حالة مرضية تحدث نتيجة النمو غير الطبيعي لأنسجة مشابهة لتلك المكوًنة لبطانة الرحم الداخلية ولكن خارج الرحم. عادة تتشكل هذه الأنسجة مكونة ما يعرف باسم النسيج الندبي (الندبة) داخل منطقة الحوض إما في المبيضين، أو قناتي فالوب، أو على الجدار الخارجي للرحم. كذلك قد تصل هذه الأنسجة إلى الأمعاء، أو المثانة، أو جدار البطن والسرة وفي حالات نادرة تتشكل في الحجاب الحاجز والرئتين.

وبما أنً بطانة الرحم المهاجرة تتعرض لما تتعرض له البطانة الطبيعية، فانها تتغير بشكل شهري، وتنزف في حالة عدم وجود حمل تماماً مثل دم الدورة الشهرية، ولكن في هذه الحالة يتجمع الدم داخل الحوض، مما يؤدي للالتصاقات، وربما الشعور بالألم، بالإضافة لإمكانية تشكيل كيس على المبايض والذي يسمى باسم أكياس الشوكولاتة chocolate cyst.
هذا يختلف عن تضخم بطانة الرحم بسبب الانتباذ الداخلي

ما هي أسباب حدوث الانتباذ البطاني الرحمي ؟
لا يوجد سبب رئيسي وراء حدوث الانتباذ البطاني الرحمي؛ إلا أن هنالك عدة عوامل قد تزيد من فرصة التعرض للإصابة ومنها:
وجود تاريخ عائلي من الإصابة لا سيما بين الأقارب من الدرجة الأولى مثل الأم، والأخت والجدة.
البلوغ (مجيء الدورة الشهرية) قبل سن 12 سنة كذلك انقطاع الدورة الشهرية في سن متأخرة.
استمرار الدورة الشهرية لفترة تصل إلى 7 أيام أو أكثر. .
وجود فترات قصيرة بين الدورات الشهرية تقل عن 27 يوم.
النساء اللواتي ليس لديهن أطفال ويعانون من تأخر الحمل.
التعرض لأحد الحالات المرضية التي تتداخل مع التدفق الطبيعي لدم الحيض (إما زيادة تدفق الحيض، أو منعه، أو تغيير اتجاهه للوراء).

ما هي أعراض الانتباذ البطاني الرحمي؟
تعاني معظم النساء من الألم في منطقة الحوض وهو أكثر الأعراض شيوعاً إلا أن شدة الألم لا ترتبط بمرحلة أو مدى انتشار المرض. ولكن هناك نسبة من المرضى الذين لا يعانون من اية اعراض.

تشمل أعراض الانتباذ البطاني الرحمي كل ما يلي:
التشنجات الحادة أثناء الدورة الشهرية مع آلام أسفل البطن والظهر.
نزيف شديد خلال الدورة الشهرية
أثناء حدوث الانتباذ البطاني الرحمي، تحافظ الأنسجة المهاجرة على وظيفتها كما لو أنها داخل الرحم، بحيث تنمو وتتمدد وفي النهاية تتمزق وتنزف دم خلال الدورة الشهرية التي قد تستمر لمدة تزيد عن 7 أيام كذلك قد تتسبب بحدوث نزيف بين الدورات الشهرية؛ يمكن لهذا أن يتسبب بالألم والتورم نتيجة حدوث النزيف في مناطق من الجسم قد يصعب خروج الدم منها.

ألم أثناء الجماع.الشعور بالغثيان والتقيؤ.
وجود دم في البول أو البراز.
اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال، والإمساك، والنفخة.
تأخر الحمل وقد يكون العامل الوحيد الموجود لدى المريضة.

ما هي مضاعفات وخطورة الانتباذ البطاني الرحمي أو بطانة الرحم المهاجر؟
ظهور الندب والالتصاقات التي قد تتسبب في انسداد قناتي فالوب.
تشكل الأكياس على المبيضين.. للمزيد من المعلومات عن تكيس المبايض، اقرأ هنا: تكيس المبايض.
التأخر في حدوث الحمل والعقم.

الحمل بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة:
كما ذكرنا سابقا, ان بطانة الرحم المهاجر قد تؤثر على حدوث الحمل, أو حتى تمنع حدوثهز لكن الحمل أذا حدث, فانه لا يتأثر سلبا بوجود المرض ( يمكن للانتباذ البطني ان يرفع من نسبة حدوث الحمل الخارج رحمي). على العكس, فان الاعراض غالبا ما تتحسن بشكل كبير اثناء الحمل.

ما هو تأثير الانتباذ البطاني الرحمي على فرص الحمل الطبيعي والخصوبة؟
توجد علاقة بين الانتباذ البطاني الرحمي والحمل, ولكن لا يمكن التعميم في ذلك، إذ يحدث الحمل بعد إطلاق البويضة من المبيض وانتقالها عبر قناة فالوب لتصل إلى الحيوان المنوي وتلقح. في الحالات المتقدمة والشديد من الانتباذ البطاني الرحمي تسبب الالتصاقات والندب المتشكلة حدوث انسداد في قناتي فالوب وبالتالي منع وصول البويضة إلى الحيوان المنوي ومنع حدوث الحمل.

ومن الجدير بالذكر أن فرص حدوث الحمل الطبيعي لا تزال ممكنة لدى النساء اللواتي يعانين من الانتباذ البطاني الرحمي بدرجة بسيطة إلى المتوسطة.
في حال حدوث الحمل أثناء الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، فإن سير الحمل لا يختلف عن الحمل في الوضع الطبيعي. بشكل عام قد يساعد الحمل في تقليل الألم إلا أنه قد يعود بعد الولادة وعند مجيء الدورة الشهرية.

كيفية تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي؟
قد تكون الأعراض الظاهرة عند المصاب مشابهة لأعراض العديد من الأمراض الأخرى، للتأكد من التشخيص الصحيح سيقوم طبيب النسائية والتوليد بتقييم وضعك الصحي و معرفة التاريخ العائلي والأمراض العائلية بالإضافة إلى ما يلي:

الفحص السريري
يتضمن قيام الطبيب بالفحص اليدوي للندب والخراجات التي تقع خلف الرحم.
التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل أو البطن
تتيح هذه التقنية توفير صور للأعضاء التي تقع داخل منطقة الرحم مما يمكن الطبيب من تحديد موقع وحجم الندب والخراجات المتشكلة.
تنظير البطن بواسطة تقنية المنظار المتقدمة

تعد هذه التقنية الأكثر دقة، تتم من خلال قيام الطبيب بإجراء جراحة بسيطة، ما يميز هذه الطريقة هو أنه بمجرد التشخيص وتحديد موقع هذه الندب يتسنى للطبيب أخذ خزعة من هذه الأنسجة وتحليلها أو إزالتها والتخلص منها وذلك حسب وضع المريضة.

بعد الحديث المفصل مع الدكتور قاسم شهاب، استشاري أمراض النسائية وجراحة المنظار المتقدمة، يقوم الدكتور بفحص المريضة على جهاز السونار. لا يمكن رؤية نقاط الرحم المهاجرة على
السونار، ولكن يمكن ملاحظة وجود علامات تدل على وجوده ومنها:
الرحم المنحرف retroverted uterus.
كيس بطانة رحم على احد المبيضين chocolate cyst، أو على كليهما.
يكون الرحم خلال الفحص مثبت بسبب الالتصاقات، فيكون من الصعب فصله عن الأعضاء الأخرى absent sliding sign.

ما هي الطرق المتبعة في علاج الانتباذ البطاني الرحمي؟
هنالك عدة خيارات متاحة للعلاج، يقوم طبيب النسائية والتوليد بتحديد الخيار الأنسب بالاعتماد على حالتك ودرجة المرض لديك، تشمل هذه الخيارات:
مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

العلاج الهرموني واستخدام وسائل منع الحمل (اللولب أو الأقراص الهرمونية) والتي تساعد في إعادة تنظيم الهرمونات الأنثوية في الجسم وذلك من خلال خفض مستوى هرمون الاستروجين الذي يلعب دور كبير في تعزيز نمو هذه الأنسجة.

تنظير البطن (جراحة المنظار المتقدمة)، عادة ما يقوم الدكتور قاسم شهاب بالعلاج في نفس الوقت الذي يقوم به بالجراحة التشخيصية. وهذا كله عن طريق استخدام المنظار (تنظير البطن) وهي الطريقة التي تعرف باسم "see and treat" وهي الطريقة المفصلة لدى الدكتور قاسم، وهي التي يستفيد منها مرضاه بشكل مباشر.

بدلاً من اللجوء إلى العمليات الجراحية القديمة والتي تتضمن إجراء شقوق كبيرة في البطن للتمكن من معاينة الحوض وتحديد موقع أنسجة بطانة الرحم المهاجرة؛ ساعدت تقنية المنظار المتقدمة في علاج الانتباذ البطاني من خلال تمكين الطبيب من معاينة منطقة الحوض بما في ذلك المبيضين، وقناتي فالوب، والمثانة والأعضاء الأخرى وتحديد موضع الندبات وإزالتها بعد فشل العلاج الهرموني أو استمرار الألم.

كيف يتم إجراء تنظير البطن ؟
يتم تنظير البطن من خلال قيام الطبيب بإحداث شق صغير في البطن في منطقة السرة وإدخال إبرة صغيرة في البداية لتمرير غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يساعد في انتفاخ البطن ودفع الجدار للأعلى بعيداً عن الأعضاء كي يتمكن الطبيب من رؤيتها بوضوح. بعد ذلك، يتم إدخال تلسكوب صغير يتكون من كاميرا ومصدر للضوء.

قد يلجأ الطبيب خلال استئصال الندبات والأنسجة المهاجرة إلى استخدام الليزر أو الكهرباء للمساعدة في قطع الأنسجة وإزالتها.
يتم إجراء التنظير البطني تحت تأثير التخدير العام، وقد يستغرق وقت يتراوح بين نصف ساعة إلى ست ساعات اعتماداً على حجم وعدد الندبات والغرسات المتشكلة، كما يمكن إجراؤها في العيادات الخارجية أو في المستشفيات إذ تتطلب بعض الحالات الإقامة في المستشفى لمدة يوم واحد.