دة خلف الحدقة أي البؤبؤ، وهي المسؤولة عن تركيز أشعة الضوء وكسرها وتحويلها بشكل دقيق إلى مركز شبكية العين.
أعراض الإصابة بالماء الأبيض في العين
إن لحالة الماء الأبيض في العين العديد من الأعراض والعلامات الظاهرة، وهذه أهمها:
التغير السريع في قياس عدسات النظارات الطبية، ففي المراحل الأولى يلاحظ المريض أنه بحاجة إلى تغيير نظارته خلال فترات متقاربة أكثر من المعتاد، وأحيانًا خلال بضعة أشهر فقط.
شعور بنقص الضوء أو بأن الألوان خافتة إلى حد ما.
إبهار البصر، لا سيما عند التعرض لأشعة الشمس القوية أو أثناء القيادة في ساعات الليل.
تشوش متزايد في الرؤية، وهو أمر يشعر به المريض حتى عند تحديث النظارات وملاءمتها.
شعور المريض بأنه يرى من خلال ستارة أو زجاج أبيض اللون.
رؤية هالات حول الأضواء.
ازدواج الرؤية في عين واحدة.
أسباب الإصابة بالماء الأبيض في العين
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تساهم في ظهور الماء الأبيض في العين، وهذه أهمها:
1. التقدم بالعمر
تبدأ عدسة العين بالتعكر والتشوش تدريجيًا مع التقدم بالسن لدى جميع الناس، إلا أن الفئة العمرية التي تتميز بهذا التعكر عادة هي بين سن 55-80 عامًا.
يعد التعكر أكثر الأسباب انتشارًا لحالة الماء الأبيض في العين، وهو يشبه من حيث المبدأ عملية الشيب في شعر الرأس.
2. وجود العوامل الوراثة والجينات
قد تسبب العوامل الوراثية والجينية في الأسرة لظهور إعتام عدسة العين في سن مبكرة بشكل يفوق المتوقع، فيتكون الماء الأبيض في العين لدى الشخص المصاب.
وهناك نوع خاص من الماء الأبيض في العين وهو ما يعرف بالساد الخلقي والذي ينشأ على خلفية وراثية أو نتيجة أمراض خلقية مرتبطة بخلل في عملية الاستقلاب.
3. التعرض للإصابات والحوادث
الصدمة والإصابات في منطقة الرأس والوجه وبشكل خاص الضربة المباشرة للعين كما قد يحدث في حوادث السير والرياضة قد يسبب الإصابة بالماء الأبيض في العين.
كما أن التعرض للإشعاع في منطقة الرأس والوجه قد يتسبب في زيادة فرص الإصابة بالماء الأبيض في العين.
4. عوامل أخرى
كما قد تساهم بعض العوامل الأخرى في زيادة فرص الإصابة بالماء الأبيض في العين، مثل:
التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
الإصابة ببعض الأمراض، مثل: مرض السكري الذي يؤدي إلى تكون الماء الأبيض في العين في سن مبكرة نسبيًا.
الإصابة بالتهابات في داخل العين، خاصة الالتهابات من نوع التهاب العنبية (Uveitis).
استعمال بعض الأدوية لفترات طويلة، وخاصة من عائلة الستيرويدات.
علاج الماء الأبيض في العين
غالبًا يتم علاج الماء الأبيض في العين جراحيًا، إليك التفاصيل في الاتي:
1. متى ينبغي إجراء جراحة الماء الأبيض في العين؟
في الماضي عندما كانت الجراحة تتطلب فترة نقاهة طويلة ولها مضاعفات، كان يتم الانتظار حتى تقدم الحالة بحيث تنعدم الرؤية تمامًا، وكان تقييم حدة البصر يعتمد على القدرة على عد الأصابع وأحيانًا مجرد الشعور بالضوء.
أما اليوم في عصر الجراحة الحديثة أصبح من المعتاد إجراء الجراحة في اللحظة التي يسبب فيها الماء الأبيض في العين تشويشًا كبيرًا في أداء المهام اليومية، مثل: القيادة، أو القراءة، أو مشاهدة التلفزيون.
ويكون هذا الإجراء أكثر إلحاحًا بشكل خاص عندما لا تبقى ثمة إمكانية لتصحيح الرؤية بواسطة النظارات، أي:
تكون حدة الرؤية بقيمة 12/6 وأكثر مع تشوه.
تصبح الرؤية مزدوجة وتظهر ظلال حول الصورة.
تواجد انبهار البصر عند القيادة في الليل لدرجة تؤثر سلبًا على الأداء الوظيفي للإنسان الفعال.
وجميع ما ذكر هي أسباب تبرر إجراء العملية الجراحية.
2. هل يجب الانتظار حتى تصبح الحالة في مراحل متأخرة؟
الإجابة هي لا، إليك التوضيح في الاتي:
يتم إجراء جراحة الماء الأبيض في العين اليوم في العيادات الخارجية دون الحاجة للبقاء في المشفى وتحت تخدير موضعي مع جرح صغير، بنسبة نجاح تبلغ حوالي 95% وشفاء سريع.
تتطلب من ناحية أخرى الجراحة الحديثة والتي تدعى استحلاب العين شروطًا لا تتوفر أحيانًا في الحالات المتأخرة من الماء الأبيض في العين، من حيث صلابة العدسة، وقوة الأربطة التي تمسك بها.
تتطلب غالبًا جراحة حالات الماء الأبيض في العن المتأخرة لإجراء شق أكبر ووضع غرز، وتنطوي على الكثير من المضاعفات والتعقيدات، كما يتطلب الشفاء وقتًا أطول.
ينطبق هذا الأمر بشكل خاص عندما تكون العين مصابة بأمراض أخرى، مثل: الزرق (Glaucoma)، والسكري، وعكر في القرنية، وصعوبة توسع حدقة العين.