تبار أن السمنة تشكّل سبباً لكثير من الأمراض المزمنة.. وخلال المؤتمر الذي جمع نخبة من الأطباء من تخصصات عدة ومتحدثين سعوديين وعالميين وشخصيات رفيعة من وزارة الصحة السعودية، تم استعراض أحدث الأبحاث والدراسات العلمية في مجال السمنة.
بدأ المؤتمر بمقدمة تعريفية من الدكتور سعود السفري استشاري الغدد الصماء بجامعة الملك عبدالعزيز عن السمنة باعتبارها مرضاً مزمناً ناتجاً عن عدة أسباب منها وراثية وبيئية ومجتمعية..
وقال الدكتور عبدالرحمن الشيخ بأن المملكة لا تزال محط الاهتمام في مكافحة السمنة، حيث تُبذل العديد من الجهود في هذا الإطار عبر التركيز على محاور هامة تتضمن التوعية بمخاطر السمنة، وتعزيز الكفاءات، وتعاطي العلاجات الصحيحة والمعتمدة، لإحداث فرق في محاربة السمنة.. ونوّه الشيخ إلى أن المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي تصرّح باستخدام عقارات جديدة لعلاج سمنة المراهقين.
من ناحيته أفاد الدكتور خالد العمري بوجود علاقة ارتباطية بين السمنة وفيروس كورونا، منوّهاً بما كشفته الدراسات الصحية حول تأثيرات فيروس كورونا من أن أكثر من نصف الذين يشعرون بالمرض الشديد جراء الإصابة بالفيروس يعانون من السمنة الزائدة، وأن نحو 40 بالمئة منهم تحت سن الستين.
وشهدت فعاليات المؤتمر العديد من المحاضرات العلمية والعروض التقديمية وورش العمل التفاعلية التي ركزت على أبرز القضايا في هذا المجال ومن بينها "السمنة تسونامي القرن"، و"لماذا السمنة مرضاً"، و"السمنة العبء الاقتصادي الخفي"، و"رؤية المملكة في مكافحة السمنة"، و"دور السمنة التحفيزي لأمراض القلب"، و"السمنة والأطفال: بوابة للأمراض من النوع الثاني"، و"العلاقة الارتباطية بين السمنة وكورونا"، و"خطط الحمية"، و"دور التغذية في إدارة السمنة"، و"سمنة المراهقين"، و"دور الصيادلة في إدارة السمنة" وغيرها من القضايا.
في غضون ذلك سلط البروفيسور كاريل لو رو الضوء على أهمية أدوية مكافحة السمنة في رحلة إدارة هذا المرض، منوهاً بدورها الهام في التدخل من خلال نمط الحياة وفي جراحة السمنة، مشيراً إلى أن أدوية محاربة السمنة المتاحة في السوق السعودي لا تقلل من وزن المريض فحسب بل تعزز الصحة العامة للشخص من خلال المساعدة في تحسين نمط الحياة وتقليل الإصابة بالعديد من الأمراض والتحكم في كثير من الحالات المرضية المصاحبة.
أما الدكتور عبدالرحمن التريكي فقد تعرّض إلى الدور الهام الذي يلعبه الصيدلي المجتمعي في مساعدة المريض على الوصول إلى الوزن المطلوب، ودوره في دعم وإرشاد وتثقيف المريض، مفيداً أن الصيادلة يعكسون أهمية إدارة السمنة في المجتمع بوصفها عبئاً اقتصادياً كبيراً على الرغم من أنه كان من المفترض أن لا يكون لها تأثير بهذا الحجم.
من جانب آخر أشارت الدكتورة هناء عبدالكريم إلى الدور الفعال والمأمول من رؤية المملكة 2030 من خلال تسهيل الوصول إلى إدارة مُحكمة لمرض السمنة.
واختتم المؤتمر فعالياته بحلقة من الأسئلة والاجوبة بين الأطباء والمختصين، وصولاً إلى فهم أعمق لحل مشاكل السمنة والأمراض المرتبطة بها، خاصةً في وقت جائحة كورونا.