واللومينير وأوجه التشابه بينهما
إن كلاً منهما يوصف بأنه "قشور" أو أوجه رقيقة تتوضع على الوجه الظاهر من الأسنان الدهليزي (Buccal)، وكلاهما من الممكن أن يصنّعا من قبل فنيي الأسنان كما يلصقان على السن بنفس الطرق.
وكلاهما بشكل أساسي يستخدمان لتجميل مظهر الأسنان خصوصاً الأسنان المتشققة، المتصبغة، المشوهة خُلقياً، المزدحمة أو المائلة، وقد يعطيان في هذا المجال نتائج متقاربة جداً، كما أن كليهما خاص بأسنانك؛ يتم تصميمه بعد أخذ طبعة خاصة بأسنان المريض (Impression).
من ناحية النتائج المرجوة فكليهما يحققان ما يلي:
تحسين المظهر الخارجي للأسنان.
تعديل لون الأسنان (يجعلانه أكثر بياضاً).
المظهر القريب من الطبيعي.
المتانة ومقاومة الكسر بنفس الدرجة تقريباً.
مقاومة التغيرات اللونية كالاصفرار والاصطباغ بالقهوة مثلاً.
من المهم أن نؤكد على فكرة أن هذه الأوجه (الفينير واللومينير) لا تعوض عن أسنان مفقودة في أي حال من الأحوال، لتعويض الأسنان أنت بحاجة لخيارات أخرى كالجسور التقليدية (Bridges)، هما فقط يجعلان الأسنان والابتسامة أكثر جمالاً.
مقالات ذات علاقة
ابتسامة الفينير المؤقتة أو المتحركة
التغذية وصحة الأسنان
الأسنان اللبنية عند الأطفال
نمو الأسنان الدائمة لدى الأطفال
تبييض الأسنان
ابتسامة هوليوود، الأسنان مثالية
أوجه الاختلاف بين الفينير واللومينير
إن الاختلاف الأساسي بينهما في السماكة، ففي حين تبلغ سماكة "قشرة" الفينير بين 0.5 إلى 2 ملم، تكون سماكة اللومينير أقل من ذلك بكثير، إذ يجب أن تكون أقل من نصف ميلي (0.5 ملم)؛ لذلك فتركيب الفينير يحتاج برد الوجه الخارجي من السن بسماكة قليلة جداً ليتوضع الفينير في هذا الفراغ الحاصل.
بينما اللومينير ونظراً لقلة سماكته فهو ليس بحاجة لبرد أبداً، إلا في بعض الحالات حيث يحتاج إلى البرد قليلاً بسماكة أقل من نصف ميلي تحضير أصغري (Minimal Preparation).
من ناحية أخرى يعتبر اللومينير أفضل من الفينير بكثير بالرغم من كون الأول لا يمكن تطبيقه على كل الحالات والثاني يبدو أكثر مرونة في ملاءمته لمعظم الحالات التجميلية.
إن عدم وجود تحضير أو انعدامه في بعض الحالات بالنسبة للومينير يحافظ على السن أكثر من الفينير ويجعله مؤهلاً لاستقبال الجسور في المستقبل أكثر من الفينير، لذلك أيضاً دور هام في التقليل من حساسية السن الحاصلة نتيجة لبرده وتحضيره بشكل أكبر كما في حالة الفينير.
بالمقابل للّومونير العديد من العيوب، يأتي في مقدمتها كونه غير قادر على تعديل لون الأسنان بشكل كبير نظراً لرقته، فقد يشف لون السن الحقيقي من خلفه مما يعطي انطباعاً بأن لون السن داكن، فإن كان السن شديد الاصفرار وأردت جعله شديد البياض لن تحصل على اللون الذي ترغب به، بل سوف يكون أدكن منه بقليل.
كما أن اللومينير بحاجة لخبرة كبيرة من الطبيب وحذر، فإن طبَّقته يد غير خبيرة قد تحدث العديد من المشاكل كسقوطه عن السن بعد فترة قصيرة.
في حقيقة الأمر إن اللومينير كفكرة ليس سوى تطويراً عن الفينير، وهو يعتبر نوعاً من أنواعه، لكنه مصنوع من مادة أقوى وأشد صلابة وهي مادة السيرانيت (Cerinate)، فيما يصنّع الفينير عادة من الخزف (البورسلان).
أسئلة شائعة بخصوص الفينير واللومينير
1. ما هي التكلفة التقريبية لكل من الفينير واللومينير؟
من الصعب تحديد ذلك بدقة، فتختلف تكلفة كل منهما للسن الواحد كثيراً بين مناطق العالم المختلفة، ويعود ذلك لنوعية المواد المستخدمة والتنافس بين الشركات الحاصل في بلد ما وأجرة الأيدي العاملة في البلد بشكل عام ما بين فني الأسنان والطبيب.
في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً تتراوح تكلفة الفينير للسن الواحد بين 500 دولار أمريكي إلى 1900$ دولار أمريكي (1875 إلى 7125 ريال سعودي).
بينما اللومينير فتتراوح تكلفته بين 800 دولار إلى 2000$ (3000 إلى 7500 ريال سعودي) وربما أكثر حسب حالة السن، كذلك في معظم الدول العربية وأقل من ذلك بكثير في دول عربية أخرى.
2. إذا كان كل من الفينير واللومينير بهذه الرقة الشديدة، ألن ينكسرا بسهولة؟
إن اللومينير والفينير مصنوعان من مواد قوية وصلبة، ولكن بالرغم من ذلك فهي عرضة للكسر فقط أثناء محاولة تطبيقها، وما إن توضع وتلصق على السن؛ تقل احتمالات انكسارها لتصبح شبه معدومة فحينها تكون مدعومة من السن.
نستطيع تشبيه ذلك بأنك تمسك صحن خزف مسطح في يدك وتضربه بخفة بأداة صلبة بالتالي سوف ينكسر، لكن إذا ألصقته على الحائط مثلاً فسوف يتحمل العديد من الضربات قبل أن ينكسر لأنه مدعوم من قبل الجدار.
3. هل يمكن استخدام الفينير واللومينير كبدائل عن عملية تبييض الأسنان التقليدية؟
بالطبع يمكن استخدامهما، بل إنهما أفضل بديلان في حالات كثيرة نظراً لأنهما يعدلان شكل الأسنان بالإضافة إلى أنهما يحسنان لونها، لكن عملياً عملية التبييض تعطي إحساساً بالراحة أكبر كونه لا يوجد على الأسنان أجسام غريبة كالفينير أو اللومينير.
أضف إلى ذلك أن تكلفة تبييض الأسنان مادياً أقل بكثير. لكن إذا ما افترضنا أن المريض سيقوم بتركيب أوجه من الفينير أو اللومينير على الأسنان الأمامية فقط إلا أنه من خلال التبييض؛ سوف تشمل العملية كل الأسنان ليست فقط الأمامية.
4. هل أنا مؤهل لتركيب الفينير أو اللومينير؟
الشخص الوحيد القادر على البت في ذلك هو الطبيب بعد معاينته لحالة أسنانك واللثة، لكن بشكل عام يجب أن تكون اللثة سليمة، الأسنان خالية من النخور كذلك من الانكسارات كبيرة الحجم
كما أنه في حالات التعديل المعقدة في شكل وحجم واصطفاف الأسنان قد لا يكون استخدام الأوجه فعالاً. كما يتوجب أن يكون السن ذا لبٍّ حي (غير معالج بسحب العصب)؛ لأن السن المعالج أضعف بنية.
الأهم من كل ذلك أن تتمتع بعناية فموية كبيرة من تفريش أسنانك بشكل منتظم واستخدامك للخيوط بين السنية؛ لأن تركيب الأوجه يجعل السن أكثر عرضة للنخور نظراً لسهولة دخول الجراثيم في الفراغ الصغير الموجود بين الوجه الخزفي والسن الذي يصعب تنظيفه، خصوصاً في حال كان تركيبها غير مثالي.
5. أيهما أختار، الفينير أو اللومينير؟
في الحقيقة ليس لديك التحكم المطلق في ذلك، فما قد يصلح له تطبيق الفينير قد لا ينجح معه اللومينير. بشكل عام اللومينير أفضل من الفينير كونه ليس بحاجة لتحضير (حيث يتم الحفاظ على السن)، وكونه يعطي احساساً بالطبيعة أكثر نظراً لقلة سماكته، كما أنه مصنوع من مواد أقوى من الفينير.
وقد يستمر لمدة تزيد عن 20 سنة، وفي حال فشله يكون السن قد بقي سليماً كما هو، لكنه يحتاج إلى يد خبيرة لتطبيقه، وأهم نقطتين في هذا السياق تجنب انكساره أثناء التطبيق وتجنب تعرضه هو أو السن للرطوبة (اللعاب مثلاً) أثناء التطبيق؛ لأنه سيفشل حتماً، وهو بحاجة جلستين لوضعه، كما أنه مكلف أكثر من الفينير.
بالمقابل يتميز الفينير عنه بأنه أكثر قدرة على تغطية عيوب ولون الأسنان نظراً لسماكته، كما أن الفينير قد يصلح لسد الفراغات بين الأسنان (Diastema) عن طريق تكبير حجوم الأسنان الصناعية قليلاً، لكن الفينير بحاجة لتحضير السن وربما عدة جلسات. (الجدول التالي ببعض فروق الاختيار).
نصائح بعد وضع الفينير أو اللومينير
لن تستطيع التعامل مع الأسنان التي وضعت عليها الأوجه كما الأسنان الطبيعية، فيفضل تجنب قضم الطعام القاسي مباشرة (كالتفاحة مثلاً)، بل يفضل تقطيعها إلى قطع صغيرة قبل تناولها.
التوقف عن التدخين والعادات الفموية السيئة والضارة الأخرى، وتجنب تناول المشروبات الغازية أو الأطعمة والمشروبات الحاوية على الكثير من الملونات أو الأحماض.
كما ذكرنا الأوجه بحاجة إلى عناية زائدة وتفريش الأسنان بانتظام واستخدام الخيوط بين السنية للحفاظ على صحة اللثة والأسنان.
بالرغم من أنها مقاومة للتصبغ أكثر من الأسنان الطبيعية إلا أنها عرضة له في نهاية الأمر؛ لذلك كما ذكرنا يجب تجنب هذه الأطعمة والمشروبات التي تسبب التصبغ قدر الإمكان، ويمكن للطبيب القيام بعملية تنعيم (Polishing) للتخلص من الأصبغة بسهولة لكن الحرص واجب.
في النهاية.. يتوجب القول إن الفينير واللومينير يعتبران تطوراً مهماً في عالم تجميل الأسنان، فهما يوفران على المريض عناء التبييض أو التعرض لمعالجات تقويمية طويلة الأمد بحل يمكن تطبيقه ببضعة جلسات كأقصى حد، ولازال علم تجميل الأسنان يعد بالمزيد في هذا المجال.