تاريخ النشر 24 ابريل 2021     بواسطة الدكتورة لقاء صالح نتو     المشاهدات 1

أعراض انسداد النفير

النفير (Eustachian tube) هو عبارة عن أنبوب رقيق يصل بين تجويف الأذن الوسطى (Middle ear) وبين القسم الخلفي من تجويف الأنف. جوف الأذن الوسطى مليء بالهواء الذي يتم امتصاصه طيلة الوقت من قبل الخلايا التي تغطيه, يصل هواء جديد إلى تجويف الأذن الوسطى، عن طريق النفير. يكون النفير مغلقا بشكل عام ويُفتح
عند البلع, المضغ أو التثاؤب. عند فتح النفير يدخل هواء نقي من جوف الأنف إلى جوف الأذن الوسطى وينتقل السائل الذي يتم إفرازه من الأذن الوسطى إلى جوف الأنف. بواسطة هذا التبادل يكون الضغط الموجود من جهتي طبلة الأذن (Eardrum), أي الضغط في الأذن الوسطى والأذن الخارجية, متساويا ويبقى جوف الأذن الوسطى خاليا من السوائل، مما يمنح طبلة الأذن القدرة على العمل بصورة مثلى.

عند انسداد النفير أو عدم فتحه كما ينبغي فإن الهواء لا يستطيع الدخول إلى جوف الأذن الوسطى. يتم امتصاص الهواء الموجود في الأذن الوسطى مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط في الأذن الخارجية عن الضغط في الأذن الوسطى، مما يؤدي إلى شدّ طبلة الأذن نحو الداخل فيتأذى أداؤها الوظيفي.

أعراض انسداد النفير
العَرَض الأكثر شيوعا هو السمع المشوب بالالتباس، إضافة إلى ألم ناجم عن تمدد طبلة الأذن.

أما الأعراض الإضافية الأخرى فقد تشمل:
الإحساس بامتلاء بالأذن.
الطنين (سماع صفير أو رنين في الأذن).
الدوخة.
قد تظهر الأعراض في أذن واحدة فقط أو في كلتا الأذنين. وقد تستمر هذه الأعراض لساعات معدودة وحتى أسابيع أو أشهر، تبعا للمسبب الأولي لاحتقان النفير. عندما يكون المسبب هو البرد (كما سنرى لاحقا) من الممكن أن يختفي الاحتقان خلال أسبوع واحد. تختفي الأعراض بصورة تدريجية وقد تظهر أصوات فرقعة في الأذن وقت اختفائها (خلال المرحلة الانتقالية) أو تدهور وتحسن الأعراض، بالتناوب.

أسباب وعوامل خطر انسداد النفير
الآلية التي يتكوّن بها احتقان النفير تتمثل في انسداد النفير، أو عندما يصبح تغليف النفير وذميا ومحتقنا أو عند عدم إنفتاح النفير لسبب معيّن.

البرد, التهاب الجيوب الأنفية, التهاب الحنجرة وغيرها: هذه التلويثات هي المسببات الأكثر انتشارا لاحتقان النفير. يؤدي التلوث إلى الانسداد بسبب عدة عوامل: المخاط اللزج الذي يسدّ النفير نفسه, الانسداد العام في الأنف بسبب البرد والوذمة (Edema) في الغشاء المغلّف للنفير، والذي يظهر بعد العملية الالتهابية. معظم الأشخاص جرّبوا هذا الإحساس وقت الإصابة بالبرد، إذ يكون السمع متدنيا. حتى بعد اختفاء البرد والتلوث, من الممكن أن يبقى النفير مسدودا لعدة أيام إضافية يتم خلالها إخلاء السوائل والانتفاخ، وبعد ذلك يعود الوضع إلى سابق عهده قبل المرض. من الممكن حدوث الانسداد في النفير، أيضا، بعد البرد أو بعد الإصابة بمرض خفيف.

الأذن الصمغية (Glue ear): في هذه الحالة, التي تنتشر بالأساس لدى الأطفال, تمتلئ الأذن الوسطى بسائل دبق ولزج يسبب انسداد النفير ونقص الهواء في الأذن الوسطى. في مثل هذه الحالة، لا يقتصر الأذى على تمدد طبلة الأذن الذي يسبب انخفاض القدرة على السمع، بل يكون هنالك أيضا السائل الدبق في الأذن الوسطى الذي يسبب نقصا إضافيا في حدة السمع، بشكل خاص.

الأرجية (الحساسية - Allergy): الحساسيات المختلفة التي تسبب الاحتقان في الأنف أو الوذمات في أنسجة مختلفة في الجسم قد تسبب، أيضا، انسداد النفير والاحتقان. من الممكن أن تكون الحساسيات موسمية أو دائمة وذات تأثير مختلف من حيث درجة شدتها وخطورتها.

عوامل أخرى: أسباب أخرى، رغم أنها أكثر ندرة، قد تشكل انسدادا, من بينها: تورم اللوزة البلعومية (Pharyngeal tonsil), ورم سرطاني موضعي أو نقيلي, اضطراب بنيوي خلقي في جوف الأنف أو تغيير بنيوي بعد رضح (trauma). في هذه الحالات تظهر في الغالب أعراض إضافية غير تلك المميزة لاحتقان النفير.

من المهم التنويه هنا إلى أن الألم والشعور غير المريح المصاحب لعملية تغيير الارتفاع وقت السفر, الطيران أو الغطس، تحدث بآلية مشابهة لهذه التي تم وصفها أعلاه. يتغير ضغط الهواء في البيئة الخارجية وفي الأذن الخارجية في الوقت الذي لا يتغير فيه الضغط في الأذن الوسطى، مما ينتج فرقا في الضغوط على سطح طبلة الأذن ويسبب ظهور الأعراض المذكورة أعلاه. تكون الأعراض أشد صعوبة لدى الأشخاص الذي يوجد لديهم، أيضا، احتقان النفير. ولكن يفترض أن يؤدي النشاط الذي يفتح النفير، مثل المضغ أو البلع، لدى الأشخاص المعافين، إلى حل مشكلة الشعور بالألم في الأذن.

علاج انسداد النفير
لا حاجة إلى معالجة الاحتقان، في الغالب، إذ يزول الاحتقان من تلقاء نفسه بعد عدة أيام حتى أسابيع. يمكن محاولة البلع أو المضغ في سبيل فتح النفير قدر الإمكان, وإذا لم يساعد ذلك يمكن محاولة الضخ – إدخال هواء ومحاولة إخراجه ببطء مع إبقاء الفم والأنف مغلقين. بهذه الطرق يتدفق الهواء من خلال النفير إلى الأذن الوسطى، مما يحقق تساوي الضغوط من جهتي طبلة الأذن.

إذا كانت خلفية الانسداد  إصابة بالبرد فبالإمكان استعمال أدوية تساعد على تخفيف الاحتقان في الأنف بواسطة رذاذ أو قطرة. إذا كان المسبب حساسية فيفضل استعمال أدوية للحساسية، مثل مضادات الهيستامين، و في الحالات الأشد صعوبة يمكن استعمال الستيرويدات. وفي كل الأحوال، يوصى باستشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي علاج دوائي.


أخبار مرتبطة