين جذر الأسنان والجدران العظمية المحيطة به. تتراكم اللويحة الجرثومية ضمن هذه الجيوب في وسطٍ خالٍ من الأكسجين، مما يوفر بيئة خصبة لنمو أشكال عدوانية جدًّا من البكتيريا، وخاصةً عند المرضى الذين يعانون من مشاكل مناعية. تسبب اللويحة والبكتيريا التهابًا مزمنًا يُخرِّب الأنسجة والعظام التي تُثبت الأسنان في مواضعها. وفي حال عدم علاج المرض، فسوف يؤدي الأمر إلى خسارة كبيرة في العظام، وبالتالي سوف تتقلقل الأسنان وقد تصبح مؤلمة، وتتراجع اللثة . غالبًا ما تبدأ خسارة الأسنان في أربعينيات العمر.


تتباين سرعة تطور التهاب النسج الداعمة بشكل كبير بين المرضى، حتى عند المرضى الذين توجد لديهم نفس المستويات من التراكمات القلحية. تُعزى هذه الاختلافات إلى تباين أنواع وأعداد المستعمرات البكتيرية ضمن اللويحة الجرثومية من جهة، ولأن التهاب النسج الداعمة يحدث بسبب الاستجابة النوعية التي يُبديها الجهاز المناعي للمريض تجاه تلك اللويحة. يمكن لالتهاب النسج الداعمة أن يُسبب فوعات من النشاط التخريبي تستمر لأشهر، تليها فترات من الهجوع التي لا يحدث فيها المزيد من التخريب للنسج الداعمة.
أعراض التهاب النسج الداعمة للأسنان

تشمل الأَعرَاض المبكرة لالتهاب النسج الداعمة كلاً من الألم بالجس، والتورم، والنَزف، واحمرار اللثة، بالإضافة إلى رائحة الفم الكريهة (البخر الفموي ). ومع فقدان المزيد من العظام، تتقلقل الأسنان وتتبدل مواضعها، ويُصبح المضغ عملية مؤلمة. وفي كثير من الأحيان، يؤدي التهاب النسج الداعمة إلى ميل الأسنان الأمامية نحو الخارج. لا يُسبب التهاب النسج الداعمة للأسنان عادةً أي ألم، إلا في حال تشكل عدوى، مثل تجمع القيح ضمن الجيب اللثوي (خراج لثوي)، أو تقلقل الأسنان بدرجة كبيرة بحيث تتحرك في أثناء المضغ، أو في حالة التهاب النسج الداعمة الناجم عن عدوى فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
التهاب النسج الداعمة للسن
التهاب النسج الداعمة للسن

CNRI/SCIENCE PHOTO LIBRARY
تشخيص التهاب النسج الداعمة للأسنان

    الفحص المباشر من قبل طبيب الأسنان

    التصوير بالأشعَّة السِّينية في بعض الأحيان

لتشخيص التهاب النسج الداعمة، يقوم طبيب الأسنان بفحص الأسنان وقياس عمق الجيوب اللثوية باستخدام مسبار خاص. كما يقوم طبيب الأسنان بإجراء صور بالأشعَّة السِّينية لمعرفة مدى الخسارة في النسج العظمية.
علاج التهاب النسج الداعمة

    علاج عوامل الخطر

    تنظيف الأسنان الاختصاصي في عيادة الطبيب

    قد يتطلب الأمر أحيانًا إجراء جراحة لثوية أو قلع بعض الأسنان

    وصف المضادَّات الحيوية في بعض الأحيان

في حال وجود عوامل تزيد من خطر التهاب النسج الداعمة للأسنان، مثل سوء العناية الفموية، أو الإصابة بالسكّري، أو التدخين، فينبغي علاج عوامل الخطر تلك أيضًا. حيث إن علاج عوامل الخطر تلك يزيد من فرص نجاح علاج التهاب النسج الداعمة للأسنان.

وعلى عكس من التهاب اللثة الذي عادة ما يتعافى مع تحسين العناية الفموية (تفريش الأسنان بشكل يومي وتنظيف المسافات بين الأسنان بالخيط)، فإن التهاب النسج الداعمة للأسنان يتطلب علاجاً اختصاصياً عند طبيب الأسنان. يمكن للأشخاص الذين يتمتعون بصحة فموية جيدة أن ينظفوا بمقدار 2-3 ملم فقط تحت خط اللثة. في حين يمكن لطبيب الأسنان تنظيف الجيوب اللثوية التي تصل في عمقها إلى 6-7 ملم وذلك باستخدام تقنية التجريف وتسوية الجذور، والتي تزيل اللويحة الجرثومية بشكل كامل وتعالج سطوح جذور الأسنان المتضررة.

أما بالنسبة للجيوب التي يبلغ عمقها 7 مليمتر أو أكثر، فغالبًا ما يتطلب علاجها إجراء عملية جراحية. يمكن لطبيب الأسنان العام أو اختصاصي جراحة اللثة أن يقوم بهذه العملية من خلال إجراء شق جراحي يمكّنه من الوصول إلى باطن اللثة أسفل عنق السن (شريحة لثوية). يقوم الطبيب بعدها بتنظيف السن وجذره من أية تراكمات قلحية، وقد يقوم أيضًا بتشذيب وتسوية العظم تحت اللثة (قد يتطلب الأمر أحيانًا إجراء طعوم عظمية)، وبعدها يعمد الطبيب إلى إعادة الشريحة اللثوية إلى مكانها وخياطتها. كما قد يقوم الطبيب باستئصال جزء من اللثة المصابة بحيث تعود النسج اللثوية المتبقية للالتصاق بالأسنان بشكل محكم. وقد يتطلب علاج الحالة أحيانًا قلع بعض الأسنان. إذا شعر المريض بألم في الفم بعد الجراحة، فيمكن استخدام غسول فموي يحتوي على الكلورهيكسيدين والغرغرة به لمدة 1 دقيقة بمعدل مرتين في اليوم، وقد يكون ذلك بديلا مؤقَّتا عن تفريش الأسنان وتنظيفها بالخيط ريثما يتعافى القطع الجراحي.

يمكن لطبيب الأسنان وصف المضادَّات الحيوية (مثل الأموكسيسيلين أو الميترونيدازول)، وخاصة في حال تشكل خراجات لثوية. كما قد يقوم طبيب الأسنان باستخدام مواد دوائية (بشكل خيوط أو هلام) تحتوي على مضادات بكتيرية في عمق الجيوب اللثوية، مما يسمح للمادة الدوائية أن تتغلغل ضمن المنطقة المصابة. يمكن للخراجات اللثوية أن تسبب فوعات من التخريب العظمي، إلا أن العلاج الفوري بالجراحة والمضادَّات الحيوية قد يسمح باستعادة الكثير من النسج العظمية الضائعة.


أخبار مرتبطة